محاولات أممية لإنقاذ مفاوضات الكويت.. والحوثيون يواصلون خرق الهدنة
السبت 04/يونيو/2016 - 12:07 م
طباعة
دخلت مفاوضات الكويت مرحلة جدية عبر بحث تشكيل اللجان الأمنية والعسكرية، فيما يواصل الحوثيون خرقهم للهدنة، مع اتساع هوية الخلافات بين الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.
المسار التفاوضي:
علي صعيد المسار التفاوضي، دعا مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الأطراف اليمنية إلى الإفراج عن المعتقلين، قبل بداية شهر رمضان، والتمسك بحسن النية والقيام بواجبهم الوطني في دعم مسار السلام، والعمل على لم شمل العائلات اليمنية.
وقال ولد الشيخ: "هذه قضية إنسانية بالدرجة الأولى ونأمل ألا يتم تسييسها أكثر من ذلك. المزايدات السياسية لا يجب أن تكون على حساب محتجزين نطالب أن يعودوا إلى عائلاتهم بأسرع وقت ممكن. ونرحب بتبادل الأسرى الذي حصل في تعز ونأمل أن يتم الافراج عن جميع المحتجزين بأسرع وقت ممكن".
وبحث ولد الشيخ مع عبد اللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، الذي يزور الكويت حالياً، مستجدات الملف اليمني وبعض الآليات المقترحة للمساعدة في استقرار الوضع في البلاد.
وفيما يتعلق بلجنة الأسرى والمعتقلين سلم وفد أنصار الله (الحوثيين) والمؤتمر الشعبي العام الأمم المتحدة إفادات حول عدد من المحتجزين لديه، على أن يسلم وفد الحكومة إفاداته الأولية غداً، واتفق الأطراف على استكمال تبادل الإفادات كل ثلاثة أيام.
كما استمرت لجنة الأسرى والمعتقلين بنقاش تفاصيل مقترح الإفراج عن عدد من المحتجزين بحلول شهر رمضان المبارك.
وعقد المبعوث الأممي اجتماعاً مسائياً مع الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بحضور الزياني الذي أطلع الحاضرين على نتائج لقاءاته مع وفد الحكومة اليمنية ووفد أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام.
وشدد رئيس الوفد اليمني على ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار وأولوية الإفراج عن المعتقلين والأسرى. وعبر في اللقاء عن تقدير الحكومة اليمنية للجهود التي تبذلها دولة الكويت وعلى رأسها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت من أجل إنجاح مشاورات السلام اليمنية.
وأكد المخلافي على أهمية إعطاء الأولوية في المشاورات لتثبيت وقف إطلاق النار والإفراج عن المعتقلين بما فيهم السجناء السياسيون ونشطاء الرأي والكتاب والحقوقيون الذين تعتقلهم الميليشيات.
ونفى رئيس الوفد الحكومي المشارك في مشاورات الكويت، الأنباء التي روجتها مصادر حوثية، حول التوصل إلى اتفاق خلال المفاوضات، على عزل نائب الرئيس الفريق علي محسن الأحمر، ونقل صلاحيات الرئيس عبدربه منصور هادي لنائب جديد، مع استمراره في الحكم بدون صلاحيات لمدة 45 يوماً.
ووفقاً لصحيفة "الوطن" السعودية، سخر المخلافي من تلك الأنباء، مؤكداً أن الحوثيين باتوا يطلقون الأكاذيب ويصدقونها، وأن المفاوضات لم تتطرق في الأساس لأي قضايا متعلقة بتشكيل حكومة جديدة، أو اقتسام السلطة".
دور إيراني:
وعلي صعيد آخر قال مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والافريقية حسين أمير عبداللهيان، إن السعودية بعثت بوسيط لطهران، طالبة المساعدة لإيجاد حل سياسي في اليمن.
وبحسب وكالة «فارس» للأنباء، فإن عبداللهيان قال إن تلك الخطوة تمت، بالرغم من قطع الرياض لعلاقاتها الدبلوماسية مع طهران، مضيفاً «إيران قامت بهذه الخطوة فيما يتعلق بالأزمة اليمنية».
وأشار إلى آمال بلاده في عودة العلاقات مع السعودية إلى وضعها الطبيعي.
المشهد السياسي:
وعلي صعيد المشهد السياسي، وجه جنود موالون لصالح صفعة قوية لـ "محمد علي الحوثي" رئيس ما يسمى باللجنة الثورية للحوثيين و "أبو علي الحاكم" القائد العسكري للجماعة في حفل تخرج الدفعة الـ 49 من طلبة الكلية الحربية، أمس الأربعاء بالعاصمة صنعاء.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي اليوم فيديو لجنود يهتفون باسم الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح أثناء حفل تخرج لدفعة جديدة من الكلية الحربية بحضور الحوثي و الحاكم وعدد من القيادات العسكرية الموالية للحوثيين.
