أوروبا تحت تهديد الإرهاب..ويورو 2016 في خطر
الخميس 02/يونيو/2016 - 11:34 م
طباعة
ضحايا الارهاب فى باريس
مع اقتراب انطلاق بطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم بفرنسا، تكثف أجهزة الأمن والاستخبارات في الدول الأوروبية من عملية ملاحقة الإرهابيين خشية ارتكاب جرائم إرهابية في فرنسا أو أي دولة أخري.
من جانبه حذر باتريك كالفار رئيس وكالة المخابرات الداخلية الفرنسية من أن متشددي تنظيم الدولة الإسلامية يستعدون لحملة تفجيرات تستهدف التجمعات الكبيرة في فرنسا التي تستضيف بطولة أوروبا 2016 لكرة القدم ، مضيفا بقوله "شكل جديد من الهجوم ... يتمثل في زرع عبوات ناسفة بأماكن تتواجد بها تجمعات كبيرة من الناس وتكرار هذا النوع من الفعل لخلق مناخ من أقصى درجات الفزع."
قال كالفار "من الواضح أن فرنسا هي الأكثر عرضة للتهديد ونعلم أن داعش تخطط لهجمات جديدة."
جاءت هذه التصريحات بعد ستة أشهر من مقتل 130 شخصا في هجمات منسقة على مقاه وحانات واستاد لكرة القدم وقاعة للحفلات نفذها متشددون في أجزاء مختلفة من باريس، وقال إن التنظيم المتشدد لديه أعداد لشن هجمات جديدة تشمل نحو 645 مواطنا فرنسيا أو مقيما موجودين حاليا في سوريا أو العراق بينهم 400 كانوا مقاتلين. وقال إن 201 آخرين كانوا عابرين للمنطقة.
وتعمل الشرطة الفرنسية بأقصى جهدها بعد هجومين لمتشددين العام الماضي واحتجاجات معتادة في الشوارع.
مخاوف من عمليات ارهابية فى امم اوروبا
وفى هذا السياق كشف الادعاء العام الألماني القبض على خلية إرهابية تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" تصديقا لتحذيرات سابقة لأجهزة الأمن الألمانية من احتمال استهداف التنظيم الإرهابي المعروف إعلاميا بـ "داعش" لألمانيا، وتم القبض على خلية مكونة من أربعة أشخاص كانت تخطط لاستهداف مدينة دوسلدورف في ولاية شمال الراين فستفاليا غرب البلاد.
من جانبه أعلن النائب العام الألماني القبض على ثلاثة سوريين ينتمون إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي، وتم الكشف عن عملية الاعتقال والتأكيد على أن خطط الخلية الإرهابية كانت تستهدف المدينة القديمة بدوسلدورف.
وحسب ما تم الكشف عنه أن أحد مما تم اعتقاله هو رجل رابع على صلة بهذا المخطط اسمه صالح أ. (25 عاما) اعتقل في فبراير في فرنسا حيث هو مسجون حاليا هناك وستطلب ألمانيا تسليمه. وسلم الأخير نفسه للسلطات الفرنسية بعد اعتداءات بروكسل وكشف عن خطط الخلية، الأمر الذي دفع السلطات الفرنسية إلى إخبار نظيرتها الألمانية، ووفقا لخطط صالح أ. وحمزة س. اللذين تلقيا في سوريا أوامر لتنفيذ هذا الاعتداء كان يفترض أن يفجر انتحاريان "يرتديان أحزمة ناسفة" نفسيهما في جادة "هاينريش – هاينه" الرئيسية في وسط مدينة دوسلدورف كما قالت النيابة الفدرالية. ووفق مصادر أمنية لم يكن هناك موعد قريب لتنفيذ الهجمات، وأن هذه الخطط لا علاقة لها ببطولة كأس أوروبا للأمم الأوروبية والتي ستنظمها فرنسا اعتبارا من العاشر من الشهر الجاري.
وكشف موقع "شبيجل أونلاين" أن اكتشاف هذه الخلية دليل إضافي على أن تنظيم "الدولة الإسلامية" وضع ألمانيا على قائمة أهدافه. بيد أن جميع المعلومات المتوفرة لدى السلطات تعتمد على عنصر التنظيم المحتجز في فرنسا.
جريمة شارل ابدو
من جانبها نقلت صحيفة "راينيشر بوست" أن شرطة مدينة دوسلدورف كانت على علم منذ أشهر بالتحقيقات وخطط الإرهابيين، وقال مدير شرطة مدينة دسلدورف نوربرت فيسلر للصحيفة "كنا على ارتباط مباشر بالتحقيقات منذ البداية". وأشار أيضا إلى أن الشرطة قامت بتحديث معلوماتها حول نتائج التحقيقات بشكل مستمر، مضيفا أن الإجراءات الأمنية الخاصة بمركز المدينة قد تم تعزيزها.
من جانبه طالب عضو برلمان الولاية عن الحزب المسيحي الديمقراطي جريجور جولاند تقصيا أمنيا حول كل اللاجئين المقيمين في ولاية شمال الراين فيستفاليا، وانتقد النائب وخبير الشئون الأمنية في حزبه تصريحا سابقا لوزير داخلية الولاية رالف ييجر قال فيه "عن طريق البلقان لم يقدم إلى ألمانيا أي إرهابي"، واصفا تصريح الوزير بالساذج.
من جانبها قالت وزارة الداخلية الاتحادية الألمانية إن "مستوى خطورة الوضع الأمني في ألمانيا لم يتغير، ألمانيا تجد نفسها في مرمى الإرهابيين، حالها حال الدول الأوروبية الأخرى".
ونقل موقع"راينيشر بوست" عن المتحدث باسم الوزارة قوله "علينا أن نعتبر أننا هدفا للإرهاب الدولي".
يأتى ذلك في ضوء مما اثاره تدفق أكثر من مليون مهاجر إلى البلاد في 2015 واعتداءات باريس مخاوف من أن يكون جهاديون دخلوا ألمانيا بين عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين، وحتى الآن وقعت حوادث متفرقة مرتبطة بالجهاديين.
تشديد امنى فى باريس
وتشير التقارير إلى أن الخلية أربعة أشخاص من سوريا، اثنان منهم رحلا إلى تركيا عام 2014 بعد "مباركة" قادة تنظيم "داعش" لخططهما الإرهابية، وأخذ الاثنان ما يعرف بطريق البلقان عام 2015 في طريقهما إلى ألمانيا، لتقوم الخلية المكونة من شخصين بعد ذلك بتجنيد شخص آخر.
من ناحية اخري قال منسق مكافحة الإرهاب في الخارجية الأمريكية جاستن سيبريل، إن نحو 40 ألف مسلح أجنبي من أكثر من 100 دولة يحاربون الآن في سوريا إلى جانب الإرهابيين.
أشار سيبريل إلى أن هذه الأرقام تأتي من التحليل الذي قامت به الاستخبارات الأمريكية، لكنه أقر بصعوبة ربط عدد المسلحين المحدد مع زمن محدد، مؤكدا أن الوصول إلى سوريا أصبح في الآونة الأخيرة تحديا أكثر عسرا بالنسبة للمسلحين الأجانب، وذلك "بفضل الجهود التي تتخذها الحكومات"، بحسب قوله.
وكان توماس درينان، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشئون الحماية والأمن، قد قال أواخر أبريل الماضي، إن ما بين 20 ألف و30 ألف مرتزق أجنبي يحاربون في سوريا في صفوف المنظمات الإرهابية.
