الأمم المتحدة تقترب من إلقاء المساعدات جوا في سوريا..وموسكو تصر على ملاحقة الإرهابيين
الخميس 02/يونيو/2016 - 08:37 م
طباعة
استمرار المعارك فى سوريا
فى ضوء تردى الأوضاع الانسانية في المدن والقري السورية المحاصرة بعد اشتداد المعارك المسلحة، أعلنت الأمم المتحدة أن إلقاء مساعدات جوا على مناطق محاصرة في سوريا "ليس وشيكا"، فيما تمارس لندن وباريس ضغوطا على المنظمة الدولية من أجل تدخل سريع.
من جانبه قال رمزي عز الدين رمزي مساعد موفد الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا " برنامج الأغذية العالمي لم ينجز بعد خططه، لا اعتقد أنه سيكون هناك شيء وشيك، لكنني اعتقد أن العملية التي ستؤدي إلى إلقاء مساعدات قد بدأت".
وأكد رمزي أن برنامج الأغذية العالمي "يضع اللمسات الأخيرة على خططه، موضحا أنه من المفترض إلقاء تلك المساعدات من طائرات تحلق على مستويات عالية، كما هي الحال في دير الزور والتي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية، أو بواسطة مروحيات في المناطق المكتظة بالسكان، ونظرا إلى الطبيعة المعقدة لهذه العمليات التي تستلزم استخدام الممرات الجوية التي تعتمدها في العادة الطائرات التجارية، فإن الأمم المتحدة تحتاج إلى ضوء أخضر من الحكومة السورية للسير قدما في خطتها.
يذكر أن الشهر الماضي حددت 20 دولة من مجموعة الدعم الدولي لسوريا تاريخ الأول من يونيو موعدا نهائيا من أجل إتاحة وصول قوافل مساعدات إلى المدن المحاصرة، وإلا فإن الأمم المتحدة ستمضي قدما في قرارها إلقاء المساعدات جوا.
فى حين قررت لجنة العمل المكلفة بشئون المساعدات الإنسانية والتي تضم أعضاء من المجموعة الدولية لدعم سوريا، قررت أن تضيف حي الوعر الخاضع لسيطرة المعارضة في مدينة حمص إلى لائحة المناطق المحاصرة في سوريا، خاصة وأن الأمم المتحدة تعتبر أن 592700 شخص يعيشون في 19 منطقة سورية محاصرة.
الروس يلاحقون الارهابيين فى سوريا
كانت وزارة الخارجية الأمريكية دعت سابقا برنامج الأغذية العالمي إلى الشروع في التخطيط لإسقاط المساعدات الإنسانية من الجو في المناطق المحاصرة بسوريا، وشدد الناطق باسم الخارجية الأمريكية، جون كيربي، خلال مؤتمر صحفي عقده، الأربعاء 1 يونيو ، أن عمليات نقل المساعدات إلى المحتاجين في سوريا خلال الأسابيع الأخيرة، لم تكن كافية.
ذكر كيربي بأن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تمكنت، الأربعاء، من إدخال المساعدات الإنسانية إلى بلدتي داريا والمعضمية في غوطة دمشق الغربية، لكنه شدد على أن كثافة عمليات إيصال المساعدات لا تتناسب على الإطلاق مع حجم احتياجات مئات آلاف السوريين.
يذكر أن مجموعة دعم سوريا طالبت، في ختام اجتماعها في فيينا يوم 17 مايو ، جميع أطراف النزاع السوري بتسهيل عمليات إيصال المساعدات، وحددت مهلة حتى 1 يونيو لإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة الـ18 في سوريا، وفي حال فشل عمليات نقل المساعدات، قالت المجموعة إنها ستطلب من برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الشروع في إسقاط المساعدات من الجو.
ويري متابعون أن إسقاط المساعدات يعد الملاذ الأخير، نظرا لصعوبة ضمان دقة عمليات إنزال الشحنات وقلة أنواع السلع التي يمكن إيصالها بهذه الطريقة.
يأتى ذلك في الوقت الذي تواصل فيه القوات الجوية الروسية تنفيذ مهام تهدف إلى تقويض البنية التحتية لتنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي في سوريا، وأوضحت الوزارة أن طائرة قاذفة من طراز "سوخوي 34" استهدفت مصفاة للنفط واقعة في الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" في محيط مدينة رأس العين في ريف مدينة الرقة بسوريا.
أضافت الوزارة أن الضربات الجوية على صهاريج للنفط في المصفاة أدت إلى اشتعال المشتقات النفطية فيها وأسفرت عن نشوب حريق ضخم وتعطيل الأجهزة التكنولوجية في المصفاة.
