"داعش" يتقدم على حساب المعارضة شمال سوريا.. وجرائمه ضد المرأة مستمرة
الأحد 29/مايو/2016 - 04:59 م
طباعة
تتواصل المعارك بين عناصر تنظيم داعش والمعارضة المسلحة، في ضوء قيام التنظيم بقطع آخر طرق الإمداد إلى مدينة مارع الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة شمالي سوريا، وتمكن التنظيم من عزل مارع عن بلدة أعزاز الخاضعة أيضًا للمعارضة؛ ما يمثل أكبر مكسب للتنظيم في حلب خلال عامين.
ويقاتل التنظيم فصائل معارضة منضوية تحت لواء الجيش السوري الحر منذ العام الماضي، لكن الاشتباكات احتدمت في الأسابيع الأخيرة.
وقال المرصد: "إن 45 عنصرًا من "داعش" قتلوا في غارات التحالف الدولي والمعارك المستمرة مع قوات سوريا الديمقراطية لليوم الخامس على التوالي".
وأفاد مراقبون استمرار الاشتباكات بين تنظيم الدولة الإسلامية والمعارضة السورية قرب الحدود التركية على مدى اليومين الماضيين؛ حيث يواصل التنظيم هجومًا أدى إلى مكاسب ميدانية سريعة، في ضوء محاولات دخول مقاتلي التنظيم مدينة مارع التي تسيطر عليها المعارضة في هجوم بسيارتين ملغومتين على الأقل، مشيرًا إلى استمرار الاشتباكات.
وقال مراقبون: إن التقدم الذي حققه التنظيم يوم الجمعة وتمكن بموجبه من عزل مارع عن بلدة إعزاز الخاضعة، أيضًا للمعارضة يمثل أكبر مكسب للتنظيم في حلب خلال عامين.
ويقاتل التنظيم فصائل معارضة منضوية تحت لواء الجيش السوري الحر منذ العام الماضي، لكن الاشتباكات احتدمت في الأسابيع الأخيرة، والإشارة إلى أن هناك 27 مدنيًّا على الأقل و41 مقاتلًا قتلوا في اليومين الماضيين.
كذلك شن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة الدولة الإسلامية غارات جوية على بعض مواقع التنظيم في واحدة من البلدتين، ويدعم التحالف مقاتلين ومنهم وحدات حماية الشعب الكردية في هجومها ضد الدولة الإسلامية في ريف محافظة الرقة المجاورة التي يعتبرها التنظيم عاصمته.
وتسببت الهجمات التي يشنها تنظيم "داعش" على المناطق المحيطة بمدينة اعزاز شمالي حلب، بتهجير أكثر من 40 ألف أسرة سورية، وذكر مسئول مخيمات اللاجئين في منطقة اعزاز، بهيئة الإغاثة الإنسانية التركية أحمد خطيب، أنَّ الهجمات الأخيرة لداعش على محيط مدينة اعزاز في ريف حلب الشمالي، دفعت أكثر من 40 ألف أسرة للهجرة، وحصرهم في منطقة لا تتجاوز 4-5 كيلو متر مربع.
أكد خطيب أن مخيم "الهلال" بالكامل وأكثر من نصف النازحين في مخيم "سجو للأرامل والمسنين والأيتام" شمال حلب، غادروه، قائلاً: "إن النازحين في هذه المنطقة بالأصل هربوا من هجمات داعش، التي شنها قبل شهر ونصف الشهر على مخيم الحرمين شرقي حلب، ومنذ أمس اشتدت هجمات التنظيم، فاضطر أكثر من نصف سكان مخيم سجو للهرب من قذائف داعش العشوائية".
فيما أوضح خطيب أنه بسيطرة داعش على بلدتي كفر كلبين وجبرين بريف حلب الشمالي، أصبحت منطقة مارع، التي يقطنها 15 ألف مدني تحت حصار تنظيمين "إرهابيين" هما داعش و"ب ي د"، داعيًا إلى إنهاء الحصار بأسرع وقت ممكن لمنع حصول كارثة إنسانية على حد وصفه.
ولم تتوقف جرائم تنظيم داعش على قتال الجيش السوري والمعارضة المسلحة، بل يواصل التنظيم جرائمه غير الإنسانية خاصة ضد الفتيات والسيدات، وهو ما رصدته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تقريرًا، تناول استغلال داعش مواقع التواصل الاجتماعي كمنصة لاستعباد النساء جنسيًّا.
