حوزة "قم" تعقد اجتماعًا لطلاب 30 دولة.. التشيع سلاح إيران للسيطرة على إفريقيا

الخميس 12/مايو/2016 - 01:54 م
طباعة حوزة قم تعقد اجتماعًا
 
إيران تطلق أكبر مشروع لنشر التشيع في إفريقيا عقدت إيران اجتماعًا في الحوزة العلمية بمدينة قم المقدمة مؤتمرًا دينيًّا لطلاب 30 دولة إفريقية، تحت عنوان "الأطروحة المهدوية وواقع اتباع أهل البيت عليهم السلام في إفريقيا"؛ ليعد أكبر مشروع لنشر التشيع في ثلاثين دولة إفريقية، والتعريف بالإمام المهدي ورسالة المهدي في الدول الإفريقية.
واستطاعت إيران طيلة 30 عاماً من العمل الدءوب والمنظم، خلق حواضن وجيوب للمذهب الشيعي في غرب وشمال إفريقيا، ومع قيام الثورة في إيران عام 1979، والإعلان عن مشروع الخميني لتصدير هذه الثورة، توجهت أنظار الإيرانيين إلى العديد من الدول، ومن بينها الدول الإفريقية.

مؤتمر نشر التشيع

مؤتمر نشر التشيع
دعت طهران مئات المتشيعين والمعممين الأفارقة، الذين تشيعوا عن طريق المؤسسات الخيرية والطبية والثقافية والتعليمية، التي ترسلها إيران إلى العشرات من الدول الإفريقية الفقيرة، للحضور في هذا المؤتمر في قم.
ونشر موقع حوزة نيوز الرسمي عشرات الصور من المتشيعين الأفارقة الذين حضروا مؤتمر نشر التشيع في مدينة قم، التي تحتوي على أكبر مدارس وحوزات تستقطب الطلبة الشيعة والسنة الذين يتشيعون في العالم.
وشكلت إيران اتحاد الطلبة الشيعة كأول مؤسسة رسمية ترعى شئون المتشيعين في إفريقيا، وتدعمهم، وتعمل على نشر التشيع عن طريق الطلبة الأفارقة الذين يتخرجون من الجامعات الإيرانية.
وحذر المؤتمر مما أسماها الأفكار السلفية المتطرفة على إفريقيا، واستقبل المؤتمر أطروحات ومقترحات من قبل المتشيعين؛ لتحسين نشاط المؤسسات الإيرانية على نشر التشيع في الدول الإفريقية، بصورة حديثة تواكب وسائل الإعلام والتواصل المتطورة. 
وانبثق عن المؤتمر العديد من اللجان التشاورية واللجان التخصصية الإفريقية، بإشراف الأساتذة الإيرانيين؛ لدراسة وضع انتشار التشيع في إفريقيا، وسبل دعم هذا المشروع بآليات وأدوات تختلف عما كانت تعمل عليه إيران ومؤسساتها الشيعية سابقًا.
ويحاول المؤتمر الإفريقي- الذي احتضنته إيران- وضع مشروع متكامل يستهدف ثلاثين دولة إفريقية؛ للترويج ونشر التشيع، ليشكل الشيعة خلال السنوات القادمة الأغلبية السكانية الساحقة في هذه الدول.
واستطاعت إيران الوصول إلى أغلب المناطق الإفريقية التي كانت مرتبطة بالمؤسسات الخيرية الخليجية، وصادرت المساجد والمجمعات التي تم تأسيسها عن طريق المؤسسات الخيرية الإسلامية، وحولتها إلى مراكز لنشر التشيّع والترويج له في إفريقيا.

