استئناف محادثات السلام السورية في جنيف.. وسيناريو الدولة الفيدرالية في الميزان

الإثنين 14/مارس/2016 - 07:21 م
طباعة استئناف محادثات السلام
 
دي ميستورا
دي ميستورا
يواصل المبعوث الأممي لسوريا ستيفان دى ميستورا محاولاته لانعاش محادثات السلام السورية، بالرغم من تبادل الاتهامات بين الحكومة السورية والمعارضة بشأن عرقلة المفاوضات، وفى الوقت نفسه يواصل الروس تسجيل محاولات خرق الهدنة من كل الأطراف السورية، بحثا عن تحقيق أطول فترة ممكنة لنجاح الهدنة.
من جانبه أكد دي ميستورا خلال افتتاحه لأولى ثلاث جولات من محادثات  السلام أن سوريا تواجه لحظة الحقيقة، وأنه لا توجد "خطة بديلة" سوى العودة إلى الحرب وطلب الاستماع إلى جميع الأطراف، إلا  إنه لن يتردد في طلب تدخل القوى الكبرى بقيادة الولايات المتحدة وروسيا إذا تعثرت المحادثات.
أوضح دي ميستورا "إذا لم نر في هذه المحادثات أو في الجولات القادمة أي بادرة على الاستعداد للتفاوض، فإننا سنحيل الأمر مرة أخرى إلى من لهم تأثير أي روسيا الاتحادية والولايات المتحدة ومجلس الأمن الدولي."
ويري محللون أن نجاح الهدنة التي تُعد الأولى من نوعها في الحرب المستمرة منذ خمس سنوات في الحد كثيرًا من القتال خلال الأسبوعين الماضيين، مما أحيا الآمال في أن تتمكن هذه المبادرة الدبلوماسية من تحقيق ما فشلت فيه كل الجهود السابقة. وتم الاتفاق على وقف القتال بعد أن ألغى دي ميستورا محاولة سابقة لإجراء محادثات الشهر الماضي.
وقال دي ميستورا "على حد علمي فإن الخطة البديلة الوحيدة المتوفرة هي العودة إلى الحرب وحرب أشد حتى مما شهدناه حتى الآن، والتزمت كل الأطراف التي تحضر المحادثات بانتقال سياسي سيعقب الحرب لكن مواقف الأسد وخصومه تتباين بشكل جذري حول ما يعنيه هذا الانتقال وما إذا كان يشمل رحيل الرئيس عن السلطة.
ومن المتوقع أن تنتهي الجولة الأولى من المحادثات في 24 مارس وتعقبها فترة راحة لمدة تتراوح بين سبعة وعشرة أيام ثم تجرى جولة ثانية لمدة أسبوعين على الأقل ثم فترة راحة أخرى تعقبها جولة ثالثة.
بوجدانوف
بوجدانوف
أكد دي ميستورا "نعتقد أنه بحلول ذلك الحين يجب أن تكون لدينا على الأقل خارطة طريق واضحة. لا أقول اتفاقا بل خارطة طريق واضحة لأن هذا هو ما تتوقعه سوريا منا جميعا"، إلا انه لم يذكر دي ميستورا إن كان الزعماء الأكراد سيشاركون في المحادثات للمرة الأولى لكنه قال إن شكل المحادثات غير المباشرة يمنحه مرونة لسماع أكبر عدد ممكن من الأصوات وإنه يجب منح فرصة لكل السوريين، مضيفا بقوله " في الحقيقة سيتم التحديث المستمر لقائمة من سنقوم بالتشاور معهم أو لقائهم أو من أتمنى أن يكونوا جزءا ليس من المفاوضات غير المباشرة فحسب بل أيضا المفاوضات المباشرة في نهاية المطاف."
من جانبه أكد بشار الجعفري رئيس وفد الحكومة السورية في محادثات جنيف إن الحكومة قدمت وثيقة بعنوان "العناصر الأساسية لحل سياسي" إلى دي ميستورا وسيط الأمم المتحدة في محادثات السلام.
