هنادي جرادات.. تقتل 19 إسرائيليا في حيفا

الجمعة 04/أكتوبر/2019 - 02:05 م
طباعة هنادي جرادات.. تقتل
 
هنادي تيسير عبد المالك جرادات ولدت في 22 سبتمبر 1975 محامية فلسطينية من جنين ـ تنتمي أصول عائلتها إلى بيسان قبل أن تطردها العصابات اليهودية من موطنها ـ قامت بتنفيذ تفجير في مدينة حيفا يوم 4 أكتوبر 2003 أسفر عن مقتل 19 إسرائيليًا.
اعتقل أبوها تيسير جرادات عدة مرات خلال ستة سنوات، وولدت بناته خلود وهنادي وفادية أثناء اعتقاله.

دراستها

دراستها
درست هنادي المرحلتين الابتدائية والإعدادية بمدرسة فاطمة خاتون، والثانوية بمدرسة الزهراء، قبل أن تتوجه إلى الأردن لتلتحق بجامعة جرش الأهلية، وتدرس بكلية الحقوق لتتخرج عام 1999 وتعد إلى فلسطين للعمل في مجال المحاماة، وكانت تنوي افتتاح مكتب خاص بها كمحامية مستقلة.

خلفية العملية

خلفية العملية
في مساء 12 يونيو 2002 قامت القوات الإسرائيلية الخاصة بقتل فادي ـ شقيق هنادي ـ وصالح ـ ابن عمها، وهو قائد عسكري بالجهاد الإسلامي ـ أثناء جلوسهما أمام منزلهم بحارة الدبوس في شرق مدينة جنين مع زوجة صالح وشقيقات فادي. يقول الأب تيسير جرادات "كان بإمكانهم اعتقالهما، ولكنهم أطلقوا النار عليهما وقتلوهما بدم بارد".
عندما تقدمت هنادي لنجدة شقيقها المضرج بالدماء هاجمها الجنود ومنعوها، وقد أثرت هذه الواقعة بشكل بالغ ـ كما يقول الوالد تيسير جرادات ـ على هنادي. وتقول شقيقتها فادية: "من يوم استشهاد أخي اختلفت طباعها تماما، أصبحت تجلس بمفردها كثيرا، تحب العزلة، تستمع الأشرطة الدينية وتقرأ القرآن"، موضحة أنها توعدت بالثأر بعد أن رأت جثة شقيقها في المستشفى، وأشارت فادية إلى أن شقيقتها تأثرت أيضا بالعدوان الصهيوني المتواصل على الشعب الفلسطيني، وليس بمجرد استشهاد أخيها وابن عمها.

التفجير
في يوم التفجير غادرت هنادي منزل أسرتها وهي صائمة دون أن تظهر عليها ـ كما تقول أمها ـ أي علامات تثير الشك بأنها ستقوم بأي عمل غير اعتيادي، ثم تمكنت من تنفيذ العملية التي هزت مدينة حيفا السبت 4 أكتوبر 2003، وأسفرت عن مقتل 19 إسرائيلياً وإصابة 50 آخرين؛ لتكون بذلك السادسة بالانتفاضة، والأولى للعام الرابع للانتفاضة.

