داعش.. عمليات إرهابية في أوروبا والسيطرة على البترول الليبى والتحالف الإسلامي

الإثنين 21/ديسمبر/2015 - 02:28 م
طباعة داعش.. عمليات إرهابية
 
منذ قيام تنظيم الدولة "داعش" بالهجوم على العاصمة الفرنسية باريس نوفمبر الماضي، ويعمل الخبراء الأمنيون وخبراء الحركات الإسلامية، ليس في أوروبا وحدها بل في العالم أجمع، على دراسة الوضع في أوروبا بعد هذه الهجمات، واحتمالية هجمات قادمة من تنظيم الدولة "داعش" على أوروبا. وقد كشف بعض الخبراء في مجال تكتيكات الحرب عن الأماكن المحتمل أن تتعرض لهجمات عناصر وأنصار تنظيم الدولة "داعش"، وبينوا أن روما ولندن هما العاصمتان الأكثر عرضة للهجمات، إلى جانب أميركا، وفرنسا، وألمانيا وأستراليا، وأكدوا أن التنظيم يسعى لتدمير أوروبا، وأن الأوروبيين ليسوا جاهزين لتلك المواجهة.
داعش.. عمليات إرهابية
وقامت صحيفة "ميرور" بنشر تقرير على لسان بعض الخبراء، تحدثوا فيه عن أن داعش الآن في مرحلة التخطيط لهجمات على شكل "صليبٍ عملاق" ضد أوروبا، حسب ما أظهرت خريطة جديدة حول الهجمات المحتملة للتنظيم.
وقد قال الخبراء ان هذا الاكتشاف ألقى الضوء على نظريات إيمان تنظيم الدولة "داعش" بحوادث المستقبل ونهاية العالم، وأن الجماعة تحاول خلق الظروف المواتية لظهور المسيح الدجال أو إشعال حرب مقدسة.
حيث ان "العهد القديم" و"أحاديث" عن نبي الإسلام محمد صلي الله عليه وسلم، يشيران إلى ظهور شرٍ في نهاية العالم، وتؤمن "داعش" أن هذا بات وشيكاً، ولذا فقد توقع الخبراء أن التنظيم سيكثف جهوده لضرب أوروبا بهجمات تشبه التي حدثت في باريس.
ويقول معهد دراسات الحروب، الذي أصدر خريطة الهجمات، المحتملة أن بريطانيا قد تكون هدفاً محتملاً.
ومؤخراً، أطلق الجهاديون تسجيلاً مصوراً يشير إلى روما على أنها هدفهم القادم في معركتهم الأخيرة ضد "الصليبيين". اللقطات أثارت مخاوف على سلامة بابا الفاتيكان، وذكرت بعض المصادر أنه سيلقي خطاب عيد الميلاد المجيد هذه السنة مرتدياً سترة واقية من الرصاص.
ولزيادة المخاوف حول إشعال حرب مقدسة مركزها روما، كتب التنظيم مقالات حول الموضوع في جريدته الدعائية "دابق"، فقد نُشرت في أحد أعداد الجريدة صورة تظهر علم التنظيم مرفرفاً فوق كاتدرائية القديس بطرس في مدينة الفاتيكان، فيما يحرض المقالُ الجهاديين على قتل "كلِّ صليبيّ، أينما وجد".
المتحدث باسم التنظيم، محمد العدناني قال في مجلة "دابق": "سوف نفتح روما، ونحطم صلبانكم، ونسبي نساءكم". وجاء بالمقال: "في تلك النقطة من الحملة الصليبية ضد الدولة الإسلامية، من المهم جداً أن تُشن الهجمات في كل الدول التي شاركت في هذا التحالف، وخاصةً أميركا، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وأستراليا، وألمانيا، وعلى كل مسلم أن يخرج من بيته، يجد صليبياً ويقتله، وسوف تبقى الدولة الإسلامية حتى يرفرف علمها فوق روما".
فيما قال ريتشارد لاندس، الأستاذ المساعد بجامعة بوسطن والذي قام بدراسة "داعش" كطائفة مؤمنة بنهاية العالم، قال: "ولماذا لن يستهدفوا روما؟ إنهم يعلمون أن روما لديها سلطةٌ رمزية، فهم بالطبع لازالوا يعيشون في القرون الوسطى عندما كانت روما تتمتع بسلطة رمزية هائلة، ويعتمد نجاح التنظيم جزئياً على عدم قدرتنا على فهم ما نواجهه".
وأضاف: "إنهم يسعون إلى تدمير أوروبا، فهم لديهم فرصة أفضل في أوروبا لأن الأوروبيين ليسوا جاهزين للمواجهة في الحقيقة".
وقال ويليام ماكانتس خبير الإرهاب في كتابه الجديد "قيامةُ داعش": "ثمة نبوءة واحدة تتعلق بالمسيح الدجال تتجنبها "داعش" وأنصارها، رغم أن هذه النبوءة تَرِدُ ضمن مجموعة من النبوءات التي يقدسونها: المسيح الدجال سوف يظهر في المنطقة الخالية بين الشام وإيران، وهذا بالطبع يطابق موقع الدولة الإسلامية بالضبط".
داعش.. عمليات إرهابية
