جماعة الإخوان ومحاولات جديدة لحل الأزمة الداخلية بعد فشلها في يوم الأرض

الثلاثاء 26/أبريل/2016 - 11:33 ص
طباعة جماعة الإخوان ومحاولات
 
حاولت جماعة الإخوان بكل الطرق استغلال مظاهرات الأمس 25 أبريل 2016، للهجوم على القيادة السياسية ومؤسسة الرئاسة مستغلة حالة المد الثوري- إن جاز التعبير - أو حالة الاستنفار التي عليها النشطاء السياسيون، مؤيدين من قبل بعض الأحزاب والقوى السياسية، على خلفية اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، والتي كان نتيجتها أن تنازل الجانب المصري عن سيادته لهذه الجزر لصالح المملكة العربية السعودية؛ مما أثار سخط جزء كبير من الشعب المصري والقوى السياسية، ومما لا شك فيه أن فشل تظاهرات يوم أمس له أسباب كثيرة.. 
جماعة الإخوان ومحاولات
بينما اختزلتها جماعة الإخوان في حمدين صباحي وعبد المنعم أبو الفتوح، فمنذ مظاهرات «جمعة الأرض» في ١٥ أبريل الجاري، التي خرجت رفضًا لاتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية، رأت جماعة الإخوان في ذلك الرفض فرصة سانحة للظهور من جديد، والتخفى وسط هؤلاء الشباب، والتغريد عبر الهاشتاجات التي أطلقتها حركتا ٦ أبريل والاشتراكيين الثوريين وغيرهما، وعلى رأسها «انزل كمل ثورتك- تيران وصنافير مصريتان- الشعب يريد إسقاط النظام- انزل ٢٥ أبريل».
وأصدرت الجماعة بيانًا، مساء أمس الأول الأحد، طالبت فيه شبابها بالتخلي عن شعاراتهم وعدم رفع شعارات غير التي يرددها المتظاهرون، وعدم حمل لافتات رابعة أو الحديث عن عودة الرئيس المعزول محمد مرسي.
ونحت الجماعة الإسلامية خلافاتها الأخيرة مع الإخوان، وراحت تردد العبارات ذاتها، حيث قال عاصم عبد الماجد، عضو مجلس شورى الجماعة: «إما أن تجعلوا الغد ثورة حقيقية لا تنقطع حتى تخلع العسكر.. وإما أن تصاب الأمة بالإحباط، فاستعينوا بالله واصبروا».
وهاجمت جماعة الإخوان عددًا من القيادات السياسية بسبب رفضهم النزول، وخاصة حمدين صباحي وعبدالمنعم أبوالفتوح، محملة إياهما مسئولية خروج المظاهرات بهذا الشكل السيئ، دون إبداء أي توضيح.
جماعة الإخوان ومحاولات
وبعد فشل الجماعة في التحرك في هذا اليوم حاولت رأب الصدع الداخلي الذي أوشك أن يقسم الجماعة؛ حيث شهدت جماعة الإخوان خلال الساعات الماضية، حالة من السجال المتبادل بين الجبهات المتنازعة داخل الإخوان؛ حيث برأت اللجان الالكترونية محمود حسين الأمين العام للجماعة الاختلاسات المالية التي اتهمته بها من قبل، وأعلنت عودة المكاتب الإدارية لسلطة القائم بأعمال المرشد محمود عزت، فيما شككت جبهة القيادة الجديدة التي يتزعمها محمد كمال، في المعلومات التي روجتها اللجان الإلكترونية المؤيده لمحمود عزت، مؤكدين أن هناك انقسامات يشهدها تنظيم الإخوان، ومن الممكن أن يتم تشكيل تنظيم إخوانى جديد منفصل عن جماعة الإخوان. وكشف بدر محمد بدر، المستشار الإعلامى لمرشد الإخوان السابق محمد مهدي عاكف، والقيادي الإخواني البارز، أن عددًا من المكاتب الإدارية للإخوان انفصلت عن جبهة "القيادة الجديدة"، وانضمت لجبهة محمود عزت. وقال "بدر"، في تصريح له عبر صفحته الرسمية على "موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك": "حسمت كثير من المكاتب الإدارية التي طالتها الأزمة الأخيرة، خلال الأيام الماضية مواقفها، وانحازت إلى الخط الرسمي للجماعة بقيادة نائب المرشد العام محمود عزت، وارتضت نتيجة شورى مارس 2016، وما نتج عنه، وفي مقدمة هذه المكاتب القاهرة الكبرى 4 مكاتب إدارية". 
جماعة الإخوان ومحاولات
في المقابل شن عز الدين دويدار، القيادي الإخواني، هجومًا عنيفًا على المستشار الإعلامي لمرشد الإخوان السابق، قائلًا في تصريح له عبر صفحته على "فيس بوك": "مكاتب قنا والفيوم والإسكندرية وكفر الشيخ والقاهرة كلها على قلب رجل واحد خلف اللجنة العليا المنتخبة التابعة للقيادة الجديدة، بينما 4 أو 5 من المتقاعدين على المعاش في كل محافظة من الإخوان اجتمعوا وأعلنوا مكتب إداريًّا موازيًا بنظرية "أنا طويل وأهبل". وتابع: "مكتب شمال شرق القاهرة منذ البداية منقسم منطقتين هنا ومنطقتين هناك، فالمكتب قرر اعتزال الفريقين وينتظر الانتخابات الداخلية، فالخلاصة كلام للاستهلاك الإعلامي"، وكشف أن هناك تنسيقًا بين الإخوان وحركة 6 أبريل وحركات سياسية أخرى. فيما نشر أحمد رامي، المتحدث الإعلامي لحزب الحرية والعدالة المنحل، بيانًا لحركة جديدة تدعى "تحرر" أعلن فيه أنها لن يكون لها علاقة بجماعة الإخوان خلال الفترة المقبلة، معلنة أنها ستكون منفصلة عن الإخوان. من جانبه قال هشام النجار، الباحث الإسلامي: إن المشكلة القائمة داخل الإخوان تعود في الأساس لعدم وجود مرجعية وآلية للمحاسبة وفصل النزاعات داخل الإخوان الذي يتصف تنظيمه بالصرامة الشديدة في مسألة السمع والطاعة وعدم إمكانية المحاسبة من مرجعية وطرف ثالث، بعكس تنظيم مثل القاعدة الذي تقل داخله الانشقاقات بالرغم من المآخذ الشرعية والفقهية والفكرية عليه. وأضاف أن هذه الثغرات التنظيمية المزمنة داخل الإخوان مكن من مسار استبداد التيار القطبي بالتنظيم وخروج رموز التيار الإصلاحي منه تباعاً دون التمكن من إيجاد حلول وسط، وكذلك كان سبباً في فشل محاولات التحكيم في الأزمة الحالية؛ لأن التنظيم في الأساس غير معتاد على تلك الآلية ولا يقرها". وتابع: "من خلال المعطيات ولشواهد التاريخية فأزمات كهذه كانت تحل داخل الإخوان دائماً بالانفصال كل بنهجه الخاص ولجانه ومقراته التي يسيطر عليها، لكن في النهاية سيتكرر سيناريو إخوان الأردن عندما تخرج جبهة تتبنى التوافقية والاندماج في المشهد لتتميز عن الأخرى التي ستوجه إليها، واتهامات بأنها غير شرعية وتدعو للصدام مع الدولة وهو ما سيمكن الطرف الأول من الإنفراد والسيطرة على المكاتب من خلال الاستقواء بالدولة.

شارك