داعش يقترب من دير الزور..وتراشق روسي تركى حول التنسيق العسكري مع واشنطن

الإثنين 30/مايو/2016 - 08:50 م
طباعة داعش يقترب من دير
 
مع اشتداد المعارك بين الجيش السوري وتنظيم داعش، حشد التنظيم عناصره لدخول أحياء دير الزور، التي تعتبر حالياً البديل الأقرب للتنظيم في حال انسحابه من الرقة، فى الوقت الذى دخل فيه التنظيم إلى قرية "الهيشة" بعد انسحاب القوات الديمقراطية وقيام داعش بتفجير عربة مفخخة على المدخل الغربي للقرية ما أدى لمقتل نحو 20 من عناصر الديمقراطية.

داعش يقترب من دير
وتتواصل عملية نقل التعزيزات العسكرية من قبل الميليشيات المشاركة في تحالف "سورية الديمقراطية"، نحو بلدة عين عيسى، حيث أكدت المصادر دخول أكثر من 60 سيارة مختلفة الحمولة إلى البلدة، كما نقل حوالي 1000 عنصر من الميليشيات إلى عين عيسى أيضا، كما نقلت الوحدات الكردية نحو 40 عربة مزودة برشاشات ثقيلة إلى بلدة "سلوك" بريف الرقة الشمالي أيضاً، فيما يبدو أنه محاولة من "الديمقراطية"، لتطوير العملية العسكرية التي تختلف القوى السياسية على طبيعتها.
فى الوقت الذى شن فيه التحالف اﻷمريكي عدداً من العمليات الجوية خلال الـ 24 ساعة الماضية التي استهدفت نقاط وتجمعات لتنظيم داعش في محيط الهيشة، وداخل مدينة الرقة، حيث استهدف يوم أمس ليلاً مبنى "القصر العدلي"، وعدداً آخراً من المباني الحكومية كمبنى الاتصالات، وشعبة التجنيد العامة، ومقر فرع حزب البعث في المدينة.
من جانبها أكدت صحيفة "كوميرسانت" الروسية أن واشنطن صارت تزاحم موسكو في قتال "داعش" وأنها تحضر لإطباق فكي الكماشة على الرقة عاصمة "الخلافة" المزعومة قدوما من الفلوجة شرقا، وأشارت إلى أن الولايات المتحدة تحاول تزامنا مع العملية الجوية الروسية ضد الإرهابيين في سوريا، انتزاع زمام المبادرة من موسكو في كفاح "داعش"، حيث كثفت من عملها العسكري على المحورين العراقي والسوري مؤخرا.
وذكرت الصحيفة بما قاله ستيفن وورن الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية في بغداد حول شروع القوات العراقية في اجتياح الفلوجة مدعومة من تحالف واشنطن لتحرير الفلوجة التي لا تزال في قبضة "داعش" منذ 2014، وأن وجهة النشاط العسكري التالية للتحالف هي الرقة السورية معقل التنظيم.

داعش يقترب من دير
اعتبرت الصحيفة الروسية أنه إذا ما استطاعت الولايات المتحدة بمعزل عن موسكو تحرير الفلوجة والرقة من "داعش"، فإن ذلك سيمثل منعطفا حاسما في مكافحة الإرهاب، وسيجعل واشنطن تحمل راية مقارعته من جديد في العالم، موضحة أن الفلوجة الواقعة على 60 كم إلى الغرب من بغداد، وعلى محافظة الأنبار ذات الأغلبية السنية سيكون لها إذا ما تحققت، وقع كبير على الصعيدين الاستراتيجي والمعنوي.
وأفردت تصريح الناطق الأمريكي، بشأن احتمال بدء "فصائل المعارضة السورية" زحفها على الرقة في أي لحظة، وتهرّبه من الإفصاح عن أي موعد لذلك، إن كان قبل رمضان أو في أعقابه، حيث قال: "نريد أن يبقى العدو في حيرة من أمره، إذ أعلنوا مؤخرا ما سموه التعبئة العامة في الرقة".
أشارت الصحيفة إلى أن العسكريين الأمريكيين يعتزمون في الوقت الراهن عقد اجتماعات أسبوعية مع نظرائهم الروس لتنسيق تحليق طائرات البلدين الحربية في السماء السورية، ولا سيما أن النشاط الجوي الروسي يقتصر بشكل رئيس على أجواء غرب سوريا.
لفتت "كوميرسانت" النظر إلى أن تدمر التي حررها الجيش السوري بدعم مباشر من الطيران الروسي، تشكل أهمية "ثانوية" بالنسبة إلى المدافعين عن "خلافة" "داعش"، وأنه من الأهمية بمكان بالنسبة إليهم الاحتفاظ بعاصمتهم المزعومة هناك حصنهم الأخير في المنطقة.
واعتبرت أن مساعي واشنطن للانقضاض على الفلوجة والرقة بمعزل عن مشاركة روسيا، قد يقلب جهود مكافحة الإرهاب وقتال "داعش" في سوريا رأسا على عقب، ولا سيما بعد أن توسطت جهود موسكو على هذا الصعيد المساعي الدولية المبذولة لمكافحة "داعش"، ناهيك عن الانتقادات المتكررة التي ما انفك الجمهوريون يكيلونها للرئيس الأمريكي باراك أوباما واتهامه بـ"عديم المبادرة".
وخلصت "كوميرسانت" إلى أن نجاح القوات الأمريكية في القضاء على "داعش" في سوريا والعراق سوف يمنح الرئيس الأمريكي فرصة شغل موقف متقدم من جديد في المنطقة، وهو أمر يحظى بأهمية منقطعة النظير في عام الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

