بعد استقطابها مئات الفتيات.. أخطر نساء داعش في قبضة القوات العراقية

السبت 18/فبراير/2017 - 01:38 م
طباعة بعد استقطابها مئات
 
مع مواصلة مساعيها للتخلص من عناصر التنظيم الإرهابي "داعش"، وبالأخص القيادات المهمة داخل التنظيم، نجحت القوات العراقية في اعتقال أخطر نساء "داعش" أمس الجمعة 18 فبراير 2017.
بعد استقطابها مئات
وتدعي "حفصة البصراوية" أخطر النساء التي جندها التنظيم الإرهابي، لاستقطاب الفتيات والنساء والأطفال في الساحل الأيسر المحرر في  مدينة الموصل مركز محافظة نينوى شمالي العراق.
ووفق وكالة "سبوتنيك" الروسية، قال مصدر محلي من مدينة الموصل، اليوم السبت، إن الأجهزة الأمنية العراقية، اعتقلت مسؤولة عن استقطاب الفتيات والأطفال لتنظيم "داعش"، وهي عراقية تدعى "حفصة البصراوية".
وأوضح المصدر أن الداعشية "حفصة اعتقلت من منزلها في حي الوحدة تحديداً في منطقة التعزيزات، وهي كانت "باسم الجهاد" تستقطب الأطفال الذين تدرسهم في جامع "التواب الحليم" بنفس منطقة سكناها، وتجذب الفتيات للتزوج من عناصر التنظيم.
ويقول المصدر إن "حفصة" دخلت إلى مدينة الموصل، في عام 2007، وهي معروفة في منطقة الوحدة بانتمائها لتنظيم "داعش" وكذلك أبناؤها، وكانت معها داعشية أخرى تدعى "أم هاشم" هربت إلى الساحل الأيمن عند بدء عمليات تحرير الأيسر بتقدم القوات العراقية في معركة "قادمون يا نينوى".
ويشير المصدر إلى أن الكثير من نساء ما يسمى بديوان الحسبة ولواء الخنساء بتنظيم "داعش"، مازلن في الساحل الأيسر الذي حررته القوات العراقية بالكامل في أواخر يناير الماضي، رغم البلاغات التي تقدم بها الأهالي للأجهزة الأمنية عنهن، لاسيما وأن لهن جرائم وانتهاكات بحق المدنيات.
وزادت وسائل التواصل الاجتماعي من قدرة التنظيم على المزيد من الاستقطاب باستعمال دعاية ممنهجة، تساهم بشكل أو بآخر في الإيقاع بالعديد من الفتيات واستدراجهن إلى ميادينه.
وجذب تنظيم داعش الإرهابي نحو 500 فتاة بريطانية لا يتجاوزن الـ 21 من العمر، وفق صحيفة " تلجراف البريطانية في وقت سابق،  وهن بريطانيات يدرن شرطة لتطبيق الشريعة في تنظيم الدولة الإسلامية.
وكانت صحيفة التليجراف أكدت أن بريطانيات تكفيريات يدرن شرطة دينية متطرفة تعرف باسم "لواء الخنساء" تعاقب النساء اللواتي لا يلتزمن بارتداء الملابس التي تتوافق مع الشريعة الإسلامية في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الإرهابي.
واستدلت الصحيفة علي ذلك بأن هناك عدداً من البريطانيات مجندات في "لواء الخنساء " وهو لواء خاص بالسيدات فقط، وهو فرع من تنظيم داعش، مضيفة أن هذا اللواء يتمركز في مدينة الرقة، المعقل الرئيسي للتنظيم في سوريا.
وتتقاضى كل سيدة في لواء الخنساء حوالي 35 ألف ليرة سورية شهرياً أي ما يعادل 160 دولاراً أمريكياً، وذلك لقاء فرض اللباس الإسلامي الشرعي بطريقة صارمة، وكذلك تفتيش النساء اللواتي يلبسن البرقع والتأكد من أنهن لسن متنكرات بهذا الزي لشن أي اعتداء ضد داعش.
ووفق احصائيات فإن لواء الخنساء يضم حوالي 60 بريطانية يتراوح أعمارهن بين 18-24 عاماً، سافرن الى سوريا للجهاد.
ويعتبر جذب النساء إلي التنظيم الإرهابي "داعش" يتم وفق خطة معينة يكشف عنها منشور كتيبة الخنساء النسائية الخاصة بالتنظيم، والتي أصدرت دار النشر الألمانية "هيردر" في وقت سابق من العام الماضي، كتابا يسلط الضوء عليها بالتفصيل والتعليق. 
وتركز الخطة على جذب نساء لم يحصلن على تعليم جيد للتنظيم وتعدهن بدور محدد في المجتمع يتمثل بـ"الأطفال والمطبخ والدين". 
ووفق تقارير عالمية، فإن التنظيم الإرهابي "داعش" يجتذب الرجال بالسيارات الفارهة والزواج من أربع نساء، كما قال أحد العائدين من سوريا في إحدي التقارير السابقة.
ووفق ما ذكرت تقارير عالمية، فإن التنظيم الإرهابي يجتذب "عرائس الجهاد"، عن طريق إغرائهن بتوفير حياة كريمة ومريحة، وبالأخص للذين يريديون الفرار من أسرهم وبلادهم.
