مفاوضات الكويت تدحل مرحلة حرجة.. وأزمة ثقة بين "صالح" و"الحوثيين"

الأربعاء 01/يونيو/2016 - 04:14 م
طباعة مفاوضات الكويت تدحل
 
دخلت مفاوضات الكويت مرحلة جدية عبر بححث تشكيل اللجان الأمنية والعسكرية، فيما يواصل الحوثيون خرقهم للهدنة، مع اتهامات لجماعة الإخوان المسليمن بمحاولة تعطيل حركة العمل في ميناء عدن، ووقف وصول شحنات الوقود الإيرانية إلى اليمن.

المسار التفاوضي

المسار التفاوضي
وعلى صعيد المسار التفاوضي، واصل مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد لقاءاته مع الوفود اليمنية المشاركة في مشاورات الكويت، وسط أنباء عن قرب التوصل إلى اتفاق وشيك ينهي الأزمة.
في هذا السياق ذاته نقلت صحيفة "السياسة” الكويتية عن مصادر دبلوماسية "أن الاتفاق المرتقب الإعلان عنه يرتكز على المرجعيات والقرارات الدولية والخليجية ومخرجات الحوار الوطني، وكذلك الحفاظ على مؤسسات الدولة والحكومة الشرعية"، لافتة إلى أن المشاركين اتفقوا على "فترة انتقالية لمدة 45 يوما".
ولفتت المصادر إلى إمكانية تقديم بعض المسئولين استقالاتهم لتشكيل حكومة وحدة وطنية او سلطة انتقالية توافقية تتولى تنفيذ ما سيتم الاتفاق عليه والاشراف على تسليم المؤسسات والسلاح للدولة، مشيرة إلى ان “الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي سيبقى في سدة الرئاسة على ان تمنح السلطة او الحكومة الانتقالية صلاحيات خاصة حتى إجراء انتخابات جديدة”.
وأفاد مراسل قناة "العربية" أن المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد اجتمع، اليوم الأربعاء، مع عبداللطيف الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي.
كما يلتقي الزياني في وقت لاحق اليوم الوفد الحكومي في مباحثات السلام اليمنية في الكويت، لبحث تطورات سير محادثات السلام والمناقشات التي يجريها المبعوث الأممي مع وفدي طرفي النزاع اليمني، والجهود المبذولة لحل شامل للأزمة يرتكز على قرار مجلس الأمن 2216.
وأكد المبعوث الأممي لليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أهمية التوصل إلى ركائز للحل الشامل للأزمة في اليمن، وضرورة بلورة ضمانات لتنفيذ الحلول والمقترحات التي يتم التوصل إليها في الكويت.
وقال المبعوث الأممي في بيان صحفي، اليوم الأربعاء، إن "المشاورات تضمنت ثلاث جلسات البداية كانت مع وفد الحكومة اليمنية الذي استمع إلى عرض قدمه خبير من الأمم المتحدة عن الإجراءات التنفيذية التي اتخذتها دول خاضت نزاعات مشابهة وكيف تعاطت معها، كما دار النقاش حول احتمالات مختلفة لخريطة الطريق للحل السلمي الشامل".
وأضاف: "أما الجلسة الثانية فكانت مع وفد أنصار الله (الحوثيين) والمؤتمر الشعبي العام وكان التركيز على ضمانات تنفيذ ما توصلت إليه الأطراف من اتفاقيات".
وتابع البيان أن "ممثلي الأطراف لدى لجنة الأسرى والمعتقلين التزامهم أكدوا تقديم الإفادات الأولية غداً حول الأسماء التي وردت في الكشوف التي تم تبادلها فيما يتعلق بالإفراج عن مجموعة من المحتجزين قبل حلول شهر رمضان".
