مقتل جودان "بن لادن الصومال".. يفتح باب الانشقاقات في حركة المجاهدين

الأحد 07/سبتمبر/2014 - 05:26 م
طباعة مقتل جودان بن لادن
 
باتت حركة "شباب المجاهدين" الصومالية في موقف، لا تحسد عليه، بعدما، اعترفت الحركة بمقتل زعيمها المتشدد أحمد عبدي، والمعروف بـ"مختار أبو الزبير"، والمُكنى بـ"جودان"، - جزار نيروبي-، في وقت اوشكت فيه القوات الحكومية وقوات الاتحاد الإفريقي "أمسيوم" السيطرة على مناطق ارتكاز ونفوذ الحركة، شمال وجنوب البلاد.      
كان البنتاجون الأمريكي قد أعلن منذ أيام تنفيذه طلعات جوية، استهدفت معسكر تدريب عناصر الحركة، فضلاً عن كونه مركز قيادة لجودان، جنوب وسط الصومال، بصواريخ "هيلفاير وذخيرة موجهة بالليزر"، وتوقعت المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكي "البنتاجون" مقتل جودان، دون الجزم بذلك، إلا أنها قالت: إن أنباء قوية تواترت، عن مقتل زعيم الحركة، إلا أن السكرتير الصحفي للبنتاجون الأميرال جون كيربي، قال الجمعة الماضية، "تأكدنا أن أحمد جودان الذي شارك في تأسيس (حركة) الشباب قتل، وقال "البنتاجون": "مقتل جودان خسارة رمزية وميدانية كبيرة".

مبنى البنتاجون الأمريكي

مبنى البنتاجون الأمريكي
وأكدت الحركة في بيان رسمي لها مساء أمس (السبت)، مقتل زعيمها أحمد جودان في غارة جوية أمريكية الأسبوع الماضي، معلنة أنها بايعت زعيما جديدا لها، متوعدة أعداءها "بما يسوءهم".
واختارت الحركة أبا عبيدة أحمد عمر زعيما لها خلفا لجودان، التي قالت الحركة: إن مقتله لن يؤثر على المشروع الجهادي، وتوعدت الحركة أعداءها قائلة: "أبشروا بما يسوءكم وترقبوا عاقبة فعلكم الأرعن وتصرفكم الطائش."
وقال البيان: "نبشركم أن الشيخ خلف وراءه رجالا لا ينامون على الضيم ولا يعطون الدنية في دينهم ولن يهنأ لهم بال أو يقر لهم قرار حتى يحكموا شرع الله في الأرض كلها. وينشروا العدل ويبسطوا الشورى ويسعوا لتوحيد المسلمين تحت كلمة التوحيد ويطهروا بلاد المسلمين من رجس الصليبيين والمرتدين."

أحمد عبدي "جودان".. أو مختار أبو الزبير:

أحمد عبدي جودان..
أحمد عبدي جودان 
- هو أحمد عبدي جودان، والمعروف كذلك بمختار أبو الزبير، زعيم "حركة الشباب الصومالية"، عرضت الولايات المتحدة 7 ملايين دولار، مكافأة للقبض عليه.
- لم يُعرف لجودان تاريخ ميلاد دقيق، ولكن تميل معظم التقارير إلى الإشارة إلى أنه ولد عام 1977 أو 1978، في مدينة "هرجيسا"، عاصمة أرض الصومال، المنفصلة عن الصومال، والتي تقع شمال البلاد وتعد ثاني أكبر المدن الصومالية بعد مقديشو.
- ينحدر جودان، من قبيلة إسحق في أراضي الصومال، قضى طفولته في ميتم، قبل أن ينال منحة خوّلته دراسة العلوم الإسلامية في السودان والمحاسبة في باكستان أواخر 1990، فكان تأثّره بالفكر الجهادي.
- تُشير بعض التقارير أنه عبر إلى أفغانستان حيث تدرّب في معسكرات "القاعدة"، عرف عنه بعده عن الكاميرات، حيث لا يوجد لجودان سوى صورة واحدة منتشرة وهي غير واضحة، إذ لم يكن الزعيم الشاب يحبّذ الظهور أمام الكاميرا واكتفى بتسجيل رسائل صوتية.
- شارك جودان في تأسيس حركة الشباب التي نفذت العديد من التفجيرات والهجمات في الصومال وأماكن أخرى، بينها الهجوم على مركز "ويستجيت التجاري" في نيروبي بكينيا، سبتمبر 2013، والذي خلف وراءه 67 قتيلا، وبرر جودان العملية، بأنها جاءت انتقاما من تورط كيني وغربي في الصومال.
- تسلم جودان قيادة حركة الشباب في 2008، وهو الذي حوّلها من حركة تمرّد محلي إلى حركة إقليمية لديها أتباع في الدول المجاورة للصومال، وعرف عنه مناصرته الشديدة للجهاد العالمي ومعارضته للنظرية "القومية" الصومالية.
- حاولت أمريكا استهداف جودان أكثر من مرة، لكن تمكنت القوات من قتله هذه المرة، كان سلفه عدن حاشي عيرو قُتل في غارة مماثلة عام 2008 في منطقة نائية جنوب الصومال؛ ما أتاح له تسلّم قيادة الحركة.

