الإخوان يصرون على حمل السلاح وتخوفات من مصيرهم في تركيا
الثلاثاء 12/يناير/2016 - 02:00 م
طباعة
بعد أن أعلنت تركيا أنها ستوجه دعوة رسمية إلى مصر لحضور اجتماع منظمة التعاون الإسلامي الذي سيقام خلال شهر أبريل بمدينة اسطنبول، مؤكدة أن مصر هي من ستقرر مبعوثها إلى القمة الإسلامية، مشيرة إلى أن مصر أحد أعضاء المنظمة وأنها الرئيس الحالي للقمة.
ظهرت في الأفق أزمة كبرى بين جماعة الإخوان الإرهابية والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خصوصًا بعد أنباء عن وجود ضغوط خليجية على تركيا لإتمام المصالحة مع مصر وإنهاء خلافات «أردوغان» مع الرئيس عبدالفتاح السيسي.
القيادي الإخواني سامح العطيفي
وظهرت بوادر تلك الأزمة من خلال القيادي الإخواني سامح العطيفي، المقيم في بريطانيا، والذي شن هجومًا شرسًا على «أردوغان»، بعد أن كشف وجود اتصالات مصرية تركية لإتمام المصالحة بين البلدين، وإبعاد رجال وقيادات الجماعة الإرهابية وتيار الإسلام السياسي المؤيد للرئيس المعزول المقيمين في تركيا.
ودعا «العطيفي»، في تصريحات صحفية، قيادات الإخوان في تركيا بعدم الاستجابة لضغوط الرئيس التركي لإتمام المصالحة في مصر مهما كانت المغريات، مطالبًا إياهم بالبحث عن أماكن بديلة يهربون إليها في حال إصرار تركيا على المصالحة مع مصر، وتنفيذها أوامر الخليج بطرد الإخوان من على أراضيها.
وفي سياق متصل، عقد ما يعرف باسم «برلمان الإخوان» أولى جلساته في العام الثاني منذ تأسيسه في تركيا بقيادة رئيسه جمال حشمت، وأكد البرلمان الإخواني رفضه بكافة الصور وجود أي مصالحة مع النظام المصري الحالي بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
محمود حسين، ووجدي غنيم
ويأتي الإعلان الإخواني عن رفض المصالحة مع مصر ليؤكد وجود ضغوط من تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان على الإخوان للقبول بتلك المصالحة أو الخروج من تركيا، على غرار ما تم في السابق بقطر، وأسفر عن طرد العشرات من قيادات الجماعة الإرهابية وعلى رأسهم محمود حسين، ووجدي غنيم.
واستنكر خبراء في حركات الإسلام السياسي إصرار جماعة الإخوان على انعقاد جلسات في تركيا لما يسمى "البرلمان الإخواني" حيث قال الدكتور عمار علي حسن، أستاذ العلوم السياسية: إن انعقاد برلمان الجماعة الإرهابية في تركيا مضيعة للوقت، ولن يسفر عن أي نتائج على المستويين «الداخلي والخارجي».
وأضاف عمار أن المجتمع الدولي يتجاهل ما تفعله الإرهابية من اجتماعات أو احتجاجات أو مطالب، منذ أن سقط النظام، والدليل أنهم يعقدون اجتماعات وبرلمانات منذ سقوط مرسي، ولم يحققوا أي شيء على أرض الواقع.
وأكد أستاذ العلوم السياسية، أن عقد الإرهابية ما سموه «البرلمان الشرعي» مع اقتراب الذكرى الخامسة لثورة يناير، وبالتزامن مع انعقاد البرلمان المصري، ما هو إلا رسالة للشعب المصري الذي يتجاهلهم أنهم ما زالوا موجودين ويعملون.
صبرة القاسمي، مؤسس الجبهة الوسطية
فيما أكد صبرة القاسمي، مؤسس الجبهة الوسطية، لمواجهة العنف والإرهاب، أن انعقاد ما يسمى بالبرلمان الشرعي التابع لجماعة الإخوان في تركيا، محاولة للصيد في الماء العكر بعد انعقاد الجلسة الأولى للبرلمان، ومحاولة للتأثير على مصداقية النظام بالمقارنة بين البرلمانين، مؤكدًا أن هذه المحاولات ستبوء بالفشل؛ نظرا لأن المصريين مؤمنون بقياداتهم السياسية ويعرفون إمكانات كل الأطراف.
