تقدم لقوات التحالف في تعز.. والحوثيون يعترفون بالحوار مع السعودية

الإثنين 14/مارس/2016 - 03:52 م
طباعة تقدم لقوات التحالف
 
حقق الجيش اليمني والمقاومة الشعبية، تقدمًا كبيرًا في تحرير مناطق بمدينة تعز، وسط جهود أمنية من قوات التحالف والشرطة اليمنية من أجل مواجهة تنظيم القاعدة في عدن، فيما يتوقع أن تنعقد جولة جديدة من المفاوضات في نهاية مارس الجاري.

الوضع الميداني

الوضع الميداني
وعلى صعيد الوضع الميداني، سيطرت قوات الشرعية في اليمن، الاثنين، على تبة الدفاع الجوي في شارع الستين في الأطراف الشمالية لمدينة تعز، فيما تتواصل المواجهات في خط الأربعين المجاور والأطراف الشرقية للمدينة.
وأكدت مصادر عسكرية يمنية أن المقاومة الشعبية انتشرت في مناطق بالزنقل والبعرارة لتأمينها بعد تطهيرها.
وبالتزامن مع ذلك استهدفت إحدى غارات التحالف العربي مواقع المتمردين في منطقة الحوبان شرقي تعز.
ويأتي ذلك في الوقت الذي قصفت فيه طائرات التحالف مواقع عدة لميليشيات الحوثي وصالح في محافظتي الجوف وصنعاء.
فيما أعلنت قيادة قوات تحالف إعادة الشرعية في اليمن، في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية "استشهاد طيارين اثنين من القوات الجوية الإماراتية فجر الاثنين إثر تحطم طائرتهما من نوع ميراج في الأراضي اليمنية نتيجة عطل فني."
وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة الإماراتية أعلنت في وقت سابق من يوم الاثنين، فقدان طائرة مقاتلة ضمن قواتها المشاركة في قوات التحالف العربي في اليمن.
كما ذكرت مصادر محلية "المصدر أونلاين" عن مباشرة لجنة من الجانب السعودي وجماعة الحوثي لبدء نزع الألغام التي زرعتها الميليشيا على الحدود مع اليمن.
وقالت المصادر: "إن اللجنة التي تتكون من خبراء ألغام، بدأت عملها في نزع ألغام زرعتها ميليشيا الحوثي في المناطق التي كانت مسرح للحرب بين السعودية وجماعة الحوثي".
وأشارت إلى أن اللجنة كانت وصلت إلى "المثلث، الضيعة، الحصامة"، بمديرية شدا الحدودية مع السعودية.

الأمن في عدن

الأمن في عدن
وعلى صعيد الوضع الأمني في عدن، شهد المدينة صباح اليوم الاثنين، حالة من الهدوء الحذر بعد مواجهات محدودة اندلعت في ساعة مبكرة من صباح اليوم بين قوات الأمن ومسلحين يرجح انتماؤهم لتنظيم القاعدة.
وقالت مصادر محلية وصحفية: "إن هدوءاً حذراً تشهده مديرية المنصورة، وسط انتشار كثيف لقوات الأمن الشرعية على مداخل ومخارج مديريتي المنصورة ودار سعد، بعد مواجهات محدودة اندلعت بين قوات الأمن وعناصر من القاعدة".
وأشارت المصادر إلى أن طائرات الأباتشي شاركت قوات الأمن في تلك المواجهات؛ "حيث قصفت تجمعات لعناصر القاعدة في المنصورة، دون أن تتضح الخسائر التي خلفها القصف".
وأكدت المصادر أن مقاتلات التحالف العربي قصفت مبنى يستخدمه عناصر تنظيم القاعدة في جبل "أمزلقم" الواصل بين مديريتي البريقه وصلاح الدين.
كما استهدفت المقاتلات بغارة أخرى مخزن أسلحة تابع للقاعدة في البريقة؛ حيث سمعت أصوات انفجارات عنيفة وشوهدت السنة اللهب وأعمدة الدخان، في حين لم تتضح الخسائر التي خلفتها تلك الغارات حتى اللحظة.
يذكر أن قوات الأمن في عدن بدأت السبت الماضي بتطبيق المرحلة الثانية من الخطة الأمنية، للحد من الاختلالات الأمنية التي تشهدها المحافظة.

