علاء فياض.. قائد القوات الخاصة لـ«حزب الله» في سوريا

الثلاثاء 01/مارس/2016 - 12:28 م
طباعة علاء فياض.. قائد
 
أعلن حزب الله اللبناني، الاثنين 29 فبراير 2016، مقتل أحد أبرز القادة الميدانيين للحزب، علي فياض، المعروف بـ«علاء البوسنة»، أثناء مواجهات في سوريا، ليكون فياض، أرفع رتبة بين قيادات الحزب التي تقتل في سوريا، كونه يتولى مهام «قائد القوات الخاصة في الحزب»، وقتل «علاء البوسنة»، مع مجموعة مقاومين، أثناء اشتباكهم مع إرهابيي "داعش".

حياته

حياته
ولد علي فياض حفر أو علاء فياض المشور بعلاء البوسنة، في بداية الستينيات، بتغور جبل صافي (إقليم التفاح) وبساتين أنصارية (صور).. انضم إلى حزب الله اللبناني في نهاية الثمانينيات، وشارك في العمليات العسكرية للحزب.
لا تُعرف الشهادات الجامعية التي حصل عليها، ولكن تلقى العديد من الدورات العسكرية بحزب الله والحرس الثوري الإيراني ولديه خبرات قتالية عالية من خلال مشاركته في عمليات "حزب الله" ضد الاحتلال الإسرائيلي، ومشاركته في الحرب البوسنية وسوريا والعراق.

علاء البوسنة

علاء البوسنة
التحق بصفوف حزب الله نهاية الثمانينيات، وخاض معاركه في بداية التسعينيات ضد العدو الإسرائيلي، ثم غادر جنوب لبنان إلى سراييفو. عام 1992 انضم فياض شطر البوسنة لتنظيم صفوف المقاتلين المسلمين. المهمة الأساس كانت، كما أورد تقرير لورين ميتري وبوركو أكان لـ «معهد السلام»: القتال المتلاحم؛ لأنه «ببساطة، مهارتهم (مقاتلو حزب الله) وخبرتهم كانت أكثر قيمة من إضاعتها في أنواع أخرى من القتال». وبعدما وضعت الحرب اليوغوسلافية أوزارها، عاد فياض إلى صفوف المقاومة في لبنان، حاملاً اسم «علاء البوسنة». 

في "حزب الله"

في حزب الله
في لبنان، عاد إلى «ملعبه» الأثير في التخطيط للعمليات النوعية التي كان يرفض إلا أن يكون على رأس المشاركين فيها. أشهر تلك العمليات كانت اقتحام موقع الدبشة عام 1994. يومها شنّت سرية الشهيد القائد سمير مطوط هجوماً على أحد أكبر مواقع العدو، الذي كانت تتحصّن فيه قوة من لواء جفعاتي، أحد أبرز الألوية العسكرية في العالم تجهيزاً وتدريباً وأداءً. دار القتال مع جنود العدو من مسافات قريبة، قبل أن يدمّر المقاومون الموقع ودشمه.
 بعد التحرير، واصل العمل في مزارع شبعا، وكان ممن كلّفهم الشهيد عماد مغنية تجهيز الإنشاءات العسكرية المواجهة للعدو على الحدود، والتحضير مع القادة الميدانيين لمفاجأة الإسرائيليين في أي مواجهة مقبلة. 
وبين 2007 و2009، تسلّم وحدة القوة الخاصة التي يتصف مقاتلوها بمهارات قتالية عالية، ويتردّد بين جمهور المقاومة أن هذه القوة هي المكلفة اقتحام الجليل في الحرب المقبلة.
في هذه العمليات التي ثبتت مسار عمل المقاومة ضد الإسرائيلي ظهرت قدرات علاء ومواهبه العسكرية والتخطيطية، فكان ممن انتقتهم قيادة المقاومة لنقل تجربتها إلى الخارج.
ونُقل عن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قوله: «هذا القائد لن تُعرف قيمته إلا بعد استشهاده».

