بعد اعتقال رئيس مجلس الكنائس.. مسيحيو السودان يعانون من اضطهاد البشير

الإثنين 20/فبراير/2017 - 02:05 م
طباعة بعد اعتقال رئيس مجلس
 
حالة من التضيق علي الاقليات الدينية من قبل سلطات حكومة الرئيس السوداني عمر حسن البشير والمعروف بتوجه الاسلامي المتشدد، مع مخاوف من استمرار الاضطهاد والتضيق ضد الاقليات في السودان مع استمرار توجه النظام السوداني الحاضن للجماعات الاسلامية المتشددة.

التحقيق مع رئيس مجلس الكنائس:

التحقيق مع رئيس مجلس
استدعت الأجهزة الأمنية السودانية، القس مبارك حماد، رئيس مجلس الكنائس السودانية، عقب مشاركته في مؤتمر صحفي، يناقش قضية الانتهاكات التي يتعرض لها مسيحي السودان، في عهد حكومة الرئيس عمر حسن البشير.
وقال مصدر سوداني، رفض ذكر اسمه، لصحيفة "صوت الهامش": إن الأجهزة الأمنية السودانية، استدعت رئيس مجلس الكنائس السودانية مبارك حماد، بعد أن شارك في مؤتمر صحفي، عقده اتحاد طلاب جبال النوبة بالجامعات والمعاهد العليا بالخرطوم، في 11 فبراير، حول «إصدار الحكم في قضية القساوسة، وقضية الفقيد محمد الصادق ويو» بالإضافة إلى الانتهاكات، التي يتعرض إليها طلاب وشعب جبال النوبة.
وأوضح المصدر: إن القس مبارك، أدلى خلال المؤتمر الصحفي بمعلومات واضحة، حول الانتهاكات التي تطال المسيحيين في الخرطوم.
كما استدعت الأجهزة الأمنية السودانية، قس كنيسة المسيح السودانية بـ«محلية امبدة الحارة» الشيخ ميلاد موسى منزول.
وأوضح المصدر: إن الأجهزة الأمنية السودانية لم توجه أي اتهامات ضد القسين مبارك حماد، وميلاد موسى منزول، لافته إلى أنهم في اعتقال مفتوح، ولا يعرف مصير التحقيقات التي تجرى معهم.

اضطهاد المسيحيين:

