تحرير مناطق جديدة في تعز ومأرب.. وجولة جديدة للمبعوث الأممي
الأربعاء 16/مارس/2016 - 07:54 م
طباعة
واصلت قوات الشرعية بمساندة قوات التحالف التي تقودها السعودية، إكمال عملية تحريرها للمدن اليمنية من ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح.
الوضع الميداني:
كثف طيران التحالف العربي اليوم الأربعاء، غاراته الجوية على مواقع الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في محافظة تعز، واستعادت القوات الشرعية في اليمن، موقع القوات الجوية الواقع شمال غربي مدينة تعز بالكامل، وفق ما أفاد مراسل سكاي نيوز عربية.
واشتدت المواجهات العنيفة، أمس الثلاثاء، بين قوات الشرعية وما تبقى من ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، في الجبهة الغربية والجنوبية، وكذلك في الجبهتين الشمالية والشرقية لمدينة تعز، خصوصاً بعد سيطرة قوات الشرعية على معسكر الدفاع الجوي، شمال غربي تعز، وذلك بعد مواجهات عنيفة تكبدت فيها الميليشيات الانقلابية خسائر كبرى في الأرواح والعتاد، حيث أعلنت قوات الشرعية تطهيرها آخر معاقل الميليشيات في تبة الدفاع الجوي الاستراتيجية، شمال المدينة.
وتوغلت في الجبهتين الجنوبية والغربية بعد تطهيرها بعدما سيطرت على ما يقرب من 80% من المواقع، الأمر الذي مكنها من قطع إمدادات الميليشيات الانقلابية، بحسب صحيفة الشرق الأوسط.
ودارت الاشتباكات العنيفة، أمس، في مواقع عدة من الأحياء الشرقية والشمالية بما فيها أحياء ومناطق ثعبات والكمب والدعوة، شرق المدينة، بعد هجوم شنته المقاومة الشعبية على مواقع تمركز ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح. وقصف الميليشيات بشكل عشوائي وعنيف من مواقع تمركزها الأحياء السكنية والمواقع التي تم تحريرها بما فيها حي ثعبات والدمغة ومنزل المخلوع صالح التي تسيطر عليه المقاومة الشعبية، شرق المدينة.
وقال قيادي في المقاومة الشعبية في محافظة تعز إن "قوات الجيش والمقاومة الشعبية وبمساندة طيران التحالف تمكنوا من التقدم والسيطرة على مواقع كبيرة، بما فيها أجزاء كبيرة من جبل الهان في منطقة الربيعي، المطل على طريق الضباب والسجن المركزي غرب المدينة، في حين لا تزال المواجهات عنيفة في محيط المنطقة، وكذلك حي الكمب بعد تطهيرها، شرق المدينة. هي الأخرى شهدت مواجهات عنيفة استخدم فيها الطرفان مختلف أنواع الأسلحة، وسط تقدم كبير لقوات المقاومة الشعبية والجيش الوطني، وسقوط قتلى وجرحى من الجانبين".
أكدت مصادر في المقاومة الشعبية الأربعاء، استعادة مقاتلي المقاومة السيطرة على أحد المواقع الخاضعة لسيطرة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، في محافظة البيضاء شرق صنعاء.
وقالت المصادر إن مقاتلي المقاومة الشعبية سيطروا بشكل كامل على منطقة عباس في مديرية ذي ناعم غربي البيضاء.
وأشارت المصادر إلى أن مقاتلي المقاومة مشطوا المنطقة بالكامل، للتأكد من عدم وجود أي مسلحين تابعين للحوثي وقوات صالح.
وفي محافظة إب جنوب صنعاء، سيطرت المقاومة الشعبية في وقت سابق على جبل أمدة الاستراتيجي في مديرية الشعاور، عقب مواجهات عنيفة مع الحوثيين وقوات صالح.
وتخوض المقاومة الشعبية مواجهات عنيفة في عدة محافظات يمنية، لاستعادة السيطرة على كافة المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين وقوات صالح.