قالت الصحيفة: إن التعليق نشر في الـ 20 من مايو الحالي في موقع فيس بوك، لمقاتل في داعش يطلق على نفسه أبو أسعد الألماني، الذي يعتقد أنه يحمل الجنسية الألمانية، وعاود الشخص نفسه نشر تعليق آخر لفتاة إيزيدية أخرى بعد ساعات، وكانت تظهر شاحبة الوجه وعيناه حمراوان، وقال الداعشي: "هذه سبية أخرى، وأيضًا بسعر 8 آلاف دولار".
وسارع موقع "فيس بوك" سريعًا إلى حذف الصور المنشورة، لكن الأمر يعكس الخطورة المتزايدة التي تحيط بمئات النساء الإيزيديات التي اختطفن داعش وأخضعن للعبودية الجنسية.
وبعدما أصبح التنظيم المتطرف تحت ضغوط الحملات العسكرية في سوريا والعراق والأزمة المالية، باتت النساء الإيزيديات اللواتي يختطفهن التنظيم في معاناة مضاعفة، وقالت الصحيفة الأمريكية: إن عددًا منهن تعرضن للبيع مرات عدة، لتوفير أموال للتنظيم، مشيرة إلى أنهن يعانين أيضًا من نقص الطعام والدواء، فضلًا عن خطورة الأماكن التي يحتجزن فيها، التي قد تتعرض للقصف في أي لحظة.
أضافت أن عناصر داعش باتوا يستعملون مواقع التواصل الاجتماعي على نحو كبير في الأشهر الأخيرة لبيع النساء وإصدار قواعد توضح كيفية التعامل مع هؤلاء" السبايا"، وكيفية ضربهن.
من جانبه قال المدير التنفيذي لمعهد إعلام بحوث الشرق الأوسط في واشنطن، ستيفن ستالينسكي: لقد شاهدنا قدرًا كبيرًا من وحشية التنظيم، لكن ما نشره خلال العامين الماضيين فاجأ الجميع وتجاوز الشرور، وبيع النساء عبر مواقع التواصل ليس سوى مثال على وحشية التنظيم.
ويعتقد ستالينسكي أن الألماني يحمل فعلا الجنسية الألمانية، وقد استعمل حسابه على "فيسبوك" لجمع التبرعات لصالح داعش، ويعتقد من تعليقات سابقة لـ"ألماني" أنه كان موجودًا في محيط الرقة، معقل داعش في سوريا.
من ناحية أخرى كشفت صحيفة "فيلت ام زونتاج" الألمانية أن أجهزة الأمن الأوروبية تتعاون بشكل وثيق مع الاستخبارات السورية. وذكرت أن المعلومات التي تقدمها دمشق مهمة جدًّا في مجال مكافحة الإرهاب.
وقالت الصحيفة: "إن نظام بشار الأسد قدم معلومات كان يمكن من خلالها وقف بعض إرهابيي باريس".
وتمت الاشارة إلى أن القيادة السورية أرسلت إلى الأجهزة الأمن في دول الاتحاد الأوروبي قوائم بأرقام آلاف جوازات سفر سورية سرقها مسلحو داعش من مدينة الرقة في 2015. ونوهت بأن الوثائق المذكورة يمكن أن تستخدم من قبل الإرهابيين للتسلل إلى أوروبا ضمن تيارات اللاجئين.
يأتي ذلك في الوقت الذي كشف فيه النقاب في إسرائيل عن شروع الجيش الإسرائيلي في إنشاء وحدة ارتباط مع سوريا بهدف توثيق العلاقات مع سكان الجانب السوري من هضبة الجولان في مختلف المجالات.
وقال معلق الشئون العسكرية في صحيفة "يديعوت أحرونوت": إن العلاقة بين إسرائيل والسكان السوريين وبعض فصائل المعارضة تسهم في ضمان الهدوء على امتداد الحدود، وهذه الوحدة ستعزز العلاقة في مختلف المجالات كتقديم العلاج للمصابين في الحرب.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن وحدة مشابهة عملت في لبنان قبل انسحاب إسرائيل من الجنوب اللبناني كانت تنفذ مهام عسكرية متنوعة بالمنطقة بما في ذلك الإشراف على جيش لبنان الجنوبي.
