الجيش اليمني يواصل تحرير تعز.. وخلافات تهدد تحالف "الحوثي- صالح"

الثلاثاء 15/مارس/2016 - 04:51 م
طباعة الجيش اليمني يواصل
 
حقق الجيش اليمني والمقاومة الشعبية، تقدمًا كبيرًا في تحرير مناطق بمدينة تعز، وسط جهود أمنية من قوات التحالف والشرطة اليمنية من أجل مواجهة تنظيم القاعدة في عدن، فيما كشفت تقارير صحفية عن وجود خلافات كبيرة بين الرئيس السابق علي عبد الله والحوثيين مع عقد الأخيرة هدنة مع الملكة العربية السعودية وسط أنباء عن مباحثات لإنهاء الصراع.

الوضع الميداني

الوضع الميداني
وعلى صعيد الوضع الميداني، تواصلت المعارك المسلحة في محافظة تعز جنوب اليمن، وسط تقدم للمقاومة الشعبية وقوات الجيش اليمني الموالية للحكومة الشرعية، فيما سقط العشرات بين قتيل وجريح خلال المعارك في مختلف الجبهات.
احتدمت المعارك العنيفة، أمس، بين قوات الشرعية، الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في محافظة تعز، ثالث كبرى المدن اليمنية، وبمساندة قوات التحالف التي تقوده السعودية من جهة، وما تبقى من ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح، من جهة أخرى، في الجبهة الغربية وفي شمال وشرق مدينة تعز.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه قوات الشرعية عمليات تطهير تعز من الميليشيات الانقلابية، بعدما تم دحرهم من مواقع عدة كانت خاضعة لسيطرة الميليشيات الانقلابية، ومن بينها أحياء الكمب والدعوة ومحيط كلية الطب، شرق المدينة، وكذلك منطقة العنيين في مديرية جبل حبشي، غرب المدينة.
وسيطرت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، أمس، على مواقع جديدة كانت خاضعة لسيطرة الميليشيات الانقلابية في شرق وشمال المدينة ومن بينها معسكر الدفاع الجوي، شمال غربي تعز، وذلك بعد مواجهات عنيفة تكبدت فيها الميليشيات الانقلابية خسائر كبرى في الأرواح والعتاد.
ويحتل معسكر الدفاع الجوي أهمية كبرى كونه يطل على جبل الوعش الاستراتيجي وشوارع الثلاثين والخمسين والستين والمدينة السكنية وأحياء الزنقل والدحي وبير باشا والحصب والبعرارة والمطار، وكان يعوق بشكل كبير تقدم المقاومة الشعبية والجيش الوطني، سواء من تبة قاسم عقلان أو تبة الزنقل أو جبل الوعش أو البعرارة، وبهذا تكون القوات الشرعية حققت انتصارًا كبيرًا بعد السيطرة عليه.
وذكر قائد الجبهة الغربية لمدينة تعز، عبده حمود الصغير، في تصريح لـ«الشرق
الأوسط»، أن «أبطال المقاومة الشعبية والجيش الوطني حققوا تقدمًا كبيرًا الجبهة الغربية، وتمكنا من الوصول إلى القرب من مصنع السمن والصابون؛ حيث كانت المنطقة تخضع لسيطرة ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح، وقد تم تأمين خط الضباب، غرب المدينة، وبهذا يمكن القول إنه تمكنَّا من تحقيق التقدم في الجبهة الغربية بنسبة 80 في المائة. أما بالنسبة للجبهة الشرقية فهناك تقدم كبير وتقدمنا إلى حي الدعوة ومسجد بازرعة، وفي الشمالية تقدمنا إلى حي الزنوج». وتواصل قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية عمليات تطهير ما تبقى من جيوب الميليشيات الانقلابية في الجهة الخلفية لمعسكر الدفاع الجوي.
ومن جهته، أكد مجلس تنسيقي المقاومة الشعبية في محافظة تعز ضرورة قيام الألوية العسكرية بمعية السلطات الأمنية بدورها في حماية الأمن وحفظه من أي اختلالات، وتسلم المؤسسات الرسمية من المقاومة وحمايتها.
على صعيد متصل، بعث محافظ محافظة الجوف، اللواء حسين العواضي، رسالة تهنئة إلى محافظ محافظة تعز علي المعمري، وقادة وأعضاء الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وكل أبناء تعز، أكاديميين ومثقفين، صحافيين وناشطين، تجارًا وأعيانًا، رجالًا ونساء، شيوخًا وأطفالًا، يبارك لهم انتصار الحالمة تعز على عصابات القتل والدمار.
فيما كشفت مصادر محلية يمنية عن البدء في نزع الألغام التي زرعتها الميليشيات الحوثية على الحدود مع السعودية.
وذكرت المصادر أن اللجنة التي تتكون من خبراء ألغام وصلت إلى "المثلث، والضيعة، والحصامة" بمديرية شدا الحدودية مع المملكة.
من جهته أكد العميد أحمد عسيري مستشار وزير الدفاع السعودي والمتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العربي أن موضوعي التهدئة ونزع الألغام على الحدود السعودية اليمنية لا يزالان يتمان عبر وساطات قبلية كما أعلن سابقاً.
وأضاف عسيري أن التواصل يتم عبر شيوخ قبائل وأعيان في الجانب اليمني، وأضاف عسيري أن المعارك تسير بشكل إيجابي في تعز، وقوات الشرعية في تقدم مستمر لتحرير المحافظة.
وكان نائب الرئيس اليمني رئيس الوزراء «خالد بحاح» ناقش أمس الاثنين خلال اجتماعه بقيادات وزارة الدفاع والمنطقة الرابعة والمركز التنفيذي للتعامل مع الألغام- تقريرًا يؤكد أن 9 آلاف قذيفة صاروخية و1138 لغم أفراد و5467 لغمًا مضادًّا للدبابات نزعت في عدد من المحافظات اليمنية.

