مع اقتراب تحريرها.. الحشد الشعبي والأكراد يتصارعان علي أنقاض "الموصل"

الأربعاء 01/فبراير/2017 - 03:27 م
طباعة مع اقتراب تحريرها..
 
في الوقت الذي بدأت القوات العراقية تحرير معظم أراضي مدينة الموصل من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"، بدأت ميليشات الحشد الشعبي في الانتشار بمعظم المناطق المحررة، في محاولة منها للسيطرة علي المدينة، وقالت مصادر عراقية إن مليشيا الحشد الشعبي رفعت راياتها وصور قادتها على مبان في الجانب الشرقي من مدينة الموصل الذي استعادته القوات العراقية من تنظيم "داعش".
مع اقتراب تحريرها..
وتداول بعض النشطاء تسجيلا مصورا يظهر ما قالوا إنهم أفراد من المليشيات يرفعون ويرددون شعارات طائفية عند الجامع الكبير في الجانب الشرقي من الموصل.
وسبق تداول البعض مقط صوتي لضباط الدورة 106 من الكلية العسكرية الأولى في العراق، وهم يؤدون قسم التخرج داخل مرقد الإمام الحسين رضي الله عنه في مدينة كربلاء جنوب بغداد، وسط هتافات طائفية، وفي مشهد مخالف للأعراف العسكرية.
ومن بين كلمات قسم التخرج "نعاهد سيدي ومولاي الإمام الحسين عليه السلام بأن نحفظ الوديعة ونصون الأمانة"، وعقب إنهاء القسم ردد المتخرجون هتافات معروفة لدى الشيعة من قبيل "لبيك يا حسين".
وسبق أن ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير لها، أن فصيل من "الحشد الشعبي"، شن قصفاً مدفعياً على قوات البيشمركة شرقي قضاء سنجار، وقال المتحدث باسم "الحشد" أحمد الأسدي، إن "البيشمركة جزء من القوات المسلحة العراقية وهم إخوة لنا وشركاء أساسيون في مواجهة الاٍرهاب والقضاء على عصابات داعش الإرهابية، وهناك نقاط متقاربة للحشد والبيشمركة في المنطقة، ويوجد تنسيق عالٍ بين الجانبين"، مضيفا: "شكلنا لجنة تحقيق فورية لمعرفة ملابسات ما جرى، ومنع تكرار مثل هذه الأخطاء التي لا تخدم سير المعارك واستمرار وتيرة الانتصارات".
ووفق ما ذكرت بوابة الحركات الإسلامية، دخلت أقطاب دينية على خط الأزمة، حيث اعتبر رئيس المجلس الأعلى الإسلامي في العراق عمار الحكيم، أنه "لا خيار أمام العراقيين إلا التفاهم مع بعضنا البعض ليتعافى العراق من محنته"، وقال الحكيم أمام مؤتمر العشائر العراقية، إن "الضمانات الخارجية والدولية لا تنفع العراق، وإن الضمانة الأساسية هي العراقيون باتفاقهم وتضحيتهم"، مضيفاً أن "من يريد أن يدخل العراق تحت طائلة البند السابع، وتحت الوصاية الدولية والإسلامية، بحثا عن ضمانات لا يمكن أن تقبل، وعلينا الاعتماد على أنفسنا وسياسيينا وقادتنا، وعلى كل واقعنا المجتمعي".
ووفق تقارير عالمية فقد قالت مصادر عراقية إن قوات من فصائل الحشد الشعبي انتشرت على طول الساحل الأيسر من مدينة الموصل، والذي بات يخضع لسيطرة الحكومة المركزية في بغداد بعد فرار عناصر داعش على وقع معارك دامية.
وتقول مصادر عسكرية في الموصل إن مقاتلين ينتمون إلى فصيلي النجباء وحزب الله التابعين للحشد الشعبي انتشروا، خلال اليومين الماضيين، في مناطق الصناعة والانتصار، بالتزامن مع دخول قوة تابعة للحشد الشبكي الشيعي الذي يقوده عضو البرلمان العراقي حنين القدو، المقرب من رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، إلى 37 قرية في منطقة سهل نينوى، غرب الموصل.
والحشد الشبكي الشيعي هو قوة شيعية مكونة من مقاتلين ينتمون إلى أقلية الشبك الشيعية، المتمركزة خصوصا في محافظة نينوى.
وذكرت مصادر عراقية أن قوات الحشد الشعبي، تحت قيادة زعيم منظمة بدر هادي العامري، وجهاز مكافحة الإرهاب قامت باختطاف العشرات من الضباط العراقيين الذين كانوا يحملون رتبا عالية في الجيش العراقي السابق. وقالت المصادر إن هؤلاء الضباط مطلوبون للحرس الثوري الإيراني.
وأثارت تحركات الميليشيات الطائفية في الموصل على الفور قلق بغداد وحكومة إقليم كردستان العراق والسفارة الأمريكية وبعثة الأمم المتحدة.