واتفقت الأطراف على الاستمرار في تقديم الإفادات خلال المرحلة المقبلة. كما استكملت اللجنة نقاشها حول مسودة اتفاق المبادئ المطروح لحل القضية على المدى المتوسط والطويل.
وقال ولد الشيخ: "التقارير القادمة من عدد من المدن اليمنية توحي بحجم المعاناة التي يعيشها الشعب اليمني في ظل انعدام الخدمات الأساسية، وينبغي أن تتحول المعاناة إلى حافز للتوصل إلى حل شامل سريع للأزمة لا سيما ونحن مقبلون على شهر رمضان الكريم".
وشدد على ضرورة أن "نستمر في حث الأطراف على تقديم التنازلات وتقديم مصلحة اليمن على كل ما عداها. لقد حان الوقت ليقدم الأطراف الحلول بعيداً عن معادلات الربح والخسارة. إنهم مؤتمنون على مصلحة شعب اليمن، كل الشعب في كل اليمن".
من جهته، قال المخلافي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية ورئيس وفد الحكومة في مشاورات الكويت، عبدالملك المخلافي، في سلسلة تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "إن المشاورات لا تزال تدور حول الانسحابات وتسليم السلاح، وتخلي الانقلابيين عن مؤسسات الدولة، بما في ذلك حل ما يسمى اللجان الثورية، عدا ذلك خيال محض".
وأضاف المخلافي أن تسريب اتفاقات لم تتم طرحها أو مناقشتها من قريب أو بعيد هروب من الوصول إلى اتفاق حقيقي، إلى ميدان المغالطة والوهم والكذب، وهو ميدانهم الحقيقي.
من جهته، قال رئيس الوفد الحوثي محمد عبد السلام: إن "نقاشاتنا تتناول مختلف جوانب السلطة التنفيذية بناء على التوافق السياسي ووفقا للمرجعيات"، مضيفا أن "الوفد الوطني يبحث مع المبعوث الأممي مواضيع السلطة التوافقية وهي الرئاسة والحكومة التوافقية واللجنة العسكرية والأمنية والضمانات للمرحلة الانتقالية القادمة، وقضايا إنهاء الحصار، وإخراج القوات الأجنبية من اليمن وإزالة القيود الاقتصادية على الشعب اليمني" على حد قوله.
وكان المبعوث الأممي التقى أمس وفدي الحكومة و"الحوثيين والمؤتمر" في محاولة لتقريب وجهات النظر ازاء القضايا الخلافية، كما عقدت لجنة الأسرى والمعتقلين والموضوعين تحت الإقامة الجبرية والمحتجزين تعسفيا جلسة خاصة ناقشت التقدم المحرز حتى الآن في الملف الإنساني وسبل التوصل إلى تفاهم مشترك يفضي إلى الإفراج عن الأسرى والمختطفين قبل حلول شهر رمضان المبارك.
فيما قالت وكالة الأنباء الكويتية "كونا" الأربعاء، إن "إطلاق سراح الأسرى والمختطفين بات أمرا واقعا ينتظر ساعة الصفر". 
وأضافت الوكالة أن المشاركين بالمشاورات اليمنية يقدمون إفادات حول الأسماء اليوم الأربعاء الأول من يونيو 2016 للبدء بعملية الإفراج قبل رمضان. 
وعقدت لجنة الأسرى والمعتقلين والموضوعين تحت الإقامة الجبرية والمحتجزين تعسفيا جلسة خاصة، الثلاثاء، ناقشت التقدم المحرز حتى الآن في الملف الإنساني، وسبل التوصل إلى تفاهم مشترك يفضي إلى الإفراج عن الأسرى قبل حلول شهر رمضان المبارك. 
وفيما طلبت اللجنة "ملاحظات أعضاء الوفدين بشأن بيانات الأسرى والمعتقلين لدراستها وإبداء التوصيات حول أفضل الطرق للمضي قدما في هذا الملف"، دعا ولد الشيخ عبر حسابه الرسمي على "تويتر" الأطراف اليمنية إلى "التعاون الجدي من أجل الإفراج عن الأسرى بأقرب وقت ممكن".

