“حضارة الجهاد”.. استراتيجية الإخوان في أمريكا الشمالية

الثلاثاء 27/سبتمبر/2016 - 06:16 م
طباعة “حضارة الجهاد”..
 
ليس غريبا ان تفكر جماعة الاخوان المسلمين في ارهاب العالم ومحاولة السيطرة عليه طبقا للهدف الرئيس الذي نشأ من أجلة التنظيم الدولي للجماعة، ولكن كيف تحاول الجماعة السيطرة على مراكز اتخاذ القرار عالميا وخاصة في امريكا الشمالية هذا ما يكشفه هذا التقرير الذي نشره موقع ألفا نيوز حيث اكتشف الموقع أن فروع رابطة الطلاب المسلمين (MSA) تنتشر بسرعة في المدارس العامة في أنحاء المدن الأمريكية.
وتظهر مختلف مواقع المدارس العامة، وعدد من وثائق مديريات التربية والتعليم في ولاية مينيسوتا، أن لرابطة الطلاب المسلمين فروع أو منظمات في المدارس الثانوية التالية: إيدن برايري، وأبل فالي، وبورنسفيل، وهوبكنز، وسانت لويس بارك، ومدرسة جنوب غرب الثانوية، ومدرسة بلاين الثانوية، ومدرسة الجنوب الثانوية، ومدرسة تشامبلن بارك الثانوية، ومدرسة كومو بارك الثانوية في سانت بول.
وكشف تحقيق حول رابطة الطلاب المسلمين عن وجود صلة بينها وبين جماعة الإخوان المسلمين. وذلك في وثيقة بعنوان “مذكرة تفسيرية للهدف الاستراتيجي العام للجماعة في أمريكا الشمالية”، حيث تسرد “المنظمات الصديقة” للإخوان المسلمين في الصفحة 31 من الوثيقة. وتأتي رابطة الطلاب المسلمين رقم اثنان في القائمة المكونة من 29 جماعة تابعة للإخوان المسلمين. واستهلت قائمة الجماعات التابعة للإخوان في المذكرة التفسيرية بجملة “تخيل لو أنها كلها تسير وفق خطة واحدة”.
وتشرح “المذكرة التوضيحية” – التي كتبها الإخوان المسلمين في عام 1991 –  في الوثيقة أنها أنشئت كاستراتيجية لتدمير أمريكا من خلال قادتنا نحن. ويؤكد  “بيان المهمة” في الوثيقة بوضوح أنها تخطط لتنفيذ “حضارة الجهاد” بإشراك قيادات الولايات المتحدة على الاعتقاد بأن هناك فهم مغاير عن الإسلام وطبيعة الإخوان المسلمين، مما يجبر قادتنا على فرض رواية الإخوان المسلمين على مرؤوسيهم.
لذلك، ومع هذه المعلومات، ألا يجب أن يقلق الآباء في المدارس العامة  في مينيسوتا من فروع رابطة الطلاب المسلمين التي تنتشر في مدارس أطفالهم؟
وقال كون ماكارتان ، مدير مدرسة أيدن برايري الثانوية، في وقت سابق من هذا العام، إنها “مجرد صدفة” أن تحمل رابطة الطلاب المسلمين في مدرسة أيدن برايري الثانوية نفس اسم المنظمة التي تنتمي لجماعة الإخوان المسلمين.
في بعض الحالات، يساعد دافعو الضرائب في تمويل الأندية والأنشطة لأن المدارس في حاجة إلى المال في ميزانياتها لدفع رواتب مستشاري الأندية. وفي حالات أخرى، فإن المدرسة تفرض على المشاركين رسومًا لتغطية تكاليف الأندية أو الأنشطة، وخاصة إذا كان النادي أو النشاط هو جماعة يقودها الطلاب.

