جهود روسية لانجاح الهدنة السورية..واتصالات أمريكية للتمديد
الثلاثاء 31/مايو/2016 - 08:25 م
طباعة
محاولات أمريكية روسية لانجاح الهدنة
تتواصل المحاولات الروسية لتمديد هدنة وقف إطلاق النار في سوريا، ومحاولة ضم الجماعات والفصائل المعارضة الرافضة للهدنة لتسوية الأزمة سياسيا، ومحاولة تقديم المساعدات الانسانية إلى المحاصرين، في الوقت الذي كشف فيه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن اتصالات أمريكية مع موسكو لمد الهدنة.
وفى سياق متصل نفت وزارة الدفاع الروسية توجيه القوات الجوية الروسية أي ضربات في محافظة إدلب السورية، وقال الجنرال إيجور كوناشينكوف المتحدث باسم وزارة الدفاع أن "الطيران الروسي لم ينفذ أي مهام قتالية وخاصة لم يوجه أي ضربات في محافظة إدلب".
أوضح المسئول العسكري الروسي: "ندعو إلى تبني موقف أكثر انتقادا بالنسبة لأي أنباء مخوفة من "الثنائي البريطاني" الذي يضم المرصد السوري لحقوق الإنسان ووكالة "رويترز" للأنباء، وعندما نقدم للعالم نتائج الرقابة الموضوعية التي تنفي تماما ما زوراه سابقا لم يحاول "المرصد" أو الوكالة الاستماع إلى ذلك وبالأخص نشر أي نفي".
كانت وكالة "رويترز" للأنباء قد ذكرت سابقا نقلا عن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات الجوية الروسية وجهت ضربات إلى مواقع في محافظة إدلب.
لافروف
فى حين أعلنت تركيا أن ضربات جوية روسية شنتها على مستشفى ومسجد في مدينة إدلب السورية أسفرت عن مقتل أكثر من 60 مدنيا وإصابة نحو 200 شخص. ودعت وزارة الخارجية التركية في بيان لها المجتمع الدولي إلى التحرك سريعا ضد ما وصفته بجرائم النظامين الروسي والسوري "التي لا يمكن تبريرها".
من جانبه أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن موسكو لم تتخل عن قرارها ضرب الزمر المسلحة التي لم تلتحق بالهدنة في سوريا، موضحا أن المهلة التي منحتها موسكو للمسلحين تشارف على الانتهاء.
وكشف لافروف عن طلب للولايات المتحدة بمد الهدنة بقوله "طلبت منا الولايات المتحدة تمديد المهلة عدة أيام، قبل سريان الخطة التي أعلنا عنا سابقا، والتي سيصبح وفقها كل من لم ينضم للهدنة هدفا مشروعا بغض النظر عما إذا كان مدرجا على قوائم الإرهابيين أم لا، لقد طلب منا الأمريكيون منحهم بضعة أيام إضافية كي يقدموا ردهم لنا، فيما تنتهي مهلتنا الإضافية هذا الأسبوع".
شدد لافروف على أن روسيا تحولت إلى مركز قوة حقيقي في الشرق الأوسط، وذكّر بأن القوات الجوية والفضائية الروسية تمكنت خلال الأشهر الأولى من عمليتها في سوريا من إحداث نقلة نوعية في الوضع الميداني.
موسكو تصر على انضمام النصرة للهدنة
وكشف عن أنه سأل نظيره الأمريكي جون كيري في واحدة من المكالمات الهاتفية، حول السبب من وراء توقف التحالف الدولي بقيادة واشنطن عن استهداف الإرهابيين في سوريا وما يمنعه عن اتخاذ أي خطوات تمنع تدفق النفط المهرب على تركيا، مضيفا أن نظيره الأمريكي جدد نفس التسويغات التقليدية "انطلاقا من منطق غريب يعتبر أن مواقع الإرهابيين تتشابك مع مواقع "الأخيار" الذين لا يتوجب استهدافهم".
ركز لافروف بقوله " تمكنا خلال الأشهر الأولى لعمليتنا في سوريا من إحداث نقلة نوعية في الوضع هناك، وباعتراف الجميع، فيما تبرز لدى البعض رغبة تشاطرهم فيها تركيا وربما شركاؤنا الغربيون أيضا، في وقف هذه العملية أو تحويلها في الاتجاه المعاكس، إذ ما انفكوا طيلة 5 سنوات يصرون على رحيل الأسد، هم لا يكترثون بالشعب السوري، على الرغم من أن الجميع قد أدركوا أنه من المستحيل إطلاق أي عملية سياسية بلا شعب".
