معركة "الفلوجة" تدخل الأمريكيون على خط المواجهة مع ميلشيا "الحشد" الشعبي بالعراق

السبت 04/يونيو/2016 - 12:20 م
طباعة  معركة الفلوجة تدخل
 
على الرغم من أن الأمريكيون هم من صنعوا ميلشيات الحشد الشعبي بما فعلوه بالعراق عقب الغزو إلا أنهم حاولو التخفيف من انتشاره وقوته بمحاولة بناء الجيش النظامي العراقي وإعادة وحدته  وإنشاء العديد  من الوحدات القتالية الفعالة به للحد من قوة ميليشيات الحشد الشعبي.
 معركة الفلوجة تدخل
 ولكن باءة محاولاتهم بالفشل، حيث كشف مسؤولون عسكريون أميركيون من السابقين والحاليين إن الضعف المتواصل في وحدات الجيش النظامي العراقي والاعتماد على ميليشيات الحشد الشعبي المتحالفة معه، قد يقوض جهودا أوسع نطاقا يقوم بها رئيس الوزراء حيدر العبادي لدحر داعش وكسب تأييد باقي العراقيين وإن كان هناك وجود لبعض النجاحات العسكرية للقوات الخاصة العراقية التي تلقت تدريبًا أميركيًا والتي بدأت تقاتل داعش منذ عامين لكن الوجود العسكري الأمريكي وقوامه 4000 فرد فشل في تغيير مجرى السياسة العراقية الذي يذكي صعود المجموعات الطائفية وينميها.
وقال الجنرال الأميركي المتقاعد ميك بدناريك الذي قاد جهود تدريب الجيش العراقي بين 2013 و2015، إن الجيش العراقي لم يطرأ عليه تحسن كبير في الأشهر الثمانية الماضية، وذلك بسبب قلة عدد العراقيين الراغبين في الانضمام، ورفض عدد من الضباط العراقيين الأدنى رتبة إرسال وحدات للحصول على تدريب أمريكي ولذلك فإن قدرة الجيش العراقي لم تتحسن بقدر كبير، لأسباب بينها التحدي المستمر المتمثل في التجنيد والبقاء. يقوم ضباطنا بتدريب من يحضرون، والمهم أننا لسنا واثقين من هوية من سيحضرون".
 معركة الفلوجة تدخل
وقال ضابطان أمريكيان كبيران إن القوات الخاصة العراقية هي القوة الوحيدة التابعة للقوات الحكومية التي تعمل بلا طائفية، وهي الأكثر فعالية مع وجود استثناءات قليلة. وعبر مسؤولون أمريكيون عن القلق من أن ينال الإجهاد من وحدات القوات الخاصة بعد نحو عامين من القتال المتواصل وإن وحدات الجيش النظامي العراقي في عموم البلاد تتابع من بعيد القوات الخاصة العراقية وميليشيات الحشد الشعبي وهي تستعيد الأراضي من قبضة داعش ولطالما استفادت هذه الميليشيات من فراغ السلطة الذي برز بعد هزائم داعش وأن القيادي بميليشيات الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس يهيمن على قيادة عمليات الجيش العراقي بمحافظة صلاح الدين.
وقال أربعة ضباط بالجيش الأمريكي بينهم حاليون وسابقون، إن الفرقة الخامسة من الجيش العراقي في محافظة ديالى شرق البلاد تعتبر تحت قيادة منظمة بدر واسعة النفوذ التي تربطها صلات قوية بالحرس الثوري الإيراني، وأن من 10% إلى 20%من أصل 300 ضابط يديرون قيادة عمليات الجيش العراقي لهم ارتباط بمنظمة بدر أو بزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وأن القوات الخاصة العراقية بعد أن نجحت بدعم من غارات أمريكية في استعادة مصفاة النفط الاستراتيجية في مدينة بيجي في أكتوبر 2015م  نهب مقاتلو الميليشيات جميع المعدات التي تم إنقاذها بالمصفاة.