أضاف بعد الجلسة الافتتاحية للمحادثات أنه عقد اجتماعا إيجابيا وبناء مع دي ميستورا.
على الجانب الآخر رصدت وزارة الدفاع الروسية 14 انتهاكا لاتفاق وقف إطلاق النار في سوريا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، وسجلت الوزارة خمسة انتهاكات في كل من اللاذقية ودرعا وانتهاكين في حلب وانتهاكا واحدا في كل من دمشق وحماة.
أكدت الوزارة أنه تم التوصل لاتفاقات هدنة مع خمس مناطق في محافظة حماة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
من ناحة اخري تتزايد التقارير الاعلامية والتحليلات السياسية بشأن تأسيس دولة سورية فيدرالية، وهو ما كشفت عنه صحيفة "ايزفيستيا" التي اكدت انها ليست واقعية في المرحلة الحالية، مشيرة الى أن روسيا تقترح ان يحل الشعب السوري بنفسه مسألة هيكلية الدولة.
أوضحت الصحيفة في تحليل لها انه بعد أسابيع على توقف المفاوضات في جنيف بين الحكومة السورية والمعارضة، بدأت جولة جديدة من المفاوضات. ورغم عدم وجود أي وضوح لما ستؤدي اليه هذه الجولة، إلا ان وسائل الاعلام علمت ان مسألة فدرلة سوريا ستعقد المفاوضات بشأن مستقبل الدولة السورية.
المعلم
المعلم
أكدت الصحيفة أن روسيا والدول الغربية تناقش مسألة فدرلة سوريا، ببقاء حدودها الحالية ولكن تقسيمها الى كيانات على أساس عرقي مع منحها صلاحيات واسعة. وهذا الخيار بحسب قولها سيساعد على المحافظة على وحدة سوريا.
وفى هذا السياق قال  نائب وزير خارجية روسيا المبعوث الخاص للرئيس الروسي الى أفريقيا والشرق الأوسط ميخائيل بوجدانوف، إن هذا هراء بهراء، فنحن لم نناقش مثل هذه الأفكار، لأن هذا الأمر يجب أن يطرحه السوريون أنفسهم، وعليهم هم الاتفاق بشأن ذلك.
واعتبرت الصحيفة أن سيناريو فدرلة سوريا الآخر قد يكون على أساس سياسي: فهناك المناطق التي يسيطر عليها النظام الحالي، والمناطق الشمالية التي تسيطر عليها المعارضة، والمناطق التي يسيطر عليها الأكراد. ومع هذا هناك شائعات تفيد بأن الولايات المتحدة وروسيا تقاسمتا سوريا، ولهذا سوف يحل السلام، حسب رأي رئيس مجلس شؤون السياسة الخارجية والدفاع، فيودر لوكيانوف، قد تؤثر التغيرات في الهيكلة الإدارية لسوريا إيجاباً في عملية تسوية الأزمة السورية.
وتمت الإشارة إلى أنه عمليا ليس هناك حاليا دولة سورية موحدة. لأنها مقسمة الى مناطق واقعة تحت سيطرة هذه القوى أو تلك، وليس بالإمكان حتى الآن تصور ان تكون إحدى هذه القوى قادرة على حسم الموقف لصالحها. لذلك يجب البحث عن هيكلية جديدة للمحافظة على حدود سوريا الحالية المعترف بها دوليا، هذا الأمر إما تقرره نتائج استفتاء عام، وإما صيغة جديدة لدستور الدولة.

وسبق وأيد مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا أيد فكرة فدرلة سوريا خلال تصريحات أدلى بها الى قناة "الجزيرة" القطرية يوم 8 مارس الجاري، حيث قال "يرفض السوريون كافة مسألة التقسيم، لذلك قد تكون الفيدرالية هي موضع النقاش في المفاوضات"

شارك