تصاعد الاتهامات من موسكو لأنقرة.. والمعارضة السورية تصر على رحيل الأسد
الأحد 13/مارس/2016 - 09:14 م
طباعة
تبادل التصريحات الساخنة بين روسيا وتركيا لا يزال مستمرا، وفى نفس الوقت هناك سباق متنامٍ لكل من موسكو وأنقرة على النفوذ في سورية، وهو ما برز من تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن بلاده لديها أدلة على وجود قوات تركية على الأراضي السورية متهما أنقرة بالقيام "بتوسع تدريجي" على حدودها مع سوريا.
وأكد لافروف أن تركيا بدأت في الإعلان أن لها حقا سياديا في إقامة بعض المناطق الآمنة على الأراضي السورية، وتوغلوا عدة مئات من الأمتار عبر الحدود مع سوريا، وإنه أشبه بتوسع تدريجي."
شدد لافروف على أن موسكو ستصر على أن تدعو الأمم المتحدة الأكراد لمحادثات السلام السورية رغم معارضة تركيا، ملمحا إلى أن روسيا مستعدة للتنسيق مع الولايات المتحدة في سوريا من أجل استعادة السيطرة على مدينة الرقة، وفى مرحلة ما اقترح الأمريكيون تقسيم العمل بحيث يكون على سلاح الجو الروسي التركيز على تحرير تدمر في حين يركز التحالف الأمريكي وبدعم روسي على تحرير الرقة."
من جانبه أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن تنظيم داعش الإرهابي خسر خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة فقط ثلاثة آلاف كيلومتر مربع من أراضيه في سوريا وفقد 600 من مقاتليه، وفي مؤتمر صحفي عقد في باريسفي ختام مشاورات أجراها مع عدد من نظرائه الأوروبيين، قال كيري إن على الأجهزة الإعلامية مراقبة وقف إطلاق النار في سوريا وتعميم التقارير عن الجهة المسؤولة.
أكد كيري أنه على السلطات السورية تنفيذ شروط الهدنة على قدم المساواة مع الأطراف الأخرى واحترام نظام وقف الأعمال القتالية، محذرا دمشق والقوى الداعمة لها من "اختبار مدى متانة الهدنة"، معتبرا أن تصريحات وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، الأخيرة "تعرقل" العملية السياسية المزمع انطلاقها في جنيف. كما اتهم دمشق بإعاقة وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة.
بينما أكد وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت أن نجاح المفاوضات السورية-السورية في جنيف مرهون، قبل كل شيء، بحسن نية الأطراف في التزامها بشروط نظام وقف القتال، وكذلك بضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها بصورة حرة ودون عراقيل.
شدد إيرولت على أن المناقشات في جنيف ستكون صعبة، مشيرا إلى أن وظيفتها هي إطلاق "عملية انتقالية سياسية حقيقية"، منتقدا رفض دمشق مناقشة مصير الرئيس السوري بشار الأسد ضمن مفاوضات جنيف، واصفا تصريحات نظيره السوري وليد المعلم بهذا الشأن بـ"الاستفزازية"، وقال إنها تمثل "إشارة سيئة لا تتفق وروح وقف الأعمال القتالية".
وسبق وأجرى وزير الخارجية الأمريكي مشاورات في باريس مع كل من نظرائه الفرنسي جان مارك إيرولت، والألماني فرانك فالتر شتاينماير، والإيطالي باولو جنتيلوني، والبريطاني فيليب هاموند، ومفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون السياسة الخارجية والأمن فيديريكا موجيريني.
كان وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت سبق وأكد على أن المشاورات ستركز على بحث تسوية الأزمة السورية، واستئناف مفاوضات جنيف بين الحكومة والمعارضة، والوضع في ليبيا وتزايد نشاط المتطرفين فيها، إلى جانب مناقشة الوضع في أوكرانيا.
يأتى ذلك فى الوقت الذى قال فيه المبعوث الأممي السابق إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي إنه كان من الممكن إنهاء الأزمة السورية قبل 4 سنوات لو أصغى الغرب لروسيا، منوها أن المقاربة الروسية للوضع في سوريا كانت واقعية أكثر من المقاربات الأخرى كلها تقريبا، وأنه كان يتعين على الجميع الاستماع إلى رأي الروس، هم كانوا يعرفون كيف كانت الأوضاع في حقيقة الأمر".
أكد الإبراهيمي أنه "لو كان لدى كل واحد تصور دقيق حول ما يجري في سوريا"، لأمكن فعلا حل الصراع عام 2012.
من جانبه أوضح سالم المسلط، المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات، موقفه الرافض لأي دور للرئيس السوري بشار الأسد في المرحلة الانتقالية بسوريا، معربا عن أمله في أن تنطلق المحادثات حول تسوية الأزمة السورية غداً ببحث هيئة الحكم الانتقالي، التي تحمل جميع الصلاحيات بما فيها صلاحيات رئيس الجمهورية.
أضاف بقوله " جئنا إلى جنيف جادين في المفاوضات، نتطلع لرؤية نهاية لما يعاني منه الشعب السوري منذ خمس سنوات"، مشيرا إلى أن مسألة الحكم الفيدرالي يجب أن يقررها الشعب السوري وحده بعد انطلاق العملية السياسية في سوريا، مشددا في الوقت نفسه على السعي للحفاظ على "وحدة الشعب السوري والأراضي السورية في أي حل نتحدث عنه".
أكد بقوله "نريد حلا سياسيا للأزمة في سوريا، والمعارضة تأمل في أن يكون النظام السوري جادا في المفاوضات".
وحول المشاركة الكردية في العملية التفاوضية، قال المسلط:" نعتز بوجود الأكراد، وبمن يمثلهم، بيننا في وفد الهيئة العليا، معاناة الكرد تجاوزت 50 عاماً ولا يمكن أن تستمر ونأمل ألا تستمر معاناة الشعب السوري".، مضيفا بقوله " جئنا ممثلين عن شعبنا ونأمل في التوصل إلى اتفاق في القريب العاجل لأن شعبنا ينتظر ونريد نهاية لإراقة الدماء ونأمل أن نجد شريكاً جاداً وفعلاً من جانب المجتمع الدولي لمساعدة الشعب، جئنا لجنيف لنبدأ المفاوضات لبحث هيئة الحكم الانتقالي ولم نأتِ لننسحب".
وعلى صعيد العمليات العسكرية، اقتحم مسلحو "جبهة النصرة" ذراع تنظيم القاعدة في سوريا مقرات جماعة مسلحة معارضة مدعومة من الغرب واستولوا على أسلحة أمريكية الصنع، خلال اشتباكات بين مسلحي "جبهة النصرة" ومسلحين من المعارضة السورية المسلحة المدعومة من الغرب، في معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي شمال غرب سوريا.
وقال مراقبون إن مسلحي "جبهة النصرة" تمكنوا من الاستيلاء على أسلحة أمريكية الصنع، والاشارة إلى أن المسلحين احتجزوا العشرات من مقاتلي الفرقة 13، وهي إحدى الجماعات المسلحة التي تلقت مساعدات عسكرية أجنبية من بينها صواريخ أمريكية مضادة للدبابات.
يذكر أن جبهة النصرة اتهمت مسلحي المعارضة بمهاجمة بعض قواعدها في محافظة إدلب.
ويري متابعون انه ليست المرة الأولى التي تهاجم فيها "النصرة" فصائل أخرى مدعومة من الولايات المتحدة. حيث سبق أن خطفوا، في صيف 2015، عددًا من عناصر الفرقة 30 التي تلقت تدريبات على يد مستشارين أمريكيين.