رابطة الطلاب المسلمين في أبل فالي:

رابطة الطلاب المسلمين
في مدرسة أبل فالي الثانوية، كانت هناك رابطة للطلاب المسلمين نشطة جدًا مؤخرا في العام الماضي. وتم تصنيف صفحتها على موقع الفيسبوك على أنها “قضية” وليست “نادي”. وقال مايكل بولسوني ، مدير المدرسة، إنه لا يعتقد أن الجماعة التي يقودها الطلاب هي من صنفت نفسها “قضية”. وأضاف “نطلب الجماعات التي يقودها الطلاب بإعلامنا عند إنشاء صفحات على وسائل الاعلام الاجتماعية، ولكن هذا لا يحدث دائمًا. إننا لا نعرف دائمًا عندما يتم إنشاء الصفحات. ونبذل قصارى جهدنا لرصد هذه المعلومات والرد بشكل مناسب. وبخصوص رابطة للطلاب المسلمين، طلبنا من هذه الجماعة حذف هذه الصفحة من موقع الفيسبوك، لأن رابطة للطلاب المسلمين لم تعد جماعة نشطة في المدرسة”. فيما أكدت ألفا نيوز أن هذه الصفحة لا تزال نشطة.
وقال بولسوني : ” رابطة الطلاب المسلمين لدينا لا تتبع أي منظمات أكبر، بحسب للمسئول عن الموظفين والطلاب”، وأضاف: “اتحادات الطلاب المسلمين منتشرة في المدارس الثانوية والكليات في أنحاء البلاد. ورابطة الطلاب المسلمين في مدرستنا حاليا غير نشطة. وبناء على سياسة المدرسة، فإننا لا نسمح لجماعات طلابية بمناصرة نشاط غير قانوني أو تخريبي”.  
في عام 2015، أعلنت رابطة الطلاب المسلمين  في مدرسة أبل فالي عن حدث في الفيسبوك أطلقت عليه اسم “أفضل الهويات” بحضور الدكتور عبد الموجود ، المشهور أيضًا باسم الدكتور عبد الموجود درديري من جماعة الإخوان المسلمين المصرية، والذي لديه تاريخ حافل في الدعم المفتوح لحركة حماس، وهي منظمة إرهابية كما صنفتها الولايات المتحدة الأمريكية، كما كان موضع تحقيق في نشر صور إباحية للأطفال في الولايات المتحدة قبل عدة سنوات، وفقا لموقع Breitbart. ولا تزال نشرة الإعلان لهذا الحدث موجودة على صفحة رابطة الطلاب المسلمين بمدرسة أبل فالي على  الفيسبوك، وكان من المقرر عقد هذا الحدث في 4 أبريل 2015 ثم تم تأجيله إلى 2 مايو 2015.
تنشئة جيل جهادي
وقال جون جوندولو – وكيل مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق ومؤلف كتاب “تنشئة جيل جهادي: فهم حركة الإخوان المسلمين في أمريكا” – إن ” رابطة الطلاب المسلمين كانت أول منظمة إسلامية وطنية تنشئها جماعة الإخوان المسلمين في الولايات المتحدة. ومهمتها الأساسية تركز على “الدعوة” (دعوة المسلمين وغير المسلمين إلى الإسلام) وتجنيد الجهاديين. وتنتشر اتحادات الطلاب المسلمين الآن في جميع الجامعات الكبرى والحرم الجامعي في أمريكا وتتسلل الآن إلى المدارس الثانوية والمدارس المتوسطة وحتى المدارس الابتدائية”.
كما أكد جوندولو:  “يجب إغلاق جميع اتحادات الطلاب المسلمين. إن فشل الحكومة الفيدرالية في اتخاذ إجراءات قوية وعدوانية ضد اتحادات الطلاب المسلمين هو مؤشر آخر على عدم كفاءتها الكارثية وإهمالها الجنائي”.