سادس من تفجر نفسها
تعد هنادي جرادات السادسة من الفتيات اللواتي نفذن عمليات تفجيرية ضد أهداف إسرائيلية؛ حيث كانت الأولى وفاء الإدريسي من مخيم الأمعري جنوب مدينة رام الله والتي نفذت عمليتها في القدس، وكانت الثانية هي دارين أبو عيشة، التي نفذت عمليتها عند أحد الحواجز الإسرائيلية عندما استوقفها الجنود ففجرت نفسها بينهم، وتلتها آيات الأخرس في متجر بالقدس الغربية، ثم عندليب طقاطقة من بيت فجار بقضاء بيت لحم، وكانت خامستهن هبة دراغمة، والسادسة هنادي جرادات.
"بقوة الله وعزيمته قررت أن أكون الاستشهادية السادسة التي تجعل من جسدها شظايا تتفجر لتقتل الصهاينة وتدمر كل مستوطن وصهيوني. ولأننا لسنا وحدنا من يجب أن يبقى ندفع الثمن ونحصد ثمن جرائمهم، وحتى لا تبقى أمهاتنا تدفع ثمن الإجرام الصهيوني، وحتى لا تبقى أمهاتنا تبكي وتصرخ على أطفالها وأبنائها بل يجب أن نجعل أمهاتهم يبكون فقد قررت بعد الاتكال على الله أن أجعل الموت الذي يحيطوننا به يحيط بهم وأن أجعل أمهاتهم تبكي دمعاً وندماً ودعوتي لله أن يجعلنا نحن معمرون في الجنة ويجعلهم من الخالدين في النار".
بهذه الكلمات انطلقت هنادي جرادات نحو مدينة حيفا حيث هناك كان الانفجار الذي هز عرش اسرائيل فحصدت العشرات من الإسرائيليين بين قتيل وجريح، وخطت وصيتها بالدم على أنها سوف تنتقم لأخيها وابن عمها التي اغتالتهم قوات الاحتلال بجنين أقسمت ان تثار وتنتقم من الجبناء.
لم تكن هنادي الشاهد الوحيد على ذلك المنظر المروع فإلى جانبها كانت زوجة الشهيد المجاهد صالح جرادات وطفله الوحيد الذي لم يتجاوز الثانية من عمره وجميعهم عاشوا تلك اللحظات القاسية التي جعلت الزوجة غير قادرة على الكلام حتى بعد ثلاثة أيام من استشهاد زوجها.

وصية المحامية هنادي جرادات لأهلها وذويها

وصية المحامية هنادي
"بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد العالمين سيدنا صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ...} صدق الله العظيم.
الأهل الأعزاء الذين سوف يثيبهم الله رب العالمين كما سبق ووعدنا جميعاً في كتابه العزيز {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} ولقد وعد الله الصابرين على كل ما آتاهم به الله الجنة وحسنت منزلة، فاحتسبوني عند الله سبحانه وتعالى، فلن أكن غالية فداءً لدين الله سبحانه وتعالى، لقد آمنت بما جاء بالقرآن الكريم واشتقت لأنهار الجنة واشتقت لرؤية نور وجه الله الكريم اشتقت لكل ذلك بعد أن منّ الله علي بالهداية...
أحبائي مَن أتمنى أن أكون من الشافعين لهم يوم الموقف العظيم.
لقد اخترت طريقي هذا بكامل إرادتي ولقد سعيت لهذا كثيراً حتى منّ الله على بالشهادة إن شاء الله... فهي ليست لكل إنسان على الأرض بل هي للمكرمين من عند الله، أفتحزنون لأن الله كرّمني بها؟ أهل تجزون الله بما لا يُحب ولا أنا أحب أيضاً؟؟ احتسبوني لله تعالى... وقولوا لا حول ولا قوّة إلا بالله... وإنّا لله وإنّا إليه راجعون... جميعنا ميتون فلا مُخلّد على هذه الأرض ولكن العاقل هو الذي يستجيب لنداء الله سبحانه وتعالى، فهذه بلاد جهاد فقط ونحن نعيش بها للجهاد علّنا نرفع الظلم الذي نحيا به على مدار الأعوام الماضية... أَعلم أنني لن أُعيد فلسطين أعلمها تمام العلم، ولكن أعلم أن هذا واجبي قد قدمته أمام الله... لبيت النداء بعد إيماني بعقيدتي وأنا الآن أُعلمكم بأنني إن شاء الله سأجد ما وعدني الله تعالى أنا وكل مَن يسيرون على هذا الطريق... جنان وعدنا الله بها مخلدون بها إن شاء الله. بعد إيماني بهذا كيف تعتقدون أنني سأقبل بكل المغريات الدنيوية الزائلة؟ كيف سأعيش على هذه الأرض وروحي أصبحت معلقة بملك مقتدر؟؟
أصبح كل همّي هو رؤية نور الله الكريم... هذه بلاده وهذا دينه وهم يريدون ليطفئوا نوره وكلنا نعلم ذلك... فواجبي نحو دين الله وحقه على أن أدافع عنه...فليس أمامي غير هذا الجسد الذي سأجعله شظايا تقتلع قلب كل مَن حاول قلعنا من بلادنا، فكل مَن يزرع الموت لنا سيناله ولو كان جزءً بسيطاً... ونحن حتى الآن لا زلنا ضعفاء بحسب تقدير القويّ ولكن إيماننا موجود.. عقيدتنا تجعلنا نجدد عهدنا لربنا وبلادنا".

شارك