محاولات أممية للتوصل إلى هدنة سورية فى رمضان..وبرلين تضاعف جهودها

الأربعاء 01/يونيو/2016 - 09:18 م
طباعة محاولات أممية للتوصل
 
تتواصل المحاولات الغربية لتفعيل الحلول السياسية للأزمة السورية، وبالرغم من الدور المتواصل لواشنطن وموسكو فى اجراء مشاورات مع كل الأطراف المعنية، تلعب المانيا دورا كبيرا فى اعلاء الحلول السياسية، ووقف اطلاق النار، ومساعدة المدنيين المحاصرين فى المدن والقري السورية.
يأتى ذلك فى الوقت الذى اقترح وفد الهيئة العليا للمفاوضات هدنة في سوريا خلال شهر رمضان، وأكدت  بسمة قضماني عضو وفد الهيئة العليا للمفاوضات، إن الهيئة أرسلت خطابا للأمم المتحدة تقترح فيه هدنة على مستوى البلاد في شهر رمضان، مشيرة إلى أن منسق الهيئة رياض حجاب بعث بالاقتراح في خطاب للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
أضافت قضماني: " الخطاب الذي أرسل إلى بان كي مون يقترح هدنة.. نعلم أنه ينبغي أن تكون هناك هدنة، احترام كامل للهدنة في أرجاء البلاد... طوال شهر رمضان،  هذا من شأنه أن يبدأ في تهيئة الظروف المناسبة، فالأجواء المناسبة لعودتنا إلى محادثات السلام في جنيف، هذا هو ما تنويه الهيئة العليا للمفاوضات."
أكدت قضماني أن فصائل المعارضة المسلحة تدعم المقترح الذي من شأنه إحياء "اتفاق وقف الاقتتال" الذي بدأ في أواخر فبراير الماضي وطبق على جميع الفصائل باستثناء تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة".
محاولات أممية للتوصل
من جهتها أكدت متحدثة باسم مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستيفان دي ميستورا تقديم الاقتراح كذلك للمجموعة الدولية لدعم سوريا التي تقودها روسيا والولايات المتحدة وتشرف على عملية السلام.
وقالت المتحدثة: " نحن على دراية بهذا الاقتراح الذي تجري دراسته أيضا بين قائدي المجموعة الدولية لدعم سوريا في الإطار الأوسع الخاص بتنسيق اتفاق وقف الاقتتال"... "نرحب تماما بأي تفكير في وقف تصعيد القتال على الأرض.. خاصة في شهر رمضان."
من جهة أخرى، قالت مجموعة "حميميم" لمعارضي الداخل إنها مستعدة للموافقة على وقف العمليات العدائية خلال شهر رمضان، إلا أن المجموعة أعربت عن مخاوفها من أن تستخدم بعض الجهات المسلحة  هذه الهدنة لإعادة تنظيم نفسها.
أشار الأمين العام لحزب " المؤتمر الوطني لأجل سوريا علمانية"، إيليان مسعد إلى أن مجموعة المعارضة الداخلية السورية مستعدة للموافقة على هذا الاقتراح الذي قدمته اللجنة العليا للمفاوضات، لكنه شكك في نية التنظيمات المسلحة من هذا الاتفاق.
أشار مسعد إلى أن هدف مثل هذه العروض يكمن في بعض الأحيان في محاولة وقف تقدم الجيش السوري المدعوم جوا من القوة الروسية ولذلك في مثل هذه الحالة سيكون من الصعب الموافقة عليها.
ويري متابعون انه قد يستخدم الإرهابيون هذه الهدنة لكي يجلبوا عناصر جديدة إضافية من أجل استرجاع المناطق التي فقدوها، وذكر مسعد أنه لم يسمع بعد بالرسالة التي تضمنت هذا الاقتراح.
كانت وسائل الإعلام قد تداولت النداء الذي أرسله رياض حجاب منسق اللجنة العليا للمفاوضات إلى السكرتير العام للأمم المتحدة بأن كي مون طلب فيه فرض نظام وقف النار والعمليات العدائية في سوريا خلال رمضان.