وبدأت قوات البيشمركة تبدي غضبها إزاء الهجمات المتكررة التي تنفذها قوات الحشد الشعبي ضد مواقع القوات الكردية على خطوط التماس بمحافظة نينوى، فيما تحاول القيادات السياسية في إقليم كردستان أن تكون أكثر هدوءا في التعاطي مع هذا الملف، لمنع تداعيات هذا الموضوع من التأثير على العلاقات بين أربيل وبغداد.
وأفاد المتحدث باسم منظمة بدر المدعومة من إيران، كريم النوري، بأن قوة من الحشد الشعبي، قصفت، بالخطأ، موقعا لقوات البيشمركة الكردية في قضاء سنجار، غرب الموصل. 
وصدرت تصريحات لقيادات عسكرية في قوات البيشمركة تحذر قوات الحشد الشعبي من تكرار الأخطاء، على عكس القيادات السياسية الكردية، التي تتجنب التصعيد.
وقال مسؤول كردي إن قوات البيشمركة الكردية ملتزمة بجانبها من الاتفاق، ولم تتوغل في مركز الموصل، لكن دخول الحشد الشعبي ربما يغير الواقع، مؤكدا أن القيادة الكردية أصدرت أوامر لقوات البيشمركة المتمركزة شمال نينوى بالاستعداد للتحرك، في حال لم تف الأطراف المعنية بوعدها.
وقال قائد اللواء الثامن في قوات البيشمركة، علاءالدين رسول، إن الرد سيكون عنيفا على هجمات الحشد الشعبي في حال تكرارها، في تصريح لوكالة روداو الكردية، المقربة من رئيس حكومة إقليم كردستان، نيجرفان البارزاني.
مع اقتراب تحريرها..
وأعلن المتحدث الرسمي باسم الحشد الشعبي، أحمد الأسدي، في بيان له، تشكيل لجنة تحقيق لكشف ملابسات الموضوع، هدد القيادي البارز في عصائب أهل الحق، جواد الطليباوي، بـشن هجوم على قوات البيشمركة لإخراجها من نينوى، في حال طلب القائد العام للقوات المسلحة ذلك.
وقال الطليباوي، إن انسحاب قوات البيشمركة من المناطق المحررة في محافظة نينوى أمر مرهون بالقائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي.
وفي سياق متصل، كشفت قيادة العمليات المشتركة في العراق، عن استعمال أسلحة ذكية ومتطورة في المعركة المرتقبة لاستعادة الشطر الأيمن من مدينة الموصل، في وقت بدأت فرق هندسية عسكرية في بناء جسور عائمة على نهر دجلة استعداداً للمعركة المرتقبة، والتي ستتم من ثلاثة محاور بحسب مصادر عسكرية، بالتزامن أكدت مصادر في الحشد الشعبي عن رفض القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، طلباً من الحشد بتولي مسؤولية الشريط الحدودي مع سوريا.
وأفادت قيادة قوات جهاز مكافحة الإرهاب بأن توقيت إعلان انطلاق عمليات تحرير الشطر الأيمن من الموصل متعلق بإكمال عدد وعدة القوات المكلفة بهذه المهمة، مشيرة الى أن القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي لم يحدد لغاية الآن القوات التي ستخوض المعركة.
وقال الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول في تصريح صحافي، إن أسلحة ذكية ومتطورة سيتم استعمالها في معركة تحرير الساحل الأيمن من سيطرة عناصر تنظيم داعش لتقليل وقوع أقل الخسائر في صفوف المدنيين في الجانب الأيمن لمدينة الموصل.
فيما أعلنت خلية الإعلام الحربي أنه تم إلقاء ملايين المنشورات والصحف على الجانب الأيمن من مدينة الموصل تتضمن حض المواطنين على الاستعداد لعمليات التحرير. 
من ناحيته أكد قائد المحور الشمالي لعمليات تحرير الموصل، اللواء نجم الجبوري، البدء في نصب جسور عائمة على نهر دجلة تحضيراً للعملية وإخلاء المدنيين نحو الجانب الشرقي المحرر.
 وفي محافظة صلاح الدين العراقية أفادت مصادر أمنية بأن 39 عنصراً من داعش قتلوا خلال صد هجوم واسع للتنظيم في منطقة تل كصيبة شرقي المحافظة.
ويري مراقبون أن الجيش العراقي والشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب كلها مؤسسات مخترقة من قبل الميليشيات والأحزاب الطائفية، لذلك فإن ولاءها الطائفي يدفعها إلى فتح الطريق أمام تمدد فصائل من الحشد الشعبي في المناطق المحررة من الموصل، بما يناقض الاتفاق المبرم سابقا والذي أوجب على الحشد الشعبي عدم المشاركة في تحرير الموصل في مقابل ألا تستولي قوات البيشمركة على مناطق جديدة.
وتدخل الموصل علي خط النزاعات الطائفية ما بين ميلشيات الحشد الشعبي الشيعي، وقوات البشمركة الكردية، لتدخل المدينة ضمن مخططات ومساعي عملية التقسيم من قبل ميلشيات الحشد الشعبي.

شارك