في "الوقت الضائع".. دول الجوار "تُسدل الستار" برفض التدخل العسكري في ليبيا

الأربعاء 23/مارس/2016 - 11:43 ص
طباعة في الوقت الضائع..
 
في محاولات منها لحل الازمة الحالية التي تشهدها ليبيا، توصل اجتماع وزراء خارجية دول جوار ليبيا إلي التأكيد على توفير دعم سياسي لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج مع رفض التدخل العسكري في البلاد، وبالأخص بعد المساعي الغربية ومحاولات التدخل العسكري في ليبيا.
في الوقت الضائع..
وقد اجتمع وزراء خارجية تونس والجزائر ومصر وتشاد والسودان للخروج بموقف موحد إزاء ما يجري في ليبيا خصوصا خطر عصابة داعش وحكومة الوفاق الوطني.
ومن جانبهم أكد وزراء دول المغرب العربي رفضهم لأي تدخل عسكري أجنبي في ليبيا، وأي تدخل عسكري موجه لمكافحة الإرهاب لا بد أن يتم بناء على طلب من حكومة الوفاق الوطني ووفق ميثاق الأمم المتحدة.
ودعا وزراء خارجية تونس والجزائر ومصر والسودان وتشاد والنيجر في بيان أصدروه أمس، في ختام اجتماعهم المنعقد تونس، إلى التعجيل بانتقال مجلس الرئاسة لحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج إلى العاصمة طرابلس حتى تمارس مهامها وتضطلع بمسؤولياتها في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية.
وشددوا على وحدة ليبيا وسيادتها على كامل ترابها الوطني، وعلى احترام خيارات شعبيها معربين عن تضامنهم مع الشعب الليبي، داعين كل الأطراف الليبية إلى الالتحاق بالعملية السياسية.
وفيما أكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، على أن ليبيا تُشكل تحديا جديا لبلاده، ولبقية دول الجوار الليبي، وذلك في الوقت الذي عقدت فيه دول الجوار الليبي اجتماعا على مستوى وزراء الخارجية هو الثامن من نوعه يأتي على وقع استفحال انقسام المشهد الليبي الذي باتت تتقاذفه ثلاث حكومات تتنازع الشرعية، فيما تنظيم داعش يتمدد ويتوسع على إيقاع الاشتباكات المسلحة بين بقية الفصائل والميليشيات في العاصمة طرابلس.
وقال على هامش مشاركته في الاجتماع الثامن لدول الجوار الليبي الذي انتهت أعماله أمس الثلاثاء 22 مارس 2016 بتونس، إن ليبيا تشكل تحديا بالنسبة إلى مصر وبقية الدول التي لها حدود مشتركة معها، لذلك تسعى مصر إلى مساعدة حكومة الوفاق الوطني في ليبيا على الاضطلاع بمسؤولياتها.
وشدد على أهمية دعم هذه الحكومة التي شكلها رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج، وعلى ضرورة أن تشهد الساحة الليبية توحيد جهود الجميع لمساندة هذه الحكومة، حتى تستطيع مواجهة ودرء المخاطر الإرهابية التي تُحدق بليبيا وبقية دول الجوار، مشيرًا إلى أن بلاده تدعم ما وصفه بـالكيانات الشرعية في ليبيا من أجل دفع مسيرة الحل السياسي نحو الأمام وتفعيل ما تم الاتفاق عليه في اتفاقية الصخيرات الموقعة في 17 ديسمبر الماضي.
وقال شكري، إنه لم يتم خلال اجتماع تونس الحديث الإعلان عن لجان أمنية مشتركة، باعتبار أن الاجتماع اندرج في إطار تعزيز قدرات دول الجوار الليبي في مكافحة الإرهاب وحماية حدودها وتوفير الدعم للحكومة الليبية عندما تضطلع بمسؤولياتها في تعزيز قدراتها على مكافحة الإرهاب والعمل على تحقيق الاستقرار في ليبيا.
في الوقت الضائع..
وأكد ردا على سؤال حول ما إذا كان اجتماع تونس لدول الجوار الليبي قد أبعد شبح التدخل الغربي في ليبيا، أن المشاركين فيه تطرقوا فقط إلى أهمية أن يضطلع الأخوة في ليبيا بمسؤولياتهم في ما يتعلق بحماية بلدهم، واستعادة الاستقرار، والعمل على رسم خارطة طريق لمستقبل ليبيا، يستطيع الشعب الليبي من خلالها أن يوظف كامل مقدراته والعمل من أجل مستقبل أفضل.
وأوضح الوزير المصري، أنه لاشك أن التدخلات الأجنبية كثيرا ما تُعقد الأمور، لذلك انصب الاهتمام خلال هذا الاجتماع على التحاور مع المؤسسات الشرعية الليبية سواء أكانت مجلس النواب أو حكومة الوفاق الوطني للتوصل إلى تنفيذ وتفعيل كافة البنود الواردة في اتفاقية الصخيرات”.
