خروقات تهدد الهدنة في اليمن.. و5 محاور لحوار الكويت

الثلاثاء 12/أبريل/2016 - 03:49 م
طباعة خروقات تهدد الهدنة
 
استمرار الهدنة التي بدأت منتصف ليل الاثنين، ولكن مع وجود بعض الخروقات التي لم تؤثر عليها، فيما شدد المبعوث الأممي إلى اليمن على ضرورة حفاظ الأطراف اليمنية على الهدنة.

الوضع الميداني

الوضع الميداني
دخلت الهدنة اليمنية يومها الثاني، فقد تجددت في تعز المواجهات المسلحة في جبهات عدة، وأوضحت مصادر المقاومة أن الحوثيين قصفوا جبل جرة وشارع الخمسين، كما جددوا قصفهم الأحياء السكنية في الجبهة الشرقية وشارع التحرير والمغتربين.
وتجددت المعارك في مديرية نهم بمحافظة صنعاء؛ حيث بادرت الميليشيات إلى قصف مواقع الجيش والمقاومة. وأكد مصدر في بني حشيش أن الحوثيين يحشدون أنصارهم في المديرية لتعزيز جبهاتهم في مأرب والجوف.
وفي محافظة الجوف، تجددت المواجهات في جبهة المتون بعد حشد الميليشيات قواتها ومهاجمة مواقع الجيش والمقاومة.
وأفادت المصادر عن مقتل سبعة عناصر من القوات الحكومية في صرواح منذ بدء تطبيق وقف النار، وسقوط قتلى وجرحى لم يحدد عددهم، في معارك نهم.
وفي بيحان، قتل جندي وجرح تسعة في قصف من المتمردين استهدف قاعدة عسكرية تابعة للقوات الحكومية، بحسب المصادر نفسها.
فيما قتل خمسة جنود وأصيب آخرون، في عدن، اليوم الثلاثاء، وتتضارب الأنباء الأولية حول طبيعتها، ففي حين تحدث البعض عن تفجير انتحاري، قال آخرون: "إن الهجوم الذي تبناه تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" تم بعبوة ناسفة".
من جهته، أوضح رئيس أركان الجيش الوطني اليمني، اللواء محمد علي المقدشي، أن "الميليشيات الانقلابية خرقت وقف إطلاق النار، خصوصاً في محافظات تعز ومأرب والجوف. وأطلقت بعيد بدء سريان الهدنة منتصف الليلة قبل الماضية، صاروخاً من صنعاء باتجاه مأرب وتم اعتراضه. وسجل المجلس العسكري 12 خرقاً من قبل الانقلابيين في تعز، وتم الرد عليهم في إطار الدفاع عن النفس".
وأبلغ رئيس المجلس العسكري في محافظة تعز، العميد صادق سرحان بأن الحوثيين خرقوا الهدنة منذ الساعات الأولى لبدء سريانها، وحاولوا اجتياح بعض المواقع، واستمروا في قصف الأحياء المدنية بشكل عشوائي. وأشار إلى أن الميليشيات الانقلابية نفذت هجوماً على معسكر اللواء 35 والسجن المركزي وحدائق الصالح، لكن الجيش الوطني والمقاومة تصدى لها دفاعاً عن النفس.
وبدأ تطبيق وقف النار منتصف ليل الأحد الاثنين بتوقيت اليمن (21.00 ليل الأحد ت غ)، تمهيداً لاستئناف مباحثات في 18 أبريل بالكويت، ترعاها الأمم المتحدة بين أطراف النزاع المستمر منذ أكثر من عام.
والاتفاق هو الرابع منذ بدء التحالف عملياته دعمًا للرئيس هادي نهاية مارس 2015. وعموماً، لم تصمد الاتفاقات السابقة بشكل كبير. ورغم الخروقات، اعتبرت الأمم المتحدة وقف النار "صامداً بشكل عام".

المسار التفاوضي

المسار التفاوضي
وعلى صعيد المسار التفاوضي، قال المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ: "إن أجندة مفاوضات الكويت ستشمل خمسة محاور رئيسية هي وقف إطلاق النار والانسحاب من المدن وتسليم السلاح وإعادة مؤسسات الدولة بالإضافة إلى ملف الأسرى والمعتقلين ".
جاء ذلك خلال لقائه اليوم في الرياض بممثلي القوى السياسية اليمنية بحضور نائب رئيس الوزراء وزير الخدمة المدنية والتأمينات، عضو الفريق الحكومي في المشاورات عبدالعزيز أحمد جباري.
وأكد ولد الشيخ على أهمية الجولة الجديدة من المفاوضات التي ستعقد في الكويت.. لافتًا إلى أن مرجعيات التفاوض هي نفسها التي سبق إقرارها من قبل المجتمع الدولي والمتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن ٢٢١٦.
 واستقبل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، اليوم، إسماعيل ولد الشيخ وذلك في إطار المساعي المبذولة لإنجاح مشاورات الكويت.
وقدم المبعوث الاممي الشكر للرئيس اليمني على خطوات التهدئة التي تمت حتى الآن، وكذلك الخطوات الإجرائية وصولًا لإنجاح مشاورات الكويت التي يتطلع إليها المجتمع الإقليمي والدولي، وفي المقام الأول خيار الشعب اليمني.
وأشاد الرئيس اليمني بجهود المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ التي بذلها خلال الفترة الماضية لبحث فرص تحقيق السلام المبنية على قرارات الشرعية الدولية خاصة القرار 2216.
وقال هادي: "سنذهب إلى الكويت ونحن نحمل هَمَّ مجتمع وشعب عانى ويلات الحروب والحصار والدمار الذي فرضته عليه الميليشيا الانقلابية تحت منطق القوة والنكوص على توافق وإجماع إرادة الشعب اليمني، التي عبر عنها من خلال مخرجات الحوار الوطني التي تؤسس لمستقبل آمن وعادل لبناء اليمن الاتحادي الجديد المبني على العدالة والمساواة والحكم الرشيد".
وأضاف: "الشعب اليمني يحتاج اليوم للسلام والوئام الذي يستحقه بعد معاناة طويلة من الخراب والدمار والحصار والذي نتطلع اليوم إلى جهود الأمم المتحدة لإيصال المساعدات الإغاثية العاجلة للمحتاجين في مختلف المناطق، خاصة محافظة تعز التي عانت الكثير جراء الحصار الظالم".
على الجانب الآخر، قال الناطق باسم ميليشيات الحوثي محمد عبدالسلام، إنه تم تشكيل لجان محلية لمراقبة وقف إطلاق النار في 6 محافظات؛ هي الجوف ومأرب وتعز والبيضاء وشبوة والضالع.
عبدالسلام أشار إلى أن اللجان المشكلة من كل الأطراف التقت للإشراف على وقف النار في محاور القتال كافة، والامتناع عن كل الأشكال العسكرية من تحشيد وتعزيز واستحداث.
فيما أعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن ترحيبها بالهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في اليمن، واصفةً إياها بالمصيرية للشعب اليمني.

المشهد اليمني

ويعلق اليمنيون الآمال على مفاوضات الكويت في انتشال البلد من حالة الحرب، لكن مراقبين يرون أن السلام الدائم لن يكون في متناول اليد من أول اللقاءات.
ويعتقد مراقبون أن مفاوضات جادة قد تخترق جدار الأزمة اليمنية، مستغلة التهدئة المفروضة في المنطقة، والتي تتزامن مع زيارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، للسعودية في 21 أبريل الجاري.

شارك