هل تنتهي جماعة الاخوان الارهابية نتيجة الانقسامات الداخلية؟

الثلاثاء 15/ديسمبر/2015 - 03:39 م
طباعة هل تنتهي جماعة الاخوان حسام الحداد
 
منذ الاطاحة بالمخلوع مرسي في يوليو 2013، وفض اعتصامي رابعة والنهضة في اغسطس 2014، ولا يكاد يوم يمر على تلك الجماعة الارهابية الا ونسمع عن تفجير هنا وقتل هناك، وبعد ان جفت منابع التمويل سواء من الداخل او الخارج بالإجراءات الامنية المشددة حول هذا الموضوع، لا يكاد يمر يوم الا ونسمع عن انشقاق واختلاف وانقسام بين صفوف الجماعة.
هل تنتهي جماعة الاخوان
ومؤخرا دفعت التصريحات الهزلية لمحمد منتصر، المتحدث الرسمي لجماعة الإخوان الإرهابية، في الفترة الأخيرة، إلى إقالته من منصبه، وتعيين طلعت فهمي بدلاً منه.
وكانت اللجنة الإدارية العليا لجماعة الإخوان الإرهابية، قالت قبل أيام إنها لم تصدر أي قرارات بشأن المتحدث الإعلامي للجماعة، وإن محمد منتصر هو المتحدث الإعلامي.
وذكرت اللجنة التي من المفترض، أنها تدير نشاط الجماعة داخل مصر: "أن كل القرارات الإدارية التي تخص إدارة الجماعة تصدر من اللجنة العليا في الداخل، ولا يجوز لأى مؤسسة في الجماعة أو شخصيات اعتبارية التحدث باسم اللجنة أو إصدار قرارات هي من صلاحيات لجنة الإدارة".
هل تنتهي جماعة الاخوان
تجدر الإشارة إلى أن مجموعة القيادات القديمة للجماعة بزعامة محمود عزت ومحمود حسين قررت إعفاء محمد منتصر المحسوب على جناح لجنة إدارة الأزمة من منصبه بسبب إدلائه بتصريحات تخالف سياسة الجماعة والحديث مع وسائل الإعلام دون العودة للإدارة.
حيث أوضح بعض قيادات الجماعة المنشقين أن البيان صدر بالأمس الاثنين 14 ديسمبر 2015، ولم تخرجه الجماعة إلى النور إلا اليوم، وأن منتصر استمر في إصدار تصريحات وتدشينات على مواقع التواصل الاجتماعي حتى ساعات قليلة ماضية، بصفته المتحدث باسم الجماعة. 
حتى فوجئ بإصدار الجماعة قرارًا بإعفاء محمد منتصر من مهمته كمتحدث رسمي للجماعة، وتعيين طلعت فهمي متحدثًا إعلاميًا بديلا عنه.
خالد الزعفراني، القيادي
خالد الزعفراني، القيادي الإخوانى المنشق
بدوره أوضح خالد الزعفراني، القيادي الإخوانى المنشق أن تضارب التصريحات بين محمود حسين، أمين عام جماعة الإخوان الإرهابية، الرافض للانتخابات الداخلية، ومحمد منتصر، المتحدث الرسمي باسم الجماعة، والذي قال: إنهم يستعدون لإعداد لائحة جديدة لإجراء الانتخابات، تؤدي لمزيد من الانقسام والانشقاقات داخل التنظيم. 
وأضاف الزعفراني، في تصريحات صحفية، أمس الاثنين، أن هذه الخلافات يصعب حلها، خاصةً أن الفترة الماضية بأكملها فشلت الجماعة في حل أي من هذه الأزمات، مؤكدًا أن جماعتين من الإخوان حاليًا، وربما تكون 3 جماعات، أحدها يقودها محمود عزت، والثانية يقودها محمد منتصر، والأخيرة ترفض كلا الطرفين، ما يدل على انهيار كبير لم يحدث طوال تاريخ الجماعة.
ويرجع الكثير من خبراء الحركات الاسلامية ان تصريحات الدكتور محمود حسين، الأمين العام لجماعة الإخوان، التي أدلى بها مؤخرا بأنه لا يوجد مكتب إرشاد، هي التي قسمت قيادات الجماعة وحلفاءها، فبعدما شن شباب التنظيم هجوما حادا على القيادي الإخوانى، ردت عليهم قيادات تنظيمية بأنهم يرفضون هذا الهجوم ويرحبون بتصريحات حسين. والبداية كانت عندما أعلن بدر محمد بدر، القيادي البارز بجماعة الإخوان، والمستشار الإعلامي لمرشد الإخوان السابق، رفضه هجوم بعض شباب وقيادات الإخوان على محمود حسين، الأمين العام للجماعة، ووصف تصريحاته بأنها جاءت في وقتها المناسب. وقال بدر في بيان له على صفحته على "فيس