الوضع الأمني في عدن

الوضع الأمني في عدن
وعلى صعيد الوضع الأمني، تمكنت القوات الموالية للحكومة اليمنية، من إفشال مخطط إرهابي كان يسعى للاعتداء على قاعدة "العند" الجوية في محافظة لحج (337 كلم جنوب شرق صنعاء).
وقال المتحدث باسم المقاومة الشعبية في جبهة العند قائد نصر الردفاني: إن "قوة عسكرية تتبع محور العند تمكنت من إفشال مخطط إرهابي كان يسعى للاعتداء على قاعدة العند". وفقاً لما ذكره موقع "يمن برس".
وأضاف المتحدث: "في هذه العملية الناجحة لقوات الجيش تمت مباغتة المجاميع في هجوم عنيف أسفر عن قتل اثنين من عناصر الإرهاب وأسر أربعة آخرين وتدمير سيارة وأربع دراجات نارية". وأوضح أن "العملية نفذت في منطقة زايدة بالقرب من العند".
وشرعت قوات الأمن معززة بالأطقم والمدرعات باستحداث نقاط أمنية وانتشار واسع لها حول مقر المجلس المحلي والشوارع القريبة منه إلى جولة «كالتكس»
وجولة الغزل والنسيج والمداخل المؤدية إليها وطوقت جميع مداخل المنصورة،
تجدر الإشارة إلى أن مقر المجلس المحلي كان المركز الرئيسي وغرفة العمليات
للجماعات المسلحة الخارجة على النظام والقانون، وقد تعرض المجلس أول من أمس للقصف من قبل طيران التحالف العربي. وسقط خلال الـ48 ساعة الفائتة من تدشين الحملة الأمنية 23 قتيلاً وعشرات الجرحى من العناصر الإرهابية بمدينة المنصورة، في حين تمكن طيران التحالف والقوات الأمنية من تدمير عدد من العربات العسكرية للجماعات المسلحة وتفجير مبنى المجلس المحلي بغارة للتحالف والذي كانت الجماعات الإرهابية تتخذه مخزنًا للسلاح والذخائر ومعسكرًا لتدريب عناصرها، كما استهدف التحالف تعزيزات قادمة للميليشيات من محافظة لحج القريبة لعدن عبر طرق فرعية ورئيسية تربط بين عدن ولحج.
وحظيت الحملة الأمنية بالتفاف شعبي ومجتمعي واسع بمساندة مختلف ألوان الطيف وبمشاركة المقاومة الجنوبية والحراك الجنوبي الذي يعد القوة الميدانية المقاتلة في الحملة؛ حيث توغلت القوات الأمنية أمس الاثنين في مداخل ومخارج المدينة وعدد من الشوارع، فيما أعرب مواطنون لـ«الشرق الأوسط» عن سعادتهم البالغة لتحرير وتطهير المنصورة ممن أسموهم بالجماعات الإرهابية الدخيلة على عدن كون مدينتهم ترفض التطرف والإرهاب وبيئة طاردة له. وتتواصل الحملة الأمنية التي يشارك فيها طيران التحالف وقوات الأمن والمقاومة الجنوبية في مطاردة المسلحين بعدد من مدن العاصمة المؤقتة عدن لليوم الثالث على التوالي وسط مساندة شعبية والتفاف مجتمعي واسع لمساندة القوات الأمنية في تطهير المنصورة وقطع أوصال الجماعات الإرهابية التي تزعزع أمن واستقرار عدن.
من جهة ثانية، أعلنت قوات التحالف العربي عن تحطم طائرة إماراتية في مدينة عدن الصغرى «البريقة» غرب العاصمة المؤقتة بعدن، نتيجة عطل فني، و«استشهاد» طاقمها أثناء تأدية عمليات قتالية ضمن قوات التحالف ضد الجماعات الإرهابية بالعاصمة المؤقتة. وتعد هذه أول مقاتلة إماراتية يعلن عن سقوطها في اليمن منذ مشاركة القوات الإماراتية في عملية «عاصفة الحزم» ثم «إعادة الأمل» في اليمن، قبل عام.