المشهد السياسي

المشهد السياسي
وعلى صعيد المشهد السياسي، اعترف رئيس المجلس السياسي للحوثيين صالح الصماد باللقاءات السعودية الحوثية خلال الأيام الماضية، وقال إنها من أجل تبادل الأسرى وقد تكون طريقًا لوقف القتال والعدوان على اليمن، ولا مانع من أي لقاءات توقف العدوان- حسب قوله.
كما شن الصماد هجوماً على الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وانتقد تقاعس بعض الدول الإقليمية وتركها لهم في إشارة إلى إيران وعُمان.
جاء ذلك في منشور له على صفحته في "الفيس بوك"؛ حيث تحدث عن "العدوان" وصبر الشعب اليمني وما أسماها بالمؤامرات والفوضى وتحذيره من انتشار القاعدة في بقية أجزاء اليمن.
وانتقد الصماد تخاذل إيران وتركها لهم حيث قال: وحتى تلك القوى الإقليمية والدولية التي كان يؤمل أن تدفع عن الشعب اليمني رغم إيجابية مواقفها إلا أنها لم ترقَ إلى مستوى وقف العدوان ورفع المعاناة عن الشعب اليمني وكأن كل طرف لديه مصلحة في استمرار العدوان على اليمن.
وقال الصماد: "لا مانع من التفاهم لوقف العدوان ورفع الحصار فلعل وعسى أن تفضي أي تفاهمات لوقف العدوان، وهذا مطلب جميع أبناء الشعب اليمني وكل القوى الوطنية، فالشعب اليمني يستحق أن نبذل أقصى الجهود لرفع المعاناة عن الملايين من الشعب الذين يفترشون الأرض ويقتاتون ما تيسر من الطعام، والكثير منهم فقدوا من يعولهم، وهؤلاء العظماء هم غالبية الشعب الذين يجب أن نسعى لرفع المعاناة عنهم التي لا يدركها الكثير ممن يقفون بكروشهم خلف الشاشات، فمأكلهم في مأمن ومسكنهم لم يمسه سوء، ولم يفقدوا أيًّا من أحبابهم حرص العدوان على بقائهم لتنفيذ مخططه القذر تحت عناوين متعددة فنسمعهم يتحدثون عن الوطنية والحرص على السيادة، وكأن عاماً كاملاً لم يكن كافياً لتسقط كل الشعارات الزائفة وتسقط فيها الكثير من الأقنعة، وقد رأينا من كانوا يدعون الوطنية ويحاربون التدخل الخارجي المزعوم قد جاءوا يتلحفون أعلام العدوان ممتطين ظهور آليات العدوان.. يقفون جنباً إلى جنب مع المعتدي ضد أبناء شعبه.
 وتابع: "لذلك نؤكد أن ما يتم تداوله في بعض وسائل العدوان ويروج له الكثير من ناشطيهم عن تفاهمات وحوار مع السعودية تأتي في سياق التغطية على فشل العدوان في تركيع الشعب اليمني ويهدف إلى تهيئة الرأي العام لديهم لتقبل أي تفاهمات قد تفضي إلى وقف العدوان دون أن يحقق أهدافه، كما تهدف إلى تخدير الرأي العام وتخدير الشعب اليمني لتصعيد خطير في مكان ما كما عهدنا في حالات سابقة".
وقال: ولإيضاح الصورة لشعبنا اليمني حتى لا يتم تزييف الحقائق فما حصل في الأيام الماضية في الحدود هو لقاء أولي تم فيه تسليم أحد الأسرى السعوديين كحالة إنسانية نظراً لوضعه الصحي، مقابل تسليم عدد من الأسرى من الجيش واللجان الشعبية ولقاء كهذا يحصل في الحروب ولن يتأتى التسليم إلا بلقاء مع الطرف الآخر وتهدئة الوضع في الحدود لتهيئة أرضية مناسبة للقاء.
ولأن وقف العدوان مطلب للجميع فلا مانع أن تستغل مثل هذه المبادرات لإيجاد قناة تواصل مع الطرف الآخر للاستماع لوجهات النظر والتفاهم لإيجاد آليات قد تفضي إلى حوار بعزة وكرامة يتم نقلها للقوى الوطنية للتشاور حولها لما فيه مصلحة البلاد. وكانت هذه التفاهمات أولية مبدئية تم خلالها التفاهم على خطوات تدريجية قد تفضي إلى وقف العدوان في حال كانت هناك نوايا صادقة لدى دول العدوان فلن نخسر شيئًا، وشعبنا هو شعبنا، وثقته بقيادته، وثقة قيادته به لن تتبدل ولن يبالي بضجيج من هنا أو هناك.
 وهاجم الصماد الرئيس السابق صالح وقال: "ومن يحاول أن يزيف الحقائق فهو يعيش حالة من حالتين إما أنه يهيئ نفسه لصفقة مع العدوان مستغلاً تضليل العدوان، أو أنه يأتي في سياق مخطط العدوان نفسه لينال من القوى الوطنية وفي مقدمتهم الجيش واللجان الشعبية والقوى الوطنية التي تقف في صف الوطن ضد العدوان وهز ثقة الشعب بهم".
واختتم منشوره بقوله: "لذلك من الأهمية بمكان أن يدرك شعبنا اليمني العظيم أن المرحلة مرحلة وعي وبصيرة وصمود وتعزيز الوحدة الداخلية وليحذر من التواني والاسترخاء، فالعدوان يعد عدته ويدفع بمرتزقته لتحقيق خرق في مكان ماء، وعلى شعبنا أن لا يصغي لمثل هذه الأصوات، وأن يثق أن من وقف في وجه العالم من أجل عزة وكرامة شعبنا لن يساوم عليها مهما كان حجم التضحيات وسيفتقدنا شعبنا؛ حيث يكره ويجدنا حيث يحب ويرضى.