 معركة الفلوجة تدخل
لكن مسؤولين حاليين وسابقين بالجيش الأمريكي وزعماء عشائر بالمنطقة يقولون إن الميليشيات المسلحة لا تزال تستغل الفراغ الذي برز في مناطق تسكنها أغلبية سنية بعد الهزائم التي تعرض لها داعش وفي غياب وحدات قوية من الجيش النظامي لا تزال الميليشيات هي اللاعب الأبرز، حيث قال نورمان ريكليفز، المستشار الحكومي الأميركي السابق لوزارتي الداخلية والدفاع العراقيتين، إن الدولة لم تنجح في ملء الفراغ في معظم المناطق التي تمت استعادتها من داعش إن الميليشيات المسلحة حاليا في أوج قواتها منذ هزمتها القوات الحكومية العراقية في سلسلة من المعارك في عموم العراق في 2008م  وفي المدن التي تشغلها الميليشيات المسلحة كسامراء وتكريت وفي أجزاء مهمة من شرق العراق، فإنه تشكل أهم قوة هناك.
 معركة الفلوجة تدخل
وقال الكولونيل كريس جارفر المتحدث باسم الجيش الأميركي في العراق، إن القوات الأمريكية رغم الصعوبات ترى أن وحدات الجيش العراقي تتحسن بعد التدريب وأن  تقدم كتائب الجيش في مناطق حول الفلوجة كمؤشرات على النجاح ولكن نصيب الأسد من الهجمات العسكرية تقوم بها القوات الخاصة، وأن عامين من القتال قد نالا من جنود قوات النخبة تلك واعتمدت الحكومة العراقية بشدة على قوات العمليات الخاصة، وهناك قلق حقيقي من أن يصيب الإجهاد تلك القوات ويؤثر على فعاليتها القتالية، وبالرغم من ذلك  فإن الجيش النظامي العراقي لا يزال يسعى جاهدا إلى زيادة عدد قواته وأصبح التجنيد والتمويل تحديين حقيقيين لحكومة العراق، وأنهما مشكلتان ينبغي على الحكومة العراقية التعامل معهما ولا يبدو أن الجيش النظامي قد بني مرة أخرى وإنه أمر يدعو للرثاء حقا".
وكان رد الحكومة العراقية على هذة المخاوف وصف المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية العميد يحيى رسول، تلك الميليشيات بأنها "جهة رسمية متصلة بمكتب رئيس أركان القوات المسلحة و أنهم لا يتلقون أوامر إلا من المسؤولين الحكوميين ويلعبون دورا كبيرا في دعم قوات الجيش والشرطة الاتحادية وأن أي إشارة إلى أن الجيش العراقي ليس ندا للقوات الخاصة العراقية مرفوض، حيث أن لدينا قوات تمكنت من استعادة أراض من داعش بعد سقوط الموصل أعادت القيادة المشتركة بوزارة الدفاع تجهيز قوات الأمن العراقية وتدريبها".
 معركة الفلوجة تدخل
 وقال مايكل نايتس من «معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى» إنه بالرغم  من أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي رحب بالمساعدة الأميركية ودعا للمزيد، فإن قوة الميليشيات تهدد بتقويض سلطته وتحويل العراق لنسخة من لبنان، حيث تقف حكومة ضعيفة أسيرة لنزوات جماعة حزب الله القوية ولا ترغب الميليشيات الشيعية في وجود الأميركيين هناك، ولم تكن تلك رغبتهم قط. 
 مما سبق نستطيع التأكيد على أن الأمريكيون  يدفعون الآن ثمن ما  صنعوه من تخريب فى العراق وأن  ميلشيات الحشد الشعبي  ما هى إلا نتاج غزوهم للعراق وستفشل  محاولاتهم للتخفيف من انتشارها رغم محاولات بناء الجيش النظامي العراقي وإعادة وحدته. 

شارك