الجيش اليمني يحرر ميناء"ميدي".. والتحالف ينفي استهداف سفارة إيران بصنعاء
الخميس 07/يناير/2016 - 08:20 م
طباعة
استطاع الجيش اليمني تحرير ميناء "ميدي"، من يد مليشيات الحوثيين، فيما اكد نفي التحالف استهداف سفارة ايران في صنعاء، مع مساعي المبعوث الاممي لتوصل لحل سياسي لإنهاء الصراع.
الوضع الميداني:
سيطرت قوات الجيش الوطني اليمني، المدعومة من التحالف العربي، على ميناء ميدي المطل على ساحل البحر الأحمر في محافظة حجة، شمال غربي البلاد، وذلك بعد معارك عنيفة مع الحوثيين.
وقال قيادي من القوات الموالية للحكومة اللواء عادل القميري "إن قواته سيطرت سيطرة كاملة على المدينة".
وقالت مصادر حكومية يمنية "إن قوات الجيش حققت تقدماً في المناطق المحيطة بالميناء خلال المعارك التي استمرت ليومين، فيما تواصل تطهير بعض الجيوب من المليشيات، وفقاً لـ"سكاي نيوز".
فيما قالت مصادر محلية "إن طائرات التحالف العربي نفذت مساء أمس الأربعاء ثلاث غارات جوية على منزل المخلوع صالح في مزارع الجر غرب مديرية عبس بمحافظة حجة (شمال اليمن)".
وأضافت المصادر لـموقع "يمن برس"، أن طائرات التحالف استهدفت منزل المخلوع صالح في مزارع الجر بثلاث غارات جوية، مما أسفر عن تدمير جزء من المنزل.
وأشارت المصادر إلى هروع سيارات الإسعاف إلى داخل مزرعة "صالح" ومشاهدة جثث متفحمة تنقل على أطقم عسكرية من داخل المزرعة.
كما سيطرت المقاومة الشعبية وقوات الجيش اليمني على منطقة الشقب بصبر الموادم شرق مدينة تعز، اليوم الخميس، بعد معارك عنيفة ضد الحوثيين وقوات صالح منذ أسابيع.
وقال سكان، وفقاً لموقع "المصدر أونلاين"، إن مسلحي جماعة الحوثيين وقوات صالح شوهدوا وهم ينسحبون من مواقعهم.
وكان الحوثيون وقوات صالح شنوا هجمات مكثفة مسنودة بغطاء مدفعي وصاروخي من أجل التقدم في المنطقة، والسيطرة على موقع العروس الاستراتيجي لكن المقاومة تصدت لهم.
من جهة أخرى، تدور اشتباكات عنيفة بين الطرفين في منطقة ميلات بالربيعي غرب تعز، على إثر هجوم للحوثيين. وفي الجحملية تستمر المعارك العنيفة، وقال مصدر إن مسلحي الجماعة فجروا العديد من المنازل.
مكن رجال الجيش والمقاومة الشعبية من صد هجوم للحوثيين وقوات صالح على موقع الديم بصبر، وصد محاولة تسلل للحوثيين مصحوباً بقصف عنيف باتجاه جبل جبرة شمال المدينة، بحسب نفس المصادر .
وأشارت المصادر إلى أن مواجهات عنيفة اندلعت بين الطرفين في تلك المواقع، خلفت أربعة قتلى في صفوف الجيش والمقاومة وجرح 31 آخرين.
يأتي ذلك في ظل استمرار الحوثيين وقوات صالح "بفرض حصار خانق على المدينة من جميع المداخل، مانعين إدخال المواد الغذائية والإغاثية والأدوية والمشتقات النفطية ومياه الشرب وغاز الأوكسجين للمستشفيات".
كما أعلنت قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن الذي تقوده السعودية أن قوات الدفاع الجوي السعودي نجحت في تدمير صاروخ أُطلق من الأراضي اليمنية باتجاه جازان، على الحدود مع اليمن.