اضطهاد المسيحيين:
ويعاني مسيحي السودان من اضطهاد من قبل حكومة الرئيس عمر البشير، حيث تحظر بناء أي كنائس جديدة في البلاد.
فقد كد رجل الدين المسيحي السوداني، ميلاد موسى، أن حكومة الخرطوم تخطط لهدم 25 كنيسة في شرق النيل والخرطوم، بتهمة التعدي على ممتلكات الغير من خلال إنشائهم بمناطق سكنية.
ونقل موقع "راديو تامازوج" السوداني عن موسى، العضو بالكنيسة المسيحية السودانية، أن "السلطات في الخرطوم رفضت الموافقة للمسيحيين على بناء دور عبادة لهم مثل المسلمين".
وقال إن المسيحيين في السودان يشترون الأراضي بصفة شخصية ليتم بناء الكنائس عليها داعيا الحكومة لاحترام حقوق المسيحيين في السودان.
وتواجه الحكومة تهما باستهداف الكنائس عن عمد فيما تعتبر قرارات هدمها انتهاكا صارخا للحرية الدينية للمسيحيين.
كما جاءت محاكمة اثنين من القساوسة في الخرطوم ، في يونيو 2015، وهما الأبوان "يات ميشيل" و"بيتر ين" بعدة تهم، أبرزها شن حرب ضد الدولة والتجسس لصالح أعدائها. وقد أثارت هذه القضية اهتمام المنظمات المسيحية التي تعنى بالدفاع عن حقوق المسيحيين، حيث أعلنت أن السبب الحقيقي والعامل الأساسي في هذه القضية هو العنصرية والتحيز الديني، خاصةً وأن السودان دولة إسلامية وتحرص على الحكم بالشريعة الإسلامية.
من جانبها، أعلنت منظمة العفو الدولية آنذاك في بيان رسمي لها، عبر وسائل الإعلام العالمية والمحلية، أن القس ميشيل قبض عليه في ديسمبر/ عام 2014 بعد أن ألقى عظة في إحدى الكنائس شمالي الخرطوم، أثار خلالها المخاوف بشأن معاملة المسيحيين في السودان.
وقال الأب "توت كوني"، راعي الكنيسة الإنجيلية المشيخية في جنوب السودان، إن "القبض على كلا القِسين ليس شيئا جديدا على كنيستنا". وأضاف: "جميع القساوسة تقريبا سُجِنوا في ظل حكومة السودان، وهذه هي عادتهم لهدم الكنيسة. إننا لسنا مندهشون، هذه هي الطريقة التي يتعاملون بها مع الكنيسة." وتعتبر منظمة العفو الدولية أن هذين الرجلين هما "سجينا رأي قُبِض عليهما واعتُقلا واتُّهِما؛ فقط بسبب تعبيرهما السلمي عن قناعتهما الدينية".
وفي وقت سابق دعا المركز الامريكى للقانون والعدالة (ACLJ) الى تركيز الانتباه الدولى على اضطهاد المسيحيين فى السودان .
وكان المركز الامريكى يعلق على هدم سلطات حكومة المؤتمر الوطنى للكنيسة الانجيلية اللوثرية بأم درمان الثورة الحارة (29) ، 21 أكتوبر 2015 .
وأشار المركز الى هدم عدد من الكنائس الاخرى فى السودان مؤخراً ، وأورد نقلاً عن تقرير وزارة الخارجية الامريكية السنوى عن الحرية الدينية العالمية 2015 ،( ان (11) كنيسة على الاقل هوجمت بواسطة المسؤولين الحكوميين وآخرين) ، فى السنوات القليلة الاخيرة ، واشار الى المعارك القضائية التى حاولت فيها الحكومة السودانية مصادرة ممتلكات الكنيسة الانجيلية ببحرى والكنيسة الانجيلكانية ، وأدى ذلك ايضاً الى اعتقال (37) من المصلين ، اضافة الى الملاحقات والاعتقالات ، كسجن مريم اسحق ابراهيم التى كانت تنتظر حكم الاعدام بسبب دينها ، واعتقال ومحاكمة القسيسيين مايكل وبيتر الصيف الماضى . وأضاف التقرير ( ان حكومة السودان بقيادة الرئيس عمر حسن البشير لا تزال منخرطة فى انتهاكات صارخة ممنهجة ومستمرة لحرية المعتقد والدين . هذه الانتهاكات نتيجة لسياسات الرئيس البشير عن الاسلمة والتعريب).
وأضاف المركز ان وزير الشؤون الدينية والاوقاف السودانى اعلن رسمياً فى ابريل 2014 انه لن يسمح بمنح تراخيص لبناء كنائس جديدة .
وأكد المركز انه عندما تركز انتباه العالم على قضايا مريم والقسيسيين مايكل وبيتر سادت العدالة ، والآن اذ تحول الكنائس المسيحية الى انقاض ( يجب علينا مواصلة المناصرة فى كل العالم للكنائس المضطهدة التى انتهكت حقوقها المعترف بها دولياً بواسطة المسؤولين الحكوميين).
هناك واحدة من الحالات التي تابعها العالم، هي الحكم بإعدام مريم إبراهيم، بعد أن قال شقيقها إنها ارتدت عن الإسلام، قبل إلغاء الحكم في نهاية المطاف، وفرارها من البلاد. وفي كلمة شهيرة له في أواخر عام 2010، قال الرئيس السوداني عمر البشير: "إنه بعد انفصال جنوب السودان فإنه "لن يكون هناك مجال للحديث عن تنوع عِرقي وثقافي". واعتُبر ذلك تهديدا مباشرا لأولئك الذين لم يتبنوا السياسات الإسلامية للنظام، وجميع أولئك الذين لم ينحدروا من الجماعات العرقية المهيمنة من الخرطوم والمناطق القريبة منها.

المسيحية في السودان:

المسيحية في السودان:
وحول المسيحية في السودان يقول المطران "اندود ادم النيل" مطران الكنيسة الاسقفية السودانية الذي اكد ان الكنيسة ورعايها ظلوا محل اضطهاد واقصاء منذ امد بعيد موضحاً في الحوار ادناه نسب المسيحين في السودان ونوعية المعاناة التى يتعرضون لها باستمرار منذ انفصال جنوب السودان.
و قال المطران اندود، ان الهجمة على الكنيسة الاسقفية في زمن الراهن بدات منذ العام 2011 عقب انفصال جنوب السودان بخطاب الرئيس السوداني عمر البشير الشهير في مدينة القضارف التي اعلنت فيه اسلامية الدولة السودانية وانتمائها الصرف للعروبة! بمعني أن السودان اصبح اسلامي عروبي منذ ذلك الحين. لكن اقصاء المسيحية كان الهدف الأسمى من ذاك الخطاب خاصة وإن الرئيس قال صراحة" ان المسيحين انفصلوا مع جنوب السودان" .
واضاف مطران الكنيسة الاسقفية السودانية، في حوار لصحيفة" حريات"، : بعد خطاب البشير في "القضارف" قامت الجماعات الأسلامية المتطرفة بحرق كنيسة كادوقلي وبعدها امتد الضرر الى حرق مدرسة الجريف غرب اللاهوتية بالخرطوم وهدم الكنيسة في الحاج يوسف ثم إغلاق مدارس كمبوني ومنع تاشيرات المبشرين من برطانيا وغيرها من الذين يعدون العدة للحضور الى السودانية كبعثات إرسالية. وهو ما ادى الى عزل الكنيسة في السودان من الكنائس الاخرى على مستوى العالم.
وحول عدد المسيحيين في دولة السودان، قال المطران اندود ادم النيل، ان عدد المسيحيين يقدر بـ( 20% ) جملة سكان السودان بعد انفصال  جنوب السودان، لافتت الي أن معظم المسيحيين في العاصمة القومية الخرطوم تليها ولاية جنوب جنوب كردفان ثم النيل الازرق -الولاية الشمالية ودارفور وهنالك مسحيين متفرقين في بقية الولايات كالبحر الاحمر وشمال كردفان وغيرها من المدن القرى.

المشهد السوداني:

المشهد السوداني:
يبدو أن النظام السوداني الذي تسيطر عليه جماعات متطرفه يواصل حربه ضد الاقليات وتفكيك الدولة الوطنية في السودان، مع انفصال جنوب السودان بعد سنوات من الحرب الدامية والحرب الدائرة في دارفور، بالاضافة الي التضيق علي القوي السياسية المختلفة، كانت المسيحية جزء من هذه الحرب التي يخوضها الاسلاميون المتشددون في الخرطوم بقيادة الحركة الاسلامية والتي يعتبر البشير احد رجالتها.. فاستمرار الاضطهاد ليس للمسيحيين فقط بل لكل السودانيين يكون اكثر حضورا مع وجود نظام اسلامي متشدد لا يري الا نفسه  في الدولة والحكم.
فالعلاقة بين الإسلام والمسيحية في تاريخ الدولة الحديثة في السودان، وما قبل ذلك، يكاد لا يُلحظ فيها طبيعة التعصب الديني؛ فخارطة الأديان في السودان ظلت تعيش حالة السلم الديني، حتي وصول حكومة الانقاذ بقيادة البشير الي الحكم في 1989 وتغيرت حالية التعايش الي حالة صدام مستمر.. اي ان بقاء نظام البشير سيبقي علي التضيق والاضطهاد لمسيحي السودان ويقلل من حالة التعايش السلمي في السودان.

شارك