محاولات أممية للتوصل
من جانبها كشفت وزارة الخارجية الألمانية النقاب عن اجتماع اللجنة الفرعية التابعة لمجموعة دعم سوريا جنيف غدا الخميس لبحث سلسلة الغارات الجوية الأخيرة على إدلب، وأعلن مارتين شيفير الناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية  إن اللجنة المعنية بنظام وقف الأعمال القتالية ستبحث التصعيد الأخير للوضع الميداني في سوريا، والانتهاكات المتكررة لنظام وقف إطلاق النار، بما في ذلك الأحداث الدموية في إدلب يوم الثلاثاء.
شدد بقوله أن الحكومة الألمانية قلقة للغاية من الغارات الجوية التي تعرضت لها مدينة إدلب ، بما في ذلك ضربات صاروخية استهدفت مستشفيين تدعهما برلين، معتبرا أن مثل هذه الهجمات على المدنيين والمؤسسات الطبية مرفوضة على الإطلاق.
كان نشطاء معارضون ومسؤولون في الأمم المتحدة قد تحدثوا عن سقوط قرابة 30 قتيلا، بينهم أطفال جراء غارات مكثفة على مدينة إدلب بما في ذلك ضربات استهدفت المشفى الوطني وحرمه، فى حين نفت وزارة الدفاع الروسية الاتهامات التي وجهت إليها بشأن استهداف المشفى، مؤكدة أن القوات الجوية الروسية لم توجه أي ضربات إلى محافظة إدلب.
من جانبه أكد الجنرال إيجور كوناشينكوف المتحدث باسم وزارة الدفاع الثلاثاء: "الطيران الروسي لم ينفذ أي مهام قتالية وخاصة لم يوجه أي ضربات في محافظة إدلب".
محاولات أممية للتوصل
من ناحية أخري ناقش وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مع نظيره الأمريكي جون كيري ضرورة توحيد الجهود في محاربة الإرهاب في سوريا، وقالت الخارجية الروسية في بيان لها إن الجانبين بحثا في اتصال هاتفي ضرورة اتخاذ إجراءات مشتركة ضد تنظيم "جبهة النصرة" وغيرها من الجماعات الإرهابية في سوريا.
أكدت الخارجية الروسية أن "محط الاهتمام كان الوضع حول سوريا، لا سيما الحاجة إلى العمل المشترك ضد "جبهة النصرة" وغيرها من الجماعات الإرهابية، كما أيضا بحث قضية التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
ونوهت الخارجية الروسية إلى أن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو كان دعا في وقت سابق خلال اجتماع لوزارة الدفاع الروسية التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة إلى العمل والتنسيق مع روسيا ابتداء من 25 مايو لتنفيذ غارات جوية ضد "جبهة النصرة" وغيرها من التنظيمات الإرهابية في سوريا".
كان وزير الدفاع الروسي أوضح أن لروسيا الحق وابتداء من الـ25 مايو وبشكل منفرد توجيه ضربات جوية ضد مواقع الجماعات الإرهابية التي لم تنضم إلى نظام الهدنة في سوريا.
يذكر أن البنتاجون صرح أن الجيش الأمريكي لا يخطط لأي عمليات عسكرية مشتركة مع روسيا، وشدد على أن هدف الولايات المتحدة في سوريا ما زال مكافحة "الدولة الإسلامية" ومساندة الجماعات المسلحة التي تستطيع القتال ضد "داعش"..
محاولات أممية للتوصل
وفى سياق متصل كشفت الخارجية الروسية أن عدد السكان المسيحيين في سوريا انخفض مليونا واحدا منذ بداية الأزمة في البلاد عام 2011، وقال قسطنطين دولجوف، مفوض الخارجية الروسية لشؤون حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون أن وضع المسيحيين في سوريا والعراق يبقى صعبا للغاية، انخفض عدد المسحيين في سوريا منذ بداية النزاع المسلح هناك من 2.2 مليون إنسان إلى 1.2".
وأشار دولجوف إلى أن الجماعات المسلحة في سوريا "كانت تقصف بالهاون والصواريخ بشكل منتظم المناطق المسيحية، ومناطق باب توما وباب شرقي والقصور وجرمان بضواحي دمشق، وذلك قبل دخول نظام وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في الـ27 من فبراير 2016".
أضاف دولجوف إلى أنه بالرغم من انخفاض النشاط الإرهابي في البلاد، إلا أنه لا تزال الهجمات ضد المسحيين مستمرة في كل من حلب وحمص، محذرا من انقراض الجيوب المسيحية بشكل نهائي من العراق، قائلا: "عدد السكان المسيحيين انخفض بعشر مرات منذ 2003... " عدد السكان المسيحيين في العراق انخفض في السنوات التي تلت الغزو الأمريكي عام 2003 ووصولا إلى ظهور تنظيم داعش، بنسبة عشر مرات من 1.5 مليون مسيحي إلى 150 ألف فقط.
وذكر دولجوف أن العديد من المحللين في الشرق الأوسط يشيرون إلى دور روسيا المهم في استقرار الأوضاع في سوريا، مضيفا أنه في ظل هذه الظروف، من المهم أن تحافظ روسيا على دور رئيس في الدفاع عن مصالح السكان المسيحيين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

شارك