هجوم اسطنبول و37 ألف عملية ضد الإرهاب.. الجماعات المتطرفة تعلن الانقلاب على أردوغان

الأحد 01/يناير/2017 - 12:54 م
طباعة هجوم اسطنبول و37
 
شهدت احتفالات رأس السنة الجديدة في تركيا، هجومًا على نادٍ ليلي في مدنية اسطنبول، وسط إدانات كبيرة من قبل عددٍ من الدول، في وقت أشارت إحصائية إلى أن هناك 37 ألفًا و310 عملية قامت بها قوات الأمن التركية خلال 2016 لـ"مكافحة الإرهاب" في البلاد، تمكنت خلالها من قتل وإصابة وتوقيف 20 ألفًا و636 إرهابيًا، وهو ما يشير إلى الأزمة الأمنية الكبيرة التي تعيش فيها تركيا الآن بسبب سياسة الرئيس التركي التي كانت دائمة للجماعات المتطرفة قبل العودة وإعلان الحرب عليها في نهاية 2016.

هجوم إسطنبول 2017:

هجوم إسطنبول 2017:
وأعلن وزير الداخلة التركي سليمان صويلو، فجر اليوم الأحد، مقتل 39 شخصًا جراء الهجوم الإرهابي الذي وقع الليلة الماضية في ناد ليلي بمدينة إسطنبول.
وأوضح وزير الداخلية التركي، أن منفذ الهجوم على النادي الليلي في إسطنبول، شخص واحد، ليس أكثر، والعمل جارٍ من أجل القبض عليه.
وأضاف صويلو، في تصريح أدلى به للصحفيين عقب زيارته جرحى الهجوم في أحد مستشفيات إسطنبول، أن "المهاجم دخل النادي وأطلق النار على رواده، ثم حاول الخروج بعد ارتدائه ملابس مختلفة".
وأفاد وزير الداخلية أن "قوات الأمن اتخذت التدابير اللازمة في كافة أنحاء تركيا، خاصة إسطنبول وأنقرة بناء على بلاغات وردت من استخبارات خارجية ومن أجهزة الأمن التركية".
وخلال تصريح صحفي له، قال صويلو: إن هجومًا إرهابيًّا وقع حوالي الساعة 01.15 بالتوقيت المحلي (22.15 تغ) في نادٍ ليلي بمنطقة "أورطة كُوي" بإسطنبول.
وأوضح صويلو أن الهجوم الإرهابي أسفر عن مقتل 39 شخصًا، تم تحديد هوية 21، مشيرًا إلى أن 16 شخصًا منهم يحملون جنسيات أجنبية و5 مواطنين أتراك.
وأضاف: "هناك 69 شخصًا يتلقون العلاج حاليًا في المستشفيات، بينهم 4 في حالة حرجة. وبالتأكيد نحن أمام هجوم إرهابي غادر ودنيء استهدف المدنيين في رأس السنة".
وأكّد الوزير التركي استمرار قوات الأمن عمليات البحث عن الإرهابي الذي نفّذ الهجوم في الملهى الليلي، معربًا عن أمله بالعثور عليها في أقرب وقت ممكن.
في معرض ردّه على سؤال حول المنظمة الإرهابية التي تقف وراء الهجوم، قال صويلو إن العمليات والتحقيقات تستمر بشكل تفصيلي في الوقت الراهن وسيتم إعلام الرأي العام حال التأكد.

أردوغان: "الإرهاب يهدف إلى الفوضى"

