تحرير "منبج".. بين تنامي نفوذ "داعش" وتراجع قوات سوريا

الأحد 24/يوليو/2016 - 11:04 ص
طباعة تحرير منبج.. بين
 
مع مساعي قوات سوريا الديمقراطية، لتحرير مدينة منبج السورية من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"، بدأت القوات تتراجع في ظل توسع نفوذ التنظيم داخل المدينة، واندلعت أمس السبت 23 يوليو 2016 معارك عنيفة بين قوات "سوريا الديموقراطية" ومسلحي تنظيم "داعش" بعد انقضاء مهلة 48 ساعة حددتها القوات للمسلحين للخروج من المدينة.
تحرير منبج.. بين
كانت قوات "سوريا الديمقراطية" الكردية أمهلت تنظيم "داعش" الإرهابي 48 ساعة فقط للخروج من مدينة منبج، وقال بيان صادر عن المجلس العسكري لمنبج: إن هذه المبادرة لخروج عناصر "داعش" المحاصرين داخل المدينة بأسلحتهم الفردية جاءت حفاظًا على أرواح المدنيين داخل المدينة وعليها من الدمار.
وأشار البيان إلى أنه لم يتم تحديد جهة لخروج عناصر التنظيم الإرهابي وإنما يخرجون للجهة التي يريدونها، موضحًا أن المهلة المتاحة لذلك هي 48 ساعة فقط.
وقال مصدر قيادي في المجلس العسكري لمدينة منبج وريفها المرتبط بقوات سوريا الديموقراطية لوكالة فرانس برس: انتهت ظهر اليوم مهلة 48 ساعة، ولن يكون هناك فرصة لمسلحي داعش، سنكثف هجماتنا على ما تبقى من مواقعهم داخل المدينة في الساعات المقبلة، مضيفًا أن داعش لم يلتزم بالمهلة ولم تنقض 24 ساعة على بدء تطبيقها حتى هاجم مواقع قواتنا في حي الحزاونة داخل المدينة"، معتبرا أن ذلك كان "بمثابة رد على عدم قبول المبادرة التي لم يصدر أي رد منهم عليها.
واندلعت مواجهات عنيفة بين الطرفين في أحياء عدة في منبج، أبرزها في محيط المربع الأمني حيث يتحصن تنظيم داعش في وسط المدينة، وفق ما أكد مصدر ميداني في القوات.
ووفق شهود فإن معارك عنيفة اندلعت داخل المدينة، خصوصا في الأحياء الغربية، بعد اشتباكات متقطعة ليلا على محاور عدة تزامنت مع ضربات للتحالف الدولي.
وكانت قوات "سوريا الديمقراطية" قد سيطرت خلال الفترة الأخيرة على العديد من الأحياء بمدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، وحاصرت قوات تنظيم "داعش" الإرهابي داخل المدينة.
كما تمكنت القوات خلال شهر يونيو الماضي من دخول محافظة الرقة السورية بدعم جوي روسي- سوري.
ووفق احصائيات فقد قتل ما لا يقل عن 56 مدنيًّا في ضربات جوية إلى الشمال من مدينة منبج المحاصرة، حيث يعتقد السكان أن الضربات نفذتها طائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة.
وتحاول قوات سوريا الديموقراطية منذ 31 مايو الماضي السيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية الواقعة على خط الامداد الرئيس للتنظيم الإرهابي بين محافظة الرقة، أبرز معاقله في سوريا، والحدود التركية.
تحرير منبج.. بين
وكانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن مدينة منبج السورية تعد من المدن المهمة في الشمال السوري؛ وذلك لأنها تعد طريقًا استراتيجيًّا يربط بين معقل تنظيم الدولة "داعش" في الرقة وطريق إمداد رئيس للتنظيم وقاعدة لاستقبال المقاتلين الأجانب للتنظيم وتدريبهم وتصديرهم للخارج، بالإضافة إلى موقعها الجغرافي الحساس القريب من الحدود الشمالية مع تركيا، وهو الأمر الذي يشكل في حال خسارة "داعش" لها أزمة كبيرة للتنظيم الدموي، وينهي نفوذه في الشمال السوري ومنطقة حلب بالكامل.
في هذا السياق اتهم المتحدث العسكري باسم التحالف الدولي الكولونيل كريس غارفر أول أمس الجمعة الماضية مسلحي التنظيم بأنهم استخدموا مدنيين دروعا بشرية في محاولة لجعل (مقاتلي) قوات سوريا الديموقراطية يطلقون النار عليهم، مرجحًا أن تكون قوات سوريا الديموقراطية قد استعادت السيطرة على ما يقارب نصف المدينة التي لا يزال فيها ألفا مدني على الأقل.
وكانت قوات المجلس ناشدت الخميس في بيان، أهالي المدينة بالابتعاد عن مناطق الاشتباكات" معتبرة أن الإرهاب لن يتردد في توظيفهم واستغلالهم كدروع بشرية في المعارك الدائرة كما جرى منذ انطلاقة معركة منبج.
ووفق متابعون فإن التنظيم الإرهابي يتوسع بنفوذه ويتصدى بشراسة لمحاولات قوات سوريا الديموقراطية التقدم داخل المدينة ويزج بالأطفال على خطوط المواجهات.
وعلي الرغم من تمكن مقاتلي سوريا الديمقراطية دخول منبج، إلا أنهم ما زالو يواجهون مقاومة تحول دون طرد المسلحين الذين يلجؤون إلى التفجيرات الانتحارية والسيارات المفخخة.
وبجانب قوات سوريا الديمقراطية، يواجهة التحالف الدولي بقيادة واشنطن صعوبة وارتباكا بالغًا في تحرير معاقل التنظيم الإرهابي المستميت علي الأراضي في شمال سوريا، وبالأخص مع توسع نفوذ التنظيم الإرهابي، وأعلن التحالف أنه نفذ أكثر من 450 ضربة جوية في منبج.

شارك