من جانبه بدأ الجيش السوري عملية عسكرية نحو الرقة على محور أثرية الطبقة، في الوقت الذي تقدمت فيه قوات سوريا الديمقراطية في ريف منبج، واشتبكت مع مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي، ما أدى إلى سيطرة على قرى خربة بشار، والجديدة، وفرس الصغير، وجب النشامة، وغرة كبير، والصندلية، مشيرا إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف مسلحي التنظيم.
وقال مراقبون أن تنظيم "الدولة الإسلامية" بدأ نقل عائلات مسئوليه الأمنيين من مدينة منبج والبلدات المحيطة بها في ريف حلب الشمالي الشرقي إلى جهة مجهولة، كما منع السكان المحليين من النزوح.
سوريا تحت الدمار
من جانبها دعت وزارة الخارجية الروسية مجددا على ضرورة الفصل بين فصائل المعارضة المعتدلة في سوريا والإرهابيين، معتبرة أن هذه الخطوة ضرورية للتقدم على مسار التسوية بسوريا.
أشارت ماريا زاخاروفا الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية إلى ضرورة إغلاق الحدود السورية-التركية من أجل وقف تدفقات الأسلحة والمقاتلين الجديد إلى صفوف التنظيمات الإرهابية التي تواصل انتهاكاتها للهدنة في سوريا.
تابعت الدبلوماسية الروسية قائلة: "يبقى الوضع في سوريا متوترا إلى درجة كبيرة، وما زال نظام وقف إطلاق النار صامدا بشكل عام، وتستمر الاتصالات الروسية-الأمريكية المكثفة من أجل تعزيز هذا النظام. ويكمن الهدف الرئيسي في الفصل بين التشكيلات المسلحة التي تلتزم بالتهدئة، والتنظيمات الإرهابية".
ذكرت زاخاروفا أن بعض وسائل الإعلام الغربية المتحيزة تحاول، كما يبدو، بتغطيتها "الهستيرية" للوضع الميداني في سوريا، أن تدافع عن تنظيم "جبهة النصرة" التي لا يشملها نظام وقف الأعمال القتالية في سوريا. وأشارت الدبلوماسية الروسية في هذا السياق إلى الاتهامات الموجهة إلى سلاحي الجو السوري والروسي باستهداف مستشفيات وقتل مدنيين في سوريا.
لافرورف
أضافت قائلة: "إنهم يحاولون تحميلنا مسئولة قتل المدنيين، لكن هدفهم الأساسي يكمن في الدفاع عن "جبهة النصرة" والحيلولة دون هزيمتها". وذكرت أن هذا التنظيم يتحكم بعمليات فصائل معارضة أخرى ويستخدمها كدروع بشرية، مشيرة في هذا الخصوص إلى الوضع في ريف حلب الغربي، حيث ينشط تنظيم "جبهة النصرة" وراء ظهور أفراد تنظيم "جيش المجاهدين"، ويواصل عمليات القصف على مواقع الجيش السوري وأحياء سكنية.
من ناحية اخري أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أن خطوات روسيا في سوريا ترمي إلى إيجاد تسوية من خلال الحوار الوطني، مشددا على أن خطوات روسيا الخاصة بإيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا بالتعاون مع السلطات السورية ومكافحة الإرهاب وتهيئة الظروف لاتفاق وقف القتال بين الجيش السوري والمعارضة تهدف إلى تحقيق ذلك.
أكد الوزير الروسي أن موسكو ستصر على تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن التسوية السياسية في سوريا من أجل الحفاظ على استقلالها ووحدة أراضيها وعلمانيتها، مشيرا إلى أنه لا يمكن تحقيق الاستقرار في سوريا عموما، وحماية حقوق المسيحيين في المنطقة، دون القضاء بفعالية على الأخطار الإرهابية وتسوية الأزمات المتعددة من خلال الحوار الوطني بمشاركة كافة الطوائف.
فى حين أكدت بثينة شعبان، مستشارة الرئيس السوري أن الجيش السوري، بمساعدة القوات الجوية الروسية، تمكن من تحرير جزء كبير من أراضي البلاد من الإرهابيين، موضحة بقولها "قبل أن تصلنا المساعدة من روسيا، الجيش السوري كان يفعل كل ما هو ممكن لتحرير المناطق المحتلة من الإرهابيين. لكن ليس لدينا مثل هذه الإمكانيات، مثل روسيا. وعندما جاء الروس لمساعداتنا، نحن استطعنا تحرير جزء كبير من البلاد من الإرهابيين".
قالت مستشارة الرئيس السوري إن دمشق تعمل مع ممثل الأمم المتحدة لإيجاد أفضل سبل لإيصال المساعدات الغذائية والطبية لكل السوريين.