وأظهر الفيديو جنوداً موالين لصالح وهم يهتفون بالروح بالدم نفديك يا علي، بالروح بالدم نفديك يا زعيم، في إهانة قوية للحوثي والحاكم الذين تفاجأوا بتلك الهتافات المتواصلة التي أشعلت ميدان الكلية الحربية.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة رسالة قوية تعمدها صالح للرد على إهانات الحوثيين الأخيرة كتجاهل ذكر اسمه في كلمة محمد علي الحوثي في الحفل الذي أقيم مؤخراً بمناسبة العيد السادس والعشرين للوحدة اليمنية المباركة.
و طل الرئيس اليمني السابق " علي عبد الله صالح " من جديد في ذكرى استهداف مسجد دار الرئاسة في الثالث من يونيو من عام 2011 بعملية تفجير استهدفت " صالح " وأركان حكمه آنذاك في عملية لاتزال غامضة حتى اللحظة .
وقال "صالح" في كلمة تناقلتها وسائل إعلام حزبه ونشرها على التواصل الاجتماعي بقوله " أن جريمة جامع دار الرئاسة كانت الخطوة التنفيذية اﻷولى لمخطط تدمر اليمن واليوم يطوي التاريخ أخر يوم لخمس سنوات مضت منذ تعرضنا أنا وزملائي قادة الدولة والحكومة وعدد من الضباط والصف والجنود وجموع من المصلين لأبشع جريمة إرهابية غادرة لم يسبق لها في التاريخ مثيل" على حد قوله.
و ذكر صالح في كلمته التي ربطها بالأحداث الجارية اليوم على الساحة اليمنية "إن جريمة تفجير مسجد دار الرئاسة بجموع المصلين ستظل وصمة عار على جبين من خطط وموّل ونفذ فصولها، ولا يمكن أن يمحوها الزمن.. فالقتل للنفس جريمة، والتآمر جريمة، والخيانة جريمة والغدر جريمة"، مؤكدا أنه "مطمئن ومستبشر بأن الله سبحانه وتعالى هو الحاكم العدل، وهو القادر على كل شيء" حسب وصفه .
واعتبر في كلمته النصية " أن ما يجري حاليا من حرب على اليمن، كون فشل الجريمة اﻷولى هو الدافع لتواصل الحرب على اليمن خلال اﻷشهر الأربع عشر الماضية.
و أضاف على حد قوله "إن الذكرى أليمة ومحزنة، ولا يمكن وصف حقيقة تلك الآلام وعمق ذلك الحزن في هذا الحيز الضيق مكاناً.. والمتسع أملاً وتفاؤلاً بأن أولئك المجرمين القتلة الذين خططوا وموّلوا ونفذوا أبشع جريمة اغتيال سياسي في التاريخ المعاصر".
واختتم "صالح" كلمته متوعداً من اتهمهم بالوقوف خلف الحادثة بقوله أنهم لن يفلتوا من العدالة وسينالون جزاءهم العادل جراء ما ارتكبوه من جرم في حق الوطن والشعب وقيادته السياسية المنتخبة، وفي حق جموع المصلين الأبرياء الذين منهم من قضى نحبه، ومنهم من لا يزال يعاني من آلام الجراح والإعاقات.
فيما سلم وفد الحكومة اليمنية في مشاورات الكويت، مبعوث الأمم المتحدة في النزاع، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، قائمة بأسماء من داعمي المليشيات لمحاكمتهم دولياً.
وذكرت قناة الجزيرة الفضائية في شريط عاجل أن الحكومة اليمنية سلمت المبعوث الأممي قائمة بـ27 شخصا من داعمي الانقلاب لمحاكمتهم دوليا.
وتواصل جلسات مشاورات الكويت أسبوعها السادس على التوالي دون إحراز أي تقدم يذكر تزامناً مع تصعيد عسكري مستمر للجانبين بمختلف جبهات القتال .
الوضع الميداني:
وعلي صعيد الوضع الميداني، قال المتحدث باسم المقاومة الشعبية في محافظة صنعاء إن رجال المقاومة وقوات الجيش الحكومي استعادوا عدة مواقع عسكرية في مديرية نهم (شرق العاصمة صنعاء)، بعد معارك ضد المسلحين الحوثيين وقوات صالح.
وقال عبدالله الشندقي - في بيان تلقى «المصدر أونلاين» نسخة منه - بأن معارك التحرير اندلعت، عقب هجوم للحوثيين على مواقع المقاومة بحريب نهم، وأدت إلى مقتل 8 من مسلحي الجماعة، فيما أُصيب آخرين.
وأفاد بأن المقاومين تصدوا للهجوم، ومن ثم شنوا هجوماً معاكساً، وسيطروا على قرية كيم وجبال الحقل، ومواقع المرخام والبزخ وقرو وموقع جربت آل حميد.
كما أفاد مصدر ميداني بأن 15 مسلحاً حوثياً ومن القوات الموالية لصالح قُتلوا، وأُصيب 10 آخرين، خلال المعارك الدائرة في موقعين عسكريين بمنطقة الصفراء، بمحافظة شبوة (جنوب شرق اليمن).