وقال القاسمي: «جماعة الإخوان لا تريد تصديق الواقع بأن الاستحقاق الثالث من خارطة المستقبل انتهت، بعد أن كانوا يعولون على فشل تشكيل البرلمان، وبالتالي هم يحاولون إقناع أنفسهم بأنهم ما زالوا على الساحة».
الشيخ عوض الحطاب
وفي نفس السياق أكد الشيخ عوض الحطاب، المنشق عن الجماعة الإسلامية، أن اجتماع ما يسمى بالبرلمان الشرعي التابع لجماعة الإخوان الإرهابية في تركيا، أمر لا يدعو للقلق، وإنما للسخرية، مؤكدًا أن هذا الانعقاد ليس موجهًا للدولة وإنما لأفراد الجماعة المغيبين، في محاولة لإثبات الذات أمام الإعلام وشباب الجماعة المساكين الذين لا يدركون ماذا فعلت بهم قيادتهم من سجن وتشريد وتدمير.
وقال الحطاب: «هذا حال الجماعات والقيادات الفاشلة في حالة التدمير النفسي لقياداتها، أما تركيا وقطر فهم أقل من نقدهم أو التعليق عليهم، وعمومًا الصدمة باستكمال الاستحقاق الثالث قضت على آمال هؤلاء في العودة لمصر من جديد».
فيما أكد الشيخ خالد الزعفراني، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، أن عقد جماعة الإخوان لما يسمى بالبرلمان الشرعي في تركيا، دليل على أن هذه الجماعة ما زالت تعيش الوهم ولم يفيقوا بعد من صدمة انهيار أحلامهم في العودة مرة أخرى لحكم مصر بعد استكمال الاستحقاق الثالث من خارطة المستقبل.
وقال الزعفراني: "إن الجماعة الإرهابية تواصل العناد وتخالف الواقع وبدلًا من أن يحاولوا التصالح مع الشعب الذي يرفض وجودهم نتيجة الجرائم التي ارتكبوها يصرون على الخطأ ما يفسد أي محاولة للتصالح معهم."
عصام تليمة، مدير مكتب الشيخ يوسف القرضاوي السابق
يأتي هذا في ظل وجود أزمات طاحنة داخل الجماعة أدت إلى انقسامات داخلية على المستويين الرأسي والأفقي فأصبحت جماعة الإخوان تتكون من مجموعات متصارعة لا تلتزم إحداها بقرارات القيادة المركزية أو ما كان يسمى مكتب الإرشاد. ومن بين هذه المعارك، معركة بين مدير مكتب القرضاوي والمنشقين عن الإخوان؛ حيث نشبت معركة حادة بين عصام تليمة، مدير مكتب الشيخ يوسف القرضاوي السابق، وبين قيادات منشقة عن جماعة الإخوان، بعدما وصف تليمة، مَن انشقوا عن الجماعة بالمتلونين، وأنهم شهدوا تحولات في الخلق والتدين. وقال تليمة في مقال له على أحد المواقع الإخوانية: إن مصطلح إكس إخوان، هو مصطلح يطلق على من تركوا الإخوان، سواء بالفصل منها، أو بسبب مشكلة، سواء كانوا مظلومين بخروجهم، أو مستحقين للفصل، موضحًا أن من يقصد بهم هذا المصطلح هم من خرجوا من الإخوان بعد ثورة 25 يناير وقبلها بقليل. وأضاف مدير مكتب القرضاوي السابق، أن هناك فئة من الإكس إخوان، خرجت وليس لها هم إلا الإساءة للجماعة، والتنقص منها، فلو أخذ الإخوان موقف اليمين، سيقولون ألم نقل لكم إن الشمال أحسن، وإذا أخذوا شمالا، سيقولون: ألم نقل لكم إنكم أغبياء، ولا تعرفون اليمين من الشمال. وتابع: "لكن الفرق بين من خرجوا على الإخوان قديمًا وحديثًا، أن القدامى كان عندهم موضوع ورسالة يسعون لتحقيقها، وعندهم القدرة على العمل، سواء مع الإخوان أو خارج التنظيم، أما إكس إخوان، فكثير منهم للأسف، لا يرى إلا الأخطاء، ويحقر أي منجزات، ويضخم أي خطأ، وينسى أي فضل، بل لا يرى لهم فضلا". وأوضح تليمة أن أزمة الإخوان، وأزمة الثورة، وأزمة مصر في العاطلين عديمي الموهبة، ممن لا يحسنون إلا موهبة واحدة المزايدة، والتشويش، والتشويه، وبعض حالات (الإكس إخوان) أشبه بالأزمة النفسية، التي يريد بها صاحبها إخراج علله وأمراضه، ناسبا كل ذلك إلى الإخوان، فهم سبب فشله، وهم سبب تشوهه الفكري، وهم سبب كل شيء في حياته، يظل يعيش، وعلى رأسه بطحة الإخوان، يريد في كل موقف، وكل فعل، أن يقول "لست إخوانا".