أهداف جماعة الإخوان المسلمين واستراتيجياتها

أهداف جماعة الإخوان
ظهرت أهداف جماعة الإخوان المسلمين واستراتيجياتها على العديد من المواقع، مدعية أن هدفها إنشاء الإمبراطورية الإسلامية وحكمها جميع أنحاء العالم، ودعت إلى “تأسيس الخلافة”. ويقول موقع “ذا ديلي جورناليست” إن لجماعة الإخوان المسلمين أكثر من ألفي فرع في 70 دولة، ولها خطة للسيطرة على العالم عن طريق بناء شبكة قوية غير قابلة للكسر، والتخطيط للاستيلاء على البلاد عبر الانتخابات في نهاية المطاف.
إن خطة الإخوان المسلمين في الولايات المتحدة هي التسلل البطيء من خلال التنظيم الرائع الذي يهدف إلى تنامي الحركة الإسلامية سرا بعيدًا عن الأعين حتى فوات الأوان لمواجهة قوتها. ومن بين المنظمات العديدة التابعة لجماعة الإخوان المسلمين: مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية – CAIR – والذي يعد بمثابة ذراع العلاقات العامة للمنظمة. وتدعي جماعة الإخوان المسلمين الأمريكية أنها تنبذ العنف والإرهاب للإطاحة بالدول غير الإسلامية، وبالتالي تعتقد الدول الديمقراطية الغربية أنها حركة معتدلة.
وقال جون جوندولو: “إن رابطة الطلاب المسلمين تشكل تهديدًا للحرم الجامعي والمجتمع الذي توجد فيه ككل. إنها جزء من شبكة الإخوان المسلمين ومهمتها المحددة هي شن الجهاد الحضاري لتدمير جمهوريتنا الدستورية وتأسيس دولة إسلامية هنا. لقد شارك العديد من قادة رابطة الطلاب المسلمين – مثل أنور العولقي (تنظيم القاعدة) الذي كان رئيس رابطة الطلاب المسلمين في ولاية كولورادو –  بنشاط في هذا الجهاد”.
قانون تصنيف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية
بسبب القلق المتزايد من جماعة الإخوان المسلمين، يدعم ثمانين عضوًا في الكونجرس الآن تشريعات تدعو وزارة الخارجية لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية أجنبية. وفي بداية هذا العام، مررت  اللجنة القضائية مسودة “قانون تصنيف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية” التي قدمها مجلس النواب. فيما يتهم الإخوان المسلمين الكونجرس الأمريكي بشن حرب على الإسلام المعتدل بهذا القانون. وفي مقال نشره موقع (Counterjihadreport) قال المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين إن “هذا القانون ظالم وسياسي بحت. وهو يعكس تصاعد موجة الكراهية والعداء التي يحاول – من خلالها – المتطرفون الجمهوريون اليمينيون، وجماعات الضغط وسياسيون، جر الشعب الأمريكي إلى حرب أيديولوجية مع العالم الإسلامي، وفي قلبه جماعة الإخوان المسلمين، التي تعد أكبر حركة إسلامية وأكثرها شعبية”. ومع ذلك، فإن” قانون تصنيف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية” يحظى بدعم الحزبين الجمهوري والديمقراطي، كما وقع عليها عضو الكونجرس عن ولاية مينيسوتا كولين بيترسون  راعيًا لمشروع القانون.
وبينما ننتظر أن نرى مشروع ” قانون تصنيف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية” يصبح قانونًا في نهاية المطاف، أكد عضو الكونجرس ماريو دياز – بالارت ( جمهوري ع ولاية فلوريدا) والداعم لمشروع القانون، أن جماعة الإخوان المسلمين “ما زالت تشكل تهديدًا عالميًّا”، وأن على الولايات المتحدة ” أن تقر بأن جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية وتعاقبها كجزء من استراتيجيتنا للأمن القومي.”
ولكن هل ستعطي هذه المعلومات مديري المدارس فرصة للتفكير قبل السماح بتأسيس فروع لرابطة الطلاب المسلمين في مدارسهم؟ الزمن فقط كفيل بإثبات ذلك.

شارك