"الزند" يفجر معركة جديدة بين "عاصم عبد الماجد" و"الدعوة السلفية"
الثلاثاء 15/مارس/2016 - 01:25 م
طباعة
رغم أن المستشار "أحمد الزند" قدم استقالته من وزارة العدل بسبب "زلة اللسان التي سمعها وعرفها الجميع إلا أن هناك مواقف كثيرة تفجرت بسبب هذا الخطأ الذي وقع فيه الزند، فرأينا كثيرًا من المنتمين للتيار المدني سواء كان ليبراليًّا أو يساريًّا يكيلون الهجوم على الزند، وينصبون أنفسهم محتسبين في دولة دينية، رغم أن الذين كان منتظر منهم القيام بهذا الدور لم يقوموا به..
فها هو ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية، يرد على سؤال "ما حكم الشرع في تصريحات (أحمد الزند)، التي فيها الإساءة والاعتداء على النبي- صلى الله عليه وسلم- وعلى مقامه الجليل؟"، بالأحكام الشرعية، يؤكد فيها بداية على عدم جواز تلك التصريحات، بقوله إن: "الكلام الذي قاله لا يجوز بلا شك، وهو خلاف ما أمر الله- تعالى- به مِن تعظيم الرسول- صلى الله عليه وسلم- وتوقيره كما قال- سبحانه-: {لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا} [النور:63]، ولكن كون هذا سبًّا أو استهزاءً أو سخرية بالرسول- صلى الله عليه وسلم-؛ فهذا ليس بظاهر السياق الذي تَكلم به، وقد سمعتُ المقطع الذي قال فيه ذلك، ولا يَظهر منه قصد الاستهزاء أو السب كما يقوله البعض، ويحملونه على أنه داخل في الآية الكريمة: {قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ} [التوبة:65]، وفي كلام أهل العلم في ردة الساب والمستهزئ".
ويتابع برهامي حديثه: "لا نزاع في أن الساب أو المستهزئ بالنبي- صلى الله عليه وسلم- مرتدٌّ، وإنما النزاع في قبول توبته ظاهرًا، ونحب أن نبيِّن أن كلام شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله- (في عدم قبول توبته ظاهرًا مع قبولها باطنًا، وتحتّم القتل)؛ ليس إجماعًا مِن أهل العلم، بل هو ترجيح شيخ الإسلام".
فتوى "برهامي" تطرقت لحديث "الزند" وبرأته من الاستهزاء بالنبي، بحسب قوله: "الكلام هنا على أن ما صدر منه: هل هو سب أو لا؟ وهل هو استهزاء أم لا؟ فالحكم الشرعي لا خلاف فيه؛ إنما الخلاف في التطبيق على الواقع بالنظر إلى نص العبارة وسياقها، والذي يظهر جدًّا "خصوصًا مع استغفاره، ومِن سياق كلامه" أنه ليس سبًّا ولا استهزاءً، وصيغة "لو" لا يلزم منها التحقيق؛ فقد قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: {وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا} [متفق عليه]؛ فهل هذا سب لفاطمة- رضي الله عنها- أو استهزاء بها أم تأكيد على أن الحدود والعقوبات الشرعية تقام على كل أحد مهما كان قدره؟!"
ويستطرد "برهامي" في فتواه: "لا نشك أنه لا يجوز أن يتكلم أحدٌ على النبي-صلى الله عليه وسلم- بذلك، ولكن هذا لا يلزم منه أنه ساب أو مستهزئ، ولقد قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب- رحمه الله- في مسائله على قول الله-تعالى-: {وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِين} [يونس:106]، قال: "فيه إن دعاء غير الله هو الشرك الأكبر، وأنه لو فعله أصلح الناس لكان مِن الظالمين"، والمقصود بأصلح الناس في كلامه على الآية الرسول- صلى الله عليه وسلم-؛ فهل يُقال: هذا استهزاء أو سب؟! هذا باطل، ولم يزل الشُّراح يقولون: "إن الشرك لو وقع فيه نبي لكان مِن الظالمين، وحاشا النبيين مِن ذلك، وهذا الكلام قطعًا ليس سبًّا ولا استهزاءً؛ علمنا ذلك مِن سياق كلامهم وقصدهم مِن تعظيم خطر الشرك وبيان حبوط العمل به، ولو كان مَن تكلم به مِن أصلح الناس؛ فالسياق مهم للغاية في ذلك، ومع كون السياق كان لا يصح- ولا يجوز استعمال هذه العبارة المذكورة فيه-؛ إلا أنه ليس سياق استهزاء وسب للنبي- صلى الله عليه وسلم-؛ فلا يجوز التكفير بمثل هذا".