داعش يقترب من دير
وعلى صعيد الخطوات السياسية لحل الأزمة السورية، أكدت المنسقة العليا لشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موجريني دعم المجموعة الدولية لدعم سوريا"، معربة عن أملها في استئناف محادثات جنيف قريبا.
قالت موجريني " نعمل على جعل عملية الانتقال السياسي في سوريا أمرا قابلا للتطبيق".، كما أعربت عن أملها بـ"الالتزام بالهدنة في سوريا وسرعة إدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق السورية"..
من ناحية أخري أكد وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو أن أنقرة تعرض على واشنطن القيام بعملية خاصة مشتركة ضد المتشددين في سوريا لكن بدون قوات كردية تعتبرها تركيا "إرهابية" وتدعمها واشنطن.
أوضح جاوش أوغلو بقولخ " الأمريكان لديهم قواتهم الخاصة ولدينا قواتنا الخاصة، نحن نقول، نعم يجب فتح جبهة جديدة ولكن ليس بمشاركة حزب الاتحاد الديموقراطي"، في إشارة إلى الجناح السياسي لوحدات حماية الشعب القوة المسلحة الكردية التي تساند واشنطن في شمال سوريا وتعتبرها أنقرة "إرهابية".
شدد على أن هناك معارضين سوريين عرب مسلحين ومدعومين من قبل القوات الخاصة التركية والأميركية وكذلك من دول أخرى حليفة مثل المانيا وفرنسا، يمكنهم "بسهولة" التقدم باتجاه مدينة الرقة التي يسيطر عليها تنظيم داعش.
كما أشار أوغلو إلى قيام واشنطن بتسليم تركيا البطاريات المضادة للصواريخ التي وعدتها بها، موضحا أن تسليم هذه المعدات لن يتم قبل اغسطس المقبل، معبرا عن أسفه لأن "الولايات المتحدة لا تفي بوعودها".

داعش يقترب من دير
فى حين أكد ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية الروسي أن استقالة محمد علوش من منصب كبير مفاوضي الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض، سيؤثر إيجابيا على مفاوضات جنيف.
قال بوجدانوف أثناء تعليقه على انسحاب علوش من مفاوضات جنيف: "نعتقد أن ذلك سيأتي بنتائج إيجابية فقط، لأن هؤلاء الأشخاص كانوا يتخذون موقفا غير بناء على الإطلاق ولم ينووا للاتفاق على شيء بناء".
كما علق بوغدانوف على ما نقل عن وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو عن تقديم أنقرة اقتراحا لواشنطن بشأن القيام بعملية خاصة مشتركة في سوريا بدون قوات كردية، مؤكدا أنه لا توجد أي أسس قانونية لمثل هذه العملية، وهي في حال إقدام أنقرة وواشنطن عليها ستمثل تدخلا في شؤون دولة ذات سيادة.
وبشأن الاتهامات التي وجهها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إلى موسكو بتسليح مقاتلي حزب العمال الكردستاني، قال بوجدانوف إن الحكومة الروسية تنتظر من الجانب التركي تقديم أدلة لإثبات هذه الاتهامات العديمة الأساس.

شارك