قراءة في : دوافع إيران السياسية والاقتصادية من دعم نظام "الأسد"

الأحد 04/ديسمبر/2016 - 08:11 م
طباعة قراءة في : دوافع
 

مدخل:

مع استمرار تأزم الأوضاع الميدانية في سورية، بعد مرور نحو 5 سنوات من الاقتتال الأهلي على أساس طائفي، دون حلول تلوح في الأفق، حاولت "المشهد" رصد الأسباب التي تدعم على أساسها القوى الخارجية الأطراف التي تقاتل على الأرض، ووقع اختيار "المشهد" على أسباب دعم إيران للقوات المالية والرديفة للرئيس السوري بشار الأسد، على حساب الأطراف الآخرى.
فقد بدا أن كُلفة تحالف الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع روسيا إزاء تسوية بعينها للأزمة السورية تخدم بشكل مباشر مصالحهم في المنطقة لن تتوقف على تناغم التصريحات بين الطرفين في المحافل الدولية، بل ستمتد إلى ما هو أكبر ذلك، إذ قال وزير الدفاع الإيراني، العميد حسين دهقان، في وقت سابق إن دولته ستسمح لروسيا باستخدام قاعدة "همدان" الجوية الإيرانية لمساعدة نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، بالمخالفة للدستور والقانون الإيراني، ما يعني أن دولة علي أكبر خامنئي على استعداد تخطي جميع الحدود القانونية والدستورية لتحقيق مصالحهم في المنطقة.
وإيران تسعى لحفظ نفوذها في سورية عبر دعم نظام بشار الأسد بشكل عام، أما عند افتراض أسوء التسويات للازمة وهي تمرير مُخطط تقسيم سورية الذي ترتضيه دول إقليمية في المنطقة، فإن إيران تدرك تماماً على أي جزء في التقسيم ستُدافع عنه بضراوة، وذلك حفاظاً على مصالحها المتمثلة في حماية الممر الذي يربط ما بين المنطقة الساحلية في غرب سورية، وسلسلة جبال لبنان الشرقية، وهو ما يكفل الحفاظ على أهم مصالح إيران الاستراتيجية، وهو طريق إمدادات حزب الله إلى لبنان.
وعلى الرُغم من أن الدستور الإيراني يحذر إباحة القواعد العسكرية والمطارات الإيرانية لأي قوة أجنبية، إلا أن النظام الإيراني بزعامة القيادة الروحية على أكبر خامنئي لا يجد غضاضة في الحفاظ على النفوذ الإيراني ونشره في دول الجوار حتى وإن كان مخالفا لثوابت الدستور والقانون الإيراني.

أهداف إيران السياسية من دعم الأسد:

كما يبدو أن اتجاه إيران في دعم الاتجاه الروسي في سورية لا يتوقف فقط على تحقيق رغبة إيران في حفظ مصالها في سورية، بل تحقيق مكاسب نوعية آخرى من الجانب الروسي، قد يكون مثمثل في دعم النظام الإيراني للروس في الحفاظ على مصالحهم في سورية، في مقابل تحقيق مكاسب من نوعية تزويد موسكو، لطهران بأحد الانظمة العسكرية فضلاً عن ضمان إيران استمرار دعم روسيا لهم في ملفهم النووي. 
ونظام الأسد هو فقط القادر على حفظ النفوذ الروسي في سورية، إذ يضمن للروس الإطلال على المياه الدافئة في مياه البحر المتوسط، عبر قاعدتي "طرطوس" و"اللاذقية".
وقد ربط مراقبون بين اتجاه إيران إلى دعم الروس وتسهيل تحقيق نفوذهم في سورية، مقابل حصول إيران على أحدث المنظومات العسكرية في العالم، إذ منحت روسيا إيران منظومة صواريخ S300 وهي من أحدث أنظمة الدفاع الجوي في العالم خلال الأشهر الأخيرة، كما تبحث موسكو تزويد طهران بنظومة  S400، كما أشار وزير الدفاع الإيراني إن بلاده تبحث شراء عدد من المقاتلات الروسية متعددة الأغراض "سو- 30" ودبابات "T-90" الروسية.
وحول التقارير التي تُفيد باحتمال استخدام روسيا لقاعدة "نوجيه" الجوية الإيرانية، قال دهقان: "نتعاون مع أصدقائنا وخاصة الروس لدعم وإسناد الحكومة السورية الشرعية وسد حاجاتها ونتخذ خطوات عملية بالتناسب مع ذلك، وإذا كان الأمر يقتضي استخدام الروس لقاعدة نوجيه في همدان من اجل إسناد العمل الميداني فإننا سنفعل ذلك."
والجدير بالذكر أن استخدام روسيا لقاعدة "همدان" الجوية الإيرانية، في أغسطس الماضي، لإطلاق قاذفات جوية روسية في ضربات موجهة لأهداف قالت إنها ضد تنظيم "داعش" في سوريا، تسبب في انتقادات واسعة لحكم الرئيس الإيراني حسن روحاني وللمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية على أكبر خامنئي، حيث أُشارت تقارير إلى أن استخدام روسيا تلك القاعدة الإيرانية أثار ضجة كبيرة باعتبارها خطوة هي الأولى من نوعها تسمح فيها طهران لطائرات أجنبية مقاتلة باستخدام منشآتها العسكرية منذ ثورة العام 1979.
الأمر لا ينحصر على إيران فقط، بل هي المرة الأولى أيضا التي تستخدم فيها روسيا قواعد عسكرية خارج سوريا لتنفيذ مهمات وطلعات جوية، الأمر الذي يعتبره محللون على أنه تطور استراتيجي كبير لموسكو ويوطد قدمها في منطقة الشرق الأوسط. 
إيران لا تستهدف فقط الاستفادة من دعم توجه الروس في الحفاظ على مصالحهم في سورية، بل كما أوضحنا تسعى أيضاً إلى حفظ نفوذها في سورية عبر تأمين الخط الممتد من المنطقة الساحلية غرب سورية، حتى سلسة الجبال الشرقية في لبنان، فتضمن استمرار تدفق الدعم لجماعة "جزب الله" اللبناية.
التطور الجديد الذي كشفه رئيس هيئة الأركان الإيرانية، عكس رغبة جديدة لإيران في الاستفادة من دعم نظام الأسد، حيث أعلن رئيس هيئة الأركان الإيرانية، اللواء محمد باقري، أن بلاده تتجه نحو "بناء قواعد بحرية في سواحل سوريا واليمن، وذلك لحاجة الأساطيل الإيرانية لقواعد بعيدة".
ونقلت وكالة "فارس" عن باقري قوله، إن هناك الكثير من المتطوعين من "مدافعي الحرم" وهو لقب تطلقه إيران على مقاتليها في سوريا والمنطقة، "مستعدون للتضحية ضمن القوات البحرية لو أتيح لهم المجال"، واعتبر مراقبون التصريحات بانها تعكس نية إيران إرسال قوات بحرية إلى سورية واليمن للمزيد من التدخل العسكري في المنطقة. (1)

أهداف اقتصادية وراء الدعم الإيراني :

وإيران تسعى لتحقيق أهداف اقتصادية من وراء دعم نظام الأسد، فقد قدّمت إيران لسوريا ثلاثة قروض أولها مليار دولار في شهر يناير عام 2013 لدعم الاحتياطي النقدي واستيراد السلع الغذائية، وفي أغسطس من نفس العام قدمت القرض الثاني 3.6 مليار دولار لاستيراد المشتقات النفطية، والقرض الثالث مليار دولار لدعم الصادرات الوطنية، وفي عام 2012 وقَع البلدان اتفاقية تقتضي بتبادل المنتجات والسلع دون خضوعها للضرائب والتعرفة الجمركية.
الاتفاقية الأخيرة ساهمت في رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين من 280 مليون دولار عام 2010 إلى مليار دولار في عام 2014، كما شهد عامي 2012 و 2013 توقيع اتفاقات كثيرة أهمها على الإطلاق رهن وبيع بعض شركات القطاع العام السوري لإيران التي لن توفر هكذا فرصة ثمينة في شراء الشركات الرابحة والأقرب إلى مناطق النظام في الساحل، ما يعني ان إيران قد تتملك شركات الاتصالات والصحة والتعليم والطاقة التابعة للقطاع العام السوري.
كما قدم نظام الأسد امتيازات اقتصادية لإيران لقاء دعمها اللامحدود تضمنت اتفاقات لإعادة تشييد أو إصلاح شبكات الطاقة والكهرباء والمواصلات، كون إيران تشكل أكبر منتج للأسمنت والحديد في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى استيراد سلع ومنتجات إيرانية بتمويل إيراني بالدين أو بالتقسيط ومن خلال شركات إيرانية.
وضمن خطط إيران لتوسيع شبكة نقل الغاز والدخول إلى الأسواق العالمية، وقعت اتفاقية مع الحكومة السورية تسمح لها بمد أنبوب لنقل الغاز الإيراني عبر العراق وسوريا ليجري تصديره إلى أوروبا عبر البحر المتوسط.
كل هذه الإجراءات تُشكل ابتلاع إيران للاقتصاد الوطني السوري، عبر ربط دعمهم للنظام السوري في حربه الأخيرة مع الجماعات الإرهابية، مقابل إبرام عقود واتفاقات تساعهم في ابتلاع إيران للنظام الاقتصادي السوري، التي ما كانت لتحصل عليها في سوق تنافسية وبلد تحكمه إرادة الشعب.
من الناحية القانونية تعتبر الاتفاقات الموقعة من طرف النظام مع روسيا وإيران هي نافذة ومُلزمة بالعرف الدولي كونهم أعضاء في مؤسسات الأمم المتحدة التي تضمن شريعتها سيادة أعضائها التامة، وبالتالي فإن بيع شركات القطاع العام، ومنح عقود التنقيب والاستخراج للغاز والنفط على الساحل السوري وعقود إعادة الإعمار وغيرها من اتفاقات سيكون قانونيًا. (2)