بوك": "كل صديق على الصفحة يسئ للدكتور ‫محمود حسين أو أي من قادة ‫‏الإخوان المسلمين تحت أي دعوة من الأفضل له أن يخرج من صفحتي فورا وكل من أساء حذفته بالفعل أو سأحذفه". وتابع بدر: "نحن نختلف ليل نهار لكن الأدب الراقي والخلق العالي طابعنا الأصيل ومن يخرج عن ذلك لا مكان له في صفحتي، لافتا إلى أن محمود حسين أكد أن الجماعة متماسكة وقوية بالرغم من وجود آراء مختلفة، ولن تنقسم إلى جماعتين، قد أتبنى أنا رأيا وتتبنى أنت رأيا آخر"، زاعما أن تصريحات الأمين العام للتنظيم كانت جيدة سياسيا وإخوانيا. ‬‬‬‬‬‬
عاصم عبد الماجد،
عاصم عبد الماجد، أحد مؤسسي الجماعة الإسلامية
كما احتفى عاصم عبد الماجد، أحد مؤسسي الجماعة الإسلامية، والقيادي بتحالف دعم الإخوان، بحوار محمود حسين، الأمين العام لجماعة الإخوان، وإصراره على التمسك بالمعزول محمد مرسى. وقال عبد الماجد في بيان له: "أهم ما قاله محمود حسين في حواره أن الإخوان لن تقبل صلحا، هذا ما يهمنا، وهو بالنسبة لي شيء أكثر من مهم لأسباب كثيرة"، مضيفا: "ما نصحنا الإخوان به في الفترة السابقة أظنه سيتحقق قسم منه ولو شيء بعد شيء بفعل المحنة". في المقابل كشف أحمد رامي، المتحدث الرسمي لحزب الحرية والعدالة المنحل، عن خلاف جديد نشب داخل الإخوان بعد تصريحات محمود حسين الأمين العام للجماعة بأنه لا يوجد قيادة جديدة للتنظيم، موضحا أن أحمد عبد الرحمن، وعمرو دراج، القياديان بالتنظيم يعترضان على تصريحه بعدم وجود قيادة جديدة للجماعة. وقال رامي، في بيان عبر صفحته على "فيس بوك": "حسنٌ فعل كل من دكتور أحمد عبد الرحمن والدكتور عمرو دراج إذ رفضا الاستجابة للدعوة للظهور للرد على حوار محمود حسين، ورفضا الرد على هجومه على القيادات الجديدة للجماعة". فيما قال محمد سليمان، أحد قيادات المكتب المركزي لجماعة الإخوان: "هو إحنا كنا متوقعين من محمود حسين إيه أنه يطلع يتنحى مثلا أو يطلع يقول إنه غلطان، ما قاله الطبيعي، الجماعة ليها مجموعة من الناس هيا اللي بتديرها واوعى كلب فيكم يفكر".
طارق البشبيشى القيادي
طارق البشبيشى القيادي السابق بجماعة الإخوان
من جانبه أكد طارق البشبيشى القيادي السابق بجماعة الإخوان، أن تصريحات محمود حسين عقدت أزمة من جديد، وستخلف تيارا رافضا للقيادة القديمة، يسعى لاتخاذ إجراءات تصعيدية ضد عواجيز الإخوان. وأضاف القيادي السابق بجماعة الاخوان، أن ظهور محمود حسين جاء بأمر من محمود عزت لمواجهة الهجوم الحاد الذى يتزعمه مجلس إدارة الإخوان بالخارج ضد القائم بأعمال المرشد، إلا أن حسين أشعل الأزمة من جديد.  
فكل ما تقدم من خلافات وانقسامات داخلية بجماعة الاخوان الارهابية انما يؤكد على ان من يملك يحكم، وان الجماعة في الداخل تعاني عدم اعتراف من قيادات الخارج لها، مما يؤدى في النهاية الى تقليص الاموال المتدفقة من الخارج الى الداخل وهذا يعرقل كثيرا ما تنوي الجماعة القيام به من عمليات فوضى وتظاهرات بالداخل، مما يؤدي في النهاية الى احراج الجماعة داخليا وخارجيا، خصوصا قرب ذكرى 25 يناير، ليس هذا فقط بل ادت قلة الاموال ايضا الى ابتعاد بعض المتعاطفين عن الجماعة وعدم القدرة على اتخاذ وتنفيذ بعض العمليات التي اعلنت عنها جماعة الداخل في الآونة الاخيرة  مما يؤكد سيطرة التنظيم الدولي على مقاليد الامور وان هناك انقسام حقيقي بين مجموعتين او اكثر في صفوف الجماعة الارهابية.
فهل تأكل الجماعة نفسها بتلك الانقسامات ام ان هناك حكماء سوف يحافظون على وجود الجماعة ولم الصدع الحادث بها وهذا ما سوف يتضح خلال الايام القليلة القادمة.

شارك