الدعوة السلفية وفتنة نادر بكار

الثلاثاء 03/يناير/2017 - 02:35 م
طباعة الدعوة السلفية وفتنة
 
الدعوة السلفية معروفة تقديسها للمقولات، وانتماءها لما انتجه السلف من أراء وأفكار وأطروحات ومن هنا يكون أي تجديد أو خروج عن المتعارف عليه هو ليس خروج عن الجماعة فحسب بل خروج عن الإسلام نفسه، استنادا إلى حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو ردٌّ"، ولكن للأسف الشديد فان الدعوة السلفية وحزب النور يطبقون هذا الحديث على المسلمين جميعا عدا من هم تحت رعايتهم مثل نادر بكار، الى ان بعض القيادات السلفية قد ضجت من افعاله
سامح عبدالحميد
سامح عبدالحميد
فقد شن سامح عبدالحميد، القيادي بالدعوة السلفية، هجومًا عنيفًا ضد نادر بكار، نائب رئيس حزب النور لشئون الإعلام، حيث وصفه بـ"الفيروس والسوس الذى ينخر في كيان الدعوة السلفية".
وكتب "عبدالحميد" في تدوينة نشرها عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "نادر بكار سوس ينخر في الكيان بمُحدثاته التي لم يقترفها أحد من أفراد الكيان قبله، وأصبح له شيعة تُعضده وتؤازره وتؤزه على الشر أزًّا، وتُبرر له باطله بسذاجة، ويُجمِّلون صورته ويُشوهون الكيان، حتى وصل الوباء لبعض من لهم عقل وكياسة".
وأضاف: "فيه ناس فاكرة "بكار" مع المشايخ خطوة بخطوة، والصحيح أنه شغال بدماغه وعناده، يعني هل المشايخ الكرام هم الذين يجزون له لحيته؟ وهو لا زال يُعاند ويهتك لحيته حتى بقي منها ظل لا يُقال له لحية! هل المشايخ هم الذين أفتوه بمشاهدة كذا وسماع كذا؟ هل المشايخ هم الذين أمروه بالترحم على الفساق؟ وغير ذلك مما يقترفه، استفيقوا قبل أن يجركم هذا الأرعن للهاوية، هل ستنفعكم منافحتكم عن باطله أمام الله؟ بلاش حمية بالباطل ودفاع عن الخطأ والخطيئة"، على حد تعبير سامح عبدالحميد.
هذا ليس اول هجوم على نادر بكار بل هناك العديد من الاشياء التي ارتكبها نادر بكار والتي اثارت الرأي العام قبل أعضاء الدعوة السلفية وحزب النور من بينها على سبيل المثال لقاء نادر بكار مع تسيبى لينفنى وزير خارجية اسرائيل السابقة، في الولايات المتحدة الأمريكية تلك المقابلة التي اشعلت الرأي العام وأغضبته من حزب النور والدعوة السلفية ما أدى الى ان عدد من نواب البرلمان المصري قاموا  بشن هجوم حاد على نادر بكار، بعد أن رفض حسم موقفه من إسرائيل خلال احتفالية حزب النور التي اقامها الحزب لتكريمه وآخرين لحصولهم على شهادات في الماجستير، مشيرين إلى أن مقابلة نادر بكار مع تسيبى لينفنى وزير خارجية اسرائيل السابقة، في الولايات المتحدة الأمريكية، أمر غير مستغرب ويتوافق مع انتهازية السلفيين وسياستهم.
النائب علاء عبد المنعم
النائب علاء عبد المنعم
وشن النائب علاء عبد المنعم عضو مجلس النواب، المتحدث باسم دعم مصر، هجومًا حادًا على نادر بكار المتحدث باسم حزب النور السلفي، عقب تصريحاته الأخيرة والتي قال فيها :"من يسأل عن موقفي من التطبيع يروح يسأل الدولة".
وقال "عبد المنعم" في تصريحات صحفية اواخر يوليو 2016:" ماذا يقصد نادر بكار بكلامه، فهل الدولة شخص يتكلم" مضيفًا:" مقابلة نادر بكار لتسيبى لينفنى وزير خارجية اسرائيل السابقة، في الولايات المتحدة الأمريكية، أمر غير مستغرب ويتوافق مع انتهازية السلفيين وسياستهم".