وقالت قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن في بيان لها "إن قوات الدفاع الجوي السعودي اعترضت فجر اليوم الخميس صاروخاً تم إطلاقه من الأراضي اليمنية باتجاه جازان حيث تم تدميره بدون أي أضرار".
وأوضحت أن "القوات الجوية بادرت في الحال بتدمير منصة إطلاق الصاروخ التي تم تحديد موقعها داخل الأراضي اليمنية".
ونجحت قوات الدفاع الجوي السعودية خلال الفترة الماضية في صد عدد من الصواريخ التي يطلقها الحوثيون من اليمن وقامت بتفجيرها في الجو.
السفارة الإيرانية:
قال المتحدث باسم التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، العميد أحمد عسيري، إن التحالف سيحقق في اتهام من إيران بأن طائراته استهدفت سفارة إيران في صنعاء.
ونقل التليفزيون الإيراني عن حسين جابر أنصاري، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، قوله إن السعودية تتحمل مسئولية الأضرار التي لحقت بمبنى السفارة وإصابة بعض العاملين فيه.
وأضاف عسيري أن طائرات التحالف نفذت هجمات مكثفة في صنعاء مستهدفة منصات إطلاق صواريخ تستخدمها جماعة الحوثي ضد السعودية، مضيفاً أن الجماعة استخدمت منشآت مدنية منها سفارات مهجورة.
وقال عسيري إن التحالف طلب من جميع الدول إمداده بإحداثيات مواقع مقرات بعثاتها الدبلوماسية وإن الاتهامات التي تستند إلى معلومات يقدمها الحوثيون ليست لها مصداقية.
المشهد السياسي:
وعلى صعيد المشهد السياسي، أكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بسط القوات الحكومية والمقاومة الشعبية الموالية للسلطات الشرعية المسنودة بقوات التحالف العربي، نفوذها على ميناء ميدي، التابع لمحافظة حجه شمال غرب اليمن.
وأشاد هادي خلال اتصال هاتفي أجراه اليوم الخميس مع قائد المنطقة العسكرية الخامسة اللواء عادل هاشم القميري، بالانتصارات التي تم تحقيقها في مديرية ميدي، والسيطرة على مينائها، وفقًا لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية.
وشدد الرئيس اليمني خلال الاتصال على ضرورة التصدي بحزم وقوة لجميع الأعمال الخارجة عن النظام والقانون التي ترتكبها مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، لافتا الانتباه إلى أن تلك الأعمال ألحقت ضررًا كبيرًا بالأمن والاستقرار والاقتصاد والتنمية وأحدثت شرخًا في النسيج الاجتماعي.
وجدد هادي دعوته للقوى في بلاده كافة إلى الوقوف صفًا واحدًا في مواجهة العناصر الانقلابية.
الوضع الانساني:
اتهمت الحكومة اليمنية مكتب المفوضية السلمية لحقوق الإنسان بالتغاضي عن الجرائم التي ترتكبها ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح ضد المدنيين، وإصدار بيانات وتصريحات إعلامية بمعلومات منقوصة، وطالبت من مدير المكتب مغادرة صنعاء على خلفية تقارير قالت إنه قدمها وتحتوي على معلومات مغلوطة.
وأكد مصدر حكومي أن: "وزارة الخارجية اليمنية خاطبت رسمياً مكتب المفوض السامي بجنيف بأن القائم بأعمال المكتب في اليمن افتقد المهنية والحيادية ولم يعد شخصا مرغوباً به".
وقال وزير حقوق الإنسان عزالدين الأصبحي "إن الحكومة اليمنية تأسف لما صدر من بيانات صحفية ومعلومات منقوصة حول الوضع الإنساني في اليمن".