الحرب السورية

الحرب السورية
مع دخول حزب الله الحرب السورية بعدما هدّد الجماعات الإرهابي، الحدود اللبنانية، تسلّم «الحاج علاء» المسئولية العسكرية في منطقة الغوطة الشرقية، وكانت له بصمات لا تنسى. في ميدعا، شرق مدينة دوما، وضع فريق «علاء البوسنة»، أو كما يطلق عليه «لجنته»، خطة لتفجير عبوات في معبر إلزامي للإرهابيين.
 عانى الفريق لإقناع «علاء» بالموافقة على الخطة. بعدما كان يفضل أن يكمن المقاتلون للإرهابيين ويلتحموا معهم مباشرةً، وهو نوع القتال الذي يفضّله. لكنه- في النهاية- «رضخ» للخطة، وكانت حصيلة تفجير العبوة مقتل 35 إرهابياً. كمين العتيبة الأشهر، في 25 فبراير 2014، حمل بصمته أيضاً، كما بصمة صوته التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي: «فجّر يا علاء»، ليقتل نحو 176 إرهابياً كانوا في طريقهم من الأردن إلى الغوطة الشرقية.
شارك في معارك الغوطتين ومحيط مقام السيدة زينب وريف دمشق الشرقي ومطار دمشق ودرعا واللاذقية وإدلب- سهل الغاب وحلب وريفها. وغالباً ما كان على رأس الالتحامات، رافضاً دوماً تسلّم المسئوليات التي تتطلّب منه البقاء في غرفة العمليات. تعرّض للإصابة ثماني مرات، إحداها إصابة بالغة في معدته، في أثناء إحدى معارك العتيبة. 
رفض طلب المسعف بضرورة دخول المستشفى وأمره بإخفاء الأمر عن مقاتليه حتى انتهاء المعركة حتى لا يؤثر في معنوياتهم، وبقي مشاركاً في الهجوم الذي استمر ساعة ونصف ساعة، قبل أن يوافق على نقله إلى المستشفى. في سهل الغاب، حوصرت مجموعة للحزب سقط منها شهيدان وجُرح عشرون. ترأس قوة من المشاة واجهت قذائف الهاون والمدفعية ونجح في فك الحصار، الأمر نفسه تكرّر في ريف دمشق. لم يحتقر العدو يوماً، لكنه لم يهَبه. ولطالما كان ينتظر فرصة الدخول إلى الجليل، لكن استهدافه سبقه.
وكذلك أعدّ الكمين في بلدة العتيبة لـ 176 مسلحاً أثناء عبورهم من الأردن، والذي شكّل ضربة قوية لجيش الإسلام. وأفيد أن عدداً من ضباط الحرس الجمهوري قدموا التحية بطلب خاص من الرئيس بشار الأسد بعد استعادة السيطرة على بلدة شبعا الاستراتيجية على طريق مطار دمشق الدولي، وهو كان على رأس قيادة عمليات عزل المسلحين في جنوب دمشق خاصةً في معارك «الحجّيرة» و«السبينة» الصغرى والكبرى التي أبعدت مسلحي المعارضة السورية عن منطقة السيدة زينب، وبعيداً عن دمشق نحو تلال النبي يونس في أعلى شمال اللاذقية التي حُفرت بصماته عليها بأسلوب مرن وخطط متقنة فعلت فعلها في استعادة التلال والمراصد على نمط التكتيكات التي عُمل بها في جنوب لبنان أثناء الاحتلال الإسرائيلي.
صباح يوم الجمعة الماضي، على طريق خناصر- حلب التي فتحها أول مرة، دارت الاشتباكات مع إرهابيي «داعش». أصيب في قدميه ومعدته من جديد، ثم، بطيئاً، شحّ ضوء عينيه. توقف عن القتال الذي لم يكتف منه يوماً. أمس، نُصب عزاؤه في بلدته أنصار مجدداً. وإليها، وإلى الجنوب الذي عشق، سيعود غداً للمرة الأخيرة.

في العراق

في العراق
الحاج "بوسنة" الشهير على الأجهزة اللاسلكية للمقاومين بـ "علاء" زار الجبهات السورية كلها تقريباً وقاد فيها العمليات؛ حتى إن الكمائن الأساسية التي كانت تُعرض على شاشة قناة المنار ويُسمع بين أثيرها عبارة "علاء" كان هو عقلها. لم تنحصر خدمات "الحاج بوسنة" الجهادية على سوريا فقط، فهو أيضًا لعب دوراً عسكريًّا مهمًّا في العراق لصد هجمات "داعش" على العاصمة بغداد في طور تشكيل "الحشد الشعبي"

مقتله

وفي 29 فبراير 2016، أعلن "حزب الله" مقتل أحد أبرز القادة الميدانيين للحزب، علي فياض، المعروف بـ«علاء البوسنة»، أثناء عملية الجيش السوري وحلفائه لاسترداد طريق حلب- دمشق، عند بلدة خناصر، من مسلحي «داعش»، في ريف حلف الجنوبي. وقتل «علاء البوسنة»، مع مجموعة مقاومين، أثناء اشتباكهم مع إرهابيي "داعش".

شارك