وأضاف "عبد المنعم" :" تصريحات بكار، تهرب واضح منه ودليل أنه ليس لديه أي شيء يقوله وكأن الدولة ست هنسألها" على حد قوله.
وفى السياق ذاته قال هشام النجار، الباحث الإسلامي ، إن تصريحات بكار، خلط معيب بين مواقف الأحزاب السياسة وموقف الدولة، لأن الدولة ملتزمة بمعاهدات موقعة، وتحكمها حسابات وموازنات إقليمية ودولية ومتغيرات تجعلها في بعض الظروف والمراحل الحرجة تتحلى بالواقعية السياسية، فتتعامل مع العدو لتمرير عاصفة آتية في مرحلة ضعف عام يمر بها العرب وليس مصر فحسب.
وأوضح أن هذا ليس بالضرورة ملزماً للطيف السياسي والحزبي المصري، فالدولة لديها مناعتها الخاصة الذاتية ولديها مؤسساتها التي تستطيع من خلالها ضبط التعامل مع الأعداء فلا يسمح باختراق ما ، وهذا يختلف تماماً عن الأحزاب والكيانات السياسية المطالبة بالتعبير عن الموقف الشعبي والاجتماعي، وهو دور مكمل لدور الدولة وليس متناقض معه كما يتصور البعض ، لأن موقف الأحزاب والكيانات الجماهيرية المناهض للتطبيع، بمثابة ورقة ضغط وقوة في يد الدولة المصرية ، أما ما يتحدث عنه بكار فمعناه إهداء اسرائيل ورقة ضغط في مواجهة الدولة المصرية.
فيما قال النائب شرعي محمد، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب مصر بلدي، إن تجاهل حزب النور لقاء نادر بكار بتسيبى ليفنى، يضع الحزب في مأزق كبير مع الشعب المصري، خاصة أن هذا الحزب يرفع دائما شعارات إسلامية مناهضة لإسرائيل، فكيف يلتقى بوزيرة خارجية إسرائيل السابقة، في الوقت الذى تنتهك فيه إسرائيل حرمات الشعب الفلسطيني.
وأضاف رئيس الكتلة البرلمانية لحزب مصر بلدي، أن تصريحات "بكار" غير مقبولة، خاصة أن هناك فرقا بين موقف الدولة الرسمي وبين مواقف الأحزاب ، وما يفعله حزب النور سيخصم كثيرا من رصيده في الشارع.
فيما أثارت لحية نادر بكار فتنة أخري في مايو 2016، حيث قام نادر بكار بنشر صورة له خلال تواجده في أمريكا، وقد قلل فيها من كثافة "لحيته"، مما أثار حالة من الجدل الواسع داخل التيار الإسلامي برمته. وسخر عدد كبير من أبناء التيار الإسلامي، من الصورة التي نشرها مساعد رئيس حزب النور، معتبرين إياها بأنها محاولة للتأقلم مع أمريكا، رغم فتاوى السلفيين السابقة بأنه لا يجوز حلق أو تخفيف اللحية.
وعلق حسام عبد العزيز، الناشط السلفي، على تخفيف نادر بكار لحيته :"في حوار مع أحد الإخوة المؤيدين لحزب النور حول صورة نادر بكار بعد تقصير لحيته قال لي إن هذه المسألة من الخلاف المعتبر ويعذر فيها المخالف ولا ينكر عليه، هل هذا الكلام صحيح؟ ومن قال بجواز التقصير من علماء السلف أو العلماء المعاصرين؟".
وأضاف عبد العزيز، في تصريح له عبر صفحته على "فيس بوك": "نعم تقصير اللحية فيه خلاف معتبر ولكننا لا نتهمهم هنا بمخالفة أمر النبي بتوفير اللحية، نحن نتهمهم بأنهم يحلونه عاما ويحرمونه عاما، نحن نتهمهم أنهم يقولون ما لا يفعلون، فقد كانوا أكثر الناس نقدا لحازم صلاح أبو إسماعيل لأنه يأخذ من لحيته وقد أنشأ أحد منسوبي الحزب صفحة على فيس بوك لهذا الغرض.
