السلفيون والتدخل بين العبد وربه في رمضان!

السبت 04/يونيو/2016 - 12:49 م
طباعة السلفيون والتدخل
 
ليست هي المرة الأولى التي يحاول فيها السلفيون التدخل في الشئون الخاصة بالبشر فهم يريدون دوما فرض آرائهم وفهمهم للنصوص على الآخرين، وفي الوقت نفسه يطالبون بحرية الرأي أين كان هذا الرأي ولكن الحرية لهم وليست للآخر المختلف معهم، فحينما تقول رأيا مغايرا لآرائهم تكون خارج عن الدين والملة والمعلوم من الدين بالضرورة، وآخر ما تفتق ذهنهم به مطالبتهم بغلق المقاهي والمطاعم في رمضان وكأنهم يعيشون في البلد وحدهم وكأنهم يفرضون الصيام على المريض والمسافر ومن لديهم عذرا ورخصة من الله للإفطار وكأنهم يعيشون في مصر وحدهم دون ديانات أخرى فمؤخرا أثارت مطالب السلفيين للأجهزة الأمنية بغلق جميع المقاهي والمطاعم خلال شهر رمضان، حفيظة اللجنة الدينية بالبرلمان، وأعضاء مجمع البحوث الاسلامية الذين أكدوا أنه ليس من حق أحد أن يتدخل بين العبد وربه، وأنه لا يمكن غلق جميع المقاهي.
الشيخ سامح عبد الحميد،
الشيخ سامح عبد الحميد، الداعية السلفي
وكان الشيخ سامح عبد الحميد، الداعية السلفي، طالب الأجهزة الأمنية بمُلاحقة ومعاقبة المجاهرين بالإفطار في رمضان، وغلق المطاعم والمقاهي، وملاحقة المفطرين في الأماكن العامة، نظرًا لإفسادهم سلوكيات المجتمع وقال "عبد الحميد" في بيان أمس الجمعة 3 يونيو 2016،: "على أعضاء مجلس النواب سُرعة سن قانون بتجريم الجهر بالإفطار في نهار رمضان، وضرورة اصطفاف الأزهر ونشر الأئمة لتوعية الشباب ونُصحه، وكذلك جهد وزارة الأوقاف في المساجد وخُطب الجمعة للتحذير من غضب الله على من يقترف ذلك". 
الدكتور محمد الشحات
الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية
ومن جانبه قال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إنه لا يجوز غلق جميع المقاهي والمطاعم خلال نهار شهر رمضان المبارك، خاصة أن هناك أقباط لا يمكن منعهم من الإفطار خلال هذا الشهر. وأضاف عضو مجمع البحوث الإسلامية، أنها فتوى متشددة، وليست صحيحة، موضحا أنه ليس مع توسع فتح المطاعم في نهار شهر رمضان، ولكن في ذات الوقت ليس مع غلقها بشكل نهائي. 
النائب شكري الجندي،
النائب شكري الجندي، عضو اللجنة الدينية بالبرلمان
وفى السياق ذاته قال النائب شكري الجندي، عضو اللجنة الدينية بالبرلمان، إنه ليس من حق السلفيين المطالبة بغلق المقاهي والمطاعم في نهار شهر رمضان، لأن هناك حرية عبادات وليس من حق أحد أن يتدخل بين العبد وربه. وأضاف عضو اللجنة الدينية بالبرلمان أن هناك مسلمين لديهم حق الإفطار في شهر رمضان مثل المرضى، كما أن المصريين يحترمون شعار المسلمين في شهر رمضان ، موضحا أنه لا يجوز لأى مؤسسة ان تتدخل في فرض رأى على المصريين ولابد من احترام الأديان الأخرى.
هكذا يحاول السلفيون فرض سيطرتهم على الدولة ككل بعدما فشلوا في السيطرة على المساجد بسبب قرار وزير الأوقاف بتحديد المساجد الكبرى للاعتكاف واقامة شعائر رمضان حيث انتهت الأوقاف خلال الساعات الماضية من تحديد المساجد التي سيتم الاعتكاف بها، خلال العشرة الأواخر من رمضان، وهى نحو 2331" مسجدا، موزعة على النحو التالي: القاهرة 210 والمنوفية 265 وكفر الشيخ 55 والإسكندرية 141 والشرقية 372 والدقهلية 262 والإسماعيلية 15 وشمال سيناء 15 والجيزة 270 وبنى سويف 21 وأسيوط 26 وقنا 15 وأسوان 6 والبحر الأحمر 7 والقليوبية 62 والغربية 60 والبحيرة 55 ومرسى مطروح 21 ودمياط 43 والسويس 61 وبورسعيد 20 وجنوب سيناء 8 والفيوم 147 والمنيا 109 وسوهاج 21 والاقصر 20 والوادي الجديد 23. وقد حددت الوزارة ضوابط للاعتكاف، مثل أن يكون الاعتكاف بالمساجد الكبرى "المسجد الجامع"، وليس في الزوايا أو المصليات، وبالمساجد المحددة من قبل الوزارة، وبكل مديرية في المحافظات منشور بأسماء مساجد الاعتكاف، وأن يكون تحت إشراف إمام من أئمة الأوقاف أو وعاظ الأزهر الشريف أو خطيب مصرّح له بالخطابة من قبل الأوقاف، وأن يكون المكان مناسبا صحيا، وأن يكون المعتكفون من أبناء المنطقة التابع لها المسجد جغرافيا، وعددهم مناسبا للمساحة، وأن يسجّل المشرف على الاعتكاف بتسجيل أسماء الراغبين بالاعتكاف قبل العشرة الأواخر بأسبوع على الأقل. وانه لا نية لوجود السلفيين على منابر مساجد الوزارة، ولا مكان لهم نهائيا، خصوصا في شهر رمضان المبارك، ولم يعط القطاع الديني تصريحا لأحد منهم بالخطابة، سوى ياسر برهامي فقط، ومن دونه ليس مخوله له اعتلاء المنابر. ومن يخالف ذلك، يعرّض نفسه للمساءلة القانونية.

شارك