كشفت وثيقة حديثة لداعش عن أن قيادة داعش أمرت بإعدام أي فرد يفكر بالاستسلام أو الانسحاب من المعركة، وكأن التنظيم أصبح لا يؤمن بولاء مقاتليه، وقالت الوثيقة: "بلغوا جميع إخواننا المحاصريين أننا لا نقبل بالانسحاب أبدا وعليهم أن يصبروا ولو بقي منهم واحد فقط، وأننا أهدرنا دم كل من ينسحب بغير إذن، أي ليس لكم عندنا فيئة ما لم نأذن لكم، وسنقتل كل من ينسحب أو يحرض على الانسحاب ويعمل له"، ووجهت الوثيقة أمرًا إلى قيادي داعشي يدعى أبا يحيى "بأن يقتل كل من ينسحب أو يحرض على الانسحاب أو يعد له". 

 يذكر أن قيادات داعش قد أعدت خطط عدة للفرار، وتأمين الحماية لأنفسهم وعائلاتهم وبنفس الوقت إعطاء الأوامر للمقاتلين العاديين امام القوة الساحقة وتصميم القوات العراقية وقوات التحالف بعد الإنسحاب، ومع تواصل الإنشقاقات والتسريبات من داخل التنظيم الإرهابي يتجلى يومًا بعد يوم كيف تضحي قيادة داعش بالمقاتلين العاديين وتدفعهم للموت من أجل لا شيء.

 ويبدو أن نهاية احتلال داعش للموصل باتت وشيكة وهي حال لا توحي بالكثير من التفاؤل للمقاتلين العاديين وللتنظيم بحد ذاته، ولكن بالنسبة للقادة في داعش فإن الوثائق المسربة تكشف مخططًا آخر مختلفًا تماماً، فالكثيرون من مقاتلي داعش وأسرهم لا يزالون في حالة من الذهول والصدمة من النموذج الذي اتبّع بمنبج في سوريا وسرت في ليبيا: عندما تقترب معركة ما من نهايتها تلوذ قيادات داعش وعائلاتها بالفرار مخلفين وراءهم في ساحة المعركة المقاتلين العاديين وعائلاتهم فريسة للقتل.