فيما علق نشطاء سلفيون على تخفيف نادر بكار لحيته عبر صفحاتهم على "فيس بوك" :" الحمد لله الذى عفانا مما ابتلى به كثيرا من الناس، وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا، زمان اتعلمنا إن شعر لحيتك شرفك، مينفعش تفرط في شرفك ولا تتنازل عنها، لدرجة أننا كنا ممكن نسيب بيوتنا عشان منخففش، أو نمس شعره من دقن حد فينا".
الشيخ عبد المنعم
الشيخ عبد المنعم الشحات
وعقب هذا الجدل مباشرة، أصدر الشيخ عبد المنعم الشحات، المتحدث الرسمي للدعوة السلفية، مقالا على الموقع الرسمي للدعوة السلفية، تحت عنوان "حكم حلق اللحية أو الأخذ منها" قال فيه إن الأئمة الأربعة يحرمون حلق اللحية وإن ذهب بعض متأخري الشافعية إلى الكراهة، موضحا أن هناك أدلة كثيرة تأمر بإعفاء اللحية مما يقتضى القول بحرمة حلقها لمنافاة الحلق للإعفاء المأمور به، وبالتالي ذهب الأئمة الأربعة إلى القول بحرمة حلقها، وهو أمر مستقر في كتاب علماء المذاهب الثلاثة الأحناف والمالكية والحنابلة.
وأضاف الشحات، في مقال له، أن ثمة نزاع في مذهب "الشافعي" مِن المفيد تحقيقه، موضحاً أن بعض المعاصرين حاول تأويل كلمة "لا يجوز" الثابتة عن الشافعي بأنها تعنى "لا يباح" فتحتمل الكراهة والتحريم، فتحمل على الكراهة بناءً على قول الرافعي والنووي، وهو تعسف بعيد كما لا يخفى.
واستطرد الشحات: "كما حاول البعض تأويل قول النووي بأنه يعنى الكراهة التحريمية، وهو أمر تأباه نصوصه المفصلة، ويبقى أن الشافعي قد نصَّ على التحريم، وفات هذا النقل الرافعي والنووي فقالا بالكراهة، وتبعهما المتأخرون، والذى يعنينا الدليل في المقام الأول ثم اتفاق الأئمة الأربعة على استفادة حكم حرمة الحلق منه في المقام الثاني".
وتابع الشحات: "تبقى مسألة تحقيق المعتمد في مذهب الشافعية مسألة ثانوية لا يعتنى بها إلا الباحثون في هذا المذهب مِن حيث تحريره كمذهب، وإن كانت لن تفيد كثيرًا في موازنة أو ترجيح، بل ربما يكون السؤال الجدير بالبحث هو: ماذا لو وقف الرافعي والنووي على هذا النقل عن الشافعي؟ أظن أن الإجابة معلومة ومحسومة".
وحول تخفيف اللحية قال الشحات إن الأخذ مِن اللحية ثلاث درجات الأولى الحلق أو التقصير الفاحش، حيث تقصير للحية حتى تكون كذَنب الحمام، والثاني الأخذ مِن ما دون القبضة، ولكن لا يصل إلى الحالة الأولى، والثالثة أخذ ما زاد على القبضة.
وتابع الشحات: "يمكن تلخيص أقوال العلماء في هذه الدرجات أن هناك تحريم الدرجات الثلاث، وهو مذهب ابن باز وابن عثيمين مِن المعاصرين، فيما هناك تحريم للأولى والثانية وإباحة الثالثة، وهو مذهب الأحناف، وبعض الحنابلة، منهم الإمام أحمد نفسه وابن تيمية، وهناك تحريم الأولى واستحباب الثالثة، وهو مذهب معظم المالكية، بينما هناك رأى رابع يقول كراهة الثلاث درجات، وهو مذهب النووي مِن الشافعية، ومذهب خامس يقول كراهة الأولى وإباحة الثانية واستحباب الثالثة وهو مذهب الغزالي مِن الشافعية".
وبعيدا عن المسائل الفقهية فالسؤال الذي يطرحه العديد من اعضاء الدعوة السلفية وقيادات الظل الى متى تحافظ الدعوة السلفية وحزب النور على نادر بكار رغم ممارساته المسيئة للدعوة والحزب؟ وهل يحميه بسام الزرقا لصلة النسب بينهما؟

شارك