عمليات جودان:

عمليات جودان:
أعلن جودان مسئوليته عن العديد من العمليات التي وقعت في الصومال وعدد من البلدان المجاورة، بينها:
 - تفجيرات كامبالا في أوغندا 2010 التي قتل فيها 74 شخصاً.
- الهجوم على مركز "ويستغايت" التجاري، في كينيا سبتمبر 2013 أسفر عن مقتل 67 شخصاً، وقال جودان وقتها: إن العملية "رسالة الى الغربيين الذين دعموا الاجتياح الكيني للصومال".
اللافت إلى أن زعيم تنظيم "القاعدة" السابق أسامة بن لادن، رفض انضمام حركة شباب المجاهدين إلى التنظيم، وذلك بحسب تسريب رسالة لجودان إلى بن لادن في أغسطس 2010، إلاّ أن خليفة بن لادن، أيمن الظواهري، أعلن اندماج "الشباب" مع تنظيم القاعدة في فبراير 2012.

مستقبل التنظيم:

مستقبل التنظيم:
بعد ساعات من إعلان حركة الشباب مقتل جودان، بات السؤال الأهم حالياً، ماذا عن مستقبل الحركة؟ إلا أن الحركة سارعت في مبايعة قائد جديد لها، حتى تقطع الطريق على كل الشائعات التي ربما تؤثر بالسلب على الروح القتالية لعناصر التنظيم، التي ربما بلغت نحو 7000 عنصر مسلح، بحسب عدد من التقارير الاستقصائية.
ولا شك أن مقتل جودان سيؤدي إلى تراجع التنظيم، ويؤثر على وحدة صفوفه، خاصة وأن التنظيم يعاني الكثير من الانشقاقات، نتيجة اختلاف الأيديولوجيات التي تنضم للتنظيم، الذي ربما يساعد بشكل غير مباشر إلى مزيد من العنف والتشدد والدموية، نتيجة الصراع داخل الحركة على السلطة، خاصة وأن جودان قد استبعد العديد من قيادات الحركة، وبعد مقتله ربما يُعيد الأمل لتلك القيادات في العودة والسيطرة على التنظيم، ولعل واقعة قتل نائبه ورفيق دربه إبراهيم جامع أفغان على يد غودني القيادي في الحركة، إثر خلافات داخلية بينهم العام الماضي، يكشف كم الخلافات بينهم.
وربما يعزز مقتل جودان، من فرص عودة أحد أبرز المُبعدين عن الحركة الزعيم القوي السابق في الحركة محتار ربو أبو منصور، المختبئ في أدغال جنوب الصومال، الأمر الذي سيرفضه مؤيدو جودان؛ ما قد يتسبب في مشاكل داخلية ربما تقود إلى مواجهات دموية كما حدث العام الماضي.
مقتل جودان بن لادن
كما أن إصرار القوات الحكومية المدعومة بقوة من قوات الاتحاد الإفريقي، على مواجهة حركة "الشباب"، وتطهير المناطق التي تسيطر عليها، ربما يدفع إلى مزيد من الانشقاقات، خاصة مع حالة "اليأس" التي سببها مقتل جودان، خاصة مع دعوة الرئيس الصومالي عناصر الحركة إلقاء السلاح مقابل العفو عنهم.

