بابا الفاتيكان العمي الاخلاقي يجعل الاديان مصدرا للارهاب !

الإثنين 20/فبراير/2017 - 01:14 م
طباعة بابا الفاتيكان  العمي
 
إن تجاهل الفقراء هو "عمى أخلاقي." لا يوجد إرهاب مسيحي، أو يهودي أو مسلم. قال البابا فرنسيس "كم من العنف ينتشر في مدننا. إننا نتنفسه في الشارع، في البيت، في المناظرات التلفزيونية، في النبرات، الكل يصرخ ويطلق الإهانات".
وخلال زيارته لجامعة روما الثالثة، الجمعة، رد البابا على أسئلة طلاب طرحت عليه مسبقًا، بالقول "لقد استمعت لأسئلتكم التي أشكركم عليها. بالنسبة للطالبة جوليا، لقد تحدثت عن العنف لكن لنفكر بالنبرات التي ارتفعت كثيرا"، فلقد "شمل العنف أسلوب التحدث أيضا، وهذا واقع نعيشه جميعا".
وتابع "إن كان هناك خطب ما على الطريق أو بعض المشاكل، قبل السؤال عما يحدث نطلق الإهانة ثم نسأل عن السبب". هناك "جو من العنف في مدننا والاندفاع وسرعة الحياة تجعلنا عنيفين في البيت أيضا، حتى أننا ننسى مرات عديدة أن نقول صباح الخير".
وأردف "إننا نلقي تحيات مجهولة، حيث يدفعنا العنف الى الغموض، الى عدم استخدام اسمنا وإقامة علاقات مبهمة، فالأشخاص يمتلكون اسماء لكننا نحييهم كأنهم أشياء". إن "هذا الذي نراه ينمو نصب أعيننا، يصبح عنفا ينتشر في العالم"، فـ"لا أحد يستطيع اليوم أن ينكر أننا في حالة حرب، إنها حرب عالمية ثالثة تجري بشكل مجزأ". إن "علينا التخفيف من نبراتنا، والحديث أقل، والاصغاء أكثر".
وتحدث البابا عن حلول ممكنة، مبينا أن "هناك أدوية عديدة ضد العنف، فقبل الجدل يلزم الحوار، فإن كانت فكرتك تختلف عن فكرتي، فلنتحاور"، لافتا الى أن "الحوار يقود الى التقارب، لا للأشخاص وحسب، بل للقلوب أيضا"، فـ"الحوار يبني صداقة اجتماعية". وخلص بالدعوة الى "الصبر في الحوار، لأن العنف يولد عند غياب الحوار".كما لا يوجد شعب يمتهن الإجرام. فالبابا لا يخفف من وطء كلامه في رسالته إلى الحركات الشعبية، المجتمعة على مدى ثلاثة أيام (16 إلى 19 شباط) في موديستو، كاليفورنيا، بغرض التنديد بالنظام الاقتصادي الذي يضع إله المال في محوره الأساسي ويتحامل على ما أطلق عليه الفطرية والأصولية المنتشرة في بعض الدول أو الأديان المعينة.
أشار البابا بأصبع الاتهام بصورة خاصة إلى "النمط المألوف الذي ينظر فيه الفرد إلى الذين يعانون دون أن يساعدهم"، لكنهم يظهرون على شاشات التلفاز في بث حي. كما يتم الحديث عنهم بعبارات ملطفة تحتوي على تسامح واضح. لكن لا يتم فعل شيء ممنهج لتضميد الجراح الاجتماعية أو لمواجهة الأعمال التي تترك الكثير من الإخوة والأخوات في حالة ضياع.
فأسقف روما يندد "عاجلاً أو آجلاً، بالعمى الأخلاقي لهذه اللامبالاة التي تبرز إلى النور مثلما يتبدد السراب". كما يحذر البابا بيرجوليو قائلاً: "فلا يمكن طلي الغرغرينا باللون الأبيض إلى الأبد، لأنه عاجلاً أو آجلاً ستفوح الرائحة بصورة قوية جدًا. وعندما لم يعد بالإمكان إنكارها، فإن القوة التي أدت إلى نشوء هذه الحالة تسعى إلى استغلال الخوف وانعدام الأمن، والنزاعات، وحتى سخط الناس المبرر من أجل تحميل مسؤولية كل هذه العلل على ما هو "غير قريب". وأضاف بأن هذا هو أعظم إغراء يغذي "العملية الاجتماعية والسياسية التي تزدهر في أجزاء كثيرة من العالم، وتشكل خطرًا كبيرًا على البشرية".
وحول العنف الأصولي الجاري في أنحاء العالم، يقول: "لا وجود للإرهاب المسيحي، لا وجود للإرهاب اليهودي، لا وجود للإرهاب الإسلامي، ولا وجود في أي منها. لا يوجد شعب يمتهن الإجرام وليس هناك دين يدعو للإرهاب. لا يوجد شعب يمتهن الإجرام، أو تهريب المخدرات، أو العنف". وأشار البابا قائلاً: "هناك أفراد أصوليون يمارسون العنف في جميع الشعوب والأديان - ومع التعميمات غير المتسامحة يصيرون أقوى لأنهم يتغذون على الكراهية وكراهية الأجانب".
ثم تحدث البابا عن قضايا بيئية قائلاً: "إن الأزمة البيئية حقيقية -مكررًا قوله- كما أن النظام الاقتصادي الذي يضع إله المال في محوره الأساسي ويعمل أحيانًا بوحشية اللصوص، ينزل إصابات بدرجة إجرامية ظلت مهملة لحد الآن".
وأضاف الحبر الأعظم: "إن البطالة حقيقية، والعنف حقيقي، والفساد حقيقي، وأزمة الهوية حقيقية، وذبح الديمقراطيات حقيقي". وبعد هذه القائمة، يشير إلى أن يسوع يعلمنا مسارًا مختلفًا. لا تطلقوا الأوصاف على الآخرين من أجل معرفة من هو الجار ومن هو ليس كذلك. يمكنكم أن تصيروا جيرانًا لمن تجدونه محتاجًا، وستفعلوا ذلك إذا كان لديكم رحمة في قلوبكم، وهذا يعني، إذا كان لديكم القدرة لتعانوا مع شخص آخر. يجب أن تصيروا مثل السامري لأن هنا تقبع جذور الإنسانية الأصيلة التي تقاوم التجرد من الإنسانية والتي ترتدي رداء اللامبالاة، والنفاق، أو عدم التسامح".
وفي حديثه بشكل خاص عن المسيحيين، تحدث البابا فرنسيس بصورة حازمة قائلاً: "لا علينا أن نصاب بالشلل ولا أن نُكَبَّلَ داخل الصراع. يجب علينا أن نقر بالخطر وأيضًا بأن كل أزمة تجلب بالفعل فرصة للمضي قدمًا نحو توليفة ناجحة". ووفقا للبابا فإن "الخطر الشديد هو أن نتبرأ من جيراننا. عندما نفعل ذلك، فإننا نتنكر لإنسانيتهم كما نتنكر لإنسانيتنا دون أن ندرك ذلك. نحن نتنكر لأنفسنا، كما نتنكر لأهم وصايا يسوع. وهنا يكمن الخطر، إنه التجرد من الإنسانية".
يؤكد البابا فرنسيس أن اليوم "تتسارع عملية التجرد من الإنسانية. هنا نجد أيضًا فرصة: إن ضوء محبة القريب قد تضيء الأرض مع السطوع المذهل مثل صاعقة في وسط الظلام".
ويضيف البابا فرنسيس في رسالته: وبذلك، "من خلال مواجهة الإرهاب مع بالحب، فإننا نعمل من أجل السلام. أنني أطلب منكم الوداعة والعزم للدفاع عن هذه المبادئ. إنني أطلب منكم ألا تقايضوا هذه الأمور باستخفاف أو بتطبيقها بشكل سطحي. دعونا نقدم كل شيء من أنفسنا كما فعل القديس فرنسيس الأسيزي، فعندما يكون هناك كراهية، دعونا نبذر بذور الحب، وحيث يوجد هناك ضرر، دعونا نبذر بذور العفو، وعندما يكون هناك خلاف، دعونا نبذر بذور الوحدة، حيث يكون هناك خطأ، دعونا نبذر بذور الحقيقة".
إنها دعوة بابوية أخرى للعمل بجد من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال "بناء الجسور بين الشعوب والأفراد. هذه هي الجسور التي يمكنها التغلب على جدران الإلغاء، واللامبالاة، والعنصرية، وعدم التسامح".
ويسعى البابا فرنسيس "من خلال هذه الرسالة إلى تشجيكم ودعمكم، إضافة إلى تشجيع ودعم منظماتكم، وجميع الذين يسعون معكم من أجل "الأرض، والعمل، والإسكان"، متمنيًا "أن تنتشر هذه الطاقة البناءة إلى كل الأبرشيات، لأنها تبني الجسور بين الشعوب والأفراد".

شارك