" المقدسي " .. اعتقالا .. فإفراجا .. فاعتقالا .. من رفضه للنهج " الداعشي " .. الى الدفاع عنه !

الإثنين 27/أكتوبر/2014 - 08:59 م
طباعة  المقدسي  .. اعتقالا
 
القت السلطات الاردنية عصر اليوم ( الاثنين 27 اكتوبر 2014) القبض على ابو محمد المقدسي ، احد ابرز رموز تيار السلفية الجهادية في الاردن ، بعد أن وجهت له السلطات تهمة استخدام الشبكة الالكترونية في الترويج للأفكار المتطرفة ، ويأتي ذلك الاتهام على خلفية ما نشره المقدسي مؤخرا على الموقع وصفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك" مهاجما التحالف الدولي في حربه على تنظيم " داعش " ومشاركة الاردن في هذا التحالف .
وكانت السلطات الاردنية قد أفرجت عن مُنظِّر التيار السلفي الجهادي "أبو محمد المقدسي"، في منتصف يوليو الماضي ، بعد سجنه أربع سنوات، لإدانته بدعم حركة طالبان الأفغانية، ونُقل المقدسي بعد إطلاق سراحه لدائرة المخابرات العامة التي أفرجت عنه بعد الانتهاء من إجراءات روتينية.
وكانت محكمة أمن الدولة قد حكمت على المقدسي بالسجن بعد اعتقاله عام 2010، واتهامه بدعم حركة طالبان الأفغانية، عن طريق نقل زكاة أموال بقيمة ثمانمائة دولار للمنظمة.
وأمضى المقدسي عقوبة بالسجن خمس سنوات في مراكز الإصلاح والتأهيل الأردنية، على خلفية إدانته أمام محكمة أمن الدولة في عام 2011 لقيامه بأعمال عدائية من شأنها تعريض المملكة للخطر، وتعكير صفو علاقاتها مع دولة أجنبية"، وكذلك تهمة "تجنيد أشخاص داخل المملكة بقصد الالتحاق بتنظيمات مسلحة وجماعات إرهابية"، وهاجم خلال سجنه الأخير تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، المعروف باسم داعش، واتهم قيادته بـ"الانحراف"، مطالباً حينها مقاتلي التنظيمات الإسلامية في العراق والشام بـ"مبايعة أمير جبهة النصرة، أبي محمد الجولاني." 
وقد فسر البعض اطلاق سراحه وقتها من قبل السلطات الاردنية بانه جاء نتيجة مواقفه المناهضة والرافضة لسياسات ونهج تنظيم " داعش" وبالفعل استكمل المقدسي نشر مواقفه الرافضة للنهج الداعشي ، عقب الافراج عنه ، وفي مقابل حملة المقدسي على داعش بايع تنظيم "التوحيد والجهاد" في الأردن أمير تنظيم "الدولة الإسلامية" أبو بكر البغدادي، واستهجن قيادات تنظيم "التوحيد والجهاد" موقف منظري التيار السلفي الجهادي أبو محمد المقدسي من إعلان تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال بيان جماعة "التوحيد والجهاد"  في ذلك الوقت والذي يحمل توقيع "أبناء دعوة التوحيد والجهاد في الأردن"، ونشر على مواقع تابعة لهم: "إنه صار واضحا للعيان وليس يحتاج إلى برهان أن الدولة الإسلامية أعزها الله هي اليوم قلعة الإسلام وحصن التوحيد وجندها هم رأس حربة المسلمين".
ووصل الامر الى  تبرأ " جماعة التوحيد والجهاد " من الاب الروحي لها من بيانات أبو محمد المقدسي ،فيما يتعلق بما أصدره في حق الدولة الإسلامية، معتبرين إياها باطلة شرعا وواقعا، ولا تمثلنا ولا ترضينا، وكل من وافق عليها وصرّح بتأييدها فهو لا يمثّلنا ونبرأ إلى الله من فعله.
ولم يكن غريباً إصدار جماعة "التوحيد والجهاد" بيان مبايعة أبو بكر البغدادي، حيث تعتبر جماعة "التوحيد والجهاد" المنشئ الأول للبغدادي، إلى أن تطور بعد ذلك ليصبح تنظيم الدولة الإسلامية بعد إسقاط تنظيم "داعش"- الدولة الإسلامية في الشام والعراق.