وأضاف: "إن عمل مكتب المفوضية شكل خيبة أمل كبيرة حيث قام بإصدار بيانات تتماهى مع لغة الانقلابين وتتجنب الوضع الكارثي وحالات الانتهاكات الممنهجة التي تقوم بها المليشيا الانقلابية؛ في قصفها وحصارها لمدينة تعز وتعمدها قصف الأحياء السكانية وقتل المدنيين وكلها جرائم ضد الإنسانية وترقى إلى جرائم حرب واضحة".
وأشار الأصبحي إلى "أن تغاضي مكتب المفوضية عن كل تلك الجرائم غير مقبول، حيث قامت المليشيات بقتل أكثر من 1560 مواطن خلال الفترة القليلة الماضية في تعز. كما أن هناك 15 ألف جريح على الأقل حسب إحصاءات الجهات الطبية في تعز وهو رقم متحرك بحكم استمرار القصف على المدينة ومناطق مختلفة ويعاني معظمهم من إعاقات دائمة".
وأقدم الحوثيون على اختطاف أكثر من 1400 ناشطاً وإعلامياً وسياسياً ووضعهم في سجون مختلفة معظمها في صنعاء، واستمرارها في مطاردة الإعلاميين في كل من ذمار وصنعاء وإب وتفجيرها لدور العبادة ومنازل كل من خالفها في الرأي.
المسار التفاوضي:
وعلي صعيد المسار التفاوضي، التقى وزير دولة الإمارات للشؤون الخارجية الدكتور أنور بن محمد قرقاش، اليوم الخميس مبعوث الأمم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ أحمد، إلى اليمن في مقر وزارة الخارجية.
وأطلع المبعوث الأممي الدكتور أنور قرقاش على المستجدات بشأن المفاوضات اليمنية وتفاصيل الجولة القادمة منها المقرر عقدها خلال شهر يناير الجاري.
وثمن ولد الشيخ دعم دولة الإمارات الجهود السلمية التي تقوم بها الأمم المتحدة في اليمن.
من جهته أكد د. قرقاش إن "دولة الإمارات تدعم وبشكل قوي الحل السياسي القائم على المرجعيات الدولية والإقليمية المتفق عليها بشأن الأزمة اليمنية، مشيراً إلى أن الحل السياسي العادل هو الخيار الذي يجمع اليمنيين و يضمن على المدى الطويل مستقبلا آمناً ومستقراً ومزدهراً لليمن الشقيق".
ونوه بضرورة تفعيل وتوسيع نطاق الدعم الإغاثي ليشمل محافظات اليمن كافة، مؤكداً خطورة استغلال هذا الجانب لأهداف سياسية قصيرة المدى.
وأثنى على أداء وفد الحكومة اليمنية في جولة المفاوضات السابقة، مبدياً ثقته في استمرار هذا الأداء العقلاني الذي يضع مصلحة اليمن فوق أي اعتبار في الجولات القادمة من المباحثات و بما يدعم الحلول السياسية المرتكزة على قرار مجلس الأمن الدولي 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني.
وأكد د. قرقاش أن دولة الإمارات - من خلال دورها الفاعل في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة - تسعى إلى حل سياسي مستدام يضمن العلاقة التاريخية بين اليمن ومحيطه العربي.
وأشار إلى أن الإمارات تدرك - ومن خلال جهود الأمم المتحدة - صعوبة المسار السياسي، لكن في الوقت ذاته على قناعة بأنه الخيار الذي يضمن لليمن واليمنيين استقرار دولتهم ومجتمعهم.
المشهد اليمني:
مع مساعي الأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق سلام في اليمن، يبدو الخيار العسكري رئيسياً لكل الأطراف في اليمن لفرض مشروعها، ففيما تقول الشرعية إنها ستواصل تحرير مناطق اليمن من الانقلاب، وإن معركة صنعاء تنتظر ساعة الصفر بعد سيطرة قواتها على أطرافها الشرقية ودعمها بقوات إضافية، تحاول ميليشيات الحوثيين وصالح في المقابل تعزيز تواجدها العسكري في تعز، ونقل المعركة بشكل كبير إلى الحدود مع السعودية.