وذكر المصدر لـ«المصدر أونلاين»، بأن 6 من رجال المقاومة الشعبية وقوات الجيش الحكومي، لقوا حتفهم، في الوقت الذي ما تزال المعارك المستمرة بين الطرفين منذ ساعات الفجر.
وكان الحوثيون قد شنوا هجوماً عنيفاً على موقع المنقاش العسكري، في محاولة لفك حصار القوات الحكومية على الحوثيين في منطقة الصفراء.
وبحسب المصدر، فإن الحوثيين التفوا على موقع للجيش، ورجال المقاومة، وأدى ذلك لسقوط عدد من القتلى والجرحى، الذين أُسعفوا إلى مستشفيات مدينة عتق.
من جهة شنت مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية غارة واحدة، استهدفت موقع للحوثيين، في المنطقة. غير إن المصدر لم يحدد تفاصيل أكثر عن الغارة الوحيدة.
قال مصدر في المقاومة الشعبية بمديرية مريس شمال محافظة الضالع (جنوب البلاد)، بأن قصف الحوثيين المستمر على القرى السكنية ومنازل المدنيين، أدى إلى مقتل شخصين وإصابة 10 آخرين.
وذكر مسؤول ملف الشهداء والجرحى في مريس أحمد العمري، إن أعمال القصف أسفرت عن تضرر أكثر من ١١ منزلاً ومسجداً و٤ سيارات، خلال الأيام الأخيرة.
وأضاف بأن عدد خروقات الحوثيين وقوات صالح، للهدنة الهشة في مناطق التماس بجبهتي مريس وحمك، خلال شهر مايو الفائت، بلغت أكثر من ٤٠٠ خرقاً.
و أكدت مصادر رسمية في المقاومة الشعبية قيام ميليشيات الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح بارتكاب نحو 4027 خرقاً للهدنة في محافظة تعز فقط، وذلك خلال فترة التهدئة منذ إعلانها في العاشر من أبريل الماضي وحتى تاريخ 31 مايو الفائت.
وقال العقيد ركن منصور سعد الحساني، الناطق الرسمي باسم مجلس تنسيق المقاومة بمحافظة تعز جنوب غربي اليمن، إن هذه الإحصائية للخروقات التي ارتكبتها الميليشيات الانقلابية خلال فترة التهدئة في محافظة تعز تمثل رسالة إلى كل الجهات ذات العلاقة لمعرفة مدى جدية ميليشيات الحوثي والمخلوع بالحوار والحل السياسي والحرص على الوطن وعلى الشعب اليمني.
ونشر الحساني في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إحصائية لتعزيزات وخروقات الميليشيات الانقلابية خلال الفترة من 10 أبريل إلى 31 مايو، حيث بلغت الخروقات التي ارتكبتها الميليشيات الانقلابية 4027 خرقاً.
الوضع الأمني:
وعلي صعيد آخر أعلن قائد المنطقة العسكرية الثانية في اليمن اللواء فرج سالمين البحسني، عن إحباط هجوم إرهابي في مدينة المكلا، استهدف مبنى الإدارة المحلية، حيث تم الكشف عن سيارة مفخخة بأكثر من 15 قذيفة مدفعية شديدة الانفجار، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية "وام" يوم الخميس.
ويأتي إحباط هذا المخطط، في وقت تواصل القوات اليمنية بمساندة قوات التحالف العربي، حملة تطهير للمدينة من عناصر القاعدة، حيث تم اعتقال "أبوحفص الشحري" خبير الكمبيوتر في التنظيم، والذي ساهم اعتقاله في التوصل إلى معلومات غاية في الأهمية حول مخططات التنظيم الإرهابية.
وقال اللواء البحسني "وردتنا معلومات استخباراتية حول نية تنظيم القاعدة، تنفيذ هجوم إرهابي كبير في المكلا، لخلق حالة من الفوضى وترويع المدنيين لخلط الأوراق في المدينة مرة أخرى، على أمل إعادة نفوذهم إليها."
وأضاف "نتيجة الجهد الاستخباراتي المكثف من قبل القوات اليمنية بمساندة فرق متخصصة من التحالف العربي توصلنا يوم الاثنين إلى معرفة الموقع الذي حددته القاعدة لتنفيذ عملها الإجرامي وهو مبنى الإدارة المحلية في مدينة المكلا".
وأكد اللواء البحسني أن استهداف مبنى الإدارة المحلية يأتي لضرب رمز من رموز هيبة الدولة اليمنية في المدنية، فضلاً عن موقعه، وذلك بهدف إحداث أكبر تأثير ممكن لعملية التفجير التي تم إفشالها.
المشهد اليمني:
دخلت مفاوضات الكويت بشأن الأزمة اليمنية مرحلة جديدة في إطار مساعي المبعوث الدولي للتوصل إلى اتفاق سلام شامل يعتمد على مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومن ثم بات التوصل إلى حل للوضع في اليمن أمرًا حيويًّا للحفاظ على كيان الدولة اليمنية ووحدة أراضيها. والسؤال هنا هل ستكون مفاوضات الكويت آخر الجهود لإحلال السلام ببلاد اليمن السعيد الذي يئن من وطأة الحرب وتداعياتها.
