فتح مطار بروكسل جزئيًا... وتشديد الإجراءات الأمنية لمنع أعمال إرهابية جديدة
الأحد 03/أبريل/2016 - 11:20 م
طباعة
افتتاح مطار بروكسل مرة اخري بعد التشديد الامنى
أعادت اليوم السلطات البلجيكية فتح مطار بروكسل جزئيا أمام ثلاث رحلات جوية "رمزية"، وسط تعزيز إجراءات المراقبة الأمنية، بعد 12 يومًا من الهجوم الانتحاري الذي استهدف المطار، ومن المقرر مغادرة ثلاث رحلات لخطوط بروكسل الجوية من المطار إلى وجهات أوروبية، وستأخذ أول رحلة طريقها إلى مطار فارو في البرتغال، في الوقت الذى خضع فيه الركاب لعمليات تفتيش شملت المرور عبر أجهزة المسح في طريق قريب من المطار ومرة أخرى قبل إجراءات دخول المطار.
واهتمت وكالات الأنباء بعملية فتح مطار بروكسل الجزئي، فمن جانبه قال لوكاس باسوكوس، مسافر متجه إلى أثينا إن الأمر كان "غير طبيعي قليلا"، مات العديد من الأشخاص هنا، لكنني أعتقد أنه يمكننا تخطي هذا، أعتقد أننا يجب أن نبدأ بهدوء نثق في سيطرة الأمن."
بينما قال المدير التنفيذي لمطار بروكسل آرنو فيست إن "تلك الرحلات أول بادرة أمل لمطار يحاول النهوض مرة أخرى بعد تعرضه لهجوم جبان"، وتوقع أن يتلقى موافقة رسمية من السلطات لإعادة افتتاح المطار في وقت لاحق.
تشديد الاجراءات الأمنية فى بروكسل
أعرب فيست عن أمله في عودة المطار إلى العمل بكامل طاقته تزامنا مع العطلات الصيفية في نهاية يونيو المقبل.
يأتي ذلك في الوقت الذى قدرت فيه سلطات المطار تكلفة الإغلاق بحوالي 5 مليون يورو في اليوم الواحد.
كانت الرحلات قد توقفت في مطار بروكسل منذ وقوع الهجوم الانتحاري الذي استهدف قاعة المغادرة وتبناه تنظيم داعش، وأسفرت الهجمات على المطار ومحطة لمترو الأنفاق عن مقتل 32 شخصا.
ويري متابعون انه سيكون بإمكان الركاب الوصول إلى المطار باستخدام السيارات، إذ أن المحطة لا تزال مغلقة أمام القطارات والحافلات، وطلبت السلطات من الركاب الوصول قبل 3 ساعات من موعد رحلاتهم، ووفقا للإجراءات الأمنية الجديدة بالمطار، فإن السيارات والركاب المتجهين إلى منطقة المغادرة المؤقتة سيتم تفتيشهم في طريق الوصول، وسيجري تفتيش إضافي من جانب الشرطة بالإضافة إلى تفتيش للتأكد من الهوية وبطاقة الصعود للرحلات عند مدخل منطقة المغادرة المؤقتة، ولن يسمح بدخول غير المسافرين، وبعد ذلك، سيتجه المسافرون إلى بوابات المغادرة ليخضعوا إلى الإجراءات المعتادة للتفتيش الأمني والتفتيش عند الدخول.
كان مسؤولون بلجيكيون قد توصلوا في وقت متأخر من الجمعة الماضية إلى اتفاق مع اتحادات الشرطة لتعزيز الأمن في المطار، وكان الخلاف بين الجانبين أرجأ إعادة افتتاح المطار.
تفجيرات بروكسل
وفي تطور آخر، وجهت السلطات البلجيكية تهم الإرهاب إلى مشتبه به ثالث عرف اختصارا بـ "و أ" للاشتباه بصلته بمخطط لمهاجمة فرنسا.
وتأتي هذه الاتهامات في أعقاب القبض على المواطن الفرنسي رضا كريكت في إحدى ضواحي العاصمة باريس في 24 مارس الماضي.
كذلك عاود المترو في العاصمة البلجيكية نشاطه بسرعة، ولو جزئيا، بعد الهجمات. ورغم التظاهرات المتوترة والشغب من قبل يمينيين السبت في حي مولينبيك الذي ينتمي إليه منفذو هجمات بروكسل وهجمات باريس، استؤنفت الحياة مجددا في بروكسل في حين ما تزال الشرطة تسعى "بنشاط" إلى ملاحقة الفارين من المشتبه بهم، بما في ذلك "الرجل الذي يرتدي قبعة" في صور الفيديو الذي كان يحمل حقيبة محشوة بالمتفجرات في صالة المغادرة.
من ناحية أخرى اعتبر جيرالد فيسيل، وهو استشاري لدى إحدى شركات الطيران الألمانية، أن عمليات التفتيش الأمنية سيتسع نطاقها لتشمل المحيط الخارجي للمطارات كما هو الحال في إسرائيل، إلا أنه حذر من أن مثل هذه الاستراتيجية ستثير عددًا من القضايا غير المحسومة مثل الحاجة إلى مساحات وأموال إضافية، مشيرا إلى إنه سيتعين على أفراد الأمن في مطار فرانكفورت، أحد أكثر مطارات أوروبا ازدحامًا، فحص 170 ألف راكب و 80ألف موظف وعدد غير معلوم من الزوار بصورة يومية.
تشديد امنى فى شوارع بروكسل
وفي الوقت نفسه، فإن فيسيل مقتنع بأن أمن الطيران تحسن في أعقاب هجمات 2001 على نيويورك وواشنطن، واضاف "لا نعرف بالضبط ما تم منعه من أعمال إرهابية، ولكني أفترض أن هذه الإجراءات ساعدت في ردع جناة محتملين"، ورغم ذلك أشار إلى أنه لا تزال هناك فجوات يتعين غلقها، كما هو الحال في الرقابة على الشحن الجوي وخدمات التموين.
وفى هذا السياق حذرت رابطة المطارات الألمانية أيضا من إصدار قرارات متسرعة، وقال رئيس الرابطة رالف بيسيل إن الرقابة الأمنية على جميع أنحاء المطار غالبا ما ستكون مستحيلة من الناحية الفنية لأن معظم المطارات تفتقر إلى المساحة اللازمة لذلك.
أضاف بقوله "لا يمكننا أن نخلق ظروف تل أبيب في المطارات الأوروبية من خلال التحكم في جميع الزوار قبل دخولهم إلى المبنى".
في حين يقول هاينريش جروسبونجاردت، وهو خبير طيران ألماني إن إحكام عزل المطارات بوضع ضوابط إضافية لن يحل المشكلة، معتبرا أن الإرهابيين ببساطة سيوجهون اهتمامهم إلى أهداف بديلة إذا تم منعهم من الوصول إلى مواقع مهمة.
وجرى إتباع هذه الإستراتيجية خلال هجمات باريس في نوفمبر عندما فجر انتحاريون أنفسهم خارج استاد فرنسا بعد أن فشلوا في دخول الملعب، حيث يتواجد 80 ألف من مشجعي كرة القدم كانوا يشاهدون مباراة فرنسا وألمانيا.