عمر ديري زعيم الشباب الجديد:

عمر ديري زعيم الشباب
حاولت الحركة الشباب استدراك الأمر بعد مقتل جودان، حيث سارعت في مبايعة عمر أحمد ديري زعيما جديدا لها، حتى تقطع الطريق على أية أطماع في قيادة الحركة.
- عمر ديري الزعيم الجديد لحركة الشباب، وهو في العقد الرابع من العمر وكنيته أبو عبيدة، - لا يعرف له تاريخ ميلاد دقيق، ولد في مدينة "قلافي" ضمن الأراضي الصومالية التي تحتلها إثيوبيا، قبل أن ينتقل إلى جنوب الصومال في تسعينيات القرن الماضي، حيث استقر في مدينة "كسمايو" الساحلية عاصمة إقليم جوبا لاند - جنوب الصومال، وأصبح معلما للقرآن في إحدى المدارس الدينية.
- أصبح عضوا في جماعة رأس كمبوني، وهو فصيل كان ضمن مكونات المحاكم الإسلامية وكان يقودها، رئيس إدارة جوبا لاند الحالي أحمد مدوبي، ورأس كمبوني جزيرة صغيرة في أقصى جنوب الصومال، وقريبة من مدينة كسمايو، وكانت معسكرا للإسلاميين في جنوب الصومال، وتدرب فيها مئات من الشبان بينهم مقاتلي حركة الشباب.
- شارك أبو عبيدة في تأسيس حركة الشباب المجاهدين في عام 2004، مع أميرها الراحل آدم حاشي عيرو الذي قتل في قصف أمريكي 2008، وأحمد عبدي جودان.
- عين أبو عبيدة والي ولاية باي وبكول في جنوب الصومال، التي كانت تديرها الحركة قبل أن تفقد معظم هذه المناطق قبل أعوام قليلة، عينه جودان مستشارا له وكان من مقربيه، وكان عضوا في مجلس شورى حركة الشباب، وهو مثل سلفه، بعيد عن الإعلام ولا يحب الظهور حتى بين مقاتلي الحركة.

موقف الحكومة الصومالية:

موقف الحكومة الصومالية:
بعد إعلانه مقتل زعيم الحركة جودان، بادر الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود على حركة الشباب إلقاء الأسلحة وقبول العفو، في حين، حذرت الحكومة الصومالية أمس من موجة هجمات انتقامية قد تشنها الحركة.
وقال الرئيس الصومالي: إن القوات توشك على السيطرة على مناطق الحركة. كانت قيادات عسكرية، دشنت حملة عسكرية فبراير الماضي، حمل اسم "المحيط الهندي العسكرية" للسيطرة على جميع المناطق التي لا تزال تسيطر عليها حركة الشباب المجاهدين سواء في الوسط أو الجنوب.
وتعهدت القيادات العسكرية بأن تؤدي الحملة بمعاونة من قوات الاتحاد الإفريقي، إنهاء وجود حركة الشباب في مناطق سيطرتها بشكل نهائي، وعدم تكرار الأخطاء التي حدثت في العملية السابقة.

 كما تعهدت بالعمل على فتح الطرق وفك الحصار الذي فرضته "حركة الشباب المجاهدين" على كثير من المناطق التي وقعت في أيدي الجيش الحكومي والقوات الإفريقية، والذي نجمت عنه مشاكل إنسانية صعبة، بحسب وصفها.
وأبدت حركة الشباب وقتها جاهزيتها للتصدي لهذه الحملة المشتركة، وقالت إنها وضعت خططا واستراتيجيات لمواجهة هذه الحملة، ووصفت الحركة الحملة بأنها "حملة صليبية تستهدف المسلمين الصوماليين"، وفق تعبير الناطق باسمها الشيخ عبد العزيز أبو مصعب.
مقتل جودان بن لادن
وقال أبو مصعب في تصريحات صحفية: إن سيطرة القوات المتحالفة على بعض المدن "لا تضعف قدرات مقاتلي "الشباب" وقوتهم القتالية"، وأضاف أن الشباب "سيستمرون وبمعنويات عالية في اتباع تكتيكاتهم لمقاومة محاصرة القوات المناوئة في المناطق التي تسيطر عليها، وقطع الإمدادات عنها ونصب كمائن لتنقلاتها في الطرق، والقيام بهجمات استشهادية لشل قدرتها وإضعاف معنويات جنودها".

شارك

موضوعات ذات صلة