مع زيارة "السراج" المرتقبة.. هل تعيد "روسيا" السيناريو السوري في ليبيا؟

السبت 04/فبراير/2017 - 03:38 م
طباعة مع زيارة السراج المرتقبة..
 
في ظل المخاوف التي تحيط بالمتنازعين في ليبيا، من أن تبسط روسيا نفوذها في إقامة قاعدة عسكرية لها في البلاد، بدأ فايز السراج رئيس حكومة الوفاق المقيم في طرابلس يبدى استعداده لزيارة إلي موسكو، وذلك علي غرار ما قام به المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي الموالي لحكومة طبرق.
مع زيارة السراج المرتقبة..
فيما أعلنت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أمس الجمعة 3 فبراير 2017، أن رئيس حكومة الوفاق الوطني في ليبيا فايز السراج، سيقوم خلال شهر فبراير الحالي بزيارة إلى موسكو.
وقالت زاخاروفا في مؤتمرها الصحافي الأسبوعي، الجمعة، نحن لا نرى بديلا للتسوية السياسية في ليبيا، وانطلاقا من هذا النهج نحن نجري عملا منتظما مع كلا المركزين في ليبيا، مع طرابلس ومع خصومهم في طبرق. نحن نحاول تشجيعهم على التغلب على الخلافات الداخلية والبحث عن حلول توافقية لجميع المسائل الخلافية، مضيفة: إننا أكدنا على أهمية إقامة الحوار في المحادثات مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، وقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر أثناء زيارتهما إلى موسكو في نوفمبر وديسمبر 2016.
وترى زاخاروفا أن قائد الجيش خليفة حفتر شخصية محورية تتمتع بتأثير حقيقي على التوازن السياسي في ليبيا، معتبرة أن الضجة التي تصاحب في الآونة الأخيرة الاتصالات بين موسكو والمشير حفتر، تشوه الصورة الحقيقية للخطوات التي تتخذها موسكو من أجل المساهمة في تسوية الوضع بليبيا.
وجاء في كلمة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، أن وجهة نظر بلادها حول التسوية في ليبيا والتي تنطلق من أن حفتر يعد من الشخصيات ذات الوزن الثقيل التي تتمتع بتأثير فعلي على ميزان القوى السياسية في ليبيا المعاصرة.
وأضافت أن حفتر قد ساهم كثيرا ويواصل مساهمته في محاربة إرهابيي داعش، وتابعت أنه بفضل قائد الجيش الليبي استأنفت البلاد تصدير المشتقات النفطية وبدأت في تلقي الموارد الضرورية لحل القضايا الاجتماعية والاقتصادية الملحة.
واعتبرت زاخاروفا أن الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر قد يشكل أساسا للقوات المسلحة الليبية الموحدة. ووصفت هذا الجيش بأنه “تشكيلات مسلحة ومنظمة بشكل لا بأس به أكدت قدرتها على إجراء عمليات قتالية واسعة النطاق”. وأكدت أن مهمة تلك القوات يجب أن تكمن في محاربة الإرهابيين والحفاظ على النظام العام.
قالت: لا نرى بديلا للتسوية السياسية في ليبيا، انطلاقا من هذا الموقف، نعمل بشكل ممنهج مع كلا المركزين الليبيين: مع الحكومة في طرابلس ومع خصومها في طبرق، ونحاول دفعهما لتجاوز الخلافات الداخلية والبحث عن حلول وسط لكافة نقاط الخلاف.
سبق وأعلن وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف عن دعم موسكو لمبادرة الإمارات حول عقد لقاء بين زعماء القوى السياسية الرئيسية في ليبيا.
ووصف الوزير الروسي رئيس حكومة الوفاق الوطني في ليبيا فايز السراج، وقائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، بأنهم شخصيات محورية على ساحة الأحداث الليبية، مجددًا دعوة موسكو إلى البحث عن حلول سياسية للأزمة الليبية في أقرب وقت.
واستقبلت روسيا خلال الشهر الماضي قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر على متن إحدى سفنها الحربية.
وزار حفتر موسكو العام الماضي ويأتي تجدد التواصل بينه وبين روسيا في وقت تواجه فيه الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس المزيد من المصاعب.
ويرى مسؤولون غربيون في الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة سبيلًا لإرساء الاستقرار في ليبيا التي سقطت في هوة القتال والتناحر بين فصائل مسلّحة منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي العام 2011.