المواقف السابقة للمقدسي الرافضة لنهج داعش

كان المقدسي المرجع الروحي للتيارات السلفية الجهادية في الأردن والعالم، انتقد منذ البداية تصرفات تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"- داعش- وحمله مسئولية دماء المسلمين التي تراق في كل من سوريا والعراق. 
كما هاجم  المقدسي، إعلان تنظيم الدولة الإسلامية معتبرا أن قيام "دولة الخلافة الإسلامية سيتسبب في مزيد من "سفك الدماء المحرمة"، وقال في بيان له في أول موقف معلن له عقب إطلاق سراحه من السجون الأردنية منتصف يونيو الماضي بعد إتمام مدة محكوميته: إن "إعلان داعش الخلافة يهدد بسفك الدماء وفلق هامات المسلمين بالرصاص، وإننا لا نثق بعقلية الممسكين بسلاح هذا التنظيم".
وقال المقدسي، في بيانه تحت عنوان (هذا بعض ما عندي وليس كله): إننا نتمنى رجوع الخلافة وكسر حدود رايات التوحيد، وتنكيس رايات التنديد، ولا يكره ذلك إلا منافق، وإن ما يدعو إلى التساؤل هو ماذا سيرتب القوم على هذا الإعلان، والمسمى الذي طوروه من تنظيم إلى دولة عراق، ثم إلى دولة عراق وشام، ثم إلى خلافة عامة.
وتمحور بيان المقدسي حول عدة بنود، قال إنه وقعت عليه ضغوط معنوية للتراجع عنه إلا أنه أصر على إصداره لبيان الحق، معتبراً أعضاء تنظيم الدولة في العراق روافض ومرتدين.

ابو محمد المقدسي " عصام البرقاوي .. من هو ؟"

من قرية برقة بالاردن من أعمال نابلس ولد فيها عام 1959م
ترك فلسطين بعد ثلاث أو أربع سنين من ولادته ورحل مع عائلته إلى الكويت حيث مكث فيها إلى أن أكمل دراسته الثانوية وفي أواخر دراسته الثانوية التزم مع الجماعات الإسلامية. ثم درس العلوم في جامعة الموصل بشمال العراق استجابة لرغبة والده،الا انه ترك الدراسة في العراق وانتقل الى المدينة المنورة للدراسة  حيث عكف على مطالعة كتب ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وكتب  محمد بن عبد الوهاب وتلاميذه 
سافر المقدسي إلى باكستان وأفغانستان مراراً وتعرف خلالها على مشايخ كثيرين وجماعات من أنحاء العالم الإسلامي، وشارك ببعض الأنشطة التدريسية والدعوية هناك.  
درس في المعهد الشرعي للقاعدة بتزكية من الشيخ سيد إمام، وتعاون معه في القضاء الشرعي بين الإخوة في معسكر القاعدة وكان على علاقة طيبة مع زعيم القاعدة حالياً أيمن الظواهري وأبي عبيدة البانشيري وأبو حفص المصري وأبي مصعب السوري وغيرهم من السلفيين، وطلبة العلم الذين جمعتهم ساحة أفغانستان وهناك كان أول طبعة لكتاب "ملة إبراهيم" الذي كان من أول كتاباته المهمة.  
وللمقدسي عشرات الكتب والعديد من الرسائل والفتاوى، وأعداد كبيرة من المناصرين والأتباع، وقد أصبحت كتبه بمثابة الأدبيات الرئيسة للعديد من الخلايا التابعة للتيار السلفي الجهادي في العالم، وساعدت ثورة الإنترنت على اتساع نطاق تأثيره ونشر أفكاره، وله موقع خاص على شبكة الانترنت اسمه "منبر التوحيد والجهاد"، وما زال الموقع فاعلًا.