الوضع الميداني

الوضع الميداني
وعلى صعيد الوضع الميداني، فقد دارت اشتباكات عنيفة بين عناصر ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح من جه، والمقاومة الشعبية والجيش الوطني من جهة أخرى، في حي الشماسي وكلابة وحي الزهراء شرق مدينة تعز، وشارع الأربعين شمال المدينة. ورافق ذلك قصف عنيف بالمدفعية وقذائف الهاون على الأحياء السكنية وسط تعز.
أُصيب 7 من المدنيين و4 من رجال المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني، جراء القصف المدفعي والصاروخي، والهجمات المتكررة على مواقع للمقاومة، في مناطق مختلفة من مدينة تعز (وسط اليمن).
وقصف مسلحو جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق المتمركزين في محيط المدينة، الأحياء السكنية في وسطها، واستهدفت قذائف المدفعية مواقع في الجحملية وثعبات شرق المدينة، والمحور الشمالي.
وقال مسئول عسكري في المقاومة اليمنية، حسب تصريحاته لصحيفة المدينة السعودية: "إن خطة عسكرية جهزتها المقاومة لفك الحصار عن تعز سيتم البدء بتنفيذها قبل شهر رمضان".
ويعاني المواطنون في تعز من غلاء أسعار كافة المواد الغذائية والبطالة بين المواطنين نتيجة الأوضاع الحالية، فيما يأمل سكان المدينة أن يصلهم الدعم في شهر الخير والعطاء.
وتعز كما هو الواقع ويردد أهلها كانت شوارعها تزدان، وطرقها تزدحم كلما أقبل الشهر الفضيل، والآن تتبدل عليهم الأحوال في ظل حصار الميليشيات ووحشيتها.
كما اندلعت اشتباكات عنيفة صباح اليوم بين رجال المقاومة الشعبية من أبناء الصبيحة بمحافظة لحج- جنوب اليمن- وميليشيات الحوثي وصالح بحدود لحج.
فيما كشفت صحيفة "العين"، نقلاً عن مصادر ميدانية عن انتصارات جديدة للمقاومة والجيش الوطني وسيطرتهم على عدة مواقع شرق صنعاء .
وقالت الصحيفة:  "إن قوات الجيش والمقاومة تمكنت خلال المعارك المستمرة منذ مساء أمس الثلاثاء وحتى فجر اليوم من تحرير مناطق استراتيجية بمديرية نهم شرق صنعاء، ومنها قرية "بني صبر بمنطقة حريب" عقب مواجهات عنيفة".
وأضافت أن الجيش والمقاومة فتحت 3 جبهات شرق صنعاء باتجاه نقيل بن غيلان الاستراتيجي ومديرية بني حشيش والثالثة في عمق منطقة حريب، مشيرة إلى أن قوات الشرعية اقتربت جدًّا من السيطرة على نقيل حريب الاستراتيجي المطل على مديرية بني حشيش شمال شرق صنعاء، متوقعة تحرير نقيل بن غيلان خلال ساعات.
وتقول الصحيفة: "إن تقدم قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية جاء ردًّا على الخروقات المستمرة لمليشيات الحوثي وصالح".

المشهد السياسي

المشهد السياسي
وعلى صعيد المشهد السياسي، تلوح بوادر أزمة ثقة في الأفق بين الحليفين المخلوع صالح وميليشيات الحوثي، عقب نشر الأخيرة لأعداد كبيرة من مقاتليها والقوات العسكرية الموالية لها في شوارع العاصمة صنعاء.
وأكدت مصادر محلية لـ"الحدث"، أن الحوثيين شرعوا بتفتيش المواطنين عقب نصبها العديد من الحواجز الأمنية ونقاط التفتيش في عدد من شوارع المدينة، إضافة إلى إغلاقهم الشوارع المؤدية إلى السفارة الأمريكية في شمال شرق صنعاء.
ويأتي انتشار الحوثيين بالمواقع الحساسة بالعاصمة صنعاء تزامنًا مع خلافات تتصاعد يومًا بعد آخر مع حزب المؤتمر الذي يرأسه صالح؛ حيث بدأت تلك الخلافات تدب في الوزارات التي يسيطر عليها الحوثيون بقوة السلاح؛ حيث طردت الميليشيات وكيل وزارة التخطيط والتعاون الدولي المحسوب على حزب "صالح". 
ويوم أمس الأول اقتحم وكيل الحوثيون بمحافظة إب- وسط اليمن- مكتب المحافظ اللواء "عبدالواحد صلاح" وهو رئيس فرع حزب صالح في المحافظة وقامت بأخذ الختم بالقوة الأمر الذي جعل المحافظ يغادر المدينة غاضباً باتجاه العاصمة صنعاء ولا تزال تفاصيل الحادثة غامضة حتى اللحظة .
كما رجحت مصادر مطلعة في صنعاء أن الانتشار العسكري الكثيف يأتي على خلفية تصاعد الخلافات الداخلية بين الميليشيات المتمردة، إضافة لتزايد المخاوف من انفجار الموقف داخل صنعاء بسبب تحميل اليمنيين ميليشيات الحوثي المسئولية عن تدهور الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الأسعار على أثر انهيار قيمة الريال اليمني وعجز البنك المركزي عن تغطية فواتير استيراد حاجة البلاد من السلع والمواد الغذائية بالعملات الأجنبية.
وظهر الخلاف بين الطرفين جلياً في الميدان، عقب الخسائر التي تعرضت لها ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في جبهات عدة كان آخرها استعادة الشرعية لجملة من المناطق الاستراتيجية في جبهة بيحان، شمال شبوة.
كما فصلت رئاسة جامعة صنعاء الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي وصالح، في ظاهرة هي الأولى في اليمن، 66 أكاديمياً من أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم من وظائفهم التعليمية بالجامعة.

