حماية الكنائس في الإسلام الفريضة الغائبة للمواطنة

السبت 10/نوفمبر/2018 - 11:52 ص
طباعة حماية الكنائس في
 
اسم الكتاب – حماية الكنائس في الاسلام 
المؤلفين – عدد من الباحثين 
الناشر – وزارة الاوقاف – القاهرة 
جاء هذا الكتاب في وقته بعد أن أصبحت دور العبادة المسيحية هدفا للجماعات الإرهابية، الإخوانية والداعشية، في الكثير من الدول العربية والإسلامية. ولكن كان الكتاب يحتاج الى مواجهة الفتاوي الكثيرة المنتشرة لدي شيوخ الاخوان والسلفيين وتحرم بناء الكنائس لكنه اكتفي بنشر ابحاث تؤكد علي اباحة الاسلام للبناء واهمية حماية المسلمين للكنائس كنوع من التعمير في الارض " شارك فى تقديم الكتاب  الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، والدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، وتم إهداء الكتاب للرئيس عبدالفتاح السيسى تقديراً لجهوده العالمية فى مواجهة التطرف والإرهاب ورؤيته الثاقبة فى تجديد الخطاب الدينى. وقال وزير الأوقاف إن الكتاب صدر بهدف ترسيخ أسس المواطنة العصرية الكاملة دون تمييز، وتأصيلاً لفقه العيش الإنسانى المشترك بين البشر دون تفرقة على أساس الدين أو اللون أو الجنس أو اللغة.
وأضاف: إيماناً بضرورة تجديد الخطاب الدينى ودراسة المستجدات والقضايا العصرية دراسة دقيقة، وإبراز الوجه الحضارى السمح لديننا الحنيف، واقتحام المشكلات الصعبة بحكمة وشجاعة معاً على أيدى العلماء والفقهاء المتخصصين، وإيماناً بسنّة التنوع والاختلاف الذى هو سنّة من سنن الله الكونية، فقال الله تعالى: "لا إكراه فى الدين"، وفى موضع آخر يقول: "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة".
من جانبه قال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، إن حماية أهل الأديان السماوية ودور عبادتهم من مقاصد العمران الإسلامى، حيث قال تعالى: "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهُدّمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً"، مؤكداً أن الناس فى اختلافهم الدينى والعرقى مجال كبير لاكتمال العمران فى الدنيا.
وأشار إلى أن عالمى الديار المصرية الإمام والمحدّث والفقيه الليث بن سعد، والإمام قاضى مصر عبدالله بن لهيعة أكدا أن كنائس مصر لم تُبن إلا فى الإسلام، وأن والى مصر فى زمن هارون الرشيد، موسى بن عيسى، أمر بإعادة بناء الكنائس التى هدمها من كان قبله وجعل ذلك من عمارة البلاد. وأكد "علام" أن هذا الكتاب يُظهر الجوانب المشرقة فى الدين الإسلامى الذى يفيض تسامحاً ورقياً مع مخالفيه، ومع أهل الكتاب بالخصوص فسمح لهم بممارسة طقوس أديانهم فى دور عبادتهم، وضمن لهم من أجل ذلك سلامة دور العبادة، وأولى بها عناية خاصة، فحرّم الاعتداء عليها بكافة أشكاله.
وقال الدكتور محمد سالم أبوعاصى، عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالأزهر، إن الإسلام كفل اختيار الاعتقاد لكل البشر وعدم جواز إكراه أحد على الدخول فيه، ويشمل ذلك تأمين دور العبادة لأهل الكتاب الذين يعشون فى بلاد المسلمين، وحرمة المساس بما وُجدوا عليه من دور عبادتهم، مستشهداً بمقولة خليفة المسلمين عمر بن الخطاب للأقباط حيث قال: "إنكم آمنون على دمائكم وأموالكم وكنائسكم لا تُسكن ولا تُخرب"، كما أن عمر بن عبدالعزيز، الخليفة العادل، كتب إلى عماله ألا يهدموا بيعة ولا كنيسة ولا بيت نار.
