الأزهر ومحاولات محاربة الإرهاب عربيًّا وعالميًّا

الإثنين 30/مايو/2016 - 05:07 م
طباعة الإمام الأكبر الدكتور الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب
 
تستمر مؤسسة الأزهر بقيادة الشيخ الطيب في محاولات فضح الإرهاب عربيًّا وعالميًّا من خلال التنسيق مع جامعة الدول العربية من ناحية ومن ناحية أخرى بزيارات مكوكية لعدة دول أوروبية وإفريقية لنشر سماحة الإسلام، ومن ناحية ثالثة بعقد مؤتمرات داخلية وخارجية في هذا السياق رغم غليان الداخل بالتطرف والإرهاب واعتناق البعض أفكارًا متطرفة دون محاولات من المؤسسة الدينية الرسمية للتصدي لها، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى استمرار العمل بقانون ازدراء الأديان في ظل المؤسسة الدينية الرسمية ومباركتها. ومؤخرًا اتفقت الجامعة العربية ومشيخة الأزهر الشريف على دعم التعاون المشترك بين الجانبين فيما يتعلق بمكافحة ظاهرة الإسلاموفوبيا ومواجهة الفكر المتطرف، وذلك من خلال تنظيم حلقات نقاشية وندوات وورش عمل ومطبوعات للتعريف بالصورة الحقيقية للإسلام وقيمه السمحة بما يسهم في التصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا في العالم الغربي. جاء ذلك خلال الاجتماع الذي عقدته إدارة حوار الحضارات التابعة لجامعة الدول العربية مع وفد الأزهر الشريف الذي ضم خبراء من مركز الحوار.
الأزهر ومحاولات محاربة
وأكدت وزير مفوض سامية بيبرس مدير إدارة حوار الحضارات أهمية هذا اللقاء والذي يأتي في وقت بالغ الحساسية، حيث تشهد المجتمعات الغربية تنامي معدلات العنف ضد العرب والمسلمين في الآونة الأخيرة، خاصة بعد الأحداث الإرهابية التي وقعت في كل من باريس وبروكسل.
وقالت بيبرس في تصريحات للصحفيين إنه يتم حاليًا دراسة توقيع برتوكول تعاون مشترك بين الجامعة العربية والأزهر الشريف.. لافتة إلى أنه سيتم قريبا عقد مائدة مستديرة تتناول موضوع التصدي للفكر المتطرف في العالم مع التركيز على العالمين العربي والأوروبي.
وأضافت أن هناك ممثلين عن الجهات والمؤسسات الغربية سيشاركون في تلك المائدة بالإضافة إلى ممثلي الدول والمنظمات العربية.
وحذرت بيبرس من خطورة تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا خاصة مع رصد تصاعد اليمين المتطرف في العديد من الدول الغربية مما يخشى معه التعامل بشكل سلبي مع الجاليات العربية والإسلامية في الدول الغربية. وأشارت إلى حرص مؤسسة الأزهر على تعميق أواصر التعاون مع الجامعة العربية في مجال مكافحة الفكر المتطرف وتقديم الصورة الحقيقية عن الإسلام.. لافتة في هذا الإطار إلى أنه يتم دراسة أعداد مطويات تعريفية حول الدين الإسلامي يتم ترجمتها إلى أربع لغات هي «الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية، حيث تتناول التعريف بالقضايا التي تهم الرأي العام الغربي، وتثير جدالا مثل وضع المرأة في الإسلام والإسلام وقبول الآخر والإسلام والتصدي للعنف والتطرف. وأعلنت أنه يتم الإعداد لإطلاق صفحة مشتركة بين الجامعة والأزهر الشريف على الفيسبوك، بحيث يتم خلالها تضمين الأنشطة المشتركة والفعاليات التي سيتم الاتفاق عليها وبث الرسائل التي الموجهة بصفة خاصة للشباب في الغرب للتعريف بالصورة الحقيقية عن الإسلام. واعتبرت بيبرس أن هذا الاجتماع يأتي ضمن سلسلة من الاجتماعات المشتركة بين الجامعة العربية والأزهر ستعقد خلال الفترة المقبلة للتصدي للفكر المتطرف في العالم.
الإمام الأكبر الدكتور
الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف
وفي نفس السياق وضع عدد من الرموز العربية، والإسلامية، المعنيين بالشأن الإسلامي، وفي مقدمتهم الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، ورئيس مجلس حكماء المسلمين، روشتة عملية محددة المعالم، لمواجهة الفكر المتطرف، والغلو، والتشدد، والإرهاب، لوقف التكفير والتفجير، أدارها الكاتب السياسي أحمد المسلماني، وحضرها الدكتور أحمد باهمام رئيس الهيئة العالمية للمساجد. ومن جانبه اختتم الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، زيارته إلى العاصمة الفرنسية باريس بلقاء وفد الجالية المصرية بباريس، مؤكداً على أهميه دور المصريين المغتربين عن بلادهم في توصيل الرسائل الصحيحة عن بلادهم وحضارتهم، مؤكدًا أن أعضاء الجاليات لهم دور مهم في تصحيح الصورة الخاطئة عن المسلمين والعرب والمصريين، وذلك من خلال معاملاتهم الطيبة وتصرفاتهم الحسنة مع جيرانهم وأصدقائهم بالخارج. واستمع الإمام الأكبر إلى رؤية أعضاء الجالية حول متطلبات المرحلة الحالية وما يستطيع الأزهر الشريف تقديمه لهم، حضر اللقاء السفير إيهاب بدوى سفير مصر بباريس ووفد من أعضاء السفارة المصرية. 
