بين الحوثيين والقاعدة والإخوان.. اليمن يسقط في مستنقع حرب المليشيات

الجمعة 17/أكتوبر/2014 - 06:51 م
طباعة بين الحوثيين والقاعدة
 
مع دخول اليمن مرحلة الصراع المسلح بين جماعة الحوثيين وجماعة الاخوان المسلمين، وتنظيم القاعدة، زادت الأمور تعقيدًا، في ظل غياب لدور مؤسسات الدولة الأمنية في السيطرة على الأوضاع، وتنذر الأوضاع بحرب أهلية واسعة في ظل تظاهرات الحراك الجنوبي لفك الارتباط عن صنعاء وتأسيس دولتهم، وسط اتهامات للإخوان بركب موجة الحراك لتحقيق دول لهم في الجنوب.

صراع الإخوان والحوثيين

صراع الإخوان والحوثيين
يتزايد الصراع بين الحوثيين والإخوان، ويتسع نطاقه في ظل سعي جماعة الاخوان لرد الصاع الي جماعة الحوثي والتي كانت سببا رئيسا في الاطاحة بها من السلطة عقب تظاهرت ارتفاع اسعار الوقود "الجرعة" ، ولم يقف الاخوان صامتين مع انتشار مسلحي الحوثي في عدد من المحافظات اليمنية.
فقد وقعت اشتباكات ضارية بين مليشيات "أنصار الله" الحوثيين ومسلحين من جماعة الإخوان (الإصلاح)، في محافظة إب، سقط على إثرها العشرات بين قتيل وجريح.
وأكدت مصادر إعلامية يمنية، وقوع عشرات القتلى والمصابين في الاشتباكات الدائرة بين الحوثيين والإخوان بجوار المدينة الرياضية بمحافظة إب.
كما حاصرت ميليشيات الإخوان في وقت سابق عناصر من ميليشيات الحوثيين في أحد المرافق التعليمية في منطقة محجزة مديرية صرواح محافظة مأرب.
وسيطر 25 طاقما مسلحًا من جماعة "أنصار الله" الحوثيين، على مركز تعليمي في مفرق هيلان بمنطقة محجزة الحدودية ما بين محافظتي مأرب والجوف، وتمركزوا فيه.
فيما قام 35 طاقما مسلحًا من أبناء قبيلة جهم الموالين لجماعة الإخوان بحصار المرفق التعليمي الذي يتمركز فيه مسلحو الحوثي، وسط توقعات باحتمالية حدوث اشتباكات بين الطرفين. وأمهل المسلحون الموالون لـ"حزب الإصلاح" جماعة "أنصار الله" الحوثيين 24 ساعة لخروجها من المركز ومن المنطقة بأكملها.
وسيطر الحوثيون على أجزاء واسعة من محافظتي إب وذمار، واستولوا أمس على منفذ "حرض" البري الذي يقع في شمال اليمن على الحدود مع السعودية، كما بسطوا سيطرتهم على مدينة حرض في محافظة حجة نفسها.

القاعدة والحوثيون وصراع متصاعد

القاعدة والحوثيون
عقب نشر الحوثيين مسلحيهم في محافظة "اب" جنوب اليمن، وضعوا فيها نقاط تفتيش دون أي مقاومة من السلطات، في سيناريو مشابه لسيطرة الحوثيين على صنعاء في 21 سبتمبر الماضي، وعلى مدينة الحديدة الاستراتيجية على البحر الأحمر الثلاثاء الماضي.
جاء رد تنظيم القاعدة في اليمن بالتهديد بشن حرب دون هوادة على الحوثيين الذين ينتشرون بسرعة في اليمن، من دون أي مقاومة من الدولة، في ظل تأجيج للتوترات الطائفية في البلاد.
وسيطر عناصر يشتبه بأنهم من تنظيم القاعدة ، على مديرية العدين التابعة لمحافظة اب جنوب غرب اليمن، وذلك بعد سيطرة المتمردين الحوثيين الشيعة على مركز المحافظة، حسبما أفادت مصادر أمنية ومحلية.
وأكد مصدر أمني أن مسلحين من القاعدة "سيطروا على العدين، بعد أن شنوا هجوماً على مديرية الأمن ومبنى السلطة المحلية ومركز البريد والبنك التجاري، في المدينة" ما أسفر عن "مقتل خمسة من أفراد الشرطة".
ولقي 10 أشخاص على الأقل  مصرعهم وأصيب آخرون، الأربعاء الماضي، في مواجهات عنيفة بين الحوثيين والقاعدة  في شوارع مدينة رداع التاريخية بمحافظة البيضاء وسط اليمن.
وأشار سكان من المنطقة إلى أن المليشيات الحوثية تمكنت من بسط سيطرتها على اثنين من أحياء المدينة، وأقامت نقاط تفتيش في عدد من الشوارع. 
ووفقاً لسكان ومصادر أمنية، فإن مقاتلي القاعدة يتوافدون على رداع من معقل التنظيم الواقع في منطقة قيفة القريبة، فيما تتوافد تعزيزات للحوثيين من مدينة ذمار الواقعة على بعد نحو 70 كلم شمال رداع.

الحراك الجنوبي والإخوان والسلطة

الحراك الجنوبي والإخوان
تجاوزت الأوضاع في اليمن الحوثيين وتنظيم القاعدة والإخوان، فهناك أطراف أخرى في مقدمتها الحراك الجنوبي، الذي صعَد من مطالبه بالانفصال، وما وزاد الأمور تعقيدًا الاعتداء الذي وقع على متظاهرين للحراك الجنوبي اليوم الجمعة، عقب تفريق قوات الأمن لهم وهو ما يرشح الي تعقيد الأمور أكثر في اليمن.
الأمر الآخر هو الدور الذي يلعبه حزب التجمع اليمني للإصلاح "إخوان اليمن" في الجنوب وخاصة الحراك الجنوبي، وسط اتهامات لجماعة الإخوان بمحاولة ركوب موجة الحراك الجنوبي للانفصال عن الشمال من أجل الحصول على دولة قوية  في الجنوب يستطيعون من خلال السيطرة علي نفوذ واسع على أهم  معبر بحري وهو باب المندب، والتي تواجد بالقرب منهم معسكر تدريب لجماعة الاخوان، بالإضافة الي بسط نفوذه علي مناطق الخليج وتأثيره على الملاحة في قناة السويس.

المشهد الآن

المشهد الآن
أصبح المشهد في اليمن معقدًا إلى درجةٍ كبيرة، في ظل تراجع سلطة الدولة وارتفاع قوة ونفوذ المليشيات المسلحة في كل منطقة باليمن بالإضافة إلى الحسابات القبلية، ويبدو أن الأمور في اليمن خرجت عن يد السلطة وأصبحت في يد قيادات المليشيات، في ظل ضعف السلطة المركزية، وهناك فراغ سياسي كبير، حيث يتقاتل الحوثيون والإخوان والقاعدة، وارتفاع مطالب الحراك الجنوبي، وينتظر الإعلام الرسمي وفاة اليمن الموحد والسقوط في مستنقع حرب المليشيات، والتي سيكون لها بالطبع تأثيرها الكبير على استقرار المنطقة وفي مقدمتها دول الخليج.

شارك