وفي خرقٍ جديد للتهدئة على الحدود السعودية - اليمنية، أطلقت الميليشيات الحوثية قذائف عدة على محافظة الطوال في منطقة جازان، نـتج عنها إصابة أحد المقيمين.
وتفرض القوات السعودية المشتركة على امتداد الشريط الحدودي بين السعودية واليمن طوقاً من الأمن وعلى كافة الجبهات، ومنذ بدأ سريان اتفاق التهدئة الذي سعت إليه شخصيات قبلية يمنية، لا تزال أعين الرقابة الأمنية على الحدود السعودية اليمنية تراقب الحدود بحذر.
يُذكر أن هذا الخرق ليس الأول منذ الاتفاق على هدنة على الحدود لضمان إدخال المساعدات الإنسانية إلى القرى اليمنية الحدودية.
الوضع الإنساني:
وعلي صعيد الوضع الانساني، بدأ برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة توزيع القسائم الغذائية لمساعدة ما يقرب من 120 ألف شخص في مدينة صنعاء مع وجود خطط للوصول إلى مليون شخص في جميع أنحاء اليمن بهذه الطريقة بحلول نهاية عام 2016. وحسب موقع الأمم المتحدة فإن نظام القسيمة سوف يسرع من عملية تسليم المساعدات الغذائية في اليمن، بما يتيح لبرنامج الأغذية العالمي الوصول بشكل أسرع إلى المستضعفين من خلال متاجر التجزئة المحلية التي ستوفر السلع الغذائية للأسر مقابل قسائم برنامج الأغذية العالمي. كما يساعد البرنامج في إنعاش الأنشطة التجارية والأسواق في اليمن. وتقدم كل قسيمة للأسرة المكونة من ستة أفراد حصة شهرية من حبوب القمح والبقول والزيوت النباتية والملح والسكر بالإضافة إلى خليط القمح والصويا- الغذاء الغني بالبروتين الذي يقدمه برنامج الأغذية العالمي من خلال الموردين المحليين للأمهات الحوامل و المرضعات والأطفال الذين يعانون سوء التغذية الحاد و المتوسط. وقالت ممثلة برنامج الأغذية العالمي والمدير القطري في اليمن، بورنيما كاشياب: “تضمن القسائم الغذائية توفير المساعدات بشكل سريع ومنتظم في جميع أنحاء اليمن للعائلات التي تعتمد بشكل شبه كامل على المساعدات الخارجية لتأمين احتياجاتها الغذائية الأساسية. وتدعم قسائم البرنامج أيضا الاقتصاد المحلي. ونحن نعمل مع الموردين المحليين لتوفير الغذاء للأشخاص الذين يحتاجون إليه” و توجهت بالشكر لحكومة المملكة المتحدة التي ساهمت في تمويل هذا البرنامج الجديد بمبلغ 5.9 مليون جنيه استرليني (8.6 مليون دولار أمريكي)، من خلال الوكالة البريطانية للتنمية الدولية. قالت أم أحمد إنها فرت من صعدة منذ ثمانية أشهر بعد أن دمرت الغارات الجوية حيَّها وانتقلت مع أسرتها إلى مدينة صنعاء. وأضافت: “أنظف البيوت لأستطيع إطعام أطفالي. فرحت كثيراً عندما أعطوني هذه القسائم المكتوب اسمي عليها.” وسيقوم البرنامج تدريجياً بإحلال قسائم المساعدات محل عمليات التوزيع التقليدية للمساعدات الغذائية وذلك في المناطق التي تعمل فيها الأسواق. يهدف البرنامج لمساعدة مليون شخص من خلال القسائم بحلول نهاية عام 2016. ويساعد البرنامج كل شهر ما يصل إلى 3 ملايين شخص في أنحاء اليمن ، بما فيهم النازحون داخلياً والأسر الضعيفة في المجتمعات المضيفة. يذكر أن النزاع الذي اندلع أواخر شهر مارس2015 أدى إلى تدهور حالة الأمن الغذائي السيئة أصلا في اليمن ليزداد عدد الأشخاص الذين يعانون الجوع بأكثر من ثلاثة ملايين شخص في أقل من عام. ويعاني حالياً 7.6 مليون شخص في اليمن يعانون انعدام الأمن الغذائي الشديد، وهو مستوى من الاحتياج يتطلب توفير مساعدات غذائية خارجية على وجه السرعة.