الأزهر ومحاولات محاربة
وخلال إدارته لندوة عن التطرف على هامش مؤتمر تعليم العربية في الجامعات والمعاهد العالمية بالعاصمة الفرنسية باريس، أقامها معهد ابن سينا للعلوم الإنسانية، وشهدت فعاليات افتتاح مراكز إسلامية، طالب الكاتب السياسي أحمد المسلماني، بالتصدي لكل أشكال الإرهاب والعنف، مشيراً إلى العداء الذي يحمله العنف والتطرف والإرهاب للإنسانية، مؤكداً على أن العنف والتطرف لا يعرفان الأديان، بل يكرهون التعايش والإنسانية جمعاء، ويعادون العالم بما فيه. وأكد خلالها الدكتور أحمد بن سالم باهمام أمين عام الهيئة العالمية للمساجد، على دور خطب الحرمين الشريفين في مواجهة الغلو والتطرف، مشيراً إلى مكانة الحرمين ودورها الريادي في نشر التسامح والمحبة بين ملايين الحجاج والمعتمرين وكذا الموقف المسئول والمعالجة الحكيمة لمختلف الأحداث والقضايا الإرهابية التي أصابت الأمة والإنسانية، وكذلك تنوع مقاربات أئمة الحرمين وكذا المواضيع التي تبين وجه الحق وترفض شبهات التكفيريين والغلاة. وأوصت الندوة في بيانها الختامي، بضرورة الاستفادة من التجارب الرائدة والمراجعات الفكرية والتأصيلية التي قامت لبعض جماعات الغلو، واعتبار تجربة المملكة العربية السعودية في المناصحة ومشاريع سكينة وبرنامج فطن ومشروع صواب الإماراتي. وأكد المشاركون أن المراجعات المصرية نموذجا يمكن الاستفادة منه واعتباره أرضية العمل في أوروبا لحماية الناشئة من الانحراف والإجرام والتطرف والغلو، داعين لعقد العديد من الندوات في أوروبا الشرقية والبرازيل والدول الإسكندنافية والبرلمان الأوروبي يقوم ببيان ومشروع عمل لمكافحة التطرف والإرهاب في أوروبا. وطالب المجتمعون بالوفاء بالعهد واحترام العقود ونشر ثقافة التسامح والتعايش بين مكونات المجتمع الأوروبي ودعوة المسلمين إلى المشاركة الإيجابية والمواطنة الصالحة، والتأكيد على رفض كل أشكال التطرف والعنف اللفظي والمعنوي والمادي وضرورة التصدي لكل أشكال ومظاهر العنصرية والتمييز والعداء للسامية والإسلام. 
الأمين العام الدكتور
الأمين العام الدكتور عبد الله عبد المحسن التركي
ومتابعة الشركات التي تفتح هذه الصفحات، موجهين الشكر للسلطات المحلية لمدينة كليشي والسلطات الفرنسية عموماً، والجهات الداعمة والمساهمة والمنظمة لهذه الندوة الدولية وخاصة الهيئة العالمية للمساجد التابعة لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة والأمين العام الدكتور عبد الله عبد المحسن التركي على رعايته ومشاركته الجالية المسلمة حفل افتتاح المركز الإسلامي والمسجد الكبير بمدينة كليشي الضاحية الباريسية. فيما أشاد الدكتور عبد بن صالح العبيد، بالتجارب العلمية في مكافحة الغلو والتطرف مستشهداً بالعديد من الأفكار والطروحات وسياقات العمل والمنهج من خلال مركز الأمير محمد بن نايف لمكافحة الإرهاب، وبرنامج فطن الذي تبنته وزارة التربية والتعليم لحماية الناشئة من الانحراف والتطرف والغلو، من خلال الانتقال من المدرسة إلى الأسرة إلى الإعلام. وأشار الشيخ عبد المجيد العمرى ممثلا لوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد، إلى سكينة الرسالة والأهداف والتي لعب مشروع في مواجهة التطرف والغلو وحماية الشباب عبر العالم الافتراضي، دحضاً للشبهات وبياناً للحق. وقال الدكتور محمد البشاري مدير معهد بن سينا بباريس، ورئيس فيدرالية مسلمي فرنسا: "إن المراجعات أمر مهم يجب الانتباه له، وله أهمية يجب الاستفادة منها". مشيراً إلى دور ورسالة الأئمة والمساجد وكذا إعادة النظر في برامج المرشدين، كما أكد على أن الدواعش ليسوا من رواد المساجد، بل نتاج العالم الافتراضي والشبكات العنكبوتية، مطالباً بتجريم الإرهاب الإلكتروني وملاحقة الشركات التي تفتح صفحات لهؤلاء الإرهابيين - وتكوين الأئمة وفق مقاربة تجمع بين فقه.

شارك