المشهد السياسي

المشهد السياسي
وعلى صعيد المشهد السياسي، كشفت مصادر سياسية مقربة من الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح عن فشله للمرة الثالثة في الحصول على مخرج آمن. وأكدت اتساع هوة الخلافات بين صالح وبين حلفائه المتمردين الحوثيين الباحثين أيضاً عن مخرج بعيداً عن العقوبات الدولية المفروضة على قادتهم من مجلس الأمن، بحسب "العربية نت".
كما وقع صالح في مأزق آخر مع الميليشيات من جهة والشرعية من جهة أخرى، عندما حاول عقد اجتماع لأعضاء البرلمان لسحب الشرعية من الرئيس هادي، وإسقاط اللجنة الثورية العليا للحوثيين التي تحكم اليمن، لكنه لم ينجح.
وحسب مصادر يمنية، فإن تليين جماعة الحوثي موقفها بشكل مفاجئ من المملكة العربية السعودية، لم يأت فقط بسبب حالة الإنهاك التي أصبحت عليها ميليشياتها المقاتلة بفعل طول الحرب وانقطاع الإمداد الإيراني، ولكن أيضًا بفعل خلافاتها الحادّة مع حليفها الظرفي علي عبدالله صالح، ومع كبار قادة قوّاته الذين أصبحوا، بما لديهم من خبرة عسكرية، يرون مواصلة الحرب أمرًا عبثيًّا لن يفضي إلى نتيجة ولن يدرأ الهزيمة المؤكّدة، بحسب صحيفة "العرب" اللندنية.
وتتحدّث نفس المصادر عن عملية استباقية قامت بها جماعة الحوثي بالتحرّك صوب السعودية قبل علي عبدالله صالح الذي هو صاحب فكرة الحوار المباشر مع المملكة، وسبق له أن طرحها علانية.
وتتضارب الأنباء عن سبب غياب علي عبدالله صالح، بين الأسباب الصحية، وفق البعض، وتفرّغه لترتيب مغادرته اليمن والبحث عن ملجأ آمن بعيدًا عن الملاحقة، بحسب البعض الآخر.
أما عسكرياً، فتحالفه مع الحوثيين يتعرض لموجة من الشكوك والخلافات لعدة أسباب، أبرزها تراجع ميليشيات الانقلابيين على مختلف الجبهات، وتغير موقف معظم شيوخ قبائل الطوق في صنعاء بعد تعيين الفريق علي محسن الأحمر نائباً للقائد الأعلى للقوات المسلحة، واستقطاب ميليشيات الحوثي عناصر من وحدات الجيش الموالية لصالح، وكذلك تبادل الاتهامات حول سقوط معسكر فرضة نهم؛ ما أدى لتقدم الجيش الوطني والمقاومة إلى مشارف صنعاء.
فيما قالت مصادر بالعاصمة اليمنية صنعاء، أمس الاثنين: "إن الحكومة الإيرانية، سلمت حلفائها الحوثيين فاتورة بمبلغ 14 مليون دولار، تكاليف معالجة جرحى الجماعة، في إيران". وفقاً لما ذكره موقع "يمن برس" الإخباري. 
وأشارت المصادر، إلى أن المطالبات تكشف حقيقة إيران، وحرصها الشديد على مصالحها.