الوجود الشيعي

الوجود الشيعي
ودراسة الوجود الشِّيعي من النَّاحية التَّاريخية في منطقة غرب إفريقيا عملٌ شاقٌّ ومهم؛ لأنّ غرب إفريقيا تمثّل منطقة شاسعة، تضمّ: (بوركينافاسو، موريتانيا، السنغال، غامبيا، الغابون، غينيا بيساو، غينيا كوناكري، ساحل العاج، مالي، غانا، نيجيريا، النيجر، سيراليون، توغو، ليبيريا، بنين، والرأس الأخضر)، ويزيد عدد سكان المنطقة على «250 مليون نسمة»، وهي تمثّل أكبر كتلة مسلمة في إفريقيا، فأغلب سكانها مسلمون، إضافةً إلى أنّها أكثر أجزاء القارة من حيث الوحدات السياسية، والازدواجية في التَّقسيم الدِّيموغرافي.
وأفاد موقع «عصر إيران» الإلكتروني أن التشيع ينتشر في دول غرب إفريقيا، ونقل عن موقع «شيعة نيوز» أن عدد الشيعة في غرب إفريقيا يصل الآن إلى نحو 7 ملايين شخص. وكانت إيران قد سعت خلال السنوات الخمس الماضية إلى تعزيز وجودها الاستراتيجي والاقتصادي والاستثماري في إفريقيا وذلك وسط تنافس على النفوذ بين دول عربية وإيران وإسرائيل على القارة التي تتمتع بموارد مائية كبيرة، كما تتمتع بمصادر نفيسة مثل الألماس واليورانيوم. ونقل «عصر إيران» عن موقع «شيعة نيوز» الإلكتروني أن محمد دار الحكمة- وهو من رجال الدين في غينيا- قال: إن التوجه نحو التشيع في تنامٍ مطرد في دول غرب إفريقيا.
وأضاف دار الحكمة لدى لقائه مع مسئول ضريح الإمام الحسين في كربلاء بالعراق أن عدد الشيعة في غرب إفريقيا يبلغ الآن أكثر من 7 ملايين شخص. كما أوضح أنه تم تأسيس «مجمع شباب أهل البيت» في غينيا. من ناحيته أعلن زعيم الشيعة في جزر القمر محمود عبد الله إبراهيم أن التوجه نحو التشيع لدى أبناء هذا البلد آخذ في التنامي.
ونقل موقع «عصر إيران» عن زعيم الشيعة في جزر القمر الشيخ محمود عبد الله إبراهيم أن التوجه نحو التشيع لدى أبناء هذا البلد آخذ في التنامي.
وأفاد الموقع أن الشيخ محمود عبد الله إبراهيم التقى مسئولي الحوزة العلمية في قم وأعطى شرحًا عن وضع الشيعة في جزر القمر، وقال: «في عام 2006 عندما بدأنا التبليغ للتشيع لم يكن حتى شخص واحد ينتمي إلى التشيع لكن الآن هناك أكثر من 100 شخص أصحبوا شيعة».

المؤسسات الشيعية

المؤسسات الشيعية
وفي نيجيريا، تعمل ما تسمى بالحركة الإسلامية والتي يتزعمها الشيخ الشيعي إبراهيم الزكزاكي، وهي معروفة بأنشطتها في نشر التشيع منذ تأسيسها في ثمانينيات القرن الماضي.
كما أطلقت هذه المنظمة ميليشيات عسكرية، معروفة باسم "حزب الله النيجيري"، إحدى أذرع طهران في غرب القارة الإفريقية.
وتعد مؤسسة أهل البيت في جنوب إفريقيا، من أهم المؤسسات الشيعية التي تقوم بجهد كبير على عدة أصعدة، مثل ترجمة بعض أدبيات المذهب الشيعي إلى اللغات العربية والإنجليزية والزولوية. كما تصدر المؤسسة نشرة نصف شهرية تحمل اسم الحُجة، والتي تقدم الآراء الشيعية وتدفع الاتهامات الموجهة للمذهب الشيعي، كما استضافت عدداً من كبار العلماء الشيعة من لندن ولبنان وإيران وغيرها.
وفي ساحل العاج للشيعة مراكز ومؤسسات عديدة، منها على سبيل المثال: الجمعية الإسلامية الثقافية، وهي جمعية ثقافية إنمائية دعوية تشرف على جمعية الزهراء النسائية، و مجمع الزهراء الثقافي، وهو مجمع ثقافي توعوي ومقره أبيدجان، ويشرف على جمعية الغدير الخيري، والمركز الإسلامي العربي الإفريقي في أبيدجان، والجمعية الإسلامية الثقافية للدعوة والإرشاد بأبيدجان ولها أنشطة ومدارس، والمركز الشيعي الجعفري في جران بسام، والمركز اللبناني في بلدية ماركوري، ومركز الشباب في أبيدجان، ومؤسسة الإمام الصادق في أمباتو، وجمعية الشباب المسلم في أمباتو، ولها أنشطة ومدارس، والجمعية الإسلامية في جران بسام.
وللشيعة في السنغال مدارس ومراكز وحوزات ودعاة، غير أنهم يبالغون في العدد كعادتهم في المزايدات، ويزعمون أن لهم في السنغال أكثر من مائة وعشرين مدرسة تضم ما يزيد على تسعة آلاف طالب وطالبة، وفي كل هذا بُعْدٌ عن الحقيقة. 
وتعد حوزة الرسول الأكرم من أهم مراكز التشيع في السنغال؛ حيث إنها تقع في العاصمة داكار، وهي مركز يضم مدرسة تابعة للحوزات القمّية الإيرانية، يديرها مبعوث من إيران اسمه « محمد شاهدي الرضوان » ويدرّس فيها أساتذة سنغاليون شيعيون تخرجوا في إيران ولبنان، والطلاب في هذه الحوزة كلهم أو جُلُّهم سنغاليون. وهناك مؤسسة المزدهر الدولية في داكار، والمؤسسة الإسلامية الاجتماعية.