طارق أبو السعد، القيادي السابق بجماعة الإخوان
ومن جانبه قال طارق أبو السعد، القيادي السابق بجماعة الإخوان: إن تليمة يقود حملة ممنهجة ضد المنشقين عن الإخوان بعدما قاموا بكشف تضليل الجماعة وقياداتها لقواعدهم وأنصارهم، والرأي العام لا يثق فيما يقوله المنشقون عن التنظيم". وأضاف أبو السعد "أن الجماعة تريد أن لا يسمع أحد سوى صوتها، بينما القيادات التي اكتشفت أخطاءهم وفضلت الانسحاب والانفصال عنهم فيريدون سبهم وتشويههم وإلصاق صفات ضدهم، بعد أن طالبوا بتعديل فكر ومنهج الجماعة". بدوره قال طارق البشبيشي، القيادي السابق بجماعة الإخوان: "إن الأزمة التي تشهدها الجماعة مع شبابها جعلتهم يشنون هجومًا على المنشقين، بعدما بدأت قواعد الجماعة تكتشف تضليل تلك القيادات لهم، موضحًا أن المنشقين دائمًا ما يطرحون بدائل لمواجهة الفكر المنحرف للتنظيم".
محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام للجماعة
وردًّا على بيان لمحمود عزت القائم بأعمال المرشد العام للجماعة، والذي يدعو فيه أعضاء الجماعة للسلمية وعدم استخدام الأسلحة في مواجهة المصريين، كشفت مصادر أمنية أن ٦ مكاتب إدارية بجماعة الإخوان في محافظات بنى سويف، الفيوم، القاهرة، القليوبية، الإسكندرية، والبحيرة، رفضت الاستجابة لتعليمات محمود عزت، بوقف العنف، وتمسكت تلك المكاتب بما سمته «استمرار الكفاح المسلح»، فيما استجاب ٢١ مكتباً لتعليمات «عزت» بالتهدئة.
وقالت مصادر: "إن إخوان بني سويف اعتبروا رسائل «عزت» الأخيرة «انقلاباً»، وجددوا بيعتهم للجنة الإدارية العليا للجماعة على استمرار ممارسة العنف حتى تحقيق أهداف الجماعة، وأكد المكتب- في بيان- التزامه بما استقر عليه رأي مجموع الجماعة، واعتبرت أن أي قرارات أو تصريحات أو إجراءات تصدر من جهة غير الإدارة المنتخبة تعتبر انقلاباً إدارياً، وتعتبر صدرت من غير ذي صفة".
وأعلن المكتب الإداري للجماعة بالإسكندرية التزامه بقرارات مجموعة أحمد عبدالرحمن، وفصل طلعت فهمي، الذي عَيَّنَهُ «عزت» متحدثاً باسم الجماعة خلفاً لمحمد منتصر، مؤكداً أنها غير ملتزمة إلا بالقرارات التي تصدر من لجنة إدارة الأزمة التي ترى استمرار العنف.
ورفض المكتب الإداري بالقليوبية قرارات «عزت» والتنظيم الدولي، وأعلن- في بيان- مبايعته اللجنة الإدارية، وهو ما كرره المكتبان الإداريان لمحافظتي القاهرة والفيوم في بيانين مختلفين.