فيما طالب رئيس لجنة حقوق الإنسان العربية " لجنة الميثاق" الدكتور هادي بن علي اليامي، الدول العربية بتقديم الدعم الإغاثي للشعب اليمن، مؤكداً أنه في أمسّ الحاجة للدعم الإنساني. وأشار اليامي إلى أن اللجنة ستقوم بزيارة إلى مخيم اللاجئين في جيبوتي الأسبوع المقبل للاطلاع على الأوضاع الإنسانية للاجئين وأن التنسيق مستمر مع الحكومة اليمنية في هذا الإطار.
ودعا رئيس اللجنة العربية لحقوق الإنسان، في كلمته اليوم الأربعاء، أمام الندوة التي نظمتها اللجنة العربية لحقوق الإنسان تحت شعار "الكرامة الإنسانية للجميع" بمناسبة اليوم العربي لحقوق الإنسان الذي يوافق 16 مارس من كل عام إلى تضافر الجهود العربية من أجل إعلاء الكرامة الإنسانية لشعوب المنطقة.
وشدد اليامي، على أن الاحتلال والإرهاب والفقر والجهل هي صور تصادر الكرامة الإنسانية وتمنع المواطن العربي من التمتع بالقيم الإنسانية السامية التي أكدت حقه في حياة كريمة على أسس الحرية والمساواة والعدالة بين البشر.
وأضاف رئيس "لجنة الميثاق"، أن عدد الدول التي صادقت على الميثاق العربي لحقوق الإنسان وصل حتى الآن 14 دولة عربية وقد تلقت اللجنة منذ تأسيسها وحتى الآن 10 تقارير من الدول العربية الأطراف وأصدرت ملاحظاتها وتوصياتها بشأن 8 منها.
المشهد السياسي:
وعلي صعيد المشهد السياسي، وصل الرئيس اليمني عبدربه منصور والوفد المرافق له اليوم إلى مملكة البحرين الشقيقة قادماً من دولة الكويت في زيارة رسمية تستغرق يومين .
وعقد الرئيس اليمني مع العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة جلسة مباحثات رسميه والتي حضرها أعضاء وفدا البلدين والتي استعرضت العلاقات الأخوية الوطيدة التي تجمع البلدين وسبل تنمية أوجه التعاون المشترك بما يخدم المصالح المتبادلة للبلدين والشعبين الشقيقين.
وعبر الرئيس اليمني، عن مشاعر الامتنان للبحرين ملكا وحكومة وشعب على مواقفهم الأخوية الصادقة التي تجسدت على ارض الواقع من خلال وقوف ابناء الشعبين جنبا إلى جنب وصنع ملاحم البطولة والانتصارات في الدفاع عن الأرض والعرض والمصير المشترك في مواجهة القوى الانقلابية الظلامية المتمردة التي أرادت خطف اليمن تنفيذا لرغبات دفينة وأجنده مناطقية طائفية مقيتة خدمة لقوى خارجية في محاولة منها لشرخ النسيج الاجتماعي الوطني وتهديد واستعداء محيطنا وعمقنا الأخوي والجغرافي.
وقال هادي "ان تلك المواقف المشرفة للبحرين ودول التحالف العربي في إطار عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة ستظل محل تقدير وعرفان لدى ابناء شعبنا اليمني قاطبة باعتبارها أسست لمرحلة جديدة من التعاون المثمر وتأصيل أواصر الإخوة والهوية والعقيدة ".
من جانبه أكد العاهل البحريني علي موقف مملكة البحرين الواضح والداعم لليمن ولشرعيته الدستورية ممثلة بفخامة الرئيس عبدربه متصور هادي رئيس الجمهورية.
وأشاد ملك البحرين بالمواقف البطولية الشجاعة التي يسطرها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وأبناء الشعب اليمني في مواجهة المليشيا الانقلابية ووضع حد لأعمالها الخارجة عن النظام والقانون ..مشيراً الى ان دعم ومساندة دول التحالف العربي لليمن تأتي في إطار الواجب الأخوي ولحماية الأمن القومي العربي في مواجهة القوى المتربصة التي تحاول زعزعة الأمن والاستقرار والسكينة العامة في المنطقة.