وأنهى نائب رئيس الدعوة السلفية حديثه قائلا: "أتعجب مِن الجرأة العجيبة مِن الكثيرين- وليسوا مِن أهل العلم والفتوى- على التكفير دون تثبُّت ومعرفة للاحتمالات ونظر في السياق، وخاصة مع تصريح الرجل بنفي قصد الاستهزاء أو السب تصريحًا لفظيًّا وكتابيًّا، ولا يعني ذلك الدفاع عن كل تصريحاته أو أفعاله؛ فهذا شأن والتكفير شأن، وكلٌّ يؤاخذ بما يقول ويفعل، لكن أمر التكفير عظيم، ولا بد مِن الاحتياط فيه".
تلك الفتوى التي استفزت عاصم عبد الماجد وجعلته يشن هجومًا حادًّا على ياسر برهامي وحزب النور والدعوة السلفية واصفًا ياسر برهامي بالمنافق والكذاب، وعبد للطاغوت وغير ذلك من تلك الاتهامات، ما جعل النائب أحمد الشريف عضو مجلس النواب عن حزب النور بدائرة العامرية، يوجه رسالة إلى عاصم عبد الماجد القيادي بالجماعة الإسلامية وتحالف دعم الشرعية المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين، قائلًا: "كفاكم هدمًا للوطن.. كفاكم قتلًا للقيم.. كفاكم تحطيمًا للقمم". وقال "الشريف" لـ"عبد الماجد" في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "متي ترجع لمصر بلدك، متى ترجع عما في عقلك، متي ترجع لمن أدخلتهم السجن بكلماتك، متي ترجع تعلن الانتماء لوطنك، هل تنتظر الإذن للعودة من أحد"
وتابع "الشريف" في رسالته: "هل الدفاع عن النبي صلي الله عليه وسلم تخصص، ولماذا لا نرى لك جوابًا شرعيًّا ببرهان على ما كان، لماذا تنتظر من الدكتور ياسر برهامي الجواب، هل الدكتور برهامي عندك عالمًا، وهل تقبل أصلًا بما يقول، لو كنت تقبل لماذا خدعت الناس وقلت هي حرب علي الإسلا". واستطرد نائب النور قائلًا: "هل رددت علي عصام تليمة عندما قال عن لجنة الخمسين: لو وضعوا نصوص القرآن والسنة لن نقبل منهم، وهل رددت على من قال لن نقيم الحدود وتعرفه طبعًا".
واختتم "الشريف": "هل رددت على من قال حق اليهود العودة لمصر؟ هل رددت على من قال رابعة أقدس من مكة؟ هل رددت على من قال رابعة أفضل من عمرة؟ هل رددت على من قال جِبْرِيل عليه السلام في رابعة؟ هل رددت على من قال المؤمنين ثلاثة مسلم ويهودي ومسيحي؟ هل رددت على من قال مفيش أحد بمصر يقول الله ثالث ثلاثة؟.. ليتك تسكت وتصمت وتتوب وتستغفر من جرم الشباب الذين خدعتهم وفررت وتركتهم".
وتؤكد هذه المناوشات بين الشريف القيادي بالدعوة السلفية وحزب النور وعبد الماجد الهارب في تركيا والموالي والداعم لجماعة الإخوان الإرهابية أن الحرب الإعلامية بين الفريق لم تهدأ كما ظن البعض، وأن كل فريق من فرق تيار الإسلام السياسي يتحين الفرصة لشن هجوم على الفريق الآخر وزعزعة جماهيريته في الداخل والخارج.
