اقتتال الداخل الإرهابي يُساعد الجيش السوري في التقدم

الإثنين 11/أبريل/2016 - 11:08 م
طباعة اقتتال الداخل الإرهابي
 
بعودة الحروب الداخلية بين الفصائل الإرهابية الداخلية في سورية إلى واجهة مُجدداً، وعلى وجه التحديد بين فصائل "النصرة" وما يُسمى بـ"الجيش السوري الحر"، دخلت سوريا مرحلة جديدة من الصراع الميداني وهو الأمر الذي سوف يصب بلا شك في مصلحة نظام الأسد على الأرض. 
اللافت أن صدامًا عنيفًا وقع بين جبهة النصرة و"الجيش الحر" من جهة وتنظيم "داعش" من جهة أخرى، خلال الأيام القليلة الماضية، حيث اتفق الفريق الأول على قتال الفريق الثاني تنظيم "داعش" في مختلف المساحات، ما جلب نتائج إيجابية تلقائية للقوات السورية الحكومية.
ساحات درعا وحلب هي أكثر المناطق التي شهدت معارك عنيفة بين الطرفين، وخاصة في المناطق المتصلة بالجانب التركي بشكل أساسي، وقد اشارت تقارير إلى أن فصائل "الحر" و"جبهة النصرة" اتفقوا ضمنياً خلال الفترة الماضية على قتلا التنظيم في ريف حلب.

اقتتال الداخل الإرهابي
والقتال بعيد تماماً عن خطوط الجيش السوري أكثر الأطراف المستفيدة من ذلك الصدام، إذ يقف الجيش السوري مشاهدا تحطيم أعدائه في بيوتهم الداخلية، ما أضاف لقواته إيجابية تقدمها بضربات استباقية غير متوقعة المعالم للإرهابيين في جبهات القتال.
السبت الماضي شهد تمكن فصائل الجيش الحر مع فصائل مسلحة أخرى من دخولها لقرية الراعي الاستراتيجية على الحدود السورية التركية شمال حلب، بعد معارك عنيفة مع إرهابيي تنظيم "داعش" في مناطق سيطرتهم بالاتصال مع الحدود، إلا أن الأخير تمكن من استعادة ما خسره قبل أيام، بعد سقوط عشرات القتلى في صفوف الطرفين.
مصادر ميدانية قالت لوسائل الإعلام، أكدت فشل إرهابيي جبهة النصرة من تثبيت أي نقاط متقدمة في مدن حريتان ورتيان وما حولها بعد معاركهم، خلال اليومين مع عناصر التنظيم والذين خسروا حوالي 65 تقريباً من مقاتليهم في تلك المعارك، إلا أن الطيران السوري أكمل المشهد بقصفه لتجمعات الفصائل التي حاولت التمركز في نقاط بالقرب من مدينة حلب بريفها الغربي.

اقتتال الداخل الإرهابي
وبينت المصادر، أن ريف حلب الشمالي والشرقي بشكل خاص يشهد حالة صراع كبيرة بين الفصائل الإرهابية المتعددة الانتماءات والتمويل، من الزنكي إلى أحرار الشام والجبهة الشامية وجبهة النصرة وعناصر تنظيم داعش بالإضافة إلى ما تبقى من فصائل تابعة لمسلحي الجيش الحر في محاور إدلب وحلب المتصلتين بالإضافة لبعض النقاط على حدود البلاد الملاصقة للجانب التركي.
وقد أشارت تقارير إلى أن محور جنوب البلاد السورية في أرياف مدينة درعا الجنوبية بالموازاة مع الحدود الأردنية، شهد عودة الاشتباكات والاقتتال الداخلي بين فصائل النصرة والفصائل المنشقة عنها المبايعة لداعش في الأيام الماضية.
وقال مصدر ميداني من درعا إن وتيرة الاشتباكات عادت من جديد في أرياف درعا بعد وصول الدواعش لعمق حوض اليرموك مؤخراً، والممتد من الريف الغربي الجنوبي لدرعا إلى القنيطرة وصولاً إلى مدينة نوى، وخصوصا أن فصائل شهداء اليرموك والمثنى واللذين تعرضا للاتهام من المجموعات الإرهابية في درعا، بمبايعتهم لداعش  في كل من مناطق وقرى الشجرة والشبرق وعين الذكر، غير المسريتيه وجملة وعادين وكويا".

اقتتال الداخل الإرهابي
وأضاف المصدر بحسب وسائل إعلامية، أن هذه المناطق هي نقاط تماس مباشرة للاقتتال بين الفصائل المسلحة المنضوية للمعارضة المقاتلة داخليا بريف درعا والفصائل المبايعين للدواعش، غير عشرات القتلى والخسائر التي لحقت بالطرفين في الآونة الأخيرة، وخصوصا بعد سلسلة الاغتيالات التي طالت ما يدعى "جيش ثوار سوريا" ومقتل عدد كبير من قياداته، والذي كان إرهابيو المثنى المبايعين لداعش المتهم الأول بهذه الاغتيالات بالقرب من ريف القنيطرة المتاخم لريف درعا.

اقتتال الداخل الإرهابي
مبينا، أن هذه الخلافات باستمراريتها، هامة جدًا لمصلحة الجيش السوري، حيث أدت لتدعيم التقدم البري المتوقف حاليا بعد إبرام هدنة وقف إطلاق النار الذي تلتزم به القوات الحكومية السورية بشكل كامل، وسارعت بشكل أكبر لعمليات المصالحة الوطنية في مناطق المسلحين مع وفود حكومية رسمية للعودة إلى الحياة الطبيعية وتسوية الأوضاع.
واستغل الجيش السوري هدنة وقف إطلاق النار مع فصائل المعارضة المسلحة في التقدم الميداني إذ نجح الجيش السوري في تحرير مدينة "تدمر" من يد تنظيم "داعش" بعدما وجه كل جهوده في محاربة التنظيم الإرهابي.
     

شارك