وقال ملك البحرين "ان علاقة البحرين باليمن أزلية و ضاربة بجذورها في عمق التأريخ منذ الازل".. مؤكداً ان تلك العلاقة المتميزة بين الشعبين الشقيقين اليمني والبحريني عمدت اليوم بمرحلة جديدة من التكامل بعد تعميدها بقطرات الدم في محراب العزة والكرامة والمصير المشترك لتزداد متانة وقوة وتلاحمًا.
وأضاف الملك حمد بن عيسى آل خليفة" ان مملكة البحرين تقدم كل إمكانياتها لليمن ولفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي من خلال جوانب التعاون المختلفة في إطار الإسهام بمعالجة الجرحى وغيرها من المواضيع ذات الاهتمام المشترك".
المسار التفاوضي:
وعلي صعيد المسار التفاوضي، كثف المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد من لقاءاته وجهوده الدبلوماسية خلال زيارته للمنطقة، بهدف التوصل إلى توافق يعلن على أساسه عقد جولة جديدة من محادثات السلام اليمنية بنهاية الشهر الحالي. وبعد لقائه بأمير دولة الكويت الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح يوم الأحد الماضي، يعقد إسماعيل ولد الشيخ أحمد مباحثات مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بالمملكة السعودية، كما يلتقي عددا من المسؤولين السعوديين ثم يعقد اجتماعات أخرى الأسبوع المقبل في العاصمة العمانية مسقط مع ممثلين عن حزب المؤتمر الشعبي العام وممثلي الحوثيين.
وأشارت مصادر دبلوماسية بالأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط» أن ولد الشيخ أحمد يسعى لإعلان جولة جديدة من المحادثات بنهاية شهر مارس الحالي فيما تدور المناقشات حول مكان انعقادها الذي لم يتحدد بعد سواء في العاصمة السويسرية جنيف أو في دولة عربية بالمنطقة.
وفيما يتعلق بفحوى مفاوضات ومناقشات ولد الشيخ، قال مسؤول كبير بالأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط»: «يحمل ولد الشيخ مقترحات جديدة حول أجندة القضايا التي تطرح على مائدة الجولة الجديدة من الحوار، والضمانات المقترحة لإلزام الجانب الحوثي بتنفيذ قرارات مجلس الأمن وبصفة خاصة القرار 2216 وترتيبات الانسحاب من قبل ميليشيات الحوثي من المحافظات اليمنية».
وأضاف المسؤول: «مبعوث الأمين العام يسعى للحصول على موافقة الحكومة اليمنية والأطراف الإقليمية لبدء إجراءات للإعلان عن وقف للقتال في اليمن ووقف للعمليات العسكرية من جانب قوات التحالف، بما يتزامن مع انسحاب الحوثيين وقوات صالح من عدة محافظات مثل تعز. وتعد هذه الخطوات جزءا من عملية بناء الثقة يتم على أساسها البدء في المشاورات السياسية ثم تنفيذ بقية خطة الانسحاب الحوثي من المدن الرئيسية مثل العاصمة صنعاء».
وأشار المصدر الرفيع بالأمم المتحدة إلى أن كسر الحصار عن مدينة تعز وتقدم قوات المقاومة الشعبية أديا إلى مزيد من الضغط على ميليشيات الحوثيين بعد أن كان حصار الحوثيين لمحافظة تعز على مدى الأشهر الماضية عائقا أمام إحداث انفراجه في المحادثات السياسية.
المشهد اليمني:
نجاح الجيش اليمني في فك حصار تعز، مع استمرار هدنة الحدود، يشير إلى أن الأوضاع في اليمن تقترب من النهاية، بفعل المسار العسكري، وهو ما يؤكد نجاح هدف عاصفة الحزم بعد عام من انطلاقها بعودة الحكومة الشرعية برئاسة هادي إلى صنعاء.