المسار التفاوضي

المسار التفاوضي
وعلى صعيد المسار التفاوضي، يقوم المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد بجولة جديدة في المنطقة بغية التوصل إلى اتفاق مع الأطراف اليمنية والأطراف الإقليمية لاستئناف محادثات السلام بين الحكومة الشرعية والمتمردين الحوثيين وحليفهم المخلوع علي عبد الله صالح.
وأجرى ولد الشيخ أمس مباحثات مع أمير دولة الكويت٬ الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح٬ بخصوص الوضع في اليمن والمقترحات المطروحة لجمع الأطراف إلى مائدة مفاوضات جديدة٬ بينما من المتوقع أن يصل لاحقًا إلى الرياض.
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر سياسية يمنية أن المبعوث الأممي يحمل مقترحات إلى الأطراف اليمنية بخصوص مكان وزمان انعقاد المشاورات٬ وأشارت المصادر إلى أن ولد الشيخ يقترح أن تعقد المشاورات نهاية الشهر الحالي في دولة الكويت أو الأردن. إلى ذلك جددت القيادة اليمنية الشرعية تأكيد حرصها على السلام٬ وقال ياسين مكاوي٬ مستشار الرئيس اليمني: "إن كل التحركات التي تقوم بها الحكومة الشرعية٬ هي في إطار السعي للتوصل إلى سلام٬ ولكنه السلام الذي يضمن إنهاء الانقلاب وعودة الشرعية وتطبيق القرارات الدولية وبالأخص القرار رقم 2216".
وأكد مكاوي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن المعطيات الموجودة على الأرض والانتصارات التي تتحقق في كل جبهات القتال «تؤثر إيجابيًّا على كل المسارات التي ستؤدي إلى تحقيق السلام في ربوع اليمن٬ وذلك من خلال التغيرات الميدانية التي بدأت تتحقق منذ (جنيف2) حتى يومنا هذا٬ وستتوالى إلى أن يتم إسقاط المشروع الفارسي في اليمن والمنطقة». وقال مكاوي: "إن المعطيات على الأرض تغيرت كثيرًا منذ جولة المباحثات الماضية٬ في ديسمبر الماضي وحتى اللحظة٬ وهي تطورات تصب في مصلحة استعادة الشرعية والدولة المغتصبة وإنهاء الانقلاب لتحالف الحوثي- صالح٬ لكنه أكد أن موقف الحكومة اليمنية الشرعية لم يتغير إزاء السلام٬ فهي مع أي خطوات توصل إليه٬ كما أن موقفها لم يتغير إزاء مطالبتها بتطبيق القرار الأممي ٬2216 الذي يمثل مدخلًا رئيسيًّا لتحقيق السلام في اليمن".
وحول مكان وزمان انعقاد المباحثات المقبلة٬ قال مستشار الرئيس اليمني: «لا ضير في المكان٬ سواء الكويت أو الأردن فهما بلدان شقيقان٬ لكننا اليوم نريد أن نلمس ما تم الالتزام به والتأكيد عليه في (جنيف2) وهو اتخاذ المتمردين لخطوات وإجراءات بناء الثقة٬ وفي المقدمة الإفراج عن معتقلينا وعلى رأسهم وزير الدفاع اللواء محمود سالم الصبيحي ورفاقه».
وتابع: «نؤكد أن هذا يعد أساسًا ومدخلًا لأي مشاورات مقبلة»٬ مشيرًا إلى أن فريق التشاور في الحكومة اليمنية الشرعية «تعقد اجتماعاتها٬ بصورة متواصلة٬ وتدرس كل المقترحات المقدمة إليها وتتخذ ما تراه مناسبًا ويتطابق مع قراري مجلس الأمن 2216 و٬2266 ومع مصلحة الشعب اليمني وما يؤدي إلى السلام٬ ولكن في ضوء النتائج الموجودة على الأرض؛ لأن المتمردين يفقدون٬ يوميًّا٬ الأرض وباتوا يعانون عجزًا ومقتًا محليًّا٬ وعزلة دولية٬ بعد أن تخلت عنهم إيران وأصبح حزب الله اللبناني مهمومًا بورطته الداخلية والإقليمية٬ بعد أن أصبح منظمة إرهابية في نظر كل العرب وجزء كبير من المجتمع الدولي».