ووفق احصائيات فإن حوالي 10 بالمائة من الأجانب المنتمين إلى تنظيم "داعش" هن نساء وفتيات قاصرات.
 الخبيرة الألمانية سوزان شروتر أوضحت في وقت سابق في مقال لها صورة المرأة كما يراها تنظيم "داعش"، حيث قالت إنه إذا كانت نسبة 10 بالمائة صحيحة فيعني ذلك عند انعكاس الأرقام على ألمانيا وجود 60 امرأة جهادية من هذا البلد الأوروبي. وفي يناير 2015، صدر بيان باللغة العربية بعنوان نساء الدولة الإسلامية، المؤلفات هن أعضاء في كتائب الخنساء التي هي عبارة عن شرطة للأخلاق، حيث إنهن يوقفن في الشوارع النساء اللواتي لا يرتدين النقاب بشكل جيد أو اللواتي يلبسن عباءات سوداء من أثواب شفافة.
بعد استقطابها مئات
وتقول شروتر أن استقطاب نساء تنظيم الدولة الإسلامية يتم أيضا من خلفية بحثهن عن تصورات رومانسية وبهدف عيش تجربة حب فريدة من نوعها، ولكن في نفس الوقت يعتبرن أنفسهن جزءا من مسار تاريخ عظيم وأنهن سيغيرن العالم بالكامل.
وفي وقت سابق من بدياة العام الماضي، نشر معهد الحوار الاستراتيجي البريطاني دراسة قدرت عدد المقاتلين الغربيين في تنظيم الدولة الإسلاميّة، بحوالي ثلاثة آلاف مقاتل بينهم 550 من النساء.
وقد عقب الدراسة تقرير أمني ألماني يفيد ببلوغ عدد الألمانيات المقاتلات في التنظيم عتبةَ المئة من أصل 700 ألماني التحقوا بالتنظيم.
كما ذكرت باحثة أمريكية متخصصة في شؤون المرأة والعنف الجنسي أن هناك حاجة ملحة لفهم حقيقة دوافع النساء المنضمات لـ "داعش" من أجل القتال في صفوف التنظيم.
نيمي غوريناثان، الأستاذة في كلية "سيتي" بنيويورك وأخصائية شؤون المرأة والعنف الجنسي"، قال أنذاك أنه في الأصل لم تكن هناك نساء في التنظيم، كما هو الحال في الكثير من التنظيمات المشابهة، ولكنهم أحسوا لاحقا بأهمية وجود نساء في صفوفهم وشكلوا كتيبة نسائية بالكامل وهذه الكتيبة تقوم بالعديد من المهام وبعض النساء يشاركن في القتال على الخطوط الأمامية."
وأضافت أن "الدعوة إلى القتال قادرة على اجتذاب المتطوعات، ففي فرنسا أظهرت الإحصائيات أن 45 في المائة من الذين يخططون للانضمام إلى داعش هن من النساء، كما أن هناك نساء يدرن هذه الكتيبة ويقمن بنشر مواد دعائية تروج لفكر التنظيم."
وحول كيفية انجذاب النساء في الغرب إلى الخطاب الديني لـ"داعش" على الرغم من تعارضه مع حقوق المرأة قالت الباحثة: "المنضمات للتنظيم يدركن أن المعركة لا تتعلق بحقوق المرأة بل بقضية قيام الخلافة، وبالتالي فهن يدخلن من أجل الصراع السياسي، وهذا أمر لا يفهمه الكثيرون، والنساء اللواتي يذهبن إلى "داعش" يبحثن عن أمور بينها الأمان لأنهن يشعرن أن هويتهن مهددة.
الجدير بالذكر أن التنظيم الإرهابي نشر وثيقة في منتصف 2015 يوضح فيه ماذا يريد من النساء المنتمين إليه، وأصدر "داعش" بياناً أنذاك يستعرض فيه بالتفصيل دور النساء في التنظيم الجهادي، وجاء فيه أن "السن الشرعي" لزواج الفتيات من المقاتلين هو تسع سنوات مع التشديد على دورهن كزوجات وأمهات وربات منزل.
وحلل البيان شارلي وينتر، الباحث حول الجهادية في سوريا والعراق في مركز الدراسات حول مكافحة الإرهاب Quilliam Foundation، وهو يحوي 10000 كلمة الذي حمّله الجناح الإعلامي لـ"كتائب الخنساء" ويتألف فقط من النساء عبر المنتديات الجهادية الرائجة.
تشدّد الوثيقة تحت عنوان "المرأة في الدولة الإسلامية: بيان ودراسة حالة"، على وجوب ملازمة المرأة للمنزل حيث تؤدّي دورها كربة منزل وزوجة وأم، مع توجيه انتقادات حادة للنساء الغربيات ومفاهيم حقوق الإنسان عن المساواة بين الرجل والمرأة.
يشار إلى أنه في أكتوبر الماضي، تم اكتشاف وثيقة مشابهة إنما أكثر اختصاراً عن النساء العربيات، وتتضمن نصائح تحدد كيف يجب أن تكون النساء "زوجات صالحات للجهاديين" وتدعم المقاتلين، ودعت إلى تعلم الطهو والإسعافات الأولية ووسائل أخرى للمساهمة عن طريق "العمل اليدوي النسائي".

شارك