وسبق للجيش الليبي أن حرر مدينة بنغازي من قبضة التنظيم الإرهابي، الأمر الذي أدي إلي لفت أنظار العالم إلي المشير حفتر مجددًا وبدأ يلتفت نحو دعمه لكسب إقامة قاعدة عسكرية داخل ليبيا، كانت روسيا أول الداعمين لحفتر.
وتطرقت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية في وقت سابق إلى الأوضاع الليبية؛ مشيرة إلى عثور روسيا في شخص حفتر على حليف لها.
وقال مقال نشر في الصحيفة إن الزيارة التي قام بها مؤخرا حفتر إلى حاملة الطائرات الروسية "الأميرال كوزنيتسوف"، أوضحت اهتمامات روسيا في ليبيا. ذلك على الرغم من أن الدبلوماسيين الروس سبق أن صرحوا بأن موسكو تنأى بنفسها كما عن طرابلس، كذلك عن طبرق.
مع زيارة السراج المرتقبة..
وسبق أن ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير لها أن من حق موسكو الرهان على حفتر من بين جميع السياسيين الليبيين، لأن حفتر هو الوحيد، الذي يقود قوة عسكرية منظمة ويقيم الأوضاع جيدا ويدعو إلى بناء دولة علمانية، وهو يتمتع بنفوذ واسع في القوات المسلحة، ولا سيما أن ليبيا تجنبت تكرار سيناريو العراق، عندما سرح العديد من موظفي الدولة والضباط وحرموا من مصدر رزقهم بعد سقوط نظام صدام حسين.
 وقد ساعدت الإجراءات التي اتخذها حفتر، بما في ذلك السيطرة على حقول النفط والغاز والموانئ النفطية، على عودة شركة النفط الوطنية إلى نشاطها المعهود وزيادة إيرادات الدولة من تصدير النفط الخام. هذا الأمر جعل حتى خصومه ينظرون اليه بإيجابية، فضلا عن السكان.
ويري مراقبون أن ما يتردد عن إنشاء قاعدة عسكرية في ليبيا من الجانب الروسي، واستعداد حفتر لمنح موسكو حق استخدام القواعد البحرية والجوية الليبية في بنغازي، وتوسيع منطقة نفوذ روسيا، مقابل الأسلحة، فإنه ليس سوى استفزاز، لأنه مهما كانت ثقة الليبيين عالية بروسيا، فإنهم لن يوافقوا أبدا على وجود قواعد عسكرية أجنبية على أراضيهم.
وتتردد أنباء حول زيارة مرتقبة بين رئيس حكومة الوفاق "فايز السراج" وقائد الجيش الليبي "خليفة حفتر"، يتوقع أن تطفئ النيران المشتعلة بين الطرفين، وأعرب وزير الخارجية الليبي محمد الطاهر سيالة عن تفاؤله باللقاء المرتقب بين الطرفين، معتبرا أن مجرد اللقاء يمثل انفراجة في الجمود السياسي في بلاده. 
ومن المتوقع أن يتناول هذا اللقاء المرتقب إمكانية استحداث منصب رئيس الجمهورية، وتشكيل حكومة ائتلافية، وتقليص عدد أعضاء المجلس الرئاسي.
ويتوقع محللون أن تعرض روسيا على السراج فك ارتباط القوات الموالية للمجلس الرئاسي بمجلس شورى الثوار والمجاهدين الموجودة في عدة مناطق في ليبيا أبرزها مجلس شورى ثوار بنغازي الذي يحارب الجيش الليبي هناك، ومجلس شورى مجاهدي درنة وهو فصيل مسلح يسيطر على مدينة درنة ويتهم بتبني فكر القاعدة، بالإضافة إلى سرايا الدفاع عن بنغازي التي شكلتها ميليشيات طردها الجيش من المدينة واتخذت من الجفرة مقرا لها، قبل أن يخرج قائدها مصطفى الشركسي في اجتماع نظمته وزارة الدفاع التابعة لحكومة الوفاق.
وسبق أن رفض خليفة حفتر، أكثر من مرة، إدماج الميليشيات المسلحة التابعة للإخوان المسلمين أو الجماعة الليبية المقاتلة داخل الجيش الوطني، فيما يستميت الإسلاميون في إدماج ميليشياتهم صلب مؤسستي الجيش والشرطة.
ويري مراقبون أن روسيا تسعي لإعادة تجربتها في سوريا، ولكن هذه المرة في الأزمة الليبية، حيث من المتوقع أن تطرح مسألة تحديد الجماعات المسلحة المناوئة لحفتر والجماعات الأخرى التي ترفض فكرة الدولة المدنية وترتبط بتنظيمات إرهابية على غرار تنظيمي أنصار الشريعة والقاعدة.
وسبق لروسيا أن وقعت اتفاقية مع سوريا حول توسيع وتطوير مركز الإمداد التقني التابع للبحرية الروسية في مدينة طرطوس الساحلية، وقد حُددت مدة سريان الاتفاقية بـ49 عاما، على أن تُمدد بشكل آلي لفترة 25 عاما.

شارك