أردوغان: الإرهاب
فيما قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان: إن الهجمات التي تنفذها منظمات إرهابية مختلفة في تركيا لا تنفصل عن الأحداث التي تشهدها المنطقة، وإن الهدف هو إحداث حالة من الفوضى وعدم الاستقرار في البلاد عبر تنفيذ هجمات وحشية. 
وأضاف الرئيس التركي في بيان له بشأن هجوم إسطنبول الإرهابي، اليوم الأحد، أن "الأطراف التي تستهدف أمن شعبنا، تحاول بالتعاون مع عملائها، إحداث حالة من الفوضى وعدم الاستقرار في بلادنا عبر تنفيذ هجمات وحشية تستهدف المدنيين، وترمي لزعزعة معنويات الشعب". 
كما أكّد أن بلاده تدرك أن الهجمات التي تنفذها المنظمات الإرهابية المختلفة في البلاد، لا تنفصل عن الأحداث التي تشهدها المنطقة. 
وشدد على أن بلاده مصممة على اقتلاع التهديدات والهجمات الموجهة ضدها من جذورها، قائلًا: "نحن مصرُّون على اقتلاع تلك التهديدات والهجمات الموجهة ضد بلدنا من جذورها. إن كل حياة نفقدها في هذه المرحلة، تكوي أفئدتنا وفي نفس الوقت تشد من عزيمتنا وتقوي شكيمتنا وتصميمنا". 
ونوه أردوغان أن تركيا تواصل مكافحتها للإرهاب، وهي عازمة على القيام بكل ما يلزم في المنطقة من أجل ضمان أمن وسلامة مواطنيها. 
ودعا الرئيس التركي إلى التكاتف بين أفراد المجتمع، من أجل مواجهة الإرهاب، قائلًا: "لن نسمح إطلاقًا بنجاح المؤامرات القذرة التي تحاك ضدنا، وذلك من خلال التحلّي بالوعي والحكمة والتكاتف فيما بيننا بشكل أكبر". 

إدانات دولية:

إدانات دولية:
لقي الهجوم الإرهابي الذي وقع ليلية رأس السنة في ناد ليلي بمنطقة "أورطة كُوي" بمدينة إسطنبول، إدانات دولية واسعة أكدت تضامنها مع تركيا في مكافحة الإرهاب.
فقد أدان البيت الأبيض بشدة، فجر اليوم الأحد، الهجوم الإرهابي الذي وقع في ناد ليلي بإسطنبول، وخلف 35 قتيلا على الأقل و40 جريحا آخرين.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض نيد برايس، في بيان له: إن الولايات المتحدة تدين بشدة الهجوم الإرهابي المروّع في إسطنبول.
وأكد برايس أن بلاده تتضامن مع تركيا حليفتها في حلف شمال الأطلسي "ناتو" ضد كافة أشكال الإرهاب. وقدم برايس تعازيه لذوي الضحايا متمنيا الشفاء العاجل للجرحى.
كما أدان الرئيس الإسرائيلي رؤوفين روفلين، الهجوم الإرهابي الذي استهدف، صباح اليوم الأحد، ناديا ليليا بمدينة اسطنبول التركية، وأسفر عن مقتل 39 وإصابة آخرين.
وقال ريفلين في بيان مقتضب حصلت الأناضول على نسخة منه: "هذا هجوم على البشرية جمعاء، قلوبنا مع الشعب التركي في هذا الوقت العصيب".
وفي تغريدة له على "تويتر" كتب السفير الإسرائيلي لدى تركيا إيتان نائيه: "أدين بشدة الهجوم الإرهابي الأخير الذي وقع في اسطنبول، وأتقدم بتعازي الحارة للشعب التركي"، مضيف "عام جديد وتصميم قديم، الإرهاب جبان لا يفوز أبدًا".
وفي تغريدة نشرها على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قال أمين عام حلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرج: "2017، بداية مأساوية في إسطنبول. قلبي مع الشعب التركي وضحايا الهجوم الذي استهدف أناسًا يحتفلون بالعام الجديد".
من جهتها، أعربت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، عن تضامنها مع أسر ضحايا الهجوم.
وقالت موغيريني: "سنواصل جهودنا للحيلولة دون وقوع مثل هذه الأحداث"، وذلك في تغريدة نشرتها على "تويتر".
بدوره، قال مسئول الهجرة والشؤون الداخلية والمواطنة في المفوضية الأوروبية، ديميتريس افراموبولوس، إنه شعر بـ"الفزع حيال الهجوم الذي استهدف الأبرياء في إسطنبول".
وأعرب افراموبولوس في تغريدة نشرها بـ"تويتر"، عن تضامنه مع تركيا وأسر الضحايا الذي قضوا جراء الهجوم.
وفي بيان له، قال رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز: إن "الإرهابيين حوّلوا ليلة الاحتفالات إلى عنف وقتل ويأس"، معربًا عن تضامنه مع تركيا وإسطنبول.
أمّا مقررة لجنة العلاقات مع تركيا في الاتحاد الأوروبي، كاتي بيري، فأعربت عن حزنها الشديد حيال الحادث مؤكدة تضامنها مع تركيا.
وفي السياق ذاته قال وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورتس، في تغريدة عبر "تويتر": "إسطنبول تستقبل العام الجديد بشكل مخيف"، معربًا عن تعازيه لأسر الضحايا.
من جانبه، قال وزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريندرز: "بدأ العام الجديد في إسطنبول بالخوف. قلبي مع الضحايا وأسرهم والشعب التركي".
كما أعرب وزير خارجية فرنسا، جان مارك ايرولت‎، عن تضامنه مع تركيا "التي تعرضت لهجوم في هذه الليلة الرمزية".
بدوره، أكّد رئيس مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، نهاد عوض، تضامنه مع "المصابين وأسر الضحايا الذين قضوا على يد الإرهابيين في إسطنبول".
وأدانت وزارة الخارجية الألمانية، الهجوم، مشددة على تضامنها مع الشعب التركي.