وأشار "أبوعاصى" إلى أنه لا يجوز التعدى على الكنائس وفق نصوص القرآن وعقود الأمان التى عقدها النبى عليه الصلاة والسلام وصحابته وخلفاؤه لأهل الكتاب، بما يبرز سماحة الإسلام ورقيّه الحضارى فى إنصاف أصحاب الديانات وبخاصة السماوية.
وأكد الدكتور عبدالله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن المحافظة على الكنائس مطلب إسلامى يقوم على عدد من مبادئ الإسلام، وهى تشمل المحافظة على الدين، وأن ذكر الله مطلوب من المسلم ومن غير المسلم، حتى لو كان لا يؤمن بدين من الأديان، وأن الله حرّم إكراه أى إنسان على أن يؤمن به، والتأكيد على أن هدم دور عبادة غير المسلمين والتعرُّض لها يمثل تزيداً على الله وعلى دينه ويمثل إكراهاً فى الدين منهياً عنه.
واكد الدكتور محمد عبد الستار الجبالي أستاذ الفقة المتفرغ بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر بلغت سماحة الاسلام في معاملة أهل الشرائع المخالفة في العقيدة والعبادة إلى حد تركهم وما يعبدون ولقد اباح الإسلام لغير المسلمين ممارسة شعائردينهم فلا تهدم لهم بيعة أو كنيسة ور يكسر لهم صليب بناء على القاعدة العامة في حقوق الذمة  وان لهم ما لنا وعليهم ما علينا ,ان نتركهمةوما يدينون فهذه القواعد جرت علىلسان الفقهاء . كما لا ننسى معاملة المسلمين لأهل البلاد التي فتحوها تلكالمعاملة التي تقومعلى العدل والمساواة ومنع أي اعتداء عليهم. وقد طبق عمرو بن العص هذا التسامح عملياً عندما فتح مصر حيث أطلق الحرية الدينية للأقباط ورد البطريرك بنيامين إلى كرسيه بعد تغيبه عنه ما يقرب من ثلاثة عشرة سنة ، بل إنهأمر ياستقباله بكل حفاوة عندما سار إلى الإسكندرية فهذا وغيره يدل على مدى التسامح مع غير المسلمين وإعطائهم الحرية الدينية التي تستلزم السماح لهم بإقامة الشعائر وما تستلزمه من عدم جواز هدم كنتئسهم أو التعدي عليها بأي نوع من أنواع التعدي وذلك هو موقف الإسلام وهذا ما يجب ان تظهره الفتاوى المعاصرة عن هذا الموضوع .
ويؤكد أيضاً الدكتور محمد نبيل ، أستاذ الشريعة بجامعة القاهرة، إن هدم الكنائس أو العدوان عليها وعلى روادها بأي شكلٍ كان حرام شرعًا.
وقال الدكتور عبد الحليم منصور وكيل كلية الشريعة والقانون بتفهنا الإشراف، لا يوجد نص شرعي يبيح المساس بدور العبادة لغير المسلمين أو يسوغ هدمها أو التعدي عليها، بل يوجد في كتب الفقهاء القدامى أنهم يجيزون الوصية للكنائس وعمارتها، وتاريخ الإسلام خير شاهد على أن الدين يحافظ على أهل الكتاب ودمائهم وعقيدتهم وكنائسهم.
 وقال الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتى الجمهورية، أن التعدي على الكنائس والمسيحيين من أهل مصر وغيرها من البلاد يعد نقضًا لعهد المواطنة وهو الأمر الذي نهت عنه النصوص بل أمرت بخلافه قال الله تعالى: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوفُوا بِالعُقُود(.
إن الإسلام حفظ حقوق الآخر وضمن له العيش الكريم بين المسلمين ، وكذلك حافظ على دور العبادة بل وحمايتها من أي تهديد يعكر مقتضيات عقد المواطنة ، ولا شك أن هذه الأحكام الشرعية قد اقتبس منها نظام الدولة الحديثة، ترسيحاً لمبدأ التعايش ووفاء بعقد المواطنة الذي يجمع كل أفراد الوطن ـ من مسلمين وغيرهم ـ تحت مظلة قانون واحد يتساوون فيه جميعاً ويؤدون فيه واجباتهم ووظائفهم المدنية سولسية في الحقوق واللواجبات ومن ثم يشعر الجميع بقيمة الإنتماء للوطن ويتشاركون بمختلف قدراتهم ومواهبهم وتخصصاتهم في عمارة مرافق الدولة المختلفة .

شارك