ترحيب واسع بقرار موسكو بعودة القوات الروسية من سوريا.. ومحادثات السلام مستمرة
الثلاثاء 15/مارس/2016 - 11:38 م
طباعة
عودة المقالات الروسية
تطورات الأحداث في سوريا مستمرة، في التغيرات التي قامت بها موسكو، وسحب أغلبية المعدات العسكرية من سوريا في خطوة مفاجئة، بقرار من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأعلن البيت الأبيض مراقبة انسحاب روسيا من سوريا لكن من السابق لأوانه تحديد تأثير هذا التحرك على الحرب الأهلية أو على المنطقة بشكل أعم.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست "سنتابع هذا التحرك بالطبع. المؤشرات الأولية هي أن الروس ينفذون لكن لا يزال من السابق لأوانه في هذه المرحلة تحديد مدى تأثير ذلك على الوضع بشكل أوسع"، مضيفا أن روسيا لم تخطر الولايات المتحدة مسبقا بقرارها الرحيل عن سوريا وأنه ليس بوسعه التكهن بدوافعها
يأتي ذلك في الوقت الذى يتوجه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى روسيا الأسبوع المقبل كي يستغل ما وصفها بأنها ربما تكون أفضل فرصة منذ أعوام لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا بعد إعلان روسيا سحبا جزئيا لقواتها من البلاد.
بوتين
قال كيري إنه سيجتمع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرجي لافروف في موسكو، ويقول كيري إن وقف الاقتتال متماسك إلى حد بعيد مع استئناف محادثات السلام في جنيف هذا الأسبوع، مرحبا بإعلان روسيا اعتزامها سحب الجزء الرئيسي من قواتها من سوريا "اليوم بينما نشهد الذكرى الخامسة لبدء هذه الحرب المروعة.
أضاف كيري "مع تماسك اتفاق وقف الاقتتال إلى حد بعيد وإعلان روسيا أنها ستسحب نصف قواتها فورا بل وربما أكثر من ذلك من سوريا، ومع انعقاد المفاوضات السياسية هذا الأسبوع في جنيف، نكون قد وصلنا إلى مرحلة مهمة للغاية في هذه العملية."
بينما اعتبر المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سحب القوات الروسية الأساسية من سوريا سيساعد العملية السلمية بسوريا وسيساهم في الانتقال السياسي
وأكد دي ميستورا أن "إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن سحب القوات في اليوم نفسه الذي انطلقت فيه الدورة الجديدة من المفاوضات السورية-السورية في جنيف، يعد تطورا مهما، ونحن نأمل في أنه سينعكس إيجابيا على عملية التفاوض في جنيف من أجل التوصل إلى حل سياسي للنزاع السوري وعملية انتقال سياسي ناجحة".
في حين قال ستيفان دوجاريك، الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إن الأخير وصف القرار الروسي بـ"الحادث البارز" وعبر عن أمله في أن يؤثر سحب القوات الروسية من سوريا إيجابا على سير المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة.
وبدأ سحب القوات الروسية اليوم الثلاثاء لكن روسيا ستحافظ على وجودها العسكري في ميناء طرطوس وقاعدة حميميم الجوية، وستتمثل مهمة العسكريين الروس المتبقين هناك في الرقابة على تطبيق الهدنة في سوريا.
دى ميستورا
واستقبل طواقم الطائرات الحربية الروسية في القاعدة الجوية مئات من الأشخاص بينهم مسؤولون وأقارب للطيارين الروس.
من جانبه أعلن القائد الأعلى للقوات الجوية الفضائية الروسية فيكتور بونديريف أثناء مراسم استقبال الدفعة الأولى من المقاتلات الروسية أن "قوات الجيش السوري والتحالف والمعارضة كافية لمواصلة تدمير قوى الإرهاب".
أكد بونديريف أن الطيارين الروس لم يرتكبوا أي أخطاء أثناء توجيه ضرباتهم أثناء القيام بتنفيذ مهمتهم في سوريا.
وعلى الجانب الاخر طالب مفاوضون من المعارضة السورية بأن توضح الحكومة السورية بالتفصيل أفكارها بشأن الانتقال السياسي وقالوا إنه لا يوجد أي تقدم بشأن إطلاق سراح المعتقلين الذين ذكروا أنه يتم إعدام 50 منهم يوميا.
من جانبه قال جورج صبرا المفاوض عن الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة في المحادثات إن وفد المعارضة قدم لوسيط الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا اقتراحا بشأن حكومة انتقالية تتمتع بسلطات تنفيذية كاملة.
وقال دي ميستورا إنه يريد أفكارا من جميع الأطراف ويأمل في دمجها في موقف مشترك.
قرار مفاجيء لموسكو بعودة العسكريين الروس لبلادهم
بينما قال سالم المسلط المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة السورية في محادثات جنيف إن المعارضة "ليست ضد" المحادثات المباشرة مع الحكومة السورية، وتحدث المسلط قبل فترة وجيزة من اجتماع مفاوضي الهيئة مع ستيفان دي ميستورا وسيط الأمم المتحدة للمرة الأولى فيما يتوقع أن تكون جولة محادثات غير مباشرة مدتها عشرة أيام بين الطرفين.
قال المسلط إن الهيئة ليست ضد المحادثات المباشرة لكن دي ميستورا هو من قرر البدء بمحادثات غير مباشرة، وتوقع المسلط أن يتحول دي ميستورا إلى أسلوب المحادثات المباشرة في مرحلة لاحقة لكنه قال إن الأمر يرجع إلى مبعوث الأمم المتحدة.
وقال دي ميستورا إنه يخطط لإجراء ثلاث جولات من المحادثات تتوج بخارطة طريق واضحة بشأن الخطوات القادمة.
وفى سياق متصل قال أحمد فوزي المتحدث باسم الأمم المتحدة إن إجراء المحادثات بشكل غير مباشر كان قرار دي ميستورا، موضحا "سيكون سعيدا بترتيب محادثات مباشرة عندما يرى أن الوقت مناسب لها."
قال المسلط إن المعارضة ليس لديها مانع بشأن شكل المفاوضات ما دامت ستسفر عن حل.
والتقى دي ميستورا مع جماعة نسائية سورية ومع وفد الحكومة يوم الاثنين ووفد الهيئة العليا للمفاوضات يوم الثلاثاء، وسوف يجتمع يوم الأربعاء مع مجموعة من حوالي ثمانية نشطاء سوريين آخرين بينهم قدري جميل ممثل الجبهة الشعبية السورية وهي جماعة معارضة.
