ردود الأفعال على مبادرة مؤسس الدعوة السلفية بحل "حزب النور"
الأربعاء 01/يونيو/2016 - 01:36 م
طباعة
قام الشيخ سعيد عبد العظيم، أحد مؤسسي الدعوة السلفية، ونائب رئيس الدعوة السلفية- الذي تم الإطاحة به مؤخرًا- بدعوة الإخوان والسلفيين إلى ترك السياسة والعودة للمساجد. وقد قمنا بتناول هذا الموضوع في تقرير سابق في بوابة الحركات الإسلامية، واليوم نقوم برصد ردود الأفعال على هذه المبادرة والتي تبدو مستحيلة حيث قال الداعية السلفي، في بيان له نشره على صفحته على "فيس بوك": "من جملة تداعيات الأحداث المتسارعة التي تمر بأمتنا ارتفاع الأصوات المطالبة بفصل العمل الحزبي عن العمل الدعوى، خاصة في الأوساط الإسلامية- سلفية وإخوانية- هذا الفصل يصل عند البعض إلى قطع الصلة بينهما- إداريًّا وماديًّا وسياسيًّا، بل حتى وشرعيا". وأضاف سعيد عبد العظيم: "يبررون ذلك بعدة تبريرات، فانجرار الأذى والتسلط تعدى الأحزاب الإسلامية إلى دعواتها وجماعاتها، والإحساس بالفشل والإخفاق والتردي انسحب من الحزب إلى الدعوة والجماعة، وكأننا أمام حالة انسيابية تحكي لنا نظرية الأواني المستطرقة، فإذا وقع الحزب في خطأ أو قصور تحملته الدعوة والجماعة، ومن المعلوم أن الجماعة أكبر من الحزب، والكوادر والأعضاء في الأحزاب الإسلامية إنما خرجوا من رحم الدعوة، وكلهم تقريبا أعضاء في جماعتها أو على الأقل عندهم الرضا بمبادئ الحزب وقناعاته التي ترتضيها الجماعة، فإذا أضفنا السيف المسلط بحل الأحزاب على أساس ديني وحل بعض الجماعات بالفعل وتبرير ذلك بمخالفة قانون البلاد، علمنا لماذا تشتد المطالبة بفصل العمل الحزبي عن الدعوى، مع التأكيد على أن الحزب مرجعيته دينية، وأنه سيكون أشبه بالمؤسسات والكيانات الدعوية الموجودة داخل الجماعة".
الشيخ سعيد عبد العظيم، أحد مؤسسي الدعوة السلفية
واستطرد أحد مؤسسي الدعوة السلفية: "إنهم لا يقرون فصل الدين عن السياسة، فهذا يساوي خسران كثير من أتباع الدعوة، بل خسران الدنيا والآخرة، ففصل الدين عن السياسة أقصر الطرق إلى الكفر". وزعم عبد العظيم أن الأحزاب بدعة استعمارية في أصلها لا تتناسب مع أمتنا الإسلامية، فهي تقطع ما أمر الله به أن يوصل وتعمق الخلاف والخصومة بين المسلمين، فبعد القوميات والوطنيات انتقلنا إلى الحزبيات، بل صار كل واحد منا أشبه بجزيرة مستقلة وكيان قائم بذاته تحرك الجبل ولا تستطيع تحريكه". وتابع: "من رأى منا المشاركة في العمل الحزبي فليكن هذا هو سلوكه وهدفه وغايته، سياسة شرعية وليست ميكيافيلية، يعلم أن الدعوة هي الأصل والحزب هو الفرع، فلا يصح أن يجور أو يتعدى ويطمس الفرع أصله وإلا صار عديم الأصل، فالحذر كل الحذر من أن يصبح المتحدث الرسمي للحزب هو الموجه الفعلي للدعوة وشيوخها وعلمائها، فليس من المؤسسية أن يعبر عن نفسه أو عن فرد في الدعوة، وليس من العمل الجماعي أن تفقه وتحب وتكره وتنظر بعين المتحدث الرسمي وتسمع بأذنه، فهذا خلط وإضاعة لمبادئ الدعوة ذاتها، فعودوا إلى مساجدكم يرحمكم الله، ركزوا على مسائل العقيدة وقضايا الإيمان".
الدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع السابق
واتفقت ردود أفعال المختصين بالعمل السياسي والعاملين في حقل الإسلام السياسي على استحالة تنفيذ هذه المبادرة، فقد قال الدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع السابق: "إن دعوة مؤسس الدعوة السلفية بحل حزب النور، وترك العمل السياسي والعودة للدعوة في المساجد، غير قابلة للتنفيذ". مشيرًا إلى أن التيار السلفي تربى في أحضان الأمن لدرجة أن كبار مشايخهم وزعوا بيانًا في ثورة 25 يناير يطالبون عناصرهم بعدم الصدام مع الأمن، وأن الخروج على مبارك كفر.
وأضاف، أن الدعوة السلفية أصبحت تنظر إلى حزب النور على أنه نجح في حشد قوى سياسية إليه، والوصول بأعضائه للبرلمان وغرس قواعده لخوض الانتخابات المحليات المقبلة وبالتالي الدعوة غير قابلة للتنفيذ.
هشام النجار، المتخصص في شئون الحركات الإسلامية
فيما قال هشام النجار، المتخصص في شئون الحركات الإسلامية: "إن دعوة سعيد عبد العظيم، مؤسس الدعوة السلفية بحل حزب النور، وترك العمل السياسي والعودة للدعوة في المساجد، هي دعوة في صالح الإخوان".
وأضاف أن الشيخ سعيد عبد العظيم، ينحاز للإخوان وخياراتهم، ودائم النقد لتوجهات حزب النور، مشيرا إلى أن "عبد العظيم" يرى حضور النور في المشهد السياسي ممثلًا للإسلاميين ومعبرًا عن الاتجاه السلفي يضفي شرعية على النظام الحالي، ويضر بالإخوان الذين يعتبرون النور والدعوة السلفية حاليًا عدوًا لدودًا لهم.
المهندس أحمد بهاء الدين شعبان
كما قال المهندس أحمد بهاء الدين شعبان، رئيس الحزب الاشتراكي المصري: "إن دعوة سعيد عبدالعظيم، أحد مؤسسي الدعوة السلفية لحل حزب النور وترك العمل السياسي، غير قابلة للتنفيذ على أرض الواقع". موضحًا أن "الجماعات السلفية خرجت عن طاعة الأمراء أو القيادات ونشروا التطرف".
وأكد رئيس الحزب الاشتراكي المصري، أن مؤسس الدعوة السلفية يحاول استباق الأحداث وإنقاذ الدعوة بطرح فكرة الانسحاب من العمل السياسي والعودة إلى الدعوة في المساجد. وتابع: "أن هذه الدعوة دافعها شعوره أن التيار العام يسير في اتجاه رفض هذه التيارات ووجودها في المشهد السياسي والإقليمي فضلا عن اقتراب أفكارهم من أفكار داعش".
الدكتور مصطفى كامل
كما أكد الدكتور مصطفى كامل، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن مطالب الشيخ سعيد عبد العظيم، لحزب النور بترك العمل السياسي وحل الحزب، غير منطقية ولا يُمكن تنفيذها. وأضاف كامل، أن الهدف وراء تلك الدعوة هو العمل على تحسين صورة الدعوة السلفية في أعين الشعب المصري، ومحاولة لإثبات أن الدعوة السلفية ليس لها أي مطامع سياسية، وتنأى بنفسها عن كل ما يدور في المجتمع لتعود إلى ما كانت عليه.
وأوضح أستاذ العلوم السياسي، أن قيادات الدعوة السلفية على دراية كاملة بأنه هناك توجه شعبي برفض أي جماعات تخلط بين الدين والسياسة، خاصةً بعد ما فعلته جماعة الإخوان الإرهابية في مصر، وغيرها من الجماعات المتطرفة، قائلاً، إنها لا تريد أن يخلط الشعب المصري بينهم وبين تلك الجماعات.