وعلى صعيد آخر ولقرب السواحل الليبية من أوروبا يحاول تنظيم "داعش" في ليبيا الاستماتة للسيطرة على مدينة أجدابيا شرقي البلاد والتي تقع ضمن الهلال النفطي الليبي، حيث تعد المنطقة البوابة الخارجية الكبرى للنفط، مما يعني بسط التنظيم قبضته على مصب النفط من حقول الخام جنوبي أجدابيا.
وتدور رحى معارك ضارية في تلك المدينة التي تقع على هضبة صخرية تشرف على موانئ التصدير النفطية المحيطة والتي تحولت في أواخر السبعينيات من بلدة هامشية خلف الساحل إلى مدينة أنعشت بقطاع صناعة النفط.
وإذا ما سيطر "داعش" على المنطقة فإن ذلك يعني نفوذه الكامل على حوض سرت النفطي الذي يضم أكبر مجموعة من حقول النفط الليبية، امتدادا لهلال نفطي للسواحل الليبية من مدينة سرت إلى الجنوب عبر حقول الذهب الأسود.
وإن نجح "داعش" في ذلك، فإنه يعني تمكنه من نسخ الأنموذج "الداعشي" في سوريا والعراق والذي يسعى وراء مكاسب المنتجات النفطية.
وتتربع منطقة "الهلال النفطي" على طول يبلغ 250 كيلومترا يمتد بين بنغازي وطرابلس، والتي تحوي المخزون الأكبر من النفط، وتشمل عدة مدن من بينها سرت، إضافة إلى مرافئ السدرة ورأس لانوف والبريقة.
وتشير الأنباء إلى ازدياد التكهنات حول احتمال شن ضربات جوية ضد أهداف التنظيم في ليبيا بعد أنباء استخباراتية تفيد بأن ليبيا أصبحت بديلا لتنظيم "داعش" في  العراق وسوريا لقربها من السواحل الأوروبية خاصة بعد تمركز قوات روسية في سوريا.
إلا أن مدينة سرت تعتبر نموذجا للرقة من حيث صعوبة إعادة السيطرة عليها، خاصة وأن التنظيم يتبع ذات التكنيك باستخدام المدنيين كدروع بشرية. فلا يحسم الموقف سواء في رقة سوريا أو رقة ليبيا إلا بحرب برية.
ويخشى مسؤولون غربيون أن يؤدي القصور عن استهداف الميليشيات المتشددة في ليبيا، إلى انعكاسات سلبية على النجاحات التي يتم تحقيقها في القصف المكثف لداعش في العراق وسوريا، فضلا عن تمكين تنظيم داعش من تشكيل معاقل قوة له في شمال إفريقيا.
داعش.. عمليات إرهابية
وحول آليات مواجهة تنظيم الدولة "داعش" أكد مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية أن تشكيل التحالف الإسلامي لمواجهة "داعش" يمثل ضربة قاصمة لكافة روايات وادعاءات داعش الدينية، واستناده إلى نبوءات نهاية التاريخ ليبرهن على صدق قوله.
وشدد المرصد في رده الاثنين 21 ديسمبر 2015، على التسجيل الصوتي الذي أصدره تنظيم "داعش"، الذي هاجم فيه التحالف، بعنوان "النّحرُ الدّامي حقيقة التحالف الإسلامي"، وقال المرصد إن التحالف الإسلامي ينسف كل هذه الادعاءات ويدحضها ويهدم أركان التنظيم المعنوية، والتي تستمد قوتها بالأساس من تلك الادعاءات الباطلة.
وأوضح المرصد أن تنظيم "داعش" استثمر بشكل كبير تشكيل التحالف الدولي ليقدم نفسه باعتباره محققاً لنبوءة الرسول صلى الله عليه وسلم في ملاقاة جيوش ثمانين دولة، واستمر في ترويج تلك الرواية والتي لاقت صدى كبيراً لدى الكثيرين، قبل أن يجد التنظيم نفسه أمام تحالف إسلامي يهدم أركان روايته وينقضها بالكلية، ليفقد التنظيم بذلك الأساس الأيديولوجي الذي استند إليه واستمد منه قوته.
وأوضح المرصد أن تنظيم "داعش" قد دأب على تسمية التحالف الدولي بـ"التحالف الصليبي" بهدف تصوير الأمر وكأنه حرب دينية بين المسلمين وغير المسلمين، وكثير من عناصره الإرهابية تؤمن بهذه الرواية، وتعمل على ترويجها، إلا أن التنظيم لم يحسب لمواجهة تحالف إسلامي يضم جيوش نحو خمس وثلاثين دولة إسلامية تؤكد جميعها أن التنظيم لا يمثل الإسلام ولا المسلمين، وإنما هو تنظيم متطرف يسعى لتحقيق مكاسب خاصة باستخدام شعارات دينية وترديد روايات ما يعرف بـ "نهاية التاريخ".
وأكد المرصد أن تنظيم "داعش" لن يقبل بمعادلة "تحالف إسلامي في مواجهة دولة الخلافة المزعومة أو الدولة الإسلامية الزائفة"، لذا فإنه سيسعى بكل السبل المتاحة لديه لتشويه هذا التحالف ونزع صفة أنه تحالف لدول إسلامية، والترويج لعدد من فتاويه التي تكفر الدول الإسلامية بالكلية ليصل إلى الصيغة التي يقبلها والتي تحقق مصالحه، وهي "تحالف مرتدين في مواجهة الدولة الإسلامية"، على حد زعمه.

شارك