وأشار مكاوي إلى أن البند الثاني من إجراءات بناء الثقة وهو رفع الحصار المفروض على مدينة تعز٬ «سقط بأيدي قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وبدعم التحالف٬ أول من أمس٬ بكسر الحصار عن مدينة تعز من الجهة الغربية». ووصف «الانتصارات التي تتحقق في تعز وكسر الحصار جزئيًّا عن المدينة» بأنها «تؤكد انهيار منظومة الانقلابيين العسكرية٬ وكما كنا نشير دائمًا إلى أن انكسار هذه القوى الانقلابية سيأتي من انكسارها في تعز٬ واليوم يتحقق ذلك على يد أبناء هذه المدينة المسالمين٬ فالمدن التي تتسم بثقافة السلم هي المؤهلة لكسر المشروع الفارسي٬ وهذا ما تحقق في عدن واليوم يتحقق في تعز٬ وكنا دائمًا نراهن على هذا الأمر٬ واليوم بمشيئة الله وقدرته تتوالى هذه الانتصارات»٬ وأشاد مستشار هادي بـ«الدعم اللامحدود الذي تقدمه دول التحالف٬ وعلى رأسها المملكة العربية السعودية٬ لإنهاء الانقلاب واستعادة الشرعية وإنهاء المشروع الفارسي في اليمن المتمثل في الميليشيات الحوثية والمخلوع صالح».
وفيما يتعلق بالتطورات الحالية في صنعاء وما تبثه المطابخ الإعلامية للمخلوع صالح والحوثيين بخصوص إشراك الحوثيين في تسوية سياسية قريبًا مقابل التهدئة على الحدود والانسحاب من المدن دون تسليم الأسلحة الثقيلة٬ قال مستشار الرئيس اليمني: "إن من أهم القضايا المطروحة في المشاورات٬ والتي نص عليها قرار مجلس الأمن الدولي ٬2216 هي نزع السلاح من هذه القوى الانقلابية٬ ومتى ما تم ذلك سيكون لكل حادث حديث"٬ وأكد مكاوي أن «العمليات في صنعاء سوف تستمر حتى يتم إسقاط العاصمة من قبل المقاومة والجيش الوطني٬ وأؤكد هنا أنه لن تكون هناك حرب جيوش داخل مدينة صنعاء وفي اعتقادي أنها ستكون حرب فلول وجيوب وستقوم المقاومة بالتعامل معها».
وردًّا على التسريبات التي تتحدث٬ مجددًا٬ عن مساٍع من قبل بعض الأطراف الدولية لإخراج المخلوع علي عبد الله صالح من البلاد بصورة آمنة وضمان عدم ملاحقته قانونيًّا٬ قال مستشار الرئيس اليمني: إن «المخلوع صالح يجب أن يقدم إلى محكمة جرائم الحرب الدولية في لاهاي هو وكل من ارتكب الجرم وقتل المدنيين وانقلب على الشرعية٬ فكل مناوراتهم السياسية للخروج الآمن بعد هذا الدمار والقتل لن تكون بديلا عن محكمة لاهاي الدولية»٬ مؤكدًا أن الشعب اليمني «لن يتنازل عن حقه في الدماء التي سفكت٬ وأيضًا عن حقه في استرجاع الأموال المنهوبة والتي تقدر بعشرات المليارات من الدولارات»٬ كما أكد مكاوي أن «الجنوح للسلم لا يعني أن يفلت المجرمون من العقاب».

المشهد اليمني

نجاح الجيش اليمني في فك حصار تعز، مع استمرار هدنة الحدود، يشير إلى أن الأوضاع في اليمن تقترب من النهاية، بفعل المسار العسكري، وهو ما يؤكد نجاح هدف عاصفة الحزم بعد عام من انطلاقها بعودة الحكومة الشرعية برئاسة هادي إلى صنعاء.

شارك