كيف تدعم إيران نظام الأسد عسكرياً؟ :

وكما أوضحنا أن إيران كي تستطيع تمرير مُخططها في سورية تحتاج بشكل كبير إلى قوة داعمة كبيرة لها، ولعل القوة التي اعتادت إيران على استخدامها لحسم كثير من ملفات المنطقة، القوة العسكرية، إذ انتهجت طهران سياسة دعم الميلشيا خاصة الشيعية في العديد من دول المنطقة فدعمت "حزب الله" في لبنان، و"الحوثيين" في اليمن، و"الحشد الشعبي" في العراق.
وبحسب تقارير مُتخصصة نشرتها وسائل إعلام يمكننا الإشار إلى الأعداد التقريبية للمقاتلين الأجانب في سورية، والتي لا يمكن حصرهم وفقط في الذين يقاتلون إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد، ففي الوقت الذي تحدثت فيه تقارير عن أعداد المقاتلين الشيعة، هناك تقارير آخرى كشفت عن مقاتلين أجانب سنة يقاتلون إلى جانب المعلارضة المسلحة، ما يجعل من الاحداث في سورية ساحة حرب بالوكالة بين دول كبرى وآخرى إقليمة.
ولكون الورقة البحثية الحالية تتحدث عن دور إيران في دعم نظام الأسد سنكتفي بالإشارة إلى أعداد المقاتلين الشيعة الذين يقاتلون إلى جوار قوات الأسد، مع التاكيد على أن أعداد من المقاتلين السنة الذين يُقاتلون إلى جوار قوات المعارضة قد يضاهون عدد المقاتلين الشيعة التي تقاتل إلى جانب الأسد، ما يُعزز نظرية أن الأحداث في سورية تحولت إلى حرب أهلية طائفية يقف وراءها قوى كبرى وإقليمية، والخاسر الوحيد هو الدولة السورية.  

أعداد المقاتلين وجنسياتهم :

ومع غياب توفر إحصاء دقيق لعدد المقاتلين الشيعة، إلا أن التقديرات بأن عدد مقاتلي المليشيات العراقية 15 - 20 ألف مقاتل، وعدد مقاتلي حزب الله اللبناني 7 - 10 آلاف مقاتل، و5 - 7 آلاف مقاتل من الأفغان والإيرانيين، وذلك بحسب دراسة أعدها "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، منتصف 2014.
وأشارت الدراسة إلى أن المقاتلين العراقيين واللبنانيين كانوا هم أصحاب النسبة العالبة ضمن الجنسيات التي تقاتل إلى جانب نظام الأسد، إلا أنه تم توثيق وجود ومقتل مقاتلين من جنسيات مختلفة: أفغانية وباكستانية ويمنية وحتى جنسيات أفريقية، وبالإضافة لهذه التنظيمات، يشكل الأفغان الهزارة والباكستانيون الشيعة النسبة الغالبة من المقاتلين الشيعة من غير العرب والإيرانيين، حيث تكون فرص تجنيدهم من قِبل إيران أسهل وأقل تكلفة من سواهم، ويتم تجنيدهم من بين اللاجئين الأفغان في إيران، تحت مظلة فصائل عراقية أو مختلطة مثل "أبو الفضل العباس" و"سرايا طليعة الخراساني" خاصة، أو ضمن تشكيلات أفغانية وباكستانية خالصة لكن بقيادة إيرانية مثل "لواء فاطميون"، أو باكستانية مثل "لواء زينبيون".
بشكل عام، يمتد عمل المليشيات الشيعية في عدد كبير من المناطق السورية، أبرزها العاصمة دمشق، حيث تتولى مليشيا "حزب الله" السيطرة والانتشار في مناطق دمشق القديمة بالقرب من المسجد الأموي، لكونه يحوي مقام رأس الإمام "الحسين"، ويجاوره مقام السيدة "رقية"، لتكون المنطقة الممتدة من قلعة دمشق حتى باب شرقي تحت سيطرة الحزب والمليشيات الشيعية بشكل مباشر.
ويشهد ريف العاصمة أيضًا تواجدًا كبيرًا للمليشيات الشيعية، وكان أول تواجد لها في منطقة "السيدة زينب"، حيث ظهرت بحسب شهادات الأهالي كتائب "أبو الفضل العباس" العراقية مع بداية عام 2012، ويمتد عمل هذه الميلشيا إلى الجنوب الشرقي من منطقة "السيدة زينب"، حيث يقع مطار دمشق الدولي، الذي يعد المعبر الرئيسي للمقاتلين الشيعة إلى سوريا.
وتتولى المليشيات إضافة لقوات النظام حماية المطار والطريق المؤدي إليه والمعروف باسم "طريق المطار"، الذي يحده من الجانبين بلدات البويضة والذيابية والنشابية ودير سلمان، التي سيطرت عليها المليشيات الشيعية وهجرت أهلها، في أواخر 2012 وبداية 2013، بينما حولت مناطق السبينة وحجيرة والديابية، إلى مستوطنة لهم.
وفي المنطقة الشمالية من البلاد، تشكل كل من بلدتي "نبل" و"الزهراء" في ريف حلب مناطق رئيسية للمليشيات الشيعية التي تشترك مع سكان هذه المناطق، حيث ينتمي سكانها إلى مليشيا "حزب الله" وكتيبة "قمر بني هاشم".
وفي بلدتي "كفريا والفوعة" شمال إدلب، تتواجد مليشيات شيعية تحظى باهتمام إيراني مركز، ومن دلائل هذا الاهتمام اشتراط إيران أثناء تفاوضها من الجبهة الإسلامية عند إخلاء قوات المعارضة في حمص 2014، إدخال الغذاء إلى بلدتي "نبل" و"الزهراء" المحاصرتين من قِبل قوات المعارضة.
وسط سوريا، تتمركز المليشيات الشيعية في قرى ريف حمص التي يصل عددها إلى 50 أهمها "أم العمد، وأم جبات، وأم جنيينات"، وتشكل هذه القرى موردًا بشريًا هامًا في دعم المليشيات بالقتال، وبرز دورها بشدة خلال معركة القصير عام 2013، وفق مركز الجمهورية للدراسات.
أما جنوبًا، يتواجد عدد لا بأس به من المليشيات الشيعية، كانت تتمركز في بصرى الشام، وتتخذ من مناطق في درعا قواعد لها، قبل أن تسيطر قوات المعارضة قبل أشهر على مساحات واسعة من ريف المحافظة، وتطرد منها المليشيات وتقتل العشرات من عناصرها.
أما المنطقة الأشد تواجدًا للمليشيات الشيعية، فهي المثلث الرابط بين ريف دمشق وريف درعا وريف القنيطرة بمساحة 7 كيلومتر مربع، حيث تتواجد مليشيا "حزب الله" وقوات من "الحرس الثوري" الإيراني، وهي المنطقة التي قتل فيها العقيد الإيراني عباس عبد الإله في فبراير 2015. (3) 

الميليشات المدعومة من إيران في سورية :

وباستقراء الكثير من التقارير المتخصصة يمكن حصر الميليشات المسلحة التي تعتمد عليها إيران في دعم نظام الأسد: 
1 - حزب الله اللبناني:
هو القوة الشيعية الأهم في سوريا بعد الحرس الثوري الإيراني، ويتمتع بعلاقات متينة مع نظام الأسد، وبدأت مشاركته بالقتال مع الجيش السوري في مناطق القصير وريف دمشق والقلمون في فبراير 2014، وقدم ما يقارب ألف قتيل، ويقدر عدد المشاركين في القتال ما بين 7 - 10 آلاف مقاتل.
2 - لواء أبو الفضل العباس:
ظهر في أغسطس 2012، بمنطقة السيدة زينب، يشرف عليه أحمد حسن قياره، الذي قتل في مواجهات جرت بريف دمشق، ويتولى قيادة حاليًا اللواء السوري أبو عجيب، ويتكون هذا اللواء من مقاتلي كتائب "حزب الله" العراقي وعصائب أهل الحق وجيش المهدي ومنظمة بدر ومقاتلين سوريين شيعة، ويعتقد أنه يتبع للتيار الصدري في العراق، وشارك بعدة معارك في مناطق طريق المطار والقلمون وجنوب دمشق، كما وصلت أعداد من مقاتليه قتلى إلى العراق، ويمتد عمل هذه الميلشيا إلى الجنوب الشرقي من منطقة "السيدة زينب"، حيث يقع مطار دمشق الدولي، الذي يعد المعبر الرئيسي للمقاتلين الشيعة إلى سوريا.
3 - لواء ذو الفقار:
ظهر مقاتلو هذا اللواء في يونيو 2013، ويتكون من مقاتلين في جيش المهدي وعصائب الحق، وهو تشكيل عسكري انشق عن لواء أبو الفضل العباس، ومسؤوله أبو شهد الجبوري شارك بمعارك رئيسة في مناطق عدرا، والنبك داخل الأراضي السورية.
4 - كتائب حزب الله العراق:
وصلت إلى سوريا في مارس 2013، وأعلنت أنها ستتصدى لكل من يحاول إسقاط نظام بشار الأسد، وتطلق على قتلاها مقاتلي العقيدة والكرامة والدفاع عن المقدسات، يقود هذه الكتائب حاليًا هاشم الحمداني، وهو عراقي الجنسية.
5 - كتائب سيد الشهداء:
بدأت مشاركتها في القتال داخل سوريا في سبتمبر 2013 بمناطق الغوطة الشرقية، وترتبط بعلاقات واسعة مع حزب الله اللبناني.
6 - قوات الشهيد محمد باقر الصدر:
شاركت بمعارك عديدة في يونيو عام 2003 بمناطق الغوطة الشرقية وطريق المطار، ويبلغ عدد مقاتليها في سوريا بحدود 1500 – 2000 مقاتل.
7 - لواء كفيل زينب:
هو عبارة عن جناح تابع لعصائب الحق، تم تأسيسه من قِبل قيس الخزعلي في يونيو 2013، معللاً ذلك بالدفاع عن الأماكن المقدسة.
8 - حركة حزب الله النجباء:
تتكون هذه الحركة من ثلاثة ألوية، هي لواء عمار بن ياسر والحسن المجتبى، والحسن، وجميع مقاتلي هذا اللواء اشتركوا بالقتال مع قوات الأسد منذ عام، 2013 وكانت لهم مساهمات فعالة في معارك جنوب حلب والقصير وريف حمص وريف إدلب.

9 - فيلق الوعد الصادق:
ظهر لأول مرة في سبتمبر 2013، مسؤوله محمد حسن التميمي وهو قائد الفيلق، واشترك بالقتال في مناطق حلب والقلمون وريف دمشق.
10 - لواء أسد الله الغالب:
أعلن عن مشاركة هذا اللواء بالقتال داخل سوريا في يناير 2013 ببيان أصدره أبو فاطمة الموسوي، وشارك بالقتال في منطقة ريف دمشق.
11 - لواء الإمام الحسين:
بدأ بالظهور في يوليو 2013 بقيادة أمجد البهادلي، ويرتبط بعلاقات جيدة مع مقاتلي جيش المهدي، وقاتل في مناطق ريف دمشق وحلب.
12 - فوج التدخل السريع:
مسؤوله أحمد الحجي الساعدي، مقرب من مقتدى الصدر، شارك في معارك طريق المطار والسيدة زينب وريف دمشق، ويحظى بالدعم من قِبل جيش المهدي.
13 - فرقة "فاطميون" وفرقة "زينبيون":
 وتتشكل الفرقة الأولى من السجناء والشيعة الهزارة الأفغان، الذين يلجأ عدد كبير منهم إلى إيران، وقتل زعيمه الأفغاني علي رضا توسلي في معارك درعا، بينما شكلت الثانية من باكستانيين شيعة قاطنين بإيران. (4)

نتائج واستخلاصات :

1 – إيران ترى أن سورية في ظل استمرار نظام الأسد مكسب استراتيجي لها، فالأسد هو حليف إيران وخسارته سيترتب عليها تغير كبير في قواعد اللعبة في المنطقة، إذ طالما تباهت إيران طيلة الفترة الماضية بكثرة نفوذها في دول المنطقة (العراق ولبنان وسورية واليمن).
2 – استمرار صراعات الإنابة والوكالة والرغبة في بسط النفوذ بين إيران ودول محورية في المنطقة مثل "تركيا والسعودية" سيرشح المزيد من الاضطرابات في المنطقة، وأن دولاً آخرى مُرجّح أن يصيبها ما حدث في سورية واليمن ولبنان طالما لم تحدث مواجهات مباشرة بين تلك الدول الثلاث.
3 – أهمية سورية بالنسبة لإيران تتمحور في أن طهران تستخدم المنطقة الساحلية في غرب سورية، كممر آمن لسلسلة جبال لبنان الشرقية، وهو ما يكفل الحفاظ على أهم مصالح إيران الاستراتيجية، وهو طريق إمدادات حزب الله إلى لبنان.
4 – إيران تستفيد بشكل كبير في دعم الروس في الحفاظ على مصالحهم في سورية، في مقابل انتفاع طهران من الدعم العسكري الروسي لها إذ أمدت موسكو طهران منظومة صواريخ S300 وهي أحدث منظومة دفاع جوي في العالم، كما تدرس مدها أيضاً بمنظومة صواريخ S400، ومدها بمقاتلات "سو35".
5 – إيران تسعى كذلك من الاستفادة من دعم الروس في تحقيق مصالحهم في سورية والحفاظ عليهم بغية ضمان استمرار دعم الروس لهم في ملفهم النووي، وضمان الحصول على أحدث ما تم التوصل إليه في التكنولوجية النووية.
6 – هناك خلافات تاريخية بين إيران روسيا إلا أن التقاء المصالح والرغبة في الحفاظ عليها هي ما جمعت بين الأضاد في سورية.
7 – موقف إيران من الأزمة السورية يجعلها تُحافظ على نفوذها الاستراتيجية في المنطقة، كما يجعلها تحقق مكاسب نوعية عبر دعم قوى دولية بحجم الروس في الحفاظ على مصالحها في سورية.
8 – إيران تسعى للاستفادة من دعم نظام الأسد، في "بناء قواعد بحرية في سواحل سوريا، وذلك بحسب ما أعلن رئيس هيئة الأركان الإيرانية، اللواء محمد باقري.
9 - إيران تستهدف تحقيق مكاسب اقتصادية جراء دعم نظام الأسد، حيث وقع النظامان الإيراني والسوري، جملة من الاتفاقات التجارية ساهمت في رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين من 280 مليون دولار عام 2010 إلى مليار دولار في عام 2014.
10 - الاتفاقيات التي وقعها النظامان خلال عامي 2012 و 2013 يعتبر أكثرها أهمية على الإطلاق هي التي تسمح برهن وبيع بعض شركات القطاع العام السوري لإيران، ما يعني أن إيران من الممكن ان تقدم على شراء الشركات الرابحة والأقرب إلى مناطق النظام في الساحل، خاصة شركات الاتصالات والصحة والتعليم والطاقة التابعة.
11 - من ضمن خطط إيران توسيع شبكة نقل الغاز والدخول إلى الأسواق العالمية، ما دفعها إلى توقيع اتفاقية مع الحكومة السورية تسمح لها بمد أنبوب لنقل الغاز الإيراني عبر العراق وسوريا ليجري تصديره إلى أوروبا عبر البحر المتوسط.
12 - من الناحية القانونية تعتبر الاتفاقات الموقعة من طرف نظام الأسد مع روسيا وإيران هي نافذة ومُلزمة بالعرف الدولي كونهم أعضاء في مؤسسات الأمم المتحدة التي تضمن شريعتها سيادة أعضائها التامة، وبالتالي فإن بيع شركات القطاع العام، ومنح عقود التنقيب والاستخراج للغاز والنفط على الساحل السوري وعقود إعادة الإعمار وغيرها من اتفاقات سيكون قانونيًا.

مصادرومراجع:

(1) تقرير، ماذا تريد إيران من دعم نظام الأسد، بوابة الحركات الإسلامية.
(2) تقرير، الاستعمار الروسي والإيراني لاقتصاد سوريا، موقع نون.
(3)  تقرير، ملف شامل عن الميليشيات الشيعية المقاتلة في سوريا، العربي 21. 
(4) المصدر السابق. 

شارك