مجمع أهل البيت.. ذراع إيران

مجمع أهل البيت..
يعد المجمع العالمي لأهل البيت الذي يتبع المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي، دينامو إيران لنشر التشيع في عدد من دول العالم وفي مقدمتها القاهرة السمراء.
وتأسس المجمع العالمي لأهل البيت بأمر مباشر من المرشد الأعلى للثورة الإيرانية عام 1990 بهدف "نشر معارف أهل البيت وترسيخ الوحدة الإسلامية والعمل على اكتشاف وتنظيم وتعليم ودعم أتباع العترة الطاهرة عليهم السلام"، وهو ما يعني بكلمات أخرى نشر التشيع، وتغذية ودعم المد الشيعي بكافة الطرق الممكنة حول العالم.
والمجمع أشبه ما يكون بشبكة دولية، أو بالأحرى دولة شيعية عالمية مصغرة هدفها وضع مشاريع وخطط دورية لنشر التشيع في العالم تشرف على تنفيذها شخصيات رفيعة المستوى من النخب والرموز الشيعية حول العالم، ولعل البند الرابع في بيان المجمع عن أهداف التأسيس، يكشف الكثير من آلية عمله واعتماده ميزانيات ضخمة لتجنيد العملاء والأتباع؛ حيث ينص هذا البند على "مكافحة الفقر والجوع والمحاولة لإيجاد السلام الدولي، توسعة الأسس المادية والمعنوية لأتباع أهل البيت في العالم والمساعدة علی نمو وإصلاح الوضع الفكري، والثقافي، والسياسي والاقتصادي، والاجتماعي لأتباع أهل البيت".
تحركات ونشاطات المجمع في الدول العالم الإسلامي تتم تحت غطاء تحقيق الوحدة الإسلامية، وهو الشعار الذي قد لا يخلو منه أي من بياناته، لكن المتابع لأنشطة المجمع لا يجد عناء في اكتشاف اصطفاف هذه المنظمة قلبًا وقالبًا إلى جانب مصالح إيران في المنطقة والعالم.
ويتكون المجمع من هيئات وأذرع مختلفة تتنوع نشاطاتها المعلنة بين طرح ومناقشة البرامج ووضع الأهداف وآليات العمل، والخطط الثقافية والاقتصادية في مختلف الدول حول العالم لدفع المشروع الشيعي.
وتتكون الجمعية العامة لمجمع "أهل البيت"من نخبة المجتمعات الشيعية، ومثقفيها ومفكريها من أنحاء العالم، وتنعقد الجمعية ويلتقي أعضاؤها مرة كل أربع سنوات، فيما يسمى بملتقى الجمعية العامة، وتتم خلاله طرح المقترحات وبحث الآليات لتحقيق الأهداف، إضافة للموافقة على قرارات لتطوير الوضع الثقافي، والاجتماعي، والاقتصادي والقانوني للشيعة حول العالم.
وتتكون من 25 عضوًا من دول مختلفة، غالبيتهم من إيران، وبعضهم من العراق ولبنان والسعودية والبحرين، ودول إفريقيا، ومن ضمنهم حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني، والكويتي حسين المعتوق، والبحريني عيسى قاسم، وسيد مرتضى مرتضى من قارة إفريقيان ورئيس المجلس الأعلى للمجمع العالمي لأهل البيت الآن المرجع الشيعي الإيراني آية الله محسن مجتهد شبستري.

المشهد الإيراني

إيران تواصل جهودها التي بدأتها منذ أكثر من 30 عامًا من أجل التغلغل في إفريقيا ووجود موالين لها من جماعات وأحزاب، عبر نشر التشيع واستثمار الطائفة الشيعية في ظل تراجع دور الأزهر الشريف، لتحقيق مصالحها الاستنراتيجية ولأهمية القاهرة السمراء اقتصاديا.
واستطاعتْ إيران طيلة ثلاثة عقود من العمل المنظّم والمستمر، ومن خلال المنظمات الخيريَّة الإيرانية والعراقية، والهيئات الحكومية والأهلية، والمراكز التَّعليمية والثَّقافية، والمشاريع الاقتصاديَّة الاستثماريَّة، إضافة إلى العمل الدبلوماسي الدِّيني، والتَّغطية الإعلامية القوِّية والمستمرة، إيجاد حواضن لعقيدة الشِّيعة الاثني عشريَّة في غرب إفريقيا، يحققون مصالحها وتعد الحركة الإسلامية بقيادة إبراهيم الزكزاكي من أبرز النجاحات الإيرانية في إفريقيا. 

شارك