اتهامات للإخوان

اتهامات للإخوان
اتهم مسئولون في حكومة عدن المحلية، جماعة حزب الإصلاح اليمني بالوقوف وراء الأزمة المفتعلة في عاصمة البلاد المؤقتة.
وقالت مصادر حكومية في عدن لـموقع "24 الإماراتي": إن "رجال أعمال من حزب الإصلاح اليمني (الإخوان المسلمون) متورطون في تهريب تاجٍ بحري، مركب جرّ السفن الكبرى لتفريغها، من ميناء الزيت في البريقة، في محاولة لعرقلة تفريغ سفينة وقود إماراتية".
وأكدت المصادر أن رجل الأعمال اليمني أحمد صالح العيسي، مُتهم بمحاولة تهريب التاج البحري الذي يسحب السفن إلى رصيف التفريغ، في محاولة لعرقلة جهود الحكومة اليمنية والإماراتية لحل أزمة الكهرباء في عدن.
وقال الموقع الرسمي لحكومة عدن في بلاغ صحافي: إن "قوات التحالف العربي، وقوات خفر السواحل تمكنتا من إحباط محاولة جديدة لتعطيل تفريغ شحنات الديزل والمازوت في ميناء الزيت بالبريقة، بهدف إطالة مُعاناة المواطنين من استمرار انقطاع الكهرباء لانعدام الوقود".
واتهمت مصافي عدن قوىً نافذة بالوقوف وراء العملية عملية، وألمح المصدر إلى تورط جماعة حزب الإصلاح، إخوان اليمن، في المحاولة لافشال جهود التحالف والحكومة الشرعية، لحل المشاكل الخدمية في عدن.
فيما كشف مدير أمن محافظة لحج العميد عادل الحالمي، عن جهود تبذلها إدارة أمن المحافظة حالياً لإقناع مجاميع من قيادات وعناصر تنظيم "القاعدة" لتسليم أنفسهم إلى قيادة أمن المحافظة لتجنيب لحج أي مواجهة بين قوات الجيش والأمن وبين العناصر الإرهابية، متوقعاً أن تسلم تلك المجاميع نفسها عبر زعماء قبليين خلال الأيام المقبلة.
وأشار إلى أنه كان يفترض أن يسلموا أنفسهم خلال الأيام الماضية لكن حدثت أخطاء من قبل طيران التحالف حالت دون ذلك بسبب عدم وجود تنسيق مع السلطات المحلية.
وأضاف الحالمي في تصريح خاص لـ"السياسة"، "سلم خلال الأيام الماضية ستة من أخطر قادة التنظيم، بينهم حسن سرور وياسر السكاع وعبدالهادي، أنفسهم لإدارة أمن محافظة لحج بعد أن كانوا أمام خيارين إما القتل أو تسليم أنفسهم طواعية، فسلموا أنفسهم عبر المجلس الأهلي وقيادات أمنية ووجاهات اجتماعية بعد أن وجدوا مصداقية من قبلنا وتم تسليمهم بعد ذلك إلى قوات التحالف العربي".

المشهد اليمني

دخلت مفاوضات الكويت بشأن الأزمة اليمنية مرحلة جديدة في إطار مساعي المبعوث الدولي للتوصل إلى اتفاق سلام شامل يعتمد على مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومن ثم بات التوصل إلى حل للوضع في اليمن أمرًا حيويًّا للحفاظ على كيان الدولة اليمنية ووحدة أراضيها. والسؤال هنا هل ستكون مفاوضات الكويت آخر الجهود لإحلال السلام ببلاد اليمن السعيد الذي يئن من وطأة الحرب وتداعياتها.

شارك