علاقة المقدسي بالزرقاوي

المقدسي كان بمثابة المرشد الروحي لمن قاموا بعدة تفجيرات، على رأسهم أبو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة الذي قتل في غارة أمريكية في إحدى قرى محافظة ديالي شمال شرق بغداد في يونيو 2006، وكان الزرقاوي التقاه عام 1991 في باكستان قبل أن يلتحق بالسلفية الجهادية ثم اعتقلتهما الشرطة الأردنية عام 1994، لكن المقدسي والزرقاوي افترقا في وقت لاحق؛ بسبب "خلافات أيديولوجية"؛ كون المقدسي يعارض العمليات المسلحة ضد المدنيين.
 على الرغم من أن المقدسي يُعد من أحد أساتذة زعيم تنظيم القاعدة السابق في العراق، "أبو مصعب الزرقاوي" ورفيقه في السجون وفي أفغانستان والأردن، إلا أن خلافات فكرية واسعة سجلت بينهما عقب خروجهما من السجن عام 1999، بعد محاكمة مشتركة لهما، حيث أعلن المقدسي خلافه صراحة مع الزرقاوي في 2005، في رسالة شهيرة حملت عنوان "المُناصحة والمناصرة". 

اعتقال المقدسي بتهمة ازدراء النظام

استقر المقدسي في المملكة الأردنية الهاشمية عام 1992، ليدعو الناس إلى ما سماه "أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت" وبدأ بإعطاء عدد من الدروس، والاتصال بعدد من الإخوة ممن كانت لهم مشاركة في الجهاد الأفغاني وغيرهم. 
ومع بدء انتشار هذه الدعوة السلفية في عدد من مناطق المملكة الهاشمية، تم اعتبارها مخالفة للقوانين الأردنية، وتم اعتقال المقدسي بتهمة ازدراء النظام، وتنبهت السلطات الأمنية لنشاط المقدسي على إثر نشر كتاب "الديمقراطية دين"، الذي نشر ووزع مع الانتخابات البرلمانية، لتتم ملاحقة السلفيين، وكل من له اتصال بدروس الشيخ أو حيازة لكتاباته، واعتُقِل عددٌ منهم. 
  وفي عام 1994، اعتُقِل المقدسي مع عدد من الموحدين، ومن ضمنهم من كان المقدسي قد أفتاهم بجواز القيام بعملية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، على إثر مذبحة المسجد الإبراهيمي في الخليل، وأمدهم بقنابل وفرها لهم، فحوكم في محكمة أمن الدولة الأردنية بخمسة عشر عاماً.   
 وكان المقدسي استغل مداولات محاكمته، لنشر دعوته المرتكزة على الدعوة إلى عبادة الله وحده واجتناب عبادة الطواغيت بجميع أنواع العبادة، ومن ذلك التشريع الذي كان ينعته بشرك العصر، وذلك بإلقاء الخطب والدروس على الحضور من القضاة والمحامين والناس من داخل قفص الاتهام، وكتب رسالة سماها "محاكمة محكمة أمن الدولة وقضاتها إلى شرع الله"، سلمها إلى قاضي محكمة أمن الدولة كلائحة اتهام له وللنظام.   

دعوة المقدسي من السجن

واصل المقدسي دعوته داخل السجن، وكتب العديد من رسائله هناك، وكان من أوائل ما كتبه في السجن سلسلة "يا صاحبي السجن أأربابٌ متفرقون خيرٌ، أم الله الواحد القهّار"، وقد ضمنها موضوعات متفرقة حول التوحيد، وملة إبراهيم، والعبادة، والشرك، ولا إله إلا الله ونواقضها وشروطها ولوازمها، فانتشرت الدعوة بين المعتقلين. 
  وكان المقدسي أمضى نصف مدة الحكم الذي حكمت به محكمة أمن الدولة في سجون الأردن ثم أفرج عنه، فواصل كتاباته ودعوته، واعتقل في أعقاب ذلك من قبل المخابرات الأردنية عدة مرات لفترات محدودة.  

فتوى المقدسى بمشروعية التفجيرات

بعد تفجيرات سبتمبر 2001 أفتى المقدسي بمشروعية هذه العمليات ودافع عن المهاجمين، وألّف رسالة بعنوان "هذا ما أدين الله به"، ثم اعتقل على إثر ذلك لعدة أشهر، ثم خرج من المعتقل ليواصل دعوته وتحريضه على الإرهاب.
قرار السلطات الاردنية باعتقال المقدسي اليوم لا يمكن تفسيره الا بموقف المقدسي الاخير المؤيد لداعش والمناهض للنظام الاردني نتيجة دعمه للتحالف الدولي في حربه على ارهاب داعش......
***
للمزيد عن المواقف الفكرية للمقدسي وتيار السلفية الجهادية الاردني ..اضغط هنا

شارك

موضوعات ذات صلة