الإرهاب في تركيا:

الإرهاب في تركيا:
وأجرت قوات الأمن التركية 37 ألفًا و310 عملية خلال 2016 لـ"مكافحة الإرهاب" في البلاد، تمكنت خلالها من قتل وإصابة وتوقيف 20 ألفًا و636 إرهابيًا، حسب تقرير لوكالة "الأناضول" للأنباء التي تديرها الدولة.
ونقلت الوكالة عن مصادر أمنية لم تسمها قولها، إن "قوات الشرطة والدرك التركية نفّذت منذ مطلع العام الحالي، 37 ألفًا و310 عمليات أمنية ضد 6 منظمات من بينها حزب العمال الكردستاني، المحظور، وتنظيم داعش وتنظيم القاعدة".
ووفق التقرير، "تمكنت قوات الشرطة والدرك التركية من قتل وإصابة وتوقيف 20 ألفًا و636 إرهابيًا، بينهم 16 ألفًا و753 انفصاليًا، و947 يساريًا، وألفين و936 شخصًا آخرين ينتمون لمنظمات إرهابية تستغل الدين لتحقيق أهدافها".
وضبطت قوات الشرطة والدرك التركية "كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة خلال عملياتها الأمنية ضد المنظمات الإرهابية في عموم البلاد منذ مطلع 2016".
وتابعت الوكالة أن "القوات التركية أحبطت منذ يناير الماضي، حتى ديسمبر الماضي، 492 عملية إرهابية، 20 منها بالسيارات المفخخة، و472 بالقنابل والمتفجرات المصنوعة يدويًا".
وأيضًا أصدر القضاء التركي، خلال الفترة الزمنية ذاتها، "قرارات حبس بحق 6 آلاف و394 إرهابيًا من بين الموقوفين على يد قوات الشرطة التركية خلال العمليات الأمنية في عموم البلاد".

المشهد التركي:

المشهد التركي:
تأتي هجمات الملهى الليلي في مدينة اسطنبول، لتدفع تركيا ثمن سياسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في دعم الجماعات المتطرفة والمتشددة عبر العالم، وخاصة في سوريا، ومصر، وليبيا، وهو ما يشير إلى أن تركيا بعد التحول التكتيكي في سياسة أردوغان بعد الانقلاب الفاشل في 15 يوليو 2016م وإسقاط الطائرة الروسية ثم عملية درع الفرات، ومع الأرقام التي ذكرتها وزارة الداخلية التركية، ستدفع ثمن سياسة أردوغان، وما تشهده من هجمات تعد الأكثر في تاريخ تركيا الحديث يشير إلى انقلاب الجماعات المتطرفة ضد الخليفة العثماني.

شارك