الوضع الإنساني

الوضع الإنساني
وعلى صعيد الوضع الإنساني، أمر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالتعاون والتنسيق مع قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن والجهات المختصة في المملكة بإدخال المزيد من المواد الإغاثية والمستلزمات الطبية إلى محافظة صعدة معقل الحوثيين.
وتأتي هذه المساعدات تأكيدًا على حرص المركز على إيصال مساعداته الإنسانية إلى محافظات اليمن كافة، ومنها صعدة التي تم إرسال مئتين وعشرين طناً من المواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية لها والتي ستدعم أعمال مستشفى السلام الذي لا يزال يقدم خدماته للمواطنين اليمنيين دون تمييز بدعم وتمويل كاملين من المملكة.
ميدانياً أعلن المركز الإعلامي للمقاومة في تعز مقتل 23 مسلحاً من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح خلال معارك عنيفة مع الجيش الوطني والمقاومة، التي تمكنت من استعادة موقع الدفاع الجوي الاستراتيجي والسيطرة على مفرق شرعب على الطريق الرابط بين تعز والحديدة.
وأشار المركز إلى مقتل 10 عناصر من قوات الشرعية إضافة إلى إصابة ثلاثين.
كما قُتل مدنيان وجُرح 19 آخرون خلال قصف للمتمردين على الأحياء السكنية.
فيما أكدت مصادر "العربية" أن الميليشيات بدأت حملة اعتقالات في أوساط الشباب وسكان الأطراف الشرقية لمدينة تعز، كما نشرت تعزيزات عسكرية في جبال منطقة القاعدة المطلة على ضاحية الجند ومطار تعز.

المسار التفاوضي

المسار التفاوضي
وعلى صعيد المسار التفاوضي، أكد الأمين العام لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الدكتور عبد اللطيف الزياني، أن دول التحالف العربي ستواصل جهودها ومساعيها المشتركة لإعادة السلطة الشرعية في اليمن، وتحقيق الأمن والسلم في ربوعه كافة، وتحقيق تطلعات الشعب اليمني في الحرية والكرامة.
وقال الأمين العام لمجلس التعاون، في محاضرة ألقاها أمس في كلية مبارك العبد الله للقيادة والأركان بدولة الكويت: «إن دول مجلس التعاون ستواصل جهودها السياسية والدبلوماسية بالتعاون مع الدول الصديقة لليمن لاستئناف العملية السياسية السلمية، للتوصل إلى حل ينهي الصراع وفقًا للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن الدولي رقم (2216)».
وأضاف الزياني: «ستقدم دول المجلس دعمها السياسي والاقتصادي والأمني والاجتماعي للحكومة اليمنية الشرعية، مع مواصلة جهودها من أجل إعادة
الإعمار والبناء».

المشهد اليمني

نجاح الجيش اليمني في فك حصار تعز، مع استمرار هدنة الحدود، يشير إلى أن الأوضاع في اليمن تقترب من النهاية، بفعل المسار العسكري، وهو ما يؤكد نجاح هدف عاصفة الحزم بعد عام من انطلاقها بعودة الحكومة الشرعية برئاسة هادي إلى صنعاء.

شارك