أعاد وزير الخارجية الروسية إلى الأذهان أن القرارات الدولية التي اتخذت بشأن سوريا بدءا من عام 2012، لم تتضمن أي مطالب بشأن رحيل الأسد، مؤكدا بقوله" يقف التحالف الدولي مكتوف الأيدي في الوقت الذي يستمر فيه تدفق الإرهابيين والأسلحة عبر الحدود السورية-التريكة. مما لا شك فيه، أن الإرهابيين يستعدون لشن هجومهم منتهكين بذلك الاتفاقات الدولية وقرارات مجلس الأمن.
أضاف: يؤكد لنا الأمريكان تزامنا مع ذلك، أن الفصائل التي تبدو أنها من "الأخيار" مستعدة للكف عن خرق الهدنة، شريطة انطلاق العملية السياسية، فيما يقول وفد المعارضة، أي الهيئة العليا للمفاوضات الذي تشكل بدعم تركيا وفد، إنه لا يمكنه حضور المفاوضات، لأن بشار الأسد لم يرحل، في مهزلة مستمرة منذ أمد".
اعتبر لافروف أن العملية التفاوضية تتخلى تدريجيا عن المتطرفين، مشددا على ضرورة إشراك الأكراد في التفاوض. واعتبر في هذه المناسبة أنه لو بدأ في جنيف بحث صياغة الدستور السوري الجديد بلا الأكراد، فإن ذلك سيعني فشل العملية برمتها، مشيرا إلى أن إعلان حزب الاتحاد الديمقراطي قيام نظام فدرالي شمال سوريا، لا يسر أحدا، لكنه ربط هذه النزعة بموقف تركيا التي تصر على استبعاد الأكراد من مفاوضات جنيف.
الجنرال إيجور كوناشينكوف
كما دعا لافروف واشنطن لدى التعامل مع الأزمة السورية إلى استخلاص العبر من تجربتها في العراق وأفغانستان، مؤكدا أن الأمريكيين يقولون اليوم إنهم ارتكبوا خطأ في ليبيا، لكنهم لا يقرون بسوء استخدامهم للتفويض الذي منحتهم إياه الأمم المتحدة في عام 2011، والذي كان يقتصر على فرض حظر جوي.
من ناحية اخري دعا وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو واشنطن مؤخرا للعمل المشترك ضد الإرهابيين في سوريا، مؤكدا حق موسكو في استهداف الفصائل التي لن تنضم للهدنة قبل هذا الموعد الممنوح لها، موضحا أن موسكو تقترح على واشنطن التعاون في التخطيط وشن الغارات على مواقع "جبهة النصرة" واستهداف التشكيلات المسلحة اللاشرعية التي لم تلتحق بالهدنة، والقوافل التي تنقل الأسلحة والذخيرة إلى المسلحين، وقطع دابر الفصائل المسلحة التي تعبر الحدود السورية التركية بصورة لا شرعية، مع ضمان عدم استهداف المنشآت المدنية والمناطق المأهولة.
شدد شويجو على ضرورة أن تقوم واشنطن بإقناع فصائل المعارضة السورية التي لم تنخرط في الهدنة بعد ، بعد تمديد المهلة المذكورة بعد إفصاح جملة من الزمر المسلحة عن نيتها الإنضمام إلى الهدنة.
يأتى ذلك في الوقت الذي تتواصل فيه المعارك العنيفة بين عناصر تنظيم "داعش" من جانب، وقوات سوريا الديمقراطية من جانب آخر، مع تقدم الأخيرة باتجاه مدينة الطبقة والسيطرة على قرى ومزارع طريقها، حيث تدور المعارك في مثلث تل أبيض – الفرقة 17 – عين عيسى، وفي المنطقة الواقعة بين عين عيسى ومدينة الطبقة، حيث تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من التقدم والسيطرة على 9 قرى و3 مزارع، بينها قرى خشخاش الكبير، نقوت، بئر الأعمى، أبو الصفا، رميلة، خربة جميل، حجي علي، جنف الأحمر، ليرتفع إلى 23 قرية ومزرعة عدد المناطق التي سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية منذ بدء عملياتها بريف الرقة الشمالي في الـ 24 من شهر مايو الجاري.
ويري مراقبون أن الاشتباكات التي ترافقت مع ضربات مكثفة لطيران التحالف الدولي على مواقع التنظيم في المنطقة، أسفرت عن مقتل 18 عنصرا من التنظيم ليرتفع إلى 79 بينهم 24 عنصرا من "أشبال الخلافة" وقيادي فرنسي، عدد عناصر التنظيم الذين قتلوا خلال الاشتباكات بين الطرفين في الفترة ذاتها، كذلك تدور اشتباكات بين الطرفين في ريف مدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، بالقرب من ضفاف الفرات الغربية.