وفيما جدد وزير الخارجية المصري التأكيد على أن بلاده ستبقى تعمل حتى مع بقية الشركاء في دول الجوار لاتخاذ الخطوات اللازمة لتعزيز قدرات حكومة الوفاق الليبية، ومساعدتها على تحمل مسؤولياتها.
وتستغل التنظيمات الإرهابية وعلي رأسها تنظيم داعش الإرهابي، الفوضي التي تغرق فيها ليبيا وتنازع حكومتين على السلطة لتوسيع نفوذها في عدة مدن من بينها سرت وبني وليد وصبراتة.
وقال الوزراء في بيانهم إنهم يساندون المجلس الرئاسي الليبي وحكومة الوفاق ودعوا حكومة فائز السراج للانتقال بسرعة الى ليبيا وبدء مهامها وتحمل مسؤولياتها في تأمين الحدود وتوفير مطالب الليبين اليومية.
وتلا البيان وزير الخارجية التونسي خميس الجينهاوي، حيث قال: "الإسراع بتسلم الحكومة مقاليد السلطة في طرابلس يمثل رسالة طمأنة للليبيين ولكل دول جوار ليبيا لمحاربة الارهاب، مشددًا على ضرورة دعم قدرات حكومة الوفاق في مواجهة الارهاب.
المبعوث الأممي لدي ليبيا مارتن كوبلر، قال في تصريحات صحفية له أمس الثلاثاء إن انتقال حكومة الوفاق إلي طرابلس سيكون خلال أيام وليس خلال أسابيع دون أن يوضح كيف ستتمكن الحكومة فعليا من الاستقرار بعد أن عبرت حكومة طرابلس الحالية عن رفضها لحكومة الوفاق.
وأضاف أن إطالة أمد الأزمة السياسية في ليبيا سيمكن عصابة داعش من بسط نفوذها على مزيد من المناطق في ليبيا وتهديد استقرار دول المنطقة.
وحذر كوبلر من أن داعش ستكون أقوى.. وأكثر فاعلية إذا استمرت الأزمة السياسية، في إشارة إلى أن العصابة قد تعزز مكاسبها على الأرض.
في الوقت الضائع..
فيما أكد فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي الليبي أن دعم دول الجوار لحكومة الوفاق أمر مهم للغاية في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ ليبيا، مضيفا أن بسط الأمن ومحاربة داعش سيكون من أولوياتها كي لاتصبح ليبيا بلدا مصدرا للإرهاب وفق تعبيره.
في هذا السياق يري مراقبون أن اجتماع تونس لدول الجوار الليبي جاء في الوقت الضائع، بعد التوترات الأخيرة الذي أحدثها الفرقاء الليبيين، والتي جعلت خيوط إدارة الأزمة الليبية تتجمع في عواصم أوروبية لا تُخفي رغبتها في التدخل العسكري المباشر في ليبيا للحفاظ على مصالحها الاستراتيجية.
موسى الكوني عضو المجلس الرئاسي الليبي، أعرب عن ارتياحه وتفاؤله لما نتج عن اجتماع تونس لوزراء خارجية دول الجوار الليبي، وعن قرب انتقال حكومة الوفاق الليبية إلى العاصمة طرابلس، أكد نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية دعمه وتأييده لحكومة فايز السراج.
وقال في تصريحات صحفية، إن الجامعة العربية التي تواكب التطورات الليبية منذ البداية، على اتصال مستمر بحكومة الوفاق الوطني، وقد أبلغتها رسميا استعدادي لزيارة العاصمة الليبية طرابلس، وتقديم كل أنواع المساعدة والعون لها حتى تقوم بمهامها انطلاقا من طرابلس.
وكشف أن الجامعة العربية اتفقت مع عدد من المنظمات الدولية منها الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي على تشكيل وفد مشترك لزيارة طرابلس عندما تستقر حكومة الوفاق هناك، وذلك لوضع كل الإمكانيات تحت تصرف هذه الحكومة.
وكان استقبل السراج أمس، نائبة الاتحاد الأوروبي للشؤون السياسية الخارجية هيلقا ماريا، حيث جرى نقاش مستفيض حول آخر تطورات العملية السياسية في ليبيا، والترتيبات الأمنية التي جرى اتخاذها حتى الآن لانتقال المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق الوطني إلى العاصمة الليبية طرابلس، كما ناقش دولة الرئيس مع السيدة ماريا تفاصيل الخطة الأوروبية لدعم ليبيا في مجال مكافحة الإرهاب والحد من الهجرة غير القانونية، وتأمين وحماية الحدود الليبية، وكذلك الدعم الأوروبي لليبيا في المجال الإنساني والاقتصادي .
وتستغل الجماعات الإرهابية حالة القلق والفوضى التي تشهدها ليبيا، لفرض سيطرتها وتناميها في البلاد، ما أدي إلي تخوفات دول الجوار من تمدد الإرهاب إلي أراضيها، وبالأخص بعدما وقع الانفجار الأخير في مدينة بن قردان التونيسية.

شارك