تصاعد جديد في الصراع بين جبهتي جماعة الإخوان على تولي القيادة

الخميس 29/ديسمبر/2016 - 01:41 م
طباعة تصاعد جديد في الصراع
 
في تصاعد جديد بين جبهتي الصقور والذئاب الذين يتصارعان على قيادة جماعة الإخوان الإرهابية أعلن مكتب الجماعة بالخارج برئاسة أحمد عبدالرحمن، استقالته من الجماعة، أمس، بدعوى إتاحة الطريق أمام الشباب من أعضاء الجماعة والمجلس الجديد المنتخب منذ عدة أيام لتشكيل مجالس جديدة، رغم نفي جبهة القائم بأعمال مرشد الجماعة محمود عزت، تشكيل أي مجلس أو إجراء انتخابات جديدة.
يوسف القرضاوي
يوسف القرضاوي
وقال المكتب في بيانه: إن الاستقالة جاءت بعد تنفيذ مبادرة يوسف القرضاوي، القيادي بالجماعة ورئيس ما يعرف بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والخاصة بإجراء انتخابات جديدة داخل صفوف «الإرهابية».
وجاء فيها نصًا: «على الرغم من أن مكتب الخارج هو المؤسسة الوحيدة التي لم تنته مدتها اللائحية، إلا أنه سيكون أول المستجيبين لتطلعات الصف واحتياجات المرحلة من بناء مؤسسات جديدة وإجراء انتخابات شاملة».
ونوه مكتب الجماعة، إلى وجود خطوات جادة بمكاتب الإخوان في الدول العربية بتقديم استقالتها للمكتب الجديد بناءً على الانتخابات التي تم إجراؤها، لتشكيل مكاتب وإدارات جديدة بعيدًا عن «عواجيز» الجماعة وعلى رأسهم محمود عزت، وإبراهيم منير ومحمود حسين، نائبا مرشد الإخوان.
وتشكل مكتب الإرهابية بالخارج في يناير ٢٠١٥ بقرار من اللجنة الإدارية العليا الأولى، وحدد قرار التشكيل اختصاص المكتب في إدارة المصريين بالخارج الذين خرجوا بعد ٣ يوليو ٢٠١٣ هاربين من مصر، على أن تكون تبعية المكتب لمكتب الإرشاد بالداخل مباشرة، وأن تكون علاقته برابطة الجماعة والتنظيم العالمي علاقة تنسيقية.
وعلق حمزة زوبع، القيادي الإخواني الهارب لتركيا، على قرار استقالة المكتب، مؤكدًا أنه «صائب» ويأتي في إطار ترسيخ مرحلة جديدة داخل الجماعة.
وذكر زوبع، في تصريحات تليفزيونية على إحدى قنوات الجماعة بتركيا، أن هناك «حراكًا» جديدًا داخل الإخوان نتج عنه مكتب عام جديد لها، مضيفًا: «على الجميع أن يتقدم باستقالته، ويجب على القيادة القديمة أن تفسح المجال أمام الشباب، فعودة المكتب القديم للصورة لن تحل المشكلة».
من جانبه، قال سامح عيد، القيادي السابق بجماعة الإخوان: إن قيادات الجماعة بالخارج يعيشون حالة من الانقسام والانشقاق لعدم وجود قيادة قوية تقودهم وتجمعهم، في ظل الصراع الكبير مع جبهة محمود عزت، مما دفعهم إلى اتخاذهم خطوات جادة للخروج من تحت سيطرته بإعلان وجود انتخابات ومجالس جديدة.
وأضاف عيد، في تصريحات لـ«البوابة»، أن أعضاء الجماعة بالخارج أعلنوا الانقلاب على جبهة «عزت»، الذي يمتلك التمويل الفعلي للجماعة، ويسعى لإقصاء أي شخص يشاركه في القيادة وهو ما يدفع مكاتب الجماعة لإعلان استقالاتها وتقديمها للمجلس الجديد، حيث يرون فيه الشرعية الجديدة للإخوان، بعيدًا عن العواجيز.
ولقد قدمنا في تقارير سابقة أن خلف هذا الانقسام تمويلًا سعوديًّا قطريًّا بالأساس، فلم تستطع المكاتب النوعية في الداخل ولا في الخارج اتخاذ هذا الموقف من القيادات التاريخية في الخارج إلا بعد زيادة التقارب الإخواني السعودي بوسيط قطري بعدما اشتد التوتر في العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين السعودي والمصري، فتستغل السعودية وقطر المكاتب النوعية والتي كان يشرف عليها محمد كمال في تأجيج الصراع للسيطرة على الجماعة؛ حيث إن هذه المكاتب هي العاملة في الداخل من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن هذه المكاتب النوعية تتخذ من العنف والإرهاب استراتيجية لها للعودة إلى الساحة السياسية المصرية من جديد وهذا ما تخالفه جبهة محمود عزت وإبراهيم منير نظرًا للضغوط الدولية التي جعلتهم ينادون بالسلمية، ويتخذونها منهجًا، في ظل التغير في السياسة الدولية خصوصًا بعد فوز ترامب برئاسة البيت الأبيض وتصديق الكونجرس على قانون جاستا وما يشكله من ضغط على المملكة الوهابية، واختلاف الرؤى بين مصر والمملكة الوهابية حول الوضع في المنطقة خاصة الوضع في سوريا، كل هذا يجعل السعودية تبحث عن أي فصيل يقوم بالضغط على الإدارة المصرية من الداخل ولم تجد من يؤيدها ويحقق لها مطالبها سوى المكاتب النوعية التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية في الداخل المصري. 

شارك