18 أبريل موعد المفاوضات.. وتسجيل مسرب يكشف علاقة الإخوان بالحوثيين

السبت 02/أبريل/2016 - 06:46 م
طباعة 18 أبريل موعد المفاوضات..
 
واصل الجيش اليمني والمقاومة الشعبية تقدمهما في عدة جبهات في اليمن، في ظل التأكيد على عقد جولة مفاوضات في 18 أبريل الجاري، في ظل الحديث عن وجود علاقة قوية بين الحوثيين وجماعة الإخوان.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وردت أنباء عن انهيار الهدنة عند الشريط الحدودي بين السعودية واليمن في منطقة جازان. وأخبر أهالي المنطقة موفد قناة "الحدث" عن سماع أصوات المدافع بعد صلاة العشاء مساء الجمعة، ويأتي هذا التطور بعد تكرار خروقات الميليشيات الحوثية.
صعدت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح هجماتها المتكررة على مواقع الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية في جبهات كرش والوازعية وذباب على امتداد الخط الفاصل بين محافظتي لحج وتعز.
وأشارت مصادر ميدانية إلى أن الميليشيات تحاول باستماتة استعادة السيطرة على مواقع كانت خسرتها خلال الأيام الماضية والزحف باتجاه الخط الرابط بين تعز وعدن.
محاولات هدفها عزل جبهة الضباب وإعادة فرض حصار كامل على مدينة تعز من جهة الغرب قبل موعد سريان وقف إطلاق النار المقرر أن يبدأ في العاشر من أبريل الجاري.
وفيما تمكنت المقاومة من صد هجوم للميليشيات غرب جبهة كرش على الطريق الرئيس الرابط بين عدن وتعز من جهة الشرق، أكدت مصادر محلية أن المواجهات مستمرة في جبهة الوازعية وسط أنباء عن تمكن الميليشيات من السيطرة على عدد من المواقع الهامة في جبهة الوازعية حيث تحاول التقدم إلى منطقة الأحيوق لقطع الطريق الرابط بين الوازعية ومديرية ذباب الساحلية.
كما تسارعت التطورات في جبهات القتال الممتدة من محافظة مأرب إلى محافظة حجة الحدودية حيث تمكن الجيش الوطني بدعم من قوات التحالف من السيطرة الكاملة على مديريتي ميدي وحرض بعد معارك عنيفة قتل خلالها العشرات من عناصر الميليشيات.
كما تدور معارك أخرى في جبل هيلان غرب مأرب لاستعادة السيطرة عليها وذلك بعد أن تم القضاء على جيوب الميليشيات شمال مأرب وفي المناطق المشتركة مع محافظة الجوف التي تشهد هي الأخرى تقدما كبيرا للمقاومة والجيش الوطني في المديريات الغربية.
فيما حققت المقاومة الشعبية وقوات الجيش اليمني الموالية للشرعية، اليوم الجمعة، تقدماً جديداً في مديرية الغيل، بمحافظة الجوف، شمالي البلاد، فيما قتل نحو 11 من مسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) والموالين للرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، خلال معارك وغارات الجمعة في تعز. 
وأوضحت مصادر المقاومة الشعبية في محافظة الجوف، لـ"العربي الجديد"، أن أفراد الجيش والمقاومين تقدموا، اليوم، نحو مركز مديرية الغيل، وسيطروا على مقر إدارة الأمن في المديرية. 
وبحسب المصادر، فإن التقدم في المديرية، التي تقع بين مأرب والجوف، جاء بعد مواجهات سقط خلالها قتلى من الطرفين، وأعلنت المقاومة أن عدداً من الحوثيين وحلفاءهم سلّموا أنفسهم في المديرية، فيما كانت مقاتلات التحالف استهدفت، أمس، تعزيزات للحوثيين في مديرية المتون، نتج عنها قتلى وجرحى في صفوف مسلحي الجماعة. 
ويأتي التقدم في الجوف في إطار عمليات تنفذها القوات الموالية للشرعية، والتي تصاعدت في الأيام الأخيرة، لاستكمال السيطرة على ما تبقى من المناطق في محافظتي مأرب والجوف، واللتين تعدان أبرز محافظتين شمالاً، والتي حررت قوات الشرعية، المدعومة من التحالف، غالبية مناطقهما. 
من جهتها، هدأت الجبهة الشرقية لصنعاء، نسبياً. وبات ملف صنعاء مرتبطاً إلى حد كبير بأي محادثات قادمة، الأمر الذي من المتوقع معه أن تهدأ المعارك في مديرية نهم شرق العاصمة بعد أربعة أشهر على اندلاعها، ويبقى الوضع مفتوحاً على كل الاحتمالات في حال تصاعد الموقف العسكري مجدداً.
وترسم موازين السيطرة حالياً ملامح حدود سياسية داخلية ما لم تدخل الأطراف باتفاق يعيد السلطة إلى صنعاء، إذ باتت البلاد حالياً منقسمة بين صنعاء مركزاً للانقلابيين ومأرب مركزاً تحت سيطرة الشرعية، فيما الجنوب يبدو منفصلاً عن الوضع في الشمال إلى حد كبير. ولا تزال القوى الأمنية المشكلة حديثاً تتنازع مع التنظيمات المسلحة السيطرة على مدينة عدن، فيما أغلب المدن الأخرى بعيدة عن سلطة الدولة.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
عصفت الخلافات داخل جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، بين مؤيدين للحوثيين سراً ومعارضين لهم إعلامياً، في حين تأكد موقف قيادة الجماعة من الانقلاب على الشرعية.
وقالت مصادر سياسية مقربة من الإخوان، إن قيادة الجماعة تنتظر انتصار أحد الأطراف في الحرب الجارية، لتعلن تأييدها له.
وأكدت المصادر لـموقع "24 الاماراتي" أن "حزب الإصلاح الإخواني أبقى على علاقته الوثيقة بالحوثيين وأتباع المخلوع علي عبدالله صالح، بناء على اتفاق جرى في بلدة مران بصعدة معقل الحوثين.
وفي أغسطس التقت قيادات حزب الإصلاح بزعيم المتمردين عبدالملك الحوثي.
وأكد مدير مكتب القيادي الإخوان البارز عبدالمجيد الزنداني، هود أبو راس، أن قيادة الجماعة اتخذت قراراً بمنع 40 آلف مقاتل من مواجهة الحوثيين في العام 2014.
وكشف هود أبو راس سعي الشباب المؤيدين لحزب التجمع اليمني للإصلاح إلى عزل القيادة السياسية للحزب، موضحاً أنهم ينتظرون استقرار الأوضاع في البلاد، بعد دحر الانقلاب الحوثي، من أجل إعادة ترتيب صفوفهم.
في سياف مماثل، كشف تسريب صوتي لمكالمة هاتفية يتحدث فيها زعيم جماعة الإخوان المسلمين رجل الأعمال حميد الأحمر مع شخص آخر، عن علاقة تربط بين الإخوان وجماعة الحوثي، بعد أن ظلت الجماعة تردد عبر وسائل الإعلام وجود صراع بينها وبين الانقلابيين.
ومنذ نحو عام استخدم ساسة الإخوان القيادي محمد قحطان المختفي قسرياً، والذي تقول الجماعة إنه مع الحوثيين، لكن التسريب الصوتي لحميد الأحمر يلمح إلى أن قحطان ربما يكون معتقلاً لدى جماعة الإخوان نفسها.
وقال حميد الأحمر في التسجيل المسرب: "أنت تشكو يا أستاذ جمال من نفس ما نشكو منه نحن في الإصلاح، عندنا شكوى من شخص اسمه محمد قحطان، ومحمد قحطان رجل مراوغ في طبعه، مشكلتنا الآن أن محمد قحطان اليوم أحد أهم الأشخاص الذين ما زالوا موجودين بالبلد، هذا الرجل غير منضبط أساساً". ويؤكد التسجيل أن محمد قحطان تمرد على قيادات الإخوان التي رفضت مواجهة الانقلابيين.

ويضيف حميد الأحمر المتواجد في تركيا "قحطان يؤمن بالمراوغة، يؤمن أن مسلك الكذب أحد المسالك التي يمكن أن تكون مشروعاً بيده".
من جهتها، دعت القيادية في جماعة الإخوان ألفت الدبعي إلى التمرد على قيادة الإخوان في صنعاء. وقالت ألفت الدبعي في تصريحات نشرتها على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: "هل تدرك قيادة الإصلاح في تعز لماذا تم خطف محمد قحطان بالذات، يوم يدركون ذلك أستطيع القول إنهم صاروا أحراراً".
وتؤكد الدبعي ان قيادة الإخوان في صنعاء هي التي عرقلت معركة تحرير تعز، حيث تقول "إن إدراك قيادة الإصلاح في تعز، سيكون بداية تحرر تعز الحقيقية، حان وقت حرية محمد قحطان وكافة المعتقلين السياسيين".

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلى صعيد المسار التفاوضي، أعلنت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، أن ثلاثة وفود من الخبراء السياسيين انتقلوا إلى المنطقة العربية، في إطار التحضيرات لإطلاق جولة جديدة من محادثات السلام في اليمن، والمقرر أن تُعقد في الكويت 18 أبريل الجاري. 
وأوضح بيان لرئيس الاتصالات في مقر الأمم المتحدة في جنيف، أحمد فوزي، والمبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أن تحضيرات المحادثات تجري حالياً على أكمل وجه، موضحاً أن وفدين "من الخبراء السياسيين في الأمم المتحدة انتقلا إلى اليمن والمملكة العربية السعودية للعمل مع المشاركين، بينما يتوجه فريق آخر إلى الكويت للإعداد للمحادثات بالتنسيق مع وزارة الخارجية". 
فيما اعلن المتحدث الرسمي لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين) محمد عبدالسلام، اليوم السبت، أن جماعته تقبل بالحوار "بلا شروط مسبقة أو بمحددات متفق عليها، وبعد تثبيت وقف إطلاق النار في الموعد المتفق عليه 10 إبريل الجاري".
واعتبر عبدالسلام، في تصريحات نقلها موقع قناة "المسيرة" التابعة للجماعة، أنّ "الحوار في ظل اشتعال الحرب ليس سوى إسهام في إشعالها وتأجيجها". تأكيداً على موقف الجماعة الذي يشترط وقفاً شاملاً لإطلاق النار قبل انطلاق أي مفاوضات.
وكشف متحدث الحوثيين، وهو رئيس الوفد التفاوضي للجماعة، أنّه تلقى اتصالاً أمس الجمعة من المبعوث الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد، "وضّح له فيها ملابسات النقاط التي سبق وذكرها في تصريحات سابقة". إشارة إلى مواضيع الحوار المقبلة والتي حددها المبعوث الأممي بخمسة عناوين.
وبحسب موقع "المسيرة"، فقد أوضح ولد الشيخ أنّ "الحوار سيكون من أجل المرحلة المقبلة لبناء الدولة وإنهاء الحرب باعتبار أن الجميع اليوم باتوا أطرافاً في النزاع ومطلوب من الجميع التقدم نحو الشراكة الحقيقية لضمان عدم اشتعال الأزمة في أي وقت".
ولفت متحدث الحوثيين، إلى أنّهم "سلموا أسماء أعضاء فريق الجماعة في لجنة التهدئة العسكرية التي أنشئت في حوار سويسرا"، وأكّد جهوزية الفريق لورشة العمل، وبدء مسارات التهدئة بناء على الخطوات المتفق عليها قبيل انعقاد جولة الحوار المقبل.
فيما اكد وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي، أن الحكومة حريصة على السلام وستبذل كل جهد في سبيل إنجاح المشاورات المقبلة في 18 إبريل والتي ستعقد في الكويت.
وقال المخلافي خلال لقائه نائب مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، كيني غلوك، إن المشاورات ستتم وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2216 والمبادرة الخليجية وتطبيق مخرجات الحوار الوطني.
وأشار إلى أن الحكومة عملت على إعداد أوراق عمل تتضمن رؤيتها لتنفيذ القرار الدولي لضمان إنجاح المشاورات، وتعمل مع المبعوث الأممي على تحقيق السلام وعودة الشرعية واستئناف العملية السياسية السلمية.

المشهد اليمني:

بات الفرقاء في اليمن أكثر  قناعة بالحل السلمي مع فشل الصراع  المستمر لأكثر من عام، وبات الجميع مستسلمًا للحل السياسي عبر الأمم المتحدة، حيث ستبدأ أولى جلسات الحوار في 18 أبريل الجاري.. فهل ستشهد الكويت محطة النهاية للأزمة اليمنية.

شارك