تصاعد الجدل الدولي بشأن نية السعودية إرسال قوات برية لسوريا

السبت 06/فبراير/2016 - 08:15 م
طباعة تصاعد الجدل الدولي
 
إعلان السعودية استعدادها لإرسال قوات برية إلى سوريا أثار كثيرًا من الجدل في الأوساط الدولية، وفى الوقت الذى رحبته فيه الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية بهذه الخطوة، حذرت روسيا وإيران ودول أخرى من خطورة هذا الموقف السعودي، لما له من تأثير سلبي على الأزمة السورية، وتعزيز من فرص نشوب حرب إقليمية كبرى بالشرق الأوسط.
البداية كانت على لسان العميد أحمد عسيري مستشار وزير الدفاع السعودي بتأكيده على أن السعودية مستعدة لإرسال قوات برية إلى سوريا لمحاربة تنظيم "داعش" في حال موافقة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
بينما رحب وزير الدفاع الأمريكي، أشتون كارتر، باستعداد السعودية لإرسال قوات برية إلى سوريا بهدف محاربة ما يعرف بتنظيم داعش، مؤكدًا على أن تكثيف دول أخرى نشاطها في التحالف الدولي سيجعل مهام الولايات المتحدة أسهل لزيادة حربها ضد تنظيم داعش.
نوه إلى أن الحكومة السعودية أبدت استعدادها لبذل جهود أكبر من أجل محاربة داعش التي تسيطر على أجزاء واسعة من الأراضي في العراق وسوريا.
تصاعد الجدل الدولي
في حين اعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا أن إعلان المملكة العربية السعودية استعدادها لإرسال قوات إلى سوريا لمشاركة جهود التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في العراق والشام أو ما يُعرف بـ"داعش"، متسائلة عن وضع العمليات التي تقوم بها الرياض في اليمن، معتبرة أن السعودية مستعدة لعمليات برية في سوريا ضمن جهود التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا. 
من جانبه حذر الرئيس السابق للحرس الثوري الجنرال محسن رضائي من خطر نشوب حرب إقليمية في حال أرسل السعوديون جنودا إلى سوريا، فيما قال رئيس الحرس الثوري الإيراني الحالي الجنرال محمد علي جعفري، أن السعودية "لن تجرؤ" على إرسال قوات إلى سوريا.
وقال الجنرال جعفري أن السعوديين "أعلنوا بأنهم سيرسلون قوات إلى سوريا. لا نعتقد بأنهم سيتجرؤون على القيام بذلك لأن جيشهم كلاسيكي، والتاريخ أثبت أن لا قدرة على مواجهة مقاتلي الإسلام"..وأضاف الجنرال جعفري أن السعوديين في حال قرروا إرسال جنود إلى سوريا فأنهم إنما يفعلون "كمن يطلق النار على رأسه".
شدد على أن سياسة إيران لا تقوم على إرسال أعداد كبيرة للمشاركة في المعارك في سوريا"، إلا أنه أضاف "إن لدى عناصر الحرس الثوري ما يكفي من الشجاعة للتواجد على الأرض".
تصاعد الجدل الدولي
من جانبه أكد المحلل السياسي الألماني راينَر زوليش أن الوضع في سوريا يتفاقم من جديد، ومحادثات السلام جُمِّدت حتى قبل أن تبدأ بشكل حقيقي، وفي ظل هذا الوضع ترى المملكة العربية السعودية، القوة الإقليمية، أنها مضطرة على ما يبدو إلى إظهار الحزم، فإذا عقد التحالف الدولي ضد إرهاب "داعش" (داعش) العزم على استخدام قوات برية، فإن السعوديين يرغبون أيضاً في المشاركة وإرسال قوات سعودية ، بحسب ما أعلن مستشار لولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان.
شدد بقوله" فهل هذا رسالة إيجابية؟ لا، (ليست رسالة إيجابية) حتى وإن كان من الممكن أن تبدو إيجابية في عيون الغرب. ففي النهاية تواجه الرياض منذ وقت طويل اتهامات بتصدير الأفكار المتطرفة إلى كل أنحاء العالم، وبعدم اتخاذ ما يكفي من إجراءات ضد مواطنيها، الذين يدعمون "داعش" مالياً، وإذا كانت السعودية على استعداد الآن لإرسال جنودها في حرب برية ضد "داعش": أليس هذا هو الإشارة، التي تمناها الكثيرون في الغرب، أي: أن تصبح الدول الإسلامية أكثر إيجابية في محاربة "داعش"؟
نوه المحلل الألمانى إلى أنه من شأن ذلك أن يكون تفكيراً سطحيًا. فرغم كل التقارب الأيديولوجي (بين السعودية و"داعش") فإن من مصلحة العربية السعودية بالتأكيد محاربة "داعش". وذلك لأن أحد أهداف "داعش" هو الإطاحة بالعائلة السعودية الحاكمة، كما أن السعودية لا تزال ترى خطراً أكبر (من داعش) يتمثل في أقليتها الشيعية وفي إيران، القوة الإقليمية الشيعية، التي تدعم هي وروسيا بشار الأسد في سوريا، وإنهم جميعاً بما فيهم السعوديون يتدخلون عسكريا -بشكل مباشر أو غير مباشر- منذ فترة طويلة في هذا الصراع. وصحيح أن السعوديين لا يدعمون "داعش"، لكنهم يدعمون مجموعات أخرى، منها بالتأكيد جماعات إسلامية متمردة.
أكد زوليش أنه في البداية رفضت الولايات المتحدة التعليق على الاقتراح السعودي. ولا أحد هناك يريد تدخلا لقوات برية غربية، أو حتى لقوات سعودية، وهذا أمر صائب في ظل الوضع الحالي، ووجود روسي عسكري هائل على الأرض، وذلك رغم احتمال أن يبدو هذا الأمر مُرّاً وساخراً بالنسبة للناس، الذين اضطروا للهروب من قصف النظام السوري والقصف الروسي، أو من هجمات "داعش" في مناطق أخرى، لكن الجيش السعودي أقحم نفسه من قبل في اليمن بشكل يائس في حرب دامية بالوكالة، وتدخل القوات السعودية في سوريا سيكون أشد خطورة، وذلك نظرا للقوى العديدة، العاملة هناك، كما أن الرياض سيتم اعتبارها هناك وبوضوح طرفا في الحرب.
نوه إلى أنه بالنظر إلى الوضع الاقتصادي السعودي الداخلي، الذي يزداد صعوبة على نحو متزايد، ونظراً للنجاحات الدبلوماسية التي تحققها منافستها إيران؛ فإن الرياض تبدو متوترة بشكل متزايد على الساحة الدولية، وبالإمكان رؤية ميل خطير لديها للمغامرات العسكرية. ويبدو أن الزمن، الذي كانت الرياض تحاول فيه أن تجعل من نفسها شريكاً موثوقاً به (للغرب) وقوةً للوساطة، قد ولّى وأصبح من الماضي.

تصاعد الجدل الدولي
وفى سياق آخر اهتمت الإندبندنت البريطانية بخبر استعداد السعودية لإرسال قوات برية إلى سوريا، وفى تقرير لها تحت عنوان "تداعيات إرسال المملكة العربية السعودية قوات برية على الحرب الأهلية في سوريا". أكدت الصحيفة أن القوات التي سترسلها المملكة إذا تم ذلك بهدف مواجهة تنظيم داعش قد تجد أنها في مواجهة مع قوات إيرانية أو قوات شيعية أخرى موالية لنظام الأسد مثل مقاتلي حزب الله اللبناني وهو موقف ملتهب.
نوه التقرير إلى أن إرسال هذه القوات لن تقتصر تداعياته على الحرب الأهلية في سوريا بل ستمتد للمنطقة بأسرها، مع الاشارة إلى أن هذه الخطوة تأتي في الوقت الذي تراجعت فيه الآمال بالتوصل إلى حل سلمي للأزمة بعد انهيار محادثات جنيف ومحاولة القوات الموالية للنظام التقدم نحو حلب.
أكدت الصحيفة أن العلاقات المتدهورة أيضا بين روسيا وتركيا وهما تقفان على طرفي النقيض في الأزمة السورية بحيث وصل الأمر إلى تبادل الاتهامات بين حكومتي البلدين بخصوص الموقف في حلب حيث اتهم الأتراك الروس بفرض حصار على حلب لتجويع وقتل المدنيين بينما اتهم الروس أنقرة بالإعداد لغزو سوريا، كما أن القوات السعودية ستجد انها في مواجهة مشتعلة مع القوات الإيرانية والمقاتلين الشيعة وهم الأعداء التقليديون للمملكة بدلا عن مواجهة عناصر تنظيم داعش.
وأشار التقرير إلى أن السعودية وإيران بعدما انخرطا في حرب طائفية بالوكالة في عدة مناطق سابقا آخرها اليمن قد يجدان أنهما في حرب مباشرة في سوريا، مع التأكيد على أن المملكة العربية السعودية مستعدة للإقدام على أي عمل بمفردها لكنه يتوقع أن جميع السيناريوهات ستبقى مجمدة حتى اجتماع قيادة حلف شمال الأطلنطي "الناتو" في بروكسل الأسبوع المقبل.
" من ناحية أخرى قالت البحرين إنها مستعدة لإرسال قوات برية إلى سوريا في إطار التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش بعد يوم من إعلان السعودية تعهدا مماثلا، وقال سفير البحرين لدى بريطانيا الشيخ فواز بن محمد آل خليفة في بيان إن البحرين يمكن أن تساهم بقوات تعمل "بالتنسيق مع السعوديين" تحت مظلة ما وصفه بالتحالف الدولي لمكافحة الإرهاب.
أضاف أن الإمارات وهي أيضا عضو بمجلس التعاون الخليجي مستعدة بدورها لإرسال قوات وهو أمر أكده أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية العام الماضي، وقال السفير البحريني إن المبادرة السعودية في سوريا تهدف للتصدي للدولة الإسلامية و"لنظام الأسد الوحشي" في إشارة للرئيس السوري بشار الأسد الذي تناصبه السعودية العداء.

شارك