الجيش السوري يواصل إزالة ألغام داعش.. واتهامات للمعارضة بعرقلة المفاوضات السياسية

الإثنين 04/أبريل/2016 - 08:03 م
طباعة الجيش السوري يواصل
 
يواصل الجيش السوري ملاحقته لعناصر تنظيم داعش، في الوقت الذى تمكن فيه  الجيش من تدمير مصنع ضخم للمتفجرات جهزه إرهابيو التنظيم في ريف حلب الجنوبي، وأحبط هجوم مجموعاته الإرهابية على مطار دير الزور العسكري من الجهة الشرقية، وكان يستخدم المصنع داخل صومعة كبيرة للحبوب، وتشير الشظايا وبقايا المتفجرات التي تم العثور عليها في الموقع، إلى أن المصنع كان ينتج كذلك العبوات الناسفة والقذائف.
الجيش السورى يتقدم
الجيش السورى يتقدم
وقال متابعون إن الجيش السوري والوحدات المساندة من الدفاع الوطني، حاصرت الموقع التابع لإرهابيي "داعش"، لكنها لم تكن على علم بوجود مصنع كبير للمتفجرات داخل الصوامع.
يأتي ذلك في الوقت الذي استمرت فيه معارك شرسة عدة أيام حتى أدى سقوط قذيفة إلى تفجير مخزون المواد المتفجرة داخل هذا المختبر- المصنع التابع للإرهابيين، وقال أفراد وحدات الدفاع الوطني إن الانفجار كان قويا للغاية، وكاد مبنى إدارة الصومعة أن ينهار بسببه، وكان الانفجار نقطة الحسم في المواجهة، فسقط الموقع في يد العسكريين السوريين.
من جهة أخرى أحبط الجيش السوري هجوم مجموعات إرهابية تابعة لتنظيم "داعش" على مطار دير الزور العسكري من الجهة الشرقية، وقال إن وحدات الجيش المرابطة في المطار دمرت آليتين مفخختين بكميات كبيرة من المواد المتفجرة لتنظيم "داعش" حاولتا التقدم باتجاه المطار من قريتي الجفرة والمريعية بالريف الشرقي، مشيرا إلى أن هناك اشتباكات عنيفة أعقبت تدمير الآليتين، ودمّر الجيش 4 آليات محملة بإرهابيين من "داعش" وأسلحة وذخيرة في قرية الجفرة وآلية في حي الصناعة بمدينة دير الزور، إضافة إلى سقوط قتلى من التنظيم في عملية للجيش في منطقة حويجة صكر على الأطراف الشرقية لمدينة دير الزور.
المعارضة المسلحة
المعارضة المسلحة
كما اندلعت معارك عنيفة فجر اليوم بين الجيش وتنظيم "داعش" في محيط مطار دير الزور العسكري، إثر هجوم للتنظيم على المنطقة بدأه بتفجير عربة مفخخة، كما استهدف تمركزات الجيش في منطقة فندق "فرات الشام"، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في منطقة البغيلية بالقسم الشمالي الغربي من مدينة دير الزور، وفي حي الصناعة، واستمرار الاشتباكات العنيفة بين الجيش و"جبهة النصرة" في محيط بلدة العيس بريف حلب الجنوبي، وسط قصف مكثف على مناطق الاشتباك.
كانت الاشتباكات بدأت بعد منتصف ليلة الاثنين حيث يعمل الجيش على استعادة البلدة التي خسرها منذ يومين.
من ناحية أخرى أعلن مسؤول عسكري إيراني إرسال قوات خاصة إلى سوريا للعمل كمستشارين مما يشير إلى أن إيران تستخدم جيشها وكذلك قواتها الأمنية لمساعدة الرئيس بشار الأسد في الحرب الأهلية في سوريا، ونقلت وكالات أنباء ايرانية عن الجنرال علي آراستة نائب منسق القوات البرية الإيرانية قوله "نرسل قوات خاصة من اللواء 65 ووحدات أخرى إلى سوريا للعمل كمستشارين."
دى ميستورا
دى ميستورا
وقال آراستة الشهر الماضي إن إيران قد تقرر في وقت ما استخدام قوات خاصة وقناصة من قواتها المسلحة كمستشارين عسكريين في العراق وسوريا.
في الوقت الذى قال فيه مسؤولون أمريكيون إن الولايات المتحدة نفذت ضربة جوية في سوريا أسفرت عن مقتل قيادي رفيع في جبهة النصرة المنبثقة عن تنظيم القاعدة هو أبو فراس السوري.
وقتل أبو فراس جراء ما يشتبه أنها غارة جوية سورية أو روسية على قرية إلى الشمال الغربي من مدينة إدلب بشمال غرب سوريا يوم الأحد، ولكن مصادر في المعارضة المسلحة قالت إن الهجوم يحمل فيما يبدو آثار هجوم نفذ بطائرات أمريكية بدون طيار.
ومن ناحية أخرى، وعلى صعيد تطورات مباحثات السلام السورية، قبل أسبوع واحد فقط من بدء الجولة الرابعة من المباحثات السورية – السورية في جنيف، يري محللون أن هناك تركيزا من المعارضة السورية على حصر النقاش فى بقاء الأسد ام رحيله،  وكأن هذا الموضوع تحديدا هو مفتاح كل العمليات السياسية الممكنة وغير الممكنة للأزمة السورية، ويثير موقف الولايات المتحدة العديد من التساؤلات، الأمر الذي استدعى ردا من الكرملين ومن وزارة الخارجية الروسية. 
ويرى المحلل السياسي المهتم بالشأن السوري أشرف الصباغ أنه بعد مباحثات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في موسكو مع كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف، ظهرت أنباء منسوبة لكيري تزعم أنه اتفق مع موسكو على مستقبل الرئيس الأسد في التسوية السياسية، وكان الرد الروسي واضحا ومباشرا بأن هذا الموضوع يخص السوريين وحدهم الذين يجب أن يناقشوا قضاياهم الداخلية ويحددوا أولوياتهم وفقا لمجريات العملية السياسية.
الاسد
الاسد
أكد الصباغ أنه كان من الطبيعي أن تنفي الإدارة الأمريكية كل الأنباء التي تقول بأن "واشنطن وموسكو توصلتا إلى اتفاق بشأن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد إلى بلد ثالث من أجل الحصول على لجوء سياسي"، فيما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية إليزابيث ترودو إن "هذا الكلام ليس صحيحًا على الإطلاق". ولكنها من جهة أخرى أكدت تأييد الولايات المتحدة للمحادثات السورية في جنيف، مشددة في الوقت نفسه على أن "موقف بلادها من الأسد لم يتغير".
شدد على أن كل ذلك لم يمنع الحوار الروسي – الأمريكي حول الأزمة السورية والعملية السياسية هناك. إذ تم بحث سبل تعزيز وقف إطلاق النار ومكافحة الإرهاب في سوريا، وتوسيع إيصال المساعدات الإنسانية، خلال مكالمة هاتفية بين لافروف وكيري في الأول من أبريل الحالي. ومع ذلك، فهناك العديد من الأطراف الإقليمية والدولية يحاول وضع العصا في الدولاب، مفضلا تكرار التجربة العراقية عندما كان مصير صدام حسين هو الشغل الشاغل للجميع، والقضية الرئيسة التي تصوَّر الجميع أنها مفتاح الاستقرار في العراق. 
نوه على انه بالفعل تم استخدام مواقف الأطراف المحلية والإقليمية من قبل الأطراف الدولية للتخلص من صدام. ولكن لم يتم حل أي شيء، أو حتى الاقتراب من مفهوم الاستقرار، ولو نظريًا، وعلى الفور قامت الأطراف الدولية بالتخلص من الحلفاء المحليين ليحل محلهم فريق آخر، ثم ثالث ثم رابع، إلى أن وصلنا إلى الوقت الراهن الذي يشكل فيه العراق بؤرة للإرهاب الدولي، وسابقة في العمليات الانفصالية والتراكيب الطائفية والعرقية التي لا تريد ولا تستطيع أن تتعايش مع بعضها البعض. ناهيك عن التدخلات الإقليمية والدولية التي تصب المزيد من الزيت على النار في العراق.
أوضح الصباغ أن أطرافا بعينها تسعى، وقبل أسبوع واحد فقط من جولة جنيف الرابعة، إلى إعادة الأمور إلى الوراء والتركيز على بند واحد فقط. الأمر الذي استدعى بعض التصريحات الروسية التي تبدو كتحذير من إفساد البدايات المبشِّرة للعملية السياسية، إذ اقترحت موسكو مجددا إرجاء مناقشة مصير الرئيس السوري بشار الأسد، وكشفت بشكل غير مباشر عن وجود دول ومعارضين سوريين يعتبرون أنهم يملكون الحقيقة، ما يجعلهم غير مستعدين لقبول فكرة بقاء شخص بشار الأسد في